لماذا نرى الأحلام والكوابيس خلال نومنا؟
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
تعد الأحلام والكوابيس من بين سمات النوم الأقل فهما حتى الآن. وعلى الرغم من أنها تجربة فردية، إلا أن هناك بعض التخيلات التي تشيع رؤيتها في مختلف أنحاء العالم.
ولطالما حاول الأطباء النفسيون وعلماء النفس شرح ما نراه في الأحلام أو الكوابيس. والآن، شارك أحد كبار خبراء النوم فكرة رائعة حول السبب الذي يجعلنا نحظى بمثل هذه التجارب المفعمة بالحيوية أثناء النوم.
ويعتقد البروفيسور مارك بلاغروف، مدير مختبر النوم بجامعة سوانسي، أن السبب وراء أن أحلامنا يمكن أن تكون "معقدة" للغاية، ومليئة بـ"الشخصيات والعواطف والمؤامرات"، هو أنها مصممة لنا لنتشاركها مع الآخرين.
ويعتقد بعض علماء النفس أن الأحلام هي مجرد طريقة يستخدمها الدماغ لمعالجة الذكريات وفهم العواطف ومعالجة الحجج. بينما يقول آخرون إنه لا يوجد شيء على الإطلاق وراء رؤيتنا لهذه التخيلات، بحجة أنها مجرد مجموعة من الأفكار التي لا معنى لها.
ويوضح البروفيسور بلاغروف لبودكاست PsychCrunch التابع لجمعية علم النفس البريطانية: "هناك العديد من المناقشات حول سبب حلمنا، لكن معظم الباحثين سيتفقون على أن الأحلام ذات معنى وأنها تشير إلى حياة الفرد في اليقظة، حتى لو كان ذلك بطريقة مجازية".
وأشار إلى أنه على الرغم من أن العديد من الأحلام تحتوي على مشاهد "خيالية"، إلا أن معظم الناس يمكنهم عادة الارتباط بالمشاعر التي يمرون بها.
ويعود أحد التفسيرات إلى نظرية تطورية مفادها أن هناك واقعا افتراضيا يحدث في أذهاننا بينما نتقلب في السرير، ونتدرب على التغلب على التهديدات.
وقال البروفيسور بلاغروف: "إننا نحلم بالتهديدات التي تحدث لنا. نحن نحاكي هذه التهديدات التي تحدث في أحلامنا، لمحاكاة ممارسة التغلب عليها".
وفي بعض الأحيان، لا تكون هذه التهديدات جسدية بل عقلية تستهدف احترامنا لذاتنا، ما يجعلنا نتعامل مع الحجج وطرق الرد مع الناس.
إقرأ المزيدوأضاف البروفيسور بلاغروف أنه يُعتقد أيضا أن الأحلام تساعد على تعزيز ذكرياتنا وجعلها أكثر ديمومة. ويعتقد البعض أن هذه العملية قد تؤدي إلى الأحلام الواضحة.
ومع ذلك، لا يتفق جميع العلماء مع هذا، حيث يشير البروفيسور بلاغروف: "هناك أيضا نظرية يعتقد من خلالها العديد من العلماء أن الأحلام هي ظاهرة ثانوية". وشرح أنه أثناء اليقظة تحدث أحلام اليقظة والتي تمكننا من مراقبة هذه الأحلام والبناء عليها والتفكير فيها، وهذه القدرة على المعالجة تنتقل إلى نومنا. ولكن ليس هناك هدف لذلك.
ويعتقد البروفيسور بلاغروف أن مشاركة الأحلام مع الآخرين هي الطريقة التي نجني بها فوائد رؤانا المشابهة للحياة، لأن مشاركة الأحلام تعطي الشخص فكرة عن حياة الحالم وتساعد على بناء الروابط.
وأوضح أن "السبب في أن الأحلام معقدة للغاية ولها هذه الشخصيات والعواطف والمؤامرات والمشاهد والسيناريوهات، هو أن هذا التعقيد ضروري حتى يتمكن الشخص من التعبير عن نفسه بشكل مجازي لأشخاص آخرين".
ويقترح أنه نظرا لأن فن رواية القصص لدى البشر كان مهما تاريخيا، فإن فعل الحلم يخدم هذا الغرض.
وفي تجربة قادها البروفيسور بلاغروف، والتي نُشرت في مجلة Frontiers في عام 2019، تضمنت أشخاصا يروون أحلامهم للآخرين، أظهرت النتائج أن الاستماع وسرد الأحلام يزيد من التعاطف.
وأكد بلاغروف أن جميع مراحل النوم مهمة، لكن نوم حركة العين السريعة مهم بشكل خاص لأنه يلعب دورا في الحلم والذاكرة والمعالجة العاطفية.
إقرأ المزيدوتحدث غالبية أحلامنا خلال هذه المرحلة التي تشكل ما يقارب ربع فترة سباتنا، وتميل إلى أن تكون أكثر حيوية، وفقا لمؤسسة النوم.
ومن المرجح أن تتذكر ما حلمت به إذا استيقظت أثناء فترة نوم حركة العين السريعة.
وبحسب البروفيسور بلاغروف، فإنه إذا بقيت نائما خلال تلك الدورة، فإن الأحلام على ما يبدو "تختفي" ولا يكون لها أي تأثير دائم.
ومن الشائع أيضا أن يتذكر الناس الكوابيس عندما يستيقظون أثناء حدوثها. ويوضح البروفيسور بلاغروف، الذي يصف الكابوس بأنه "حلم مزعج يحمل مشاعر سلبية"، أن بعض الخبراء يعتقدون أن الكوابيس هي طريقة الدماغ للتغلب على المخاوف والتهديدات، وهي في الواقع أكثر وظيفية من الأحلام.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار علمية اكتشافات امراض نفسية دراسات علمية معلومات عامة معلومات علمية
إقرأ أيضاً:
تقرير اقتصادي يسعرض أبرز التحولات التي طرأت على خارطة التمويل الدولي لليمن ويحذر من تبعات تقليص الدعم الخارجي
حذر مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، من خطورة تداعيات تقليص المنح والمساعدات الخارجية لليمن في الوقت الذي تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية والاقتصادية بصورة غير مسبوقة خلال المرحلة الراهنة.
وطالب المركز، في تقرير حديث صادر عنه، حول تداعيات التراجع في المنح والمساعدات المقدمة لليمن، بضرورة تقديم الدعم الطارئ والضروري لليمن والتحول التدريجي نحو العمل التنموي المستدام، مشيرًا إلى الآثار الخطيرة التي خلفها تراجع الدعم على النازحين والفئات الضعيفة في المجتمع وكذلك على الأوضاع الصحية والمعيشية لملايين اليمنيين.
ودعا مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، إلى ضرورة تغطية فجوة التمويل الراهنة سواء ضمن خطة الاستجابة الإنسانية التي أعدتها الأمم المتحدة للعام 2025، أو من خلال دعم البرامج التنموية الأخرى ومواصلة الجهود الدولية للتخفيف من واحدة من أسوأ الازمات الإنسانية في العالم.
واستعرض التقرير، مستجدات تقليص الدعم الدولي المقدم لليمن لاسيما الدعم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والذي مثل نسبة مهمة خلال فترة الحرب التي تشهدها اليمن على مدى عشرة أعوام وساهم بصورة واضحة في تخفيف الأزمة الإنسانية والمعيشية للشعب اليمني.
وأوضح أن النصف الأول من العام 2025 شهد تراجعا غير مسبوق في حجم التمويل المخصص لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن، حيث لم تتجاوز نسبة التغطية 9% من إجمالي المتطلبات حتى منتصف مايو، في وقت يتزايد فيه عدد المحتاجين للمساعدات إلى أكثر من 19.5 مليون شخص، مما يعكس حجم الفجوة التمويلية التي تواجهها المنظومة الإنسانية.
وتناول التقرير، أبرز التحولات التي طرأت على خارطة التمويل الدولي لليمن، مشيرا إلى أن هذا التراجع الحاد في التمويل ترك أثرًا بالغًا على سير العمليات الإنسانية في مختلف القطاعات الحيوية، مثل الأمن الغذائي، والرعاية الصحية، والتعليم، وخدمات الحماية، كما أدى إلى توقف العديد من المشاريع الإغاثية والخدمية، وحرمان ملايين اليمنيين من الخدمات الأساسية، لا سيما في المناطق التي تأوي أعدادا كبيرة من النازحين.
وسلط الضوء على التأثيرات الكبيرة الناتجة عن قرار الولايات المتحدة الأمريكية تعليق جزء كبير من مساعداتها الإنسانية مطلع العام الجاري، حيث لم تتجاوز مساهمتها 16 مليون دولار خلال النصف الأول من عام 2025، مقارنة بـ 768 مليون دولار خلال العام 2024، الأمر الذي أدى إلى فجوة واسعة في تمويل البرامج الحيوية، وتدهور في أداء المنظمات الدولية والمحلية العاملة في المجال الإنساني، خاصة في محافظة مأرب التي تضم أكبر تجمع للنازحين داخليًا.
وأشار التقرير، إلى أن إجمالي المساعدات الدولية المقدمة لليمن منذ عام 2015 تجاوز 29 مليار دولار، بينها أكثر من 6.4 مليار دولار قدمتها الولايات المتحدة، عبر برامج متعددة دعمت قطاعات أساسية كالغذاء، والصحة، والتعليم، والمياه، في ظل الانهيار المستمر لمؤسسات الدولة.
وتضمن التقرير، تحليلا لتداعيات تراجع التمويل على مستوى المعيشة في اليمن، موضحا كيف أسهمت هذه التطورات في تفاقم معدلات الجوع، وتوقف المرافق الصحية، وتراجع خدمات الحماية، إلى جانب الانعكاسات الاقتصادية، بما في ذلك انخفاض قيمة الريال اليمني بنسبة تجاوزت 25% خلال فترة قصيرة، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، وتراجع فرص العمل، الأمر الذي زاد من هشاشة الأوضاع المعيشية والاقتصادية في البلاد.
ودعا مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، إلى ضرورة تبني خطة انسحاب تدريجي ومنظم للمساعدات الإنسانية، تتزامن مع تعزيز مسارات التنمية المحلية، واستئناف تصدير النفط والغاز، وضمان صرف رواتب الموظفين، وتحفيز الاستثمارات، مشددًا على أهمية تعزيز الشفافية، وتوسيع قاعدة الشراكات مع المنظمات المحلية، وتبني نهج متكامل يربط بين الاستجابة الإنسانية والتنمية وبناء السلام