بوابة الوفد:
2025-06-24@20:14:02 GMT

تفسير الحنين للماضي

تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT

نحِن إلى ما مضى. نستبشر ببرامج تليفزيونية كُنا نتابعها بشغف وترقب فى الثمانينات والتسعينات مثل « نادى السينما»، و»عالم البحار»، و»مواقف وطرائف»، و»العلم والإيمان».

تستلذ ذاكرتنا السماعية بأغانى الجيل المطور الذى نشانا معه: عمرو دياب، محمد منير، هانى شاكر، علاء عبدالخالق، وحميد الشاعرى.

نبتسم بمحبة إن شاهدنا باعة الروبابيكيا يعرضون تليفونا قديما بقرص، أو تليفزيونا أبيض وأسود تابعنا معه صغارا المشاهدات الأولى للدنيا.

نتذكر بشوق مشهد ساعى البريد وهو يقف أمام منازلنا وينادى بصوت عال على فلان فى الطابق الثالث وفلان فى الطابق الرابع ليُسلمه رسالة من غائب كُتبت قبل أسبوع لتبث السلامات والتحيات والأخبار الجديدة.

نطالع بحنين ألبومات الصور القديمة لدينا (عندما كُنا نطبع الصور) لنسترجع أزمنة مرت بناسها وأحداثها وجمالها وسحرها وأزماتها ومشكلاتها، وهمومها.

نسرح أحيانا ( نحن أبناء مهنة المتاعب والوجع) فى مانشيتات لصحف ومجلات قديمة، كانت تقلب البلاد وتُحرك العباد، وتُغير الأحوال، ونتحسر على انطفاء مهنة وخمول نُخبة. نُفتش فى مقالات قديمة لنتذكر أعمدة مؤثرة مثل «فكرة» لمصطفى أمين، و«يوميات» لكمال عبدالرؤوف،«قطايف» لجمال بدوى، و«مواقف» لأنيس منصور، وغيرهم.

لا تصدق ابنتى الشابة أننا كنا نحيا بلا فيس بوك أو تويتر أو محمول. كيف كنتم تعيشون؟ تندهش شقيقتها الأصغر قليلا من قدرتنا على مشاهدة الأفلام أبيض وأسود. تقول إنها لا ترى شيئا، ولا تعرف كيف نُميز الممثل من الممثل الآخر. يستغرب ابنى وأنا أحكى له قصة فتاة كندية كُنت أراسلها وأنا فى عمره، وظللنا أصدقاء لعشر سنوات رغم أن الفارق بين رسالة وأخرى كان يطول لعشرين يوما أو أكثر. يسألنى فى ضجر: كيف كنتم تحتملون هذا الملل؟ فالحب اليوم تيك أوى، سريع الوتيرة وربما من يتأخر دقائق يفقد غرامه.

تسارع الزمن كقطار لا يتوقف فى المحطات. تبدلت أحوال وتغيرت سلوكيات. فقدنا أحباء رحلوا عن دُنيانا، وفقدنا آخرين مازالوا أحياء لكن أرواحهم تغيرت وقلوبهم تقلبت. صعد أناس وهبط آخرون. تغيرت خرائط دول، وتبدلت مواقف ساسة. ولدت أفكار جديدة، وشطبت أفكار تصورها البعض يقينية. غلب التطور كل شيء. اكتشفت عقاقير لعلاج كثير من الأمراض المستعصية ولم يعد الطب الحديث يعترف بعبارة «مرض لا علاج له»، وزاد متوسط عمر الإنسان فى العالم، وازدادت أعداد المعمرين فى كثير من البلدان.

رغم كل هذا، فالماضى بالنسبة لى وربما لمعظم أبناء جيلى، وربما لكافة الأجيال هو الجنة بعينها. الجمال الذى نتطلع إليه منبهرين، اليوتوبيا التى نستلهمها بحثا عن الطمأنينة. لذا نصفه دائما متحسرين، وتتكرر على ألستنا عبارة «زمن الفن الجميل» و«زمن الحب الجميل». نقول عن الساسة فى الماضى «كانوا رجالا عظاما» رغم اننا كنا ننتقدهم فى ذلك الوقت، وربما كنا نلعن الزمن كله.

وهذه هى النوستالجيا. الحنين الدائم للماضى. وهى سمة عامة لا تخص مجتمعا بعينه، فكل إنسان ملتصق بالماضى كحركة مقاومة مستحيلة لقطار الزمن. وربما نحن ننجذب للماضى لأننا كُنا أصغر عمرا، وأكثر قوة، وأعلى حماسا، وأشد عزما.

لكن الحكماء يقولون لنا: «اكسب لحظتك الآنية واستمتع بها» فلا سكون فى الكون، وكل شيء سيزول إلا الطيب.

والله أعلم.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد عالم البحار نادى السينما عمرو دياب

إقرأ أيضاً:

ريال مدريد يسابق الزمن لحسم مصير نيكو باز

يواصل نادي ريال مدريد تحركاته المكثفة في سوق الانتقالات الصيفي بهدف تعزيز صفوف الفريق للموسم المقبل، ضمن ما يبدو أنه “ثورة مصغرة” في التشكيلة التي يقودها الرئيس فلورنتينو بيريز. ومن بين الأسماء التي عادت لتتردد بقوة داخل أروقة “البرنابيو”، يبرز اسم النجم الشاب نيكو باز، الذي قد يعود إلى الفريق هذا الصيف.

ويمتلك ريال مدريد بند إعادة شراء في عقد نيكو باز يمنحه الحق في استعادته من نادي كومو الإيطالي مقابل 9 ملايين يورو، لكن هذه الإمكانية متاحة فقط حتى 30 يونيو الجاري، أي خلال 7 أيام فقط من الآن.

وقال اللاعب في تصريحات سابقة، معلقًا على مستقبله:"أنا هادئ، أركز على المنتخب والعطلة الصيفية، وبعدها سنرى ما سيحدث".

قرار قبل 30 يونيو أو الانتظار حتى 2026

حسب بنود العقد الموقّع مع كومو، يتعين على ريال مدريد إبلاغ النادي الإيطالي قبل نهاية الشهر الجاري إذا كان سيُفعل بند إعادة الشراء. في حال تجاوز هذا التاريخ، لن يكون بمقدور النادي الملكي استعادة نيكو باز حتى عام 2026، حين ترتفع قيمة البند إلى 10 ملايين يورو.

ووفقًا لتقارير إيطالية، على رأسها ما نشرته “سبورت ميدياسيت”، فإن نادي إنتر ميلان يراقب الموقف عن كثب، بل وبدأ بالفعل خطوات فعلية نحو التعاقد مع اللاعب ضمن مشروعه الرياضي الجديد، بقيادة الرئيس جوزيبي ماروتا. ومع ذلك، لا يستطيع الإنتر اتخاذ أي خطوة رسمية قبل انتهاء مهلة ريال مدريد.

اهتمام كبير بموهبة لامعة

منذ انضمامه إلى كومو، ترك نيكو باز انطباعًا قويًا، وأثبت أنه يملك موهبة استثنائية جعلته محط اهتمام عدد من الأندية الأوروبية الكبرى، إلى جانب إنتر ميلان. ويعرف ريال مدريد تمامًا حجم الاهتمام باللاعب، مما يجعل قرار استعادته محوريًا لمستقبل اللاعب والنادي على حد سواء.

مع اقتراب موعد الحسم، ستكون الأيام المقبلة حاسمة في مستقبل نيكو باز، إما بعودته إلى البرنابيو هذا الصيف، أو فتح الباب أمام رحيله إلى نادٍ آخر، أبرزهم إنتر، الذي يترقّب بصبر قرار ريال مدريد.
 

مقالات مشابهة

  • هل يمضي الزمن في خط مستقيم أم دائرة مغلقة؟
  • تعرف على موعد عرض مسرحية «الملك وأنا»
  • ريال مدريد يسابق الزمن لحسم مصير نيكو باز
  • تفسير رؤيا «لبس الجديد» في المنام لابن سيرين
  • رسالة.. ماذا قال الجميل للرئيس بري؟
  • صنعاء القديمة.. ذاكرة الحجر والهوية في وجه الزمن والتحدي
  • بعد خروجها من مصر.. فورد في ورطة بسبب عيب خطير بسياراتها
  • أيمن الجميل: تدشين منطقة جرجوب الاقتصادية الخاصة نقطة مضيئة للاستقرار والتعاون بين إفريقيا وأوروبا
  • تفسير قوله تعالى: «ولا يؤوده حفظهما» في آية الكرسي
  • ماذا يفعل المسلم فى هذا الزمن المليء بالفتن؟ على جمعة يجيب