أكد ممثل رئيس دولة فلسطين، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، زياد أبو عمرو، اليوم الخميس 18 أبريل 2024 ، أن منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة من شأنه رفع جزء من الظلم التاريخي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني، و فتح آفاق واسعة أمام تحقيق سلام حقيقي، وحماية حل الدولتين.

وقال أبو عمرو، في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي، إن محنة الشعب الفلسطيني التي بدأت منذ أكثر من قرن من الزمان لا تزال قائمة، فقد كان الشعب الفلسطيني ضحية أحداث وقرارات دولية لم تكن من صنع يديه، وضحية تاريخ ليس بتاريخه، هذا الشعب الذي تعرض للنكبة عام 1948 والاحتلال الإسرائيلي عام 1967 تاق ولا يزال يتوق اليوم إلى ممارسة حقه في تقرير لمصير والعيش بحرية وأمن وسلام في دولة مستقلة أسوة ببقية شعوب العالم، ولقد قدم، وما زال، التضحيات الجسام من أجل ذلك.

وأضاف: "منذ عام 1988 أبدت قيادة الشعب الفلسطيني المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، الاستعداد الكامل لطي صفحة الصراع والجلوس إلى طاولة المفاوضات لإيجاد حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية، وذهبت في هذا السياق وفي ما بذلته من جهد صادق إلى أبعد الحدود وقدمت تنازلات تاريخية لم تكن تخطر على بال من أجل تحقيق السلام القائم على حل الدولتين، بما يكفل قيام دولة فلسطينية مستقلة وكاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين على أساس القرار 194 دولة تعيش مع جيرانها بأمن وسلام. ومنذ عام 1993 سلكت القيادة الفلسطينية طريق المفاوضات على أمل أن تفضي إلى الحل المنشود، وأيد المجتمع الدولي مبدأ حل الدولتين، وتوج هذا الموقف بقبول دولة فلسطين عضوا مراقبا في الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2012".

وأشار إلى أنه ومنذ ذلك ذلك الحين تسعى دولة فلسطين وتطالب العالم بقبولها عضوا كامل العضوية في المنظمة الدولية، لإيمانها الراسخ بأن قرارا دوليا بهذا الشأن يحمي حل الدولتين ويجسد حق الشعب الفلسطيني المشروع في دولة مستقلة، ولكن وللأسف الشديد كان هناك من يعطل هذا القرار دون وجه حق وتحت ذرائع واهية.

وشدد أبو عمرو على أن منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة من شأنه أن يرفع جزءا من الظلم التاريخي الذي تعرضت له وتتعرض له أجيال متتابعة من الشعب الفلسطيني، وأن يفتح آفاقا واسعة أمام تحقيق سلام حقيقي قائم على العدل، وسلام تنعم به دول وشعوب المنطقة كافة.

وتساءل في هذا السياق، كيف يضر الاعتراف بدولة فلسطين ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة أسوة ببقية دول العالم بفرص تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيلين؟ وكيف يضر هذا للاعتراف وهذه العضوية بالأمن والسلام الدوليين؟

وأكد أن هذا السؤال موجه على وجه التحديد للولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى تعارض منح فلسطين العضوية الكاملة، بينما هي تعترف بإسرائيل الطرف الآخر في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وسبق أن منحتها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وردا على من يقول إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يأتي عبر المفاوضات وليس بقرار أممي، تساءل أبو عمرو: كيف تم تأسيس دولة إسرائيل والاعتراف بها؟ ألم يكن ذلك عبر القرار الأممي 181، رغم أن إسرائيل لم تف بشروط قبول عضويتها في الأمم المتحدة والمتمثلة بتنفيذ القرارين 181 و194.

وقال إن قرارا بمنح فلسطين العضوية الكاملة سيشكل في واقع الأمر ركيزة هامة من ركائز تحقيق السلام في المنطقة، لأن الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي بآثاره المختلفة أصبح يتجاوز حدود فلسطين وإسرائيل ويمتد إلى أماكن أخرى في الشرق الأوسط والعالم بأسره، ولذلك فإننا نرى أن الوقت قد حان لكي يتحمل مجلس الأمن المسؤولية التاريخية بإنصاف الشعب الفلسطيني بتبني وإصدار قرار بقبول فلسطين عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة.

وأكد أن من يعطل مثل هذا القرار لا يساعد في فرص تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وفي الشرق الأوسط بشكل عام، ومن الطبيعي أن هذا القرار لن يكون بديلا عن مفاوضات سياسية جادة وفي إطار زمني محرر لتنفيذ حل الدولتين والقرارات الدولية ذات العلاقة، وحل ما بقي عالقا من قضايا بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ونوه أبو عمرو إلى أن هذا القرار سيمنح الفلسطينيين الأمل بحياة كريمة في إطار دولة مستقلة بعد أن تبدد هذا الأمل في السنوات الماضية بسبب تعنت الحكومة الإسرائيلية التي أصبحت ترفض هذا الحل علانية وبشكل صارخ وخاصة بعد الحرب المدمرة التي تعرض لها قطاع غزة وإعادة احتلاله من قبل إسرائيل.

وتابع: "على مدى 12 عاما بعد أن قبلت عضوا مراقبا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أثبتت دولة فلسطين بدورها الإيجابي ومواقفها البناءة جدارتها بالعضوية الكاملة في المنظمة، فأرجو أن تمنحوها الفرصة لكي تصبح جزءا أصيلا من الأسرة الدولية التي تعمل من أجل تحقيق السلام والأمن الدوليين".

وأكد أن الانشغال بطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، لا يجب أن ينسينا للحظة واحدة ما يجري في قطاع غزة من حرب مدمرة وشاملة تشنها إسرائيل ضد شعبنا منذ 6 أشهر، ولا تزال، ذهب ضحيتها حتى الآن أكثر من 35 ألف شهيد فلسطيني و80 ألف جريح معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وجرى خلالها تدمير معظم المرافق الحيوية في القطاع من مساكن وطرق ومستشفيات ومدارس وجامعات ومساجد  وكنائس ومحطات كهرباء وتحلية مياه، وتهجير غالبية أبناء القطاع من أماكن سكناهم حيث أصبح الجزء الأكبر من القطاع غير صالح للحياة، وقال: "غزة لن تموت وستعود مدينة تزخر بالحياة كما عهدناها، وإن من سيموت ويندثر هو الاحتلال".

وتطرق كذلك إلى اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي وإرهاب المستوطنين في مختلف مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية وفي القدس، مشدداً على ضرورة وقف الحرب والاعتداءات وأن يرحل الاحتلال.

وبيّن أن مجلس الأمن مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بالتدخل السريع واتخاذ الإجراءات الواجبة لإجبار إسرائيل على وقف عدوانها وإدخال المساعدات الإنسانية لشعب يتضور جوعا والانسحاب الفوري من قطاع غزة، والانصياع للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، ولا يجوز للمجتمع الدولي أن يسمح لأي دولة أن تكون فوق القانون الدولي وأن تفلت من المساءلة والعقاب.

وحمل أبو عمرو إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حجم الدمار الهائل الذي لحق بقطاع غزة بسبب عدوانها المتواصل عليه، كما تقع المسؤولية أيضاً على عاتق تلك الدول التي تدعم إسرئيل بالسلاح والمال للاستمرار في عدوانها وتوفر لها الحماية السياسية.

وقال: إننا نعول على الدول والشعوب المحبة للسلام في وقف الحرب والعدوان وتقديم الدعم والإغاثة الإنسانية لسكان قطاع غزة، وعلى الجميع أن يدرك وإسرائيل تحديدا أن الأمن لن يتحقق بالحروب التي لا تنتهي طالما ظل الاحتلال قائما، وإن السلام القائم على العدل هو الذي يحقق الأمن والاستقرار للجميع، وكما أثبتت التجربة والوقائع التاريخية، لن تنعم منطقتنا بالاستقرار دون استقلال دولة فلسطين وسيادتها على حدود الرابع من حزيران 1967 بعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام مع جيرانها.

وأكد أن قرارا دوليا بمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة في هذه الظروف الحالكة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، وفي ظل استمرار حرب الدمار الشامل الذي يتعرض له قطاع غزة وسكانه، هو بمثابة رفض للعدوان وإصرار على احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان وحق الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة.

وتابع أبو عمرو: "ليست هناك لحظة أفضل من هذه اللحظة لكي يقف المجتمع الدولي ومجلس الأمن عند مسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية تجاه قضية الشعب الفلسطيني العادلة وحقه في نيل حريته واستقلاله ولكي ينتصر لمبادئ الحرية والعدل والسلام".

ــــ

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی تحقیق السلام حل الدولتین دولة فلسطین هذا القرار قطاع غزة أبو عمرو

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تطلق الرصاصة الأخيرة على "شريان الحياة" في فلسطين وتحظر عمل "الأونروا"

 

بموجب القانون تتوقف أنشطة الوكالة ويحظر التواصل مع المسؤولين الإسرائيليين

إسرائيل تطبق نهج إحكام الحصار على الفلسطينيين

نتنياهو يطالب بمحاسبة موظفي الأونروا بتهمة "الأنشطة الإرهابية"

الاحتلال تعمَّد تشويه سمعة "الأونروا" منذ بدء العدوان على غزة

"أونروا" تصف القرار بـ"الخطوة الشائنة"

أبو حسنة: قرار الحظر يعني انهيار عمليات الإغاثة الإنسانية بشكل كامل

الأمم المتحدة: القرار يتعارض مع القوانين الدولية

 

الرؤية- غرفة الأخبار

تعمَّدت إسرائيل شن هجوم كبير لتشويه سمعة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في قطاع غزة، وذلك منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع بعد عملية "طوفان الأقصى"، بهدف قطع شريان الحياة عن الفلسطينيين وإحكام الحصار على القطاع الذي بات مدمرًا بالكامل.

ومؤخرا، وافق الكنيست الإسرائيلي على مشروع قانون يحظر على وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" العمل في إسرائيل، على الرغم من اعتراض أمريكا والأمم المتحدة. وأقر النواب المشروع بأغلبية 92 صوتاً مقابل 10 أصوات معارضة، بعد سنوات من الانتقادات الإسرائيلية الحادة للأونروا.

ووفقاً لقانون حظر عمل الوكالة الأممية، سيتم إلغاء اتفاقية عام 1967 التي سمحت لـ"الأونروا" بالعمل في إسرائيل، وبالتالي ستتوقف أنشطة الوكالة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، وسيتم حظر أي اتصال بين المسؤولين الإسرائيليين وموظفيها.

وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يتعين محاسبة موظفين في الأونروا بتهمة ما وصفه بأنه "أنشطة إرهابية" ضد إسرائيل.

من جهتها، أدانت الأونروا القرار، ووصفت الخطوة بأنها "شائنة". وقالت المتحدثة باسم الأونروا جولييت توما في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية "إنه لأمر شائن أن تعمل دولة عضو في الأمم المتحدة على تفكيك وكالة تابعة للأمم المتحدة هي أيضا أكبر مستجيب في العملية الإنسانية في غزة".

وأشار المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين عدنان أبو حسنة، إلى إن قرار إسرائيل حظر الوكالة عن العمل داخل إسرائيل يعني انهيار عملية الإغاثة الإنسانية برمتها.

وعبرت الولايات المتحدة الإثنين عن "قلق عميق" بشأن مشروع قانون حظر الأونروا، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر للصحفيين "لقد أوضحنا لحكومة إسرائيل أننا نشعر بقلق عميق إزاء هذا التشريع المقترح"، مؤكدا على الدور "الحاسم" الذي تضطلع به الوكالة في توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.

وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن مشروع القانون الإسرائيلي يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة والتزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي.

 

مقالات مشابهة

  • عُمان تدين الاستهداف الإسرائيلي للأونروا وتؤكد استمرار دعمها للشعب الفلسطيني
  • مندوب الكويت بالجامعة العربية يعلن تضامن بلاده مع الشعب الفلسطيني
  • أسئلة قانونية بعد حظر كنيست الاحتلال عمل الأونروا في فلسطين
  • «المستقلين الجدد»: قرار إسرائيل بحظر «أونروا» ضمن سياسة إبادة الشعب الفلسطيني
  • الأمم المتحدة تحذر من انهيار آفاق الحل المستدام للصراع الفلسطيني الإسرائيلي
  • المندوب الفلسطيني الأممي: مئات الآلاف شمال غزة معرضون للإعدام
  • جلسة مجلس الأمن.. مندوب فلسطين: تل أبيب مستمرة في التحريض ضد الأونروا
  • إسرائيل تطلق الرصاصة الأخيرة على "شريان الحياة" في فلسطين وتحظر عمل "الأونروا"
  • الخارجية الفلسطينية: حظر الاحتلال عمل الأونروا عدوان على الشعب والأمم المتحدة
  • جوتيريش: حظر أنشطة «الأونروا» له عواقب مدمرة على لاجئي فلسطين