أحمد عاطف (القاهرة)

أخبار ذات صلة «تريندز» يفتتح جناحه في معرض «باريس الدولي للكتاب 2024» «ابتسامة ليوناردو دافنشي».. مختارات شعرية لروزيفيتش

وصلت رواية «مقامرة على شرف الليدي ميتسي»، للكاتب والروائي المصري أحمد المرسي إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية، وقد اعتبر ذلك بمثابة تقدير كبير له ولمشروعه الأدبي، ويعترف بأنه كان يشعر بالقلق مع اقتراب توقيت إعلان القائمة، إنه نبأ سعيد بكل تأكيد، فالجائزة العالمية للرواية العربية من أهم الجوائز في فن الرواية، وهذا يمثل نقلة كبيرة، فالجوائز الكبيرة تستطيع تسليط الضوء على العمل الأدبي وكاتبه، وهنا تكمن القيمة الكبرى للجائزة.


وأوضح المرسي، في حوار مع «الاتحاد»، أن الرواية تتناول فكرة الأمنيات غير المحققة، أو المبتورة، والآمال التي لن تأتي، وكيف يمكن أن يتعامل الإنسان معها، ويستوعبها، وينجو منها بآمال جديدة.
أما أول أعماله «ما تبقى من الشمس» فيتناول فلسفة الصورة الفوتوغرافية، باعتبارها شكلاً من أشكال مقاومة الإنسان وخوفه من الموت، من خلال تخليد لحظة ما، وأما روايته الثانية «مكتوب» فتتحدث عن الجبرية في الحياة.
وقال المرسي إن الكتابة بالنسبة له فعل إجباري، وليس اختيارياً، يجد نفسه مدفوعاً لها من الداخل، ويكتب ليجيب عن التساؤلات التي تؤرقه، وإنه موقن أن البشر وجدوا كي يسألوا، ويركضوا وراء إجابات الأسئلة التي يستغلق عليهم فهمها، والأسئلة التي لن يجدوا إجابات جاهزة «لأجل هذا أكتب، لأكتشف نفسي والعالم».
وأشار إلى أن الجوائز ليست مجرد دفعة أو تكريم للكاتب والكتاب، ولكنها أحياناً تكون دفعة لنوع أدبي بعينه، فهي تقدّر الكاتب، وتضعه في المكانة التي يستحقها، وهو ما يجعله أكثر تركيزاً على مشروعه، وشعوراً بأهميته، ويثري الحركة الثقافية بالكامل، ولذلك الجوائز الأدبية جزء أساسي من المشهد الثقافي.
وحول مشروعه الأدبي، أوضح أحمد أنه يكتب للإنسان الذي لا يقبل الإجابات السهلة الجاهزة الموروثة، الذي يتساءل ويريد أن يعرف الحقيقة، «أكتب للإنسان، ولا يفهم من ذلك أني أكتب لأعطي الإجابات، فأنا لا أملك أياً منها، ولكن لأدفع قارئي ليصل إلى مواءمته الخاصة في الحياة، فالناس باختلاف مشاربهم ما هم إلا إنسان واحد، ولكن مداخلهم للحياة يمكن أن تكون شخصية متفردة».
الواقعية والخيال
يرى الروائي المصري أن الواقعية والخيال هما وجهان لعملة واحدة، وكأنهما مرآتان أمام بعضهما، ولذلك كل منهما يشغله، ربما يكون الخيال أكثر جرأة، أو وضوحاً، ولكنه لن يكون موجوداً من دون غرائبية الواقع، الذي إن تأملناه لوجدناه أشد غرابة من الخيال، فالخيال مرآة الواقع، ولذلك هما يشغلانه بالقدر نفسه.
وذكر أن الكتابة التاريخية تختلف وهي مدارس كثيرة، والخيال أحد سبل عرض التاريخ، ولكن ببعض الحرية، بالطبع يوجد فارق بين الرواية التاريخية، ورواية الخيال التاريخي، ويرى أنه يوجد ثلاثة مداخل للتاريخ من الأدب وهي: الرواية التاريخية، ورواية الخيال التاريخي، والفانتازيا التاريخية.
وأشار إلى أنه لا يهتم بالنهايات على حساب البدايات، ولكنه يعطي كلاً منهما أهميته ووضعه، فكتابة الرواية تشبه كتابة جملة موسيقية، لا يمكن أن يفسدها بإهمال ميزان من الموازين، ويجب على الكاتب الاهتمام بالبداية والوسط والنهاية، معتبراً أن تقنيات مثل «الفلاش باك»، و«الفلاش فورواد» تقنيات سينمائية لا ضير من استخدامها في الأدب، وقد تم توظيفها كثيراً على يد كبار أدبائنا، استخدمها نجيب محفوظ في روايته اللص والكلاب، وبالنسبة لي أعتقد أن الفلاش باك طريقة جيدة لخلق قفزات زمنية دون إرهاق القارئ.
واعتبر المرسي أن الصحافة والأدب يسيران جنباً إلى جنب بالنسبة له، يخلع عباءة الأدب، ويرتدي عباءة الصحافة ثم يخلع عباءة الصحافة، ويلبس عباءة الأدب، وقد أثر كل منهما في الآخر، «لكن إن كان لي ولاء أول فإنه سيكون للأدب بكل تأكيد، لأنني من الأصل دخلت الصحافة من باب أدبي بحت».
 وأوضح المرسي أنه يقرأ كل شيء، من الكتب الأدبية، والعلمية والتاريخية، والشعر والقصة القصيرة: «قرأت لكل أساتذتنا الكبار، نجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، والطيب الصالح، وأحب على سبيل المثال أن أقرأ لمحمد المنسي قنديل، إبراهيم عبد المجيد، جلال برجس وربيع جابر، وآخرين».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الجائزة العالمية للرواية العربية الثقافة

إقرأ أيضاً:

الرؤوس المستهدفة ليست نووية!

صراحة نيوز-بقلم / زيدون الحديد

بعد أيام مشتعلة من اندلاع المواجهة المباشرة بين الكيان الصهيوني وإيران، بدأت خيوط المشهد تتضح شيئا فشيئا، وبات من الممكن اليوم قراءة اتجاهات هذه الحرب وتحليل دوافعها وأبعادها بشكل أكثر وضوحا، على عكس الليلة الأولى والثانية من الحرب، حيث كان الضباب سيد الموقف، والمعلومات شحيحة، ولم يكن بمقدورنا سوى الاكتفاء بالتوقعات وقراءة الاحتمالات في فضاء رمادي كثيف، والآن وبعد اغتيال قيادات عسكرية إيرانية بحجم محمد باقري وأمير علي حاجي زاده، والضربات المباغتة في طهران، يتضح أننا أمام حرب اغتيالات متكاملة الأركان، ليست منفصلة عن أحداث شهدناها مؤخرا، بدءا من سقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في ظروف ما تزال غامضة، مرورا بتصفية قيادات في حركة حماس وعلى رأسهم إسماعيل هنية، إلى اغتيالات مباشرة وغير مسبوقة طالت قيادات حزب الله في لبنان وعلى رأسهم حسن نصرالله.

هذه الدلالات مجتمعة تكشف أن الكيان الصهيوني يدير مشروعا استخباراتيا وعسكريا بالغ الدقة، يمتد عبر المنطقة كلها، مستندا إلى معلومات سرية ضخمة، وخرائط تفصيلية عن مراكز القرار والرموز الاستراتيجية في طهران وغزة وبيروت، ضمن حرب ظل طويلة باتت في الآونة الأخيرة تميل إلى العلن.

ومن هنا سأحلل الحدث منذ سقوط طائرة الرئيس الإيراني رئيسي والتي كانت بشكل مفاجئ، حين تساءل الجميع عن المستفيد، الى حين اكتمال المشهد مع الضربة الأخيرة على طهران، والتي بها أصبح السيناريو أكثر وضوحا، وهو انه ثمة مشروع تصفية صهيوني يستهدف تفكيك بنية القرار الإيراني من الداخل والخارج ، وتحييد رموزه العسكرية والسياسية تدريجيا، واغتيال قادة محور المقاومة في لبنان وفلسطين.

وهنا دعونا نتذكر ان المشهد ذاته الذي تكرر في غزة، حين رصد الكيان الصهيوني منذ بداية الحرب الأخيرة تحركات إسماعيل هنية وقيادات الصف الأول في حماس، وتحدث قادته علنا عن استهدافهم ضمن بنك أهداف يتصدره من تصفهم بـ»محددي القرار»، وفي الوقت نفسه، لم تخف الصحف العبرية ولا التصريحات العسكرية الصهيونية حقيقة أن حسن نصرالله وقادة الصف الأول في حزب الله على رأس هذا البنك، وأن تنفيذ عملية تصفية بحقهم أصبح في إطار الاحتمالات القريبة في ظل التصعيد المتسارع على الجبهة اللبنانية.

الجديد الآن أن ساحة هذه الحرب لم تعد تقتصر على غزة ولبنان، بل وصلت إلى قلب طهران، فما جرى فجر الجمعة الماضي هو رسالة مزدوجة، وهي أن أي شخصية عسكرية أو سياسية متورطة في إدارة الملفات النووية أو الأمنية أو دعم حركات المقاومة، هي هدف مشروع، ولا يهم إن كانت في مكتبها بطهران، أو في طائرة رئاسية، أو في أحد الضواحي الجنوبية لبيروت.

هذه العمليات، مثل سابقاتها في غزة ولبنان، تنطلق من مبدأ شل عصب القيادة قبل ضرب الميدان، وعندما ينجح الكيان الصهيوني خلال أيام قليلة في تنفيذ تصفيات بهذا الحجم، فهذا يدل على حجم ما تمتلكه أجهزته من معلومات استخبارية دقيقة عن تحركات، وأماكن، وخطط هؤلاء القادة، مما يؤكد أن الاحتلال أدار على مدار سنوات طويلة حرب معلومات سرية داخل مؤسسات أعدائه، وباتت اليوم تقطف نتائجها علنا.

إلا ان الأخطر في هذه الحرب والتي كانت تدار منذ سنوات بصمت ودهاء، هو ان هذه الحرب قد تحولت الآن إلى حرب مكشوفة، فالكيان الصهيوني لا يتردد في إعلان مسؤوليته عن العمليات، ولا يخفي نواياه في مواصلة هذه التصفيات حتى تصفية آخر رأس في المشروع الإيراني ومحور المقاومة وهو المرشد علي خامنئي، وما يجعل المشهد أكثر خطورة أن العمليات تتم بعلم — وأحيانا برعاية— أطراف دولية مؤثرة، ما يجعل طهران وغزة وبيروت محاصرة سياسيا واستخباريا، وفي وضع بالغ الحرج.

المشهد الإقليمي إذن أمام حرب تصفية رؤوس ومفاتيح القرار وليس الرؤوس النووية، من طائرة رئيسي التي سقطت بظروف غامضة، إلى قيادات غزة المرصودة، إلى قلب طهران المشتعل، والضاحية الجنوبية لبيروت المحاصرة.

وهنا أقول انه وبينما تراهن إيران وحزب الله وحركات المقاومة على معركة استنزاف طويلة، يبدو أن الكيان الصهيوني قرر كسر هذه المعادلة عبر استهداف الرؤوس، وترك الأذرع تتخبط، وهي حرب، إن استمرت بهذا النسق، ستعيد تشكيل خريطة النفوذ في الشرق الأوسط خلال الشهور المقبلة.

مقالات مشابهة

  • عمرو يوسف يقتحم عالم الخيال العلمي بـ”موسم صيد الغزلان”
  • عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من الروايات
  • الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سوروكا
  • في عيد ميلاده.. إفيهات أحمد مكي التي أصبحت جزءًا من الذاكرة الشعبية
  • الرواية الغائبة.. تقرير بريطاني يُدين بي بي سي لتجاهلها ضحايا غزة
  • رئيس مجلس الشيوخ يؤكد عمق العلاقات التاريخية بين مصر وصربيا
  • كل ما تريد معرفته عن كأس العرب للأندية 2025.. الجوائز والدولة المضيفة
  • الرؤوس المستهدفة ليست نووية!
  • الرواية بين المحلية والعالمية.. علامات من الرواية الأردنية
  • ملامح تشكيل الأهلي أمام بالميراس البرازيلي في كأس العالم للأندية.. زيزو أساسيًا