لجريدة عمان:
2025-12-10@09:39:13 GMT

هل يمضي الزمن في خط مستقيم أم دائرة مغلقة ؟

تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT

«الآخر الذي يختلف تمامًا عن جميع الكيانات هو ما لا كيان له، أو العدم، لكن هذا العدم هو وجود على نحوٍ أساسي».

هذا هو المذهب الذي، كما أراه، يدين به الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر، والذي جاء نصًّا في كتابه: (الوجود والزمن - Being and Time)، حيث يرى هايدغر أن الزمن ليس مجرد تسلسل للأحداث وحسب، بل إنه يمثل البعد الذي تتجلّى فيه فكرة الوجودية.

في الحقيقة، وفي مرحلة يطيب لي أن أطلق عليها شخصيًّا وصف مرحلة ما قبل النضج الفكري، كثيرًا ما تساءلتُ عن معنى وجود الإنسان، إذا ما هو سائرٌ نحو الموت والعدم، وإذا ما افترضنا أنه يمشي في سياقٍ دائري كشيء لم يكن كيانًا يومًا! في تذبذب لا يهدأ، بين ماضٍ راسخ كالجبل المكين، وحاضرٍ يتلاشى ما إن يدركه، وبين مستقبلٍ مبهم يقف أمامه متكهّنًا، ولا حقيقة تعادله إلا النهاية المُحتمة التي لا يملك إلا أن تترقّبها سريرته.

من هنا، تنطلق فكرة العلاقة بين الإنسان والزمان، كما أشار إليها سارتر، عندما قال: الوجود يسبق الجوهر.

في الفكر المتصوّف الإسلامي، يبدو الزمن حاجبًا يفصل الإنسان عن حقيقته المطلقة. فقيل: إن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، فالزمن هنا يسير في وتيرةٍ دائريةٍ مغلقة، ولا ينفرد على خطٍّ مستقيم يسير بالإنسان ما بلغ به مسيره. فنجد المشاهد تتكرّر في دوائر الزمن، وتتناسل الأحداث والمواقف. كلٌّ يتبع الكلّ، وجزءٌ يولد من الكلّ، ما يدفع بالسالك إلى السعي الواهم لكسر هذه الدائرة، والوصول إلى لحظة الآن الأبدية، حيث البقاء للحقيقة.

قرأتُ منذ مدة مقالًا في مدوّنة بقلم روبير شعيب، كان يستشهد بأقوال البابا يوحنا بولس الثاني، جاء فيه مقتبسًا من كتاب الإيمان والعقل - Fides et Ratio، أن «الوحي الإلهي يندرج في الزمان وفي التاريخ»، مذكّرًا أن تجسّد يسوع المسيح صار «في ملء الزمان». ويؤكد البابا على أنه، على مسافة ألفي سنة من هذا الحدث، «أشعر بحاجةٍ للعودة إلى التأكيد بقوةٍ أن الزمن في المسيحية له أهمية أساسية، ففي الزمن يظهر كل عمل الخلق والخلاص، ويتجلّى لنا خصوصًا أننا، بواسطة تجسّد ابن الله، نعيش ونستبق، منذ الآن، ما سوف يكون كمال الزمان».

يقول القديس أوغسطين: «إذا لم يسألن أحد عن الزمن، فأنا أعلم ما هو؛ ولكن إذا سألني أحد عن ماهيّته، فلا علم لي!»

يبدو أن الزمن كذبة لطيفة، لا نعترف بوجوده كيانًا ملموسًا، لكنه ضرورة حسّية ملحّة نحتاجها لنمنح حياتنا، وهذا العُمر الذي نستهلكه معنًى.

وعودة إلى هايدغر، الذي يرى أن الزمان شعور أكثر منه حساب! لأنه نقطة مفصلية بين ما كان وما سيكون. فاللحظة الحقيقية لا تُعاش إلا حين تتلاشى، وعند هذا الحدّ فقط، يمكننا القول بأنها عبرت، وأصبحت ضمن ثوابت الماضي.

آية السيابي كاتبة عمانية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ضبط كيان تعليمى بدون ترخيص فى القليوبية

في إطار جهود أجهزة الأمن لمكافحة جرائم النصب والاحتيال على المواطنين، أكدت معلومات وتحريات الإدارة العامة لمباحث المصنفات وحماية حقوق الملكية الفكرية بقطاع الشرطة المتخصصة قيام إحدى السيدات بإدارة كيان تعليمي بدون ترخيص في دائرة مركز شرطة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، بهدف الاحتيال على المواطنين الراغبين في الحصول على شهادات ودورات تعليمية، وإيهامهم بأنها تمنح فرص عمل حقيقية مقابل مبالغ مالية، على غير الحقيقة.

 

مديرية أمن القليوبية تكشف عن شبكة نصب في مجال الدورات التعليمية

وعقب تقنين الإجراءات، تم استهداف مقر الكيان وضبط المديرة المسؤولة، وبحوزتها عدد من الشهادات والنماذج والإستمارات المنسوبة للكيان، بالإضافة إلى كارنيهات وكشوف تحتوي على بيانات المتدربين، وعند مواجهتها اعترفت بارتكابها الواقعة بهدف تحقيق مكاسب مالية، وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، تمهيداً لإحالتها إلى الجهات المختصة لاستكمال التحقيقات.




مقالات مشابهة

  • د. منال إمام تكتب: الإنسان المصري.. حالة فريدة عبر الزمن
  • ضبط كيان تعليمى بدون ترخيص فى القليوبية
  • 63 يوما في الظلام… كيف أعاد رجل واحد تعريف الزمن داخل كهف جبال الألب؟
  • غيدي المدينة الكينية التي خبّأتها الغابة ونسِيَها الزمن
  • د. نزار قبيلات يكتب: جابر جاسم.. أيقونة الزمن الجميل
  • الأزمة السودانية وتطورات أوكرانيا تتصدران أجندة مجلس الأمن الأسبوع الجاري
  • محافظة الجيزة: فتح حارة مرورية مغلقة بشارع البحر الأعظم
  • الجيزة: فتح حارة مرورية مغلقة بشارع البحر الأعظم تمهيدًا لفتح الطريق بالكامل
  • محافظة الجيزة: فتح حارة مرورية مغلقة بشارع البحر الأعظم تمهيدًا لفتح الطريق
  • إعلام الأسرى الفلسطيني: البلبيسي أقدم أسرى غزة يمضي ثلاثة عقود بعيدًا عن الوطن والعائلة