عاجل.. معاناة جديدة داخل السودان: بين أزمة طبية غذائية وخوف من انقطاع الاتصال بالعالم
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
توفي 12 مريضًا من بين 25 مريضًا يعانون من مشاكل في الكلى داخل إحدى المراكز الطبية الواقعة بولاية شرق دارفور غرب السودان بسبب نقص المعدات الطبية.
المركز يعاني من نقص في الإمداداتوفاة المرضى بسبب نقص الدواءوأكدت مديرة المركز، أماني صغيرون، في تصريح لراديو تمازج - الذي يوفِّر معلومات وأخبار حول جنوب السودان والمناطق الحدودية المهمشة بين جنوب السودان والسودان - أن المركز يعاني من نقص في الإمدادات الدوائية منذ بداية الحرب، مما أدى إلى وفاة عدد من المرضى الذين يتلقون العلاج في المركز.
في حادث مشابه، توفي 13 طفلًا مصابين بمشاكل في الكلى في ولاية الخرطوم في يونيو من العام الماضي بسبب نقص العلاج وتلقيهم علاجًا غير مناسب يستخدم للبالغين، مما تسبب في تفاقم حالتهم ووفاتهم.
وقد قام المجلس الاستشاري لقوات الدعم السريع، التي تسيطر على شرق دارفور، بتسليم أدوية لمركز غسيل الكلى في الضعين، بما في ذلك وصلات الدم ومحاليل الغسيل وبدرة بيكربونات.
دعوة للجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانيةوطالبت صغيرون بضرورة توفير العناية اللازمة لمرضى الكلى وتوفير الأدوية الضرورية لإنقاذ حياتهم، داعية الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية وسكان شرق دارفور داخل الولاية وخارجها إلى التدخل الفوري للمساعدة.
قوات الدعم السريعوزادت معاناة الآلاف من مرضى الكلى في السودان بعد هجوم قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة في وسط البلاد، حيث انتشرت المراكز الطبية لعلاج الكلى التي كانت تقدم الخدمات هناك.
يُذكر أن ولاية الجزيرة تضم تسعة مراكز لغسيل الكلى وتحتوي على المخزون الرئيسي لمحاليل وأدوية غسيل الكلى في البلاد، وتعد أحد أكبر مراكز علاج الكلى في السودان، حيث يبلغ عدد المرضى الذين كانوا يتلقون العلاج هناك ربع عدد مرضى الكلى في البلاد، والذي يقدر عددهم بأكثر من 8 آلاف مريض.
يجمعون المياه من بئر في مخيموعلى صعيد متصل، فإنَّ لاجئين سودانيين يجمعون المياه من بئر في مخيم يُدعى "أدريه" على الحدود السودانية التشادية، ما يُنبئ بأزمة جديدة تلوح في افق المشهد هناك، فبحسب أنطونيو غوتيريش أمين عام الأمم المتحدة، إنَّ الشعب السوداني بحاجة ماسة إلى دعم وسخاء المجتمع الدولي لمساعدته على تجاوز هذا الكابوس.
وفي كلمة ألقاهاعَدّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في ختام مؤتمر باريس لدعم السودان، أن المطلوب هو الاستجابة لحاجات المدنيين السودانيين الأكثر إلحاحًا في قطاعات الأمن الغذائي والصحة والمياه والصرف الصحي والتعليم وتوفير الحماية للفئات الأكثر هشاشة.
ومن جانبة قال السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، داخلم ؤتمر باريس: “بدأ شبح المجاعة يطل على الدولة التي كانت آمال الإقليم تتطلع إليه ليكون سلة غذائه”.
ماذا لو انقطع الاتصال بالعالم؟.. تخوُّف سوداني من حرمان الإنترنت الفضائيبترقب الشعب السوداني بقلق متزايد انقطاع خدمة الإنترنت الفضائي، المعروفة باسم "ستارلينك"، في السودان والدول المجاورة نهاية هذا الشهر، حسبما أعلنت الشركة المشغلة للخدمة، "سبيس إكس"، التابعة للملياردير إيلون ماسك، حيث تعتبر هذه الخدمة المصدر الرئيس لاتصالات السودانيين مع العالم وبعضهم البعض، خاصةً في ظل استمرار الصراع بين القوات المسلحة السودانية و"قوات الدعم السريع"، الذي أثر سلبًا على البنية التحتية للاتصالات، مما تسبب في تعطل خدمات الجوال في مناطق متعددة وفرض عزلة على السكان.
وأخطرت الشركة المشغلة لخدمة الإنترنت الفضائي مستخدميها في السودان وبعض الدول الأخرى بقطع الخدمة بنهاية شهر أبريل الحالي، بعدما قالو بانتهاك المستخدمين "شروط وأحكام استخدام ستارلينك". ففي البريد الإلكتروني الموجه للمشتركين، ذكرت الشركة: "إذا كنت تستخدم (ستارلينك) في منطقة غير معتمدة، فأنت تخالف شروط الاستخدام، وابتداءً من 30 أبريل 2024، لن تتمكن من الاتصال بالإنترنت".
وبهذا يزداد تخوُّف السودانيين، وبخاصة بعدما صاروا في انتظار انقطاع خدمة "ستارلينك"، المعتمدة على أقمار صناعية موجودة في مدار منخفض، وترتبط بشبكة معقدة توفر الاتصال بسرعات عالية لخدمة الإنترنت، وتلعب دورًا حيويًا في المناطق المتأثرة بالنزاعات، ما يعني غلق نافذة لهم مفتوحة على العالم، ما يزيد الأمر تأزُّمًا.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: السودان غرب السودان دارفور ماكرون مؤتمر باريس الجماعة العربية الصراعات الحروب الدعم السریع فی السودان الکلى فی
إقرأ أيضاً:
البرهان يتجول في الخرطوم.. نائب حاكم دارفور: الدعم السريع «حكومة ميتة»
البلاد (الخرطوم)
ضمن مشهد الصراع المحتدم في السودان، هاجم نائب حاكم إقليم دارفور ووالي ولاية وسط دارفور، مصطفى تمبور، ما أسماه”حكومة تحالف تأسيس”، التي شكلتها قوات الدعم السريع مؤخراً في مناطق سيطرتها، واصفاً إياها بأنها “منعزلة وولدت ميتة”.
وقال تمبور، في كلمة ألقاها خلال مهرجان شعبي نظّم بمناسبة”اليوم الوطني لدعم القوات المسلحة”: إن الجيش السوداني يحظى بدعم شعبي واسع، معتبراً أن هذا التأييد يجب أن يكون دافعاً لمواصلة القتال ضد قوات الدعم السريع”حتى دحرها واستعادة الدولة”.
تصريحات تمبور جاءت في وقت يسود فيه الانقسام المؤسساتي بين الأطراف المتحاربة في السودان؛ إذ تسعى قوات الدعم السريع لتثبيت سلطتها في إقليم دارفور عبر تشكيل هياكل حكم موازية، وهو ما ترفضه الحكومة المركزية والمكونات المتحالفة معها، وعلى رأسها حكام ولايات دارفور الخمس الموالون للجيش.
بالتوازي مع ذلك، واصل رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان زياراته الميدانية داخل العاصمة الخرطوم، في محاولة لإبراز عودة الاستقرار الأمني إلى بعض المناطق بعد أشهر من المعارك الضارية.
وشملت جولته الأخيرة زيارة إلى مركز الامتحانات بجامعة النيلين، الذي عاد للعمل مؤخراً بعد استئناف الأنشطة الأكاديمية في بعض مؤسسات التعليم العالي داخل الخرطوم.
تأتي هذه التحركات في ظل استمرار الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، في وقت أعلنت فيه قوات درع السودان، الموالية للجيش، عن عزمها فك الحصار واستعادة السيطرة الكاملة على المدينة.
ويُنظر إلى تصريحات نائب حاكم دارفور والهجوم العلني على الكيان الحكومي الموازي لقوات الدعم السريع على أنه تصعيد سياسي جديد في الحرب على الشرعية والتمثيل، خصوصاً في إقليم دارفور الذي تحوّل إلى ساحة صراع دامٍ بين الطرفين، وأسفر عن سقوط آلاف القتلى ونزوح مئات الآلاف.
ويرى مراقبون أن محاولات الدعم السريع فرض سلطتها في الإقليم تصطدم بعقبات سياسية وميدانية، أهمها رفض قادة الإدارات المحلية، وغياب الاعتراف الإقليمي والدولي.
في المقابل، يسعى الجيش السوداني عبر التحركات الميدانية المتكررة للبرهان إلى إعادة تموضعه السياسي والعسكري، وتثبيت حضوره في العاصمة، بعد أن فقد السيطرة على أجزاء واسعة منها خلال الشهور الماضية.