العائدات السياسية من تقارب البرهان مع التيار الإسلامي
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
بقلم: عبد الرحيم التاجوري
الباحث في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
الوضع السياسي والأمني في السودان ما زال يشهد فوضى، حيث تتصاعد التوترات بين ضباط الجيش والقوى السياسية والأحزاب. برزت مؤخرًا قرارات جديدة صادرة عن مجلس السيادة، تكشف عن تباين الآراء بين الجيش والتيارات السياسية الأخرى. الخلافات تعود إلى تصعيد في التصريحات بين داعمي الحركة الإسلامية والمعارضين لها، حيث تسعى الحركة للسيطرة على الحكم بمختلف السبل.
البرهان يتبع خطوات البشير
في نفس السياق، وكما ذكر في صحيفة الراكوبة، مال البرهان إلى التيار الإسلامي وتقرب منه بشكل كبير في الجيش والإدارات والخارجية، وهذا أدى بدوره إلى صعود العديد من الضباط في الجيش السوداني وبعض المسؤولين المحليين في البلاد المرتبطين بالتيار الإسلامي، مما أظهر تأثيره بشكل واضح على الساحة السياسية والعسكرية في السودان.
حيث ظهرت كتائب إسلامية متشددة حديثًا تشارك في القتال إلى جانب الجيش ضد قوات الدعم السريع، مثل كتيبة "البراء بن مالك"، مما يدل على اقتراب العلاقة بين البرهان والتيار الإسلامي. و ظهور مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي في السودان وانخراطهم في الصراع.
وبحسب بعض الضباط والخبراء العسكريين، فإن انتشار ميليشيات مسلحة محسوبة على التيار الإسلامي يؤجّج الصراع ويمكن أن يؤدي إلى دخول البلاد في نفق مظلم يصعب الخروج منه. كما أنه يوجد رغبة شعبية شديدة بإبعاد الإسلاميين عن المقاومة الشعبية والصراع بشكل عام.
انقسامات في شرق السودان
وفي نفس السياق، نقلا عن صحيفة نبض السودان، تصاعدت الانقسامات في شرق السودان بسبب الخلافات بين مؤيدي ومعارضي حركة الإسلامية، حيث تسربت معلومات تفيد بخطط البرهان لاعتقال قيادات في البجا. هذه التطورات جاءت بعد أن قام البرهان بالتفاوض على دعم عسكري خارجي مقابل السماح بإنشاء قواعد عسكرية في السودان، وساهمت في تفاقم الانقسامات الحالية في المنطقة.
ذكرت الصحيفة ايضا، أن إقالة والي كسلا جاءت بسبب تصاعد الخلافات بينه وبين الناظر سيد محمد الأمين ترك، رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة. جاءت هذه الخلافات بعد لقاء الناظر ترك بالبرهان، حيث أعلن رفضه تنفيذ أي قرارات صادرة عن والي كسلا في المنطقة التي يديرها، وأعلن أيضًا تعليق التعاون مع حكومة الولاية، داعيًا الحكومة المركزية لإقالته على الفور. هذا الإجراء قد يكون جزءًا من خطة البرهان لجذب دعم الإسلاميين في مؤتمر البجا، وكسب تأييدهم لتنفيذ خططه مع الجهات الإقليمية الأخرى.
بقلم: عبد الرحيم التاجوري
الباحث في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی السودان
إقرأ أيضاً:
روبيو: ترامب الزعيم الوحيد القادر على إنهاء "أزمة السودان"
قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الثلاثاء، إن الرئيس دونالد ترامب "يتولى شخصيا" ملف إنهاء الحرب في السودان.
وشدد روبيو على أن ترامب "هو الزعيم الوحيد في العالم القادر على إنهاء أزمة السودان".
وفي سياق متصل، قالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، عبر منصة "إكس" إن: "السودان يحتاج إلى دفعة عالمية من أجل السلام".
وكان ترامب قد أعلن الشهر الماضي، أنه سيعمل مع الإمارات والسعودية ومصر، إلى جانب شركاء آخرين في المنطقة، لإنهاء الحرب الدائرة في السودان.
وجاءت وقتها تصريحات ترامب خلال مؤتمر حضره في الولايات المتحدة، موضحا أنه تلقى طلبا من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للمساعدة في وقف النزاع، لافتا إلى أنه أنهى ثماني حروب ويتطلع إلى دور "حاسم للغاية" هذه المرة أيضا.
ووصف ترامب السودان بأنه "أصبح أكثر الأماكن عنفا" ويعاني أكبر أزمة إنسانية في العالم، مؤكدا أنه تلقى طلبات من قادة دوليين للتدخل واستخدام نفوذ الرئاسة الأميركية لوقف ما يجري.
كما شدد على أن السودان قابل للإصلاح عبر تعاون منسّق بين الدول الشريكة.
وأكد كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون الإفريقية والعربية، مسعد بولس، الشهر الفائت، أن ترامب جعل تحقيق السلام في السودان أولوية.
وأعلنت قوات الدعم السريع السودانية، الشهر الماضي، هدنة إنسانية من طرف واحد تستمر ثلاثة أشهر، وذلك بعد إعلان قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان رفضه مقترحا دوليا بالهدنة.
وصرّح قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو في كلمة مسجلة: "سنلتزم بتسهيل العمل الإنساني ووصول الفرق الإغاثية والطبية للتخفيف من معاناة السودانيين".
وتابع: "العدالة ستأخذ مجراها وفق القانون الدولي ولا إفلات لأي مرتكب للانتهاكات من العقاب".
وأكمل: "نوافق على مشاركة جميع الأطراف في العملية السياسية في السودان باستثناء الحركة الإسلامية والإخوان".
وأضاف: "نأمل أن تضطلع دول الرباعية بدورها في دفع الطرف الآخر للتجاوب مع الهدنة الإنسانية في السودان".
وجاءت هذه الخطوة بعد إعلان قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، رفضه قبول وساطة المجموعة الرباعية لحل الأزمة التي تعيشها البلاد منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
ووصف البرهان خطة الرباعية بأنها "أسوأ ورقة يتم تقديمها لأنها تلغي وجود القوات المسلحة وتطالب بحل جميع الأجهزة الأمنية وتبقي المليشيا المتمردة في مناطقها".