مركز السلطان قابوس يمنح أملا جديدا لمريضات سرطان عنق الرحم
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
كشف مركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث السرطان أن سرطان عنق الرحم هو أحد أكثر أنواع السرطانات التي يمكن علاجها، بشرط اكتشافه مبكرا وعلاجه بشكل فعّال من خلال الفحص والتشخيص، حيث يعد السرطان الرابع الأكثر شيوعا بين النساء في العالم، ويتم تسجيل أكثر من نصف مليون حالة إصابة جديدة بسرطان عنق الرحم كل عام، وما يقارب من 250 ألف مريضة تُتوفى بسبب المرض.
وفي سلطنة عمان، يتم تسجيل نحو 30 إلى 35 حالة جديدة كل عام، ويوجد ما يقارب من ثلث المريضات المصابات تم تشخيصهن بمرض واسع الانتشار (المرحلة الرابعة)، كما يفسح سرطان عنق الرحم المجال للوقاية الأولية (عامة السكان) والثانوية (الأفراد المرضى المعرضين لخطر كبير)، وقد ثبت أن هذا يقلل من نسبة الوفيات خاصة أن الوقاية الأولية تستند إلى وعي وتثقيف أفراد المجتمع بعوامل الخطر.
وأشار مركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان أن جميع المريضات اللاتي تم تشخيص إصابتهن بسرطان عنق الرحم أو أي سرطان آخر يتلقين رعاية متكاملة، حيث تتم معالجة الحالة النفسية للمريضة، وتقييم التغيرات المزاجية لدى جميع المريضات مثل القلق والاكتئاب، وإذا لزم الأمر سترى المريضة الطبيب النفسي في الوقت نفسه مع الجراح أو الإشعاع أو طبيب الأورام، وسيقوم أخصائي التغذية السريرية وأخصائي العلاج الطبيعي والصيدلي الإكلينيكي بتقييم احتياجات المريضة وتقديم الدعم المناسب.
وأشار المركز إلى أن فيروس الورم الحليمي البشري يعد العامل الرئيسي لسرطان عنق الرحم والأكثر أهمية، إذ يسبب ما يقارب 99٪ من الإصابات التي تنتقل جنسيا، وتعتمد الوقاية الثانوية منه عن طريق استخدام اختبار بابانيكولاو (مسحة عنق الرحم)، حيث يعد اختبار عنق الرحم هو الطريقة القياسية للكشف عن السرطان مبكرا، ومن ثم تقليل حدوث السرطان الغازي بنسبة 60٪ إلى 90٪ ومعدل الوفيات بنسبة 90٪، أما في الآونة الأخيرة فيعتمد الفحص على اكتشاف الفيروس مباشرة من العينات التي تم الحصول عليها من عنق الرحم.
وأوضح المركز أنه بمجرد الاشتباه في الإصابة بالسرطان، يجب أن تخضع المريضة لاختبار محدد في عيادة سرطانات أمراض النساء الخارجية يسمى "تنظير المهبل" التي يتم من خلالها الحصول على خزعة الفحص، علما بأن هناك عدة أنواع من سرطان عنق الرحم أكثر من 70٪ من سرطان الخلايا الحرشفية، مشيرا إلى أنه بمجرد تحديد التشخيص، سيتم إجراء فحص جسدي مفصل باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي للحوض، والأشعة السينية للصدر لمعرفة مدى انتشار المرض، فإذا كان يُشتبه في أن السرطان متقدم موضعيا، فسيتم إجراء فحص بالأشعة المقطعية لدراسة مدى انتشار السرطان (المرحلة السريرية).
وبين المركز أن العلاج الإشعاعي يلعب دورا مهما في إدارة سرطانات عنق الرحم، ويستخدم هذا الشكل من العلاج الأشعة السينية عالية الطاقة لإتلاف الخلايا السرطانية، ولقد ثبت أنه فعّال للغاية عندما يكون المرض متقدما موضعيا، كما يتميز العلاج الإشعاعي بقدرته على توصيل جرعات عالية من الإشعاع للورم مع تجنيب الأعضاء السليمة حول المنطقة السرطانية، وذلك تفاديا لأي مضاعفات أخرى للهياكل الحرجة كالمثانة البولية والمستقيم.
ويمكن تقديم العلاج الإشعاعي عن طريق العلاج الإشعاعي الخارجي للورم من آلة خارج الجسم تسمى "المسرع الخطي"، ويتم فيها إعطاء العلاج لمدة 5 أيام في الأسبوع لأكثر من شهر، وتستغرق كل جلسة ما يقرب من 25 إلى 30 دقيقة، ويعتمد العدد الإجمالي للجلسات على العلاج الذي يحدده طبيب الأورام الإشعاعي، كما يتم أيضا إعطاء العلاج الكيميائي مرة واحدة في الأسبوع لمدة 5 أسابيع، إلى جانب العلاج العضدي الذي يعد شكلا من أشكال العلاج الإشعاعي الداخلي الذي يتضمن وضع مصادر مشعة داخل الورم أو بالقرب منه، مما يسمح بتوصيل جرعات عالية من الإشعاع بدقة إلى المنطقة المصابة، وقبل بدء العلاج الإشعاعي يقوم طبيب الأورام الإشعاعي بترتيب فحص بالأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو كليهما لتخطيط الجرعة المناسبة وحجم العلاج لكل مريضة وشرح الآثار الجانبية المحتملة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: العلاج الإشعاعی سرطان عنق الرحم
إقرأ أيضاً:
هاجر.. بإرادة لا تقهر كتبت فصلاً جديداً من الأمل والحياة
هاجر طفلة صغيرة تواجه أقسى الاختبارات، وجسد نحيل يتحمّل ما يعجز عنه الكبار، وروح ما زالت تعرف كيف تبتسم وسط الألم. حين تنظر إلى هاجر اليوم، الطفلة الإماراتية ذات الأربعة عشر ربيعاً، لا يخطر في بالك أنها كانت منذ عامين تصارع مرضاً خطراً استقرّ في أكثر مناطق الجسد حساسية «الرأس».
خضعت هاجر لعملية أولى في أحد مستشفيات الدولة، نجح الأطباء خلالها في إزالة جزء من الورم لكن الجزء الأكبر بقي، وكأن المعركة لم تبدأ بعد.
وفي سباق مع الزمن، شُدّت الرحال إلى كوريا الجنوبية، حيث خضعت لجراحة دقيقة لاستئصال ما تبقى من الورم، تبعتها مرحلة طويلة من العلاج الكيميائي والإشعاعي.
يقول والد هاجر «في لحظة، شعرت أن الأرض سُحبت من تحت قدميّ.. لم أكن أصدق أن طفلتي ستخوض هذه التجربة، لكن إيماننا بالله كان أقوى من كل خوف، وها نحن اليوم نراها تبتسم من جديد».
تضيف والدتها «كل لحظة ألم عاشتها، عشتها معها أضعافاً، ما كنت أحلم إلا بأن أراها تنهض من سرير المستشفى، تمشي من جديد، وتضحك كما كانت.. وها هي، أقوى من ذي قبل».
اليوم، بعد عامين من العلاج، وقفت هاجر منتصرة أنهت مرحلة العلاج بنجاح بفضل الله، وهي الآن في مرحلة تأهيل واستقرار، تستعيد طفولتها رويداً رويداً، وتكتشف الحياة من جديد.
قصة هاجر ليست حكاية مرض وشفاء وحسب؛ إنها درس في الصبر، وقوة الأسرة، وأن الأمل أقوى من الخوف مهما اشتدت العواصف.
هاجر.. إرادة لا تُهزم، خاضت معركة شرسة مع ورم في الدماغ وهي اليوم، تكتب فصلاً جديداً من الشفاء، والأمل، والحياة. (وام)