توقيت لقاء نصرالله – الحيّة... هل من استراتيجيّة جديدة؟
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
كتب ابراهيم ناصر الدين في" الديار": استقبل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وفدًا قياديًا من حركة المقاومة الإسلامية - حماس برئاسة الدكتور خليل الحية ومحمد نصر وأسامة حمدان.
لا تحتاج العلاقة الوطيدة بين حزب الله وحركة حماس الى نشر صورة اجتماع وفد الحركة مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، لتأكيد المؤكد حيال ارتفاع مستوى التنسيق السياسي والميداني، ووصول العلاقة الى مستوى غير مسبوق منذ السابع من تشرين الاول الماضي والي يومنا هذا.
لكن الاصرار على علنية اللقاء القيادي الاخير يحمل دلالات مهمة للغاية في توقيته، بعد تعثر مفاوضات القاهرة وبدء جيش الاحتلال عملية عسكرية في رفح، وهي محطة مفصلية في الصراع الحالي، حيث تستلزم المرحلة نوعا جديدا من المواجهة السياسية والعسكرية والامنية.
رسالة" الاجتماع قد وصلت الى كافة المعنيين بها، وعلى وجه الخصوص "اسرائيل" والولايات المتحدة الاميركية، ووفقا لمصادر مطلعة، فان اجتماعا على هذا المستوى القيادي لم يعقد عبثا، وهو لا يعتبر جزءا من اللقاءات الروتينية المفترضة فقط، لان توقيته شديد الاهمية وسيكون له ما بعده على المستوى التنفيذي، بما يخدم المواجهة المفتوحة على كافة الاحتمالات في مدينة رفح، حيث يرفع نتانياهو شعار "النصر المطلق"، ما حتم على الطرف الآخر وضع اللمسات الاخيرة على استراتيجية "الهزيمة " المطلقة للعدو، من خلال لقاءات مكثفة عقدت بين المعنيين بالملفات الامنية والعسكرية، وتم تظهيرها باجتماع القيادي "الحمساوي" خليل الحية الذي خلف صالح العاروري في ملف العلاقة مع حزب الله، والتي يواكبها عن كثب ايضا منذ سنوات اسامة حمدان الذي كان حاضرا في الاجتماع، وحضور الرجلين له معانٍ كبيرة لدى من يدرك حقيقة الملفات التي يحملانها، فضلا عن قلق جدي لدى قيادة الاحتلال من "رجال الظل" لدى الجانبين، والذين لم يظهروا في الصورة!؟
واذا كانت القرارات المتخذة على مستوى القيادتين تحمل طابع السرية المطلقة، الا ان الوقائع الميدانية على الارض في غزة واليمن، وخصوصا جنوب لبنان، تشير بوضوح الى ان ثمة شيئا ما قد تغير ميدانيا، وربما يكون الآتي اعظم، بحسب تلك الاوساط، لان المواجهة امام منعطف خطير وحساس للغاية، وتحتاج الى ردود فعل من "خارج الصندوق" لمنع "اسرائيل" من تحقيق اهدافها ميدانيا، والاهم منعها من استثمار الحرب سياسيا، وهما معركتان متوازيتان وعلى قدر واحد من الاهمية. ويمكن الجزم في هذا السياق، ان ما تم التفاهم حوله سيكون له وقعه الايجابي على الجبهة الرئيسية في غزة، وستتحدث الوقائع الميدانية على جبهات المساندة عن نفسها يوما بعد يوم بما يتناسب مع طبيعة المعركة وتطورها، وكما كان الشعار "لن تترك غزة وحدها"، فان رفح ايضا لن تترك وحيدة، وستكون المواكبة دقيقة ومحسوبة "بميزان من الدهب".
اوساط مقربة من المقاومة، تصر على الحفاظ على استراتيجة الغموض في ادارة المعركة. لكن يبقى على "اسرائيل" وقياداتها العسكرية والامنية ان تقرأ جيدا التحول الحاصل على الجبهة الجنوبية، لتقدير ما ينتظرها في المرحلة المقبلة اذا اصرت على الذهاب بعيدا في الحرب، خصوصا ان حزب الله لا يخفي اصراره على اصابة الجيش الاسرائيلي "بالعمى" الكامل على الحدود.
وقد تكون حادثة اسقاط المنطاد بعد النجاح في اسقاط المسيرات "رسالة" ذات مضمون واضح، خصوصا بعد اقرار وسائل الاعلام "الإسرائيلية" بأن "السيطرة على الحمولة الخاصة الموجودة على منطاد المراقبة التابع للجيش "الإسرائيلي" تسمح للحزب بتحليل قدرات ومديات المنظومة والمناطق التي تركز عليها بالمراقبة، ولعل المفارقة التي اغضبت الكثيرين أنه رغم تعقّب الجيش "الإسرائيلي" للمنطاد على مدى وقت غير قصير وتحديد مكان سقوطه، فقد تقرّر خلافاً لحالات سابقة أن لا تتم مهاجمة مكان سقوط المنطاد، خشية من رد فعل حزب الله!
هذا المعطى يشير الى امرين اساسيين: الاول ان "اسرائيل" فقدت نهائيا "الردع" في الشمال، والثاني ان حزب الله من خلال رفع نسق عملياته النوعية يحضر "مسرح العمليات" لمرحلة جديدة، لا تعرف قيادة الاحتلال الامنية والعسكرية ماهيتها وحدودها كما ونوعا، وما كانت تخشاه من مفاعيل القيادة الموحدة لساحات القتال بدأت بالظهور على نحو خطير للغاية. ولهذا فهي تنظر بالكثير من الريبة والقلق الى "صورة" السيد نصرالله وقيادة حماس، باعتبارها اعلانا عن مرحلة جديدة ستكون لها ترجمة عملية على جبهات القتال.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
سنضمن ذلك.. وزير خارجية إسرائيل يرد على نعيم قاسم وأنه سيحذو حذو حسن نصرالله
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—عقّب وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس على تعهد الأمين العام الجديد لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم بأنه سيحذو حذو سلفه، حسن نصرالله، وذلك بتدوينة نشرها مع استمرار العمليات الإسرائيلية ضد الحزب جنوب لبنان.
وقال كاتس في تدوينة على صفحته بمنصة إكس (تويتر سابقا) وترجمتها صفحة إسرائيل بالعربية التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية: " الامين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسم يتعهد بانه سيحذو حذو حسن نصرالله، ونحن سنضمن ان هذا سيحصل عما قريب".
عين حزب الله رجل الدين الشيعي، نعيم قاسم، زعيما له، بعد أكثر من شهر من مقتل سلفه حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وقال المكتب الإعلامي لحزب الله في بيان يوم الثلاثاء إن المجلس الأعلى للجماعة انتخب قاسم أمينا عاما، مضيفا أن قاسم ملتزم بـ"إسلام النبي محمد الصحيح" والمبادئ الأساسية للجماعة.
كان قاسم مدرساً لمادة الكيمياء لمدة 6 سنوات قبل أيامه في حزب الله، وكثيرا ما أجرى مقابلات في التلفزيون والصحف، وفي عام 2015، كتب كتاب "حزب الله: القصة من الداخل"، الذي يحكي قصة ظهور حزب الله كـ "قوة مقاومة" وحزب سياسي يسعى لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وقد أدان رجل الدين مرارا وتكرارا حرب إسرائيل في غزة، قائلا إن “الجبهة الداعمة” التي يقدمها حزب الله للفلسطينيين سوف تشتد كلما زادت إسرائيل من عدوانها، خاصة عندما تستهدف المدنيين.
ووفقا لمحللين فإن قاسم من غير المرجح أن يكون "زعيمًا مطلقًا" لحزب الله، بل من المرجح أن يكون "منسقاً للأصوات المختلفة في المنظمة".
ويقود قاسم الآن مجموعة كانت تعتبر ذات يوم الوكيل الأكثر شراسة لإيران في صراعها مع إسرائيل، وهي القوة التي أضعفتها الضربات الإسرائيلية بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، مع مقتل كبار قادتها، وإصابة الآلاف من المقاتلين، وتدهور القدرات الصاروخية، وتواجه الجماعة الآن حملة عسكرية إسرائيلية مكثفة في جنوب لبنان.
وردا على هذا الإعلان، كتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، على صفحته بمنصة إكس (نويتر سابقا) "تعيين مؤقت. ليس لفترة طويلة".