كتب- محمد شاكر:

استضاف جناح مصر «ضيف الشرق»، بمعرض أبو ظبي الدولي للكتاب، فعالية (لقاء مع ريم بسيوني)، احتفاء بالإبداع المصري، وفوزها بجائزة الشيخ زايد في الآداب، وكان لقاؤها بجمهور المعرض أول لقاء بعد الجائزة، داخل قاعة الفعاليات بالجناح المصري «ضيف الشرف» في معرض أبو ظبي للكتاب، وحاورها الكاتب الصحفي طارق الطاهر رئيس تحرير مجلة "الثقافة الجديدة".

قدم الطاهر نبذة تعريفية بالكاتبة الروائية د. ريم بسيوني، وكيف أن نشأتها في ظل بيت تحمل إحدى غرفها مكتبة ضخمة، كانت نواة لنشأتها، ودأبها في الاطلاع والإبداع، وتناول مشوارها الأكاديمي خارج مصر في أعرق الجامعات الأوروبية، ثم قرارها بالعودة إلى مصر في وقت تردد فيه الكثير، وكيف لموهبتها التي جعلتها اسمًا كبيرًا في عالم الإبداع الروائي اليوم، والذي يشي بأن مصر لديها الكثير من الموهوبين لتمثيلها كي يناولوا أهم الجوائز على مستوى عربي ودولي.

وأكدت ريم، على سعادتها بإقامة هذه الفعالية داخل الجناح المصري في معرض أبو ظبي بعد فوزها وتسلمها الجائزة بالأمس، وتحدثت عن مشوارها في الكتابة، وأنها بدأته مبكرًا في سن الثانية عشرة، وبعد كتابة القصص القصيرة لبعض الدوريات الثقافية المصرية، كان سفرها لمدة 10 سنوات خارج مصر، كتبت خلالها بالإنجليزية لكنها بعد اقتناع رأت الكتابة باللغة العربية لتعبيرها الأجود عن ما تريد كتابته، وتركت الكتابة باللغة الإنجليزية للكتب العلمية فقط، إلى أن كتبت (البحث عن السعادة) ككتاب علمي باللغة العربية، ومن 2005 إلى 2010 قدمت للقارئ 5 كتب روائية، وفازت بجائزتين، ثم توقفت عن الكتابة سبع سنوات، وفي 2017 كتبت ثلاثية (المماليك أولاد الناس) وكان وقتها الاتجاه لكتابة الرواية التاريخية.

ودارت المناقشات حول استقرارها في مصر، مع صعوبة التحديات، والفرق بين الكتابة التاريخية والرواية التاريخية، وتجربة اللقاء بالقراء شهريًا لقراءة أعمالها، وكانت المداخلات ثرية حول وجود الإبداع العربي في العالم بخلاف إبداع نجيب محفوظ، وأهمية الترابط مع الجنوب، وغيرها من المناقشات.

في نهاية اللقاء وقّعت الكاتبة الروائية ريم بسيوني، بعض النسخ من كتبها للجمهور الحضور.

وكان من فقرات البرنامج الثقافي أيضًا، عرض من ذاكرة الثقافة المصرية فيلم تسجيلي من إنتاج وزارة الثقافة عن الأديب الكبير نجيب محفوظ بمناسبة حصوله على جائزة نوبل، وأذيع أيضًا (نجيب محفوظ في ذاكرة معرض القاهرة الدولي للكتاب)، افتتاح احتفالية المعرض في دورته الرابعة والثلاثين ببلوغ الأديب العالمي نجيب محفوظ سن التسعين عامًا، وتخلل الفعاليات فواصل من فرقة النيل للآلات الشعبية، والتي استمتع بها زوار المعرض وتفاعلوا معها.

وتشارك جمهورية مصر العربية "ضيف شرف" معرض أبو ظبي الثالث والثلاثون للكتاب، وذلك ببرنامج ثقافي وفني، ووفد رسمي وثقافي على رأسه الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، والدكتور أحمد بهي الدين رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، وقطاعات وزارة الثقافة بمنتجها الإبداعي المطبوع والفني.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: لقاح أسترازينيكا مقاطعة الأسماك الطقس أسعار الذهب التصالح في مخالفات البناء سعر الدولار سعر الفائدة رد إسرائيل على إيران الهجوم الإيراني رأس الحكمة فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان جناح مصر في معرض أبو ظبي الروائية ريم بسيوني معرض أبو ظبي الدولي للكتاب معرض أبو ظبی ریم بسیونی نجیب محفوظ

إقرأ أيضاً:

عصيان الكتابة.. "من اشتهى الخمر فليزرع دواليها"!

 

 

د. سليمان بن خليفة المعمري

 

كثيرًا ما يعرض الناس صفحًا عن الكتابة وتستثقلها نفوس الطلبة والدارسين، وقد لا حظت أثناء تقديمي للعديد من الدورات التدريبية أن أكثر الأنشطة التدريبية التي يحجم المتدربون عن المشاركة فيها هي الكتابة، كما لاحظتُ ذلك أثناء إجراء البحوث العلمية؛ إذ قلما يستجيب المبحوثون لأسئلة الاستبانات التي تحتاج إلى كتابة.

وفي إحدى الاستبانات التي قمت بتطبيقها مؤخرا رغم قصرها الشديد (على رأي أحد المستجيبين)؛ إذ كانت تتضمن خمسة أسئلة اختيار من متعدد، منها سؤالان فقط تضمنا خيار (أخرى) وطُلب من المستجيبين كتابة تعليقا إضافيا في حال تم اختيار هذا الخيار، ورغم اختيار نسبة (6.01%) من أصل (268) شابا وشابة؛ أي ما يقارب (28) شابا وشابة لهذا الخيار، إلّا أن أيًّا منهم لم يكتب تعليقًا حول اختيارهم هذا، كما إن هناك- للأسف- من يُعد الواجبات الدراسية المنزلية (عقابًا)، رغم أن العديد من مدارس علم النفس- وخاصة ذات التوجه المعرفي السلوكي- ترى أن الواجبات المنزلية أحد أسس العلاج  التي يجب على المسترشدين الالتزام بها لإحراز التقدم المنشود إزاء حالتهم النفسية، فلا يكفي المرء أو الطالب أو المتدرب أن يحضر الجلسة العلاجية او الدورة التدريبية أو الصف الدراسي ليحصد ثمرة حضوره ما لم يبذل الجهد ويتحلى بالصبر والإرادة والعزيمة والالتزام، وقد صدق من قال "العلم صيد والكتابة قيده، قيد صيودك بالحبال الواثقة".

والواقع إن الكثير من الشواهد تشير إلى إن الكتابة ارتبطت ارتباط وثيقا بتقدم الحضارات وازدهار الأمم، فهي بالإضافة إلى أهميتها المعروفة في التدوين والتواصل بين الناس فإن لها قيمة فنية ودينية كبيرة، وقد وردت كلمة (كتب) في القرآن الكريم حوالي 260 مرة، كما نوه القرآن الكريم بالقلم كأحد أدوات الكتابة في قولة تعالى"ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ" (سورة القلم، 1)، ولطالما كانت الكتابة علة شفاء العليل، ولطالما حفظت لنا خبرات الحياة وأسرارها بدلا من ضياعها في زوايا النسيان؛ بل إن هناك العلاج النفسي القائم على استحضار وسرد الذكريات عبر " الاجترار الإيجابي" لماضي الإنسان وتذوق حلاوة إنجازاته.

وقد كتب جراهام جرين في طرائق الهروب" إن الكتابة نوع من العلاج النفسي، حتى إنني أحيانا أتساءل عن أولئك الذين لا يكتبون، ولا يرسمون، وربما لا يؤلفون الموسيقى، كيف يدبرون أمرهم، وكيف يهربون من الجنون، والسوداوية، والفزع والمخاوف" لذا على المرء أن يعتصم بالصبر والتحمل  لمواجهة عصيان الكتابة ليجني ثمرة الكفاح والعمل والاجتهاد.

الكثير من النتاج البشري الأدبي والفني والعلمي والدراسي الذي نشاهده اليوم ما هو إلا حصيلة الكتابة والولوج إلى هياكل الابداع والصفاء الإنساني، وإن على الناشئة وطلبة العلم إذا ما أرادوا شق طريق المجد والفوز باعتلاء منصات العلم وحيازة قصب السبق في مسيرة العلم المشرقة أن يجعلوا من فعل الكتابة متعتهم التي لا ينفكون عن ممارستها ولا يتوقفون عن مقارفتها ليضمنوا السيادة والريادة في مجالات العلم الثقافية والأدبية والتقنية والفنية وقد صدق من قال: "فالعلم في السطور.. يسري إلى الصدور".

متذكرين على الدوام، أن الوصول إلى ذرى المعالي يحتاج إلى الكثير من المعاناة والتحدي والالتزام، وكم أصاب أمير شعراء المهجر إيليا أبو ماضي حين قال:

لا شيء يدرك في الدنيا بلا تعب

من اشتهى الخمر فليزرع دواليها

مقالات مشابهة

  • انطلاق فعاليات النسخة الثانية من معرض تنمية الطفولة المبكرة في أبوظبي
  • حصاد الهيئة المصرية العامة للكتاب.. مشاركة متميزة في معرض فرانكفورت
  • معرض كتاب وأنشطة متنوعة.. قصور الثقافة تشارك في برنامج أنت الحياة بالمنيا غدا
  • قصور الثقافة تشارك في برنامج «أنت الحياة» بالمنيا.. معرض كتاب وأنشطة متنوعة
  • اليوم.. حفل لفرقة ضفاير مع الشاعرة أماني محفوظ بقبة الغوري
  • شراكات استراتيجية تعزز مكانة معرض الشارقة الدولي للكتاب
  • عصيان الكتابة.. "من اشتهى الخمر فليزرع دواليها"!
  • الكتابة في زمن الحرب (45): الشباب والأحلام الضائعة وسط الرماد
  • «الناشر الأسبوعي» تتناول الجانب الشعري لدى صاحبة «نوبل 2024»
  • «الثقافة» تستعد لتنظيم معرض فني يسرد تاريخ مصر في 100 عام