صحيفة الاتحاد:
2024-06-01@08:33:34 GMT

تراكيب فنية.. تحاكي الفضاء

تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT

خولة علي (دبي) 
من شغف تركيب قطع الليغو إلى سفيرة ليغو في الشرق الأوسط وأفريقيا وأستراليا، رحلة مبهرة أبدعت خلالها الطفلة شيخة علي محمد الكعبي، الصف الخامس من مدرسة قصر المعرفة الدولية بالعين، والمصنفة من ضمن الأطفال الموهوبين في دولة الإمارات من قبل وزارة التربية والتعليم في عمل تراكيب فنية متميزة بقطع الليغو، تحاكي علوم الفضاء، ليشكل لها تحدياً وفرصة لتطوير مهاراتها في التفكير المنطقي والتحليلي والانطلاق بخيالها في بناء هياكل وتصاميم مبتكرة، ما يعزز لديها الشعور بالفخر والإنجاز في ظل بيئة مسلية وممتعة.

 

بيئة محفزة
علاقتها مع تراكيب قطع الليغو، بدأت في الخامسة من عمرها، نظراً لنشأتها وسط أسرة تشجعها، وبيئة محفزة على الإبداع، الأمر الذي دفعها إلى محاولات دائمة لتركيب أي مكونات أمامها، لتصنع منها مجسمات بطريقة مبتكرة، بداية بعلب الكرتون، ومن ثَم الانتقال إلى قطع الليغو، لتقتحم هذا العالم السحري بتحويل هذه القطع إلى مجسمات هندسية بديعة، وقد أسهمت هذه التراكيب في تقوية ذاكرتها وتركيزها، وفي تعلمها معنى الصبر والدقة، ما جعلها متفوقة دراسياً وفكرياً. 

محاكاة الفضاء
وعن نوعية التراكيب والمجسمات التي تميل إليها تقول الكعبي إن شغفها بالعلوم جعلها تطرق بوابة عالم الفضاء لتتعرف على أسراره، من خلال عمل مجسمات لمركبات أو مسبار فضائي ومحطات فضائية، لتجد بعض القطع الفنية التي أنتجتها مكانها في مركز محمد بن راشد للفضاء، نظراً لتميزها ودقتها بشكل يحاكي الفضاء، ودائماً ما تسعى الكعبي إلى مواكبة الأحداث الفضائية، فمع توجه الدولة للفضاء وتنظيم رحلات لاكتشاف المريخ، صنعت نموذجاً مصغراً لقمر صناعي، ولمركبة فضائية، وزينتها بعَلَم الإمارات. 

أخبار ذات صلة «مزرعة الحوسني».. تجربة مستدامة مطار زايد.. معرض مفتوح لإبداعات 20 فناناً

واقع ملموس
وطورت الكعبي مهاراتها في فن التراكيب من خلال الممارسة المستمرة، والبحث عن كل ما هو جديد في مجال العلوم والفضاء، خاصة مع دعم الأهل بتوفير احتياجاتها من أدوات ساهمت في تحويل أفكارها إلى واقع ملموس، حيث قامت ببناء أشكال تتمنى أن تراها مستقبلاً على أرض الواقع.
وتقول شيخة الكعبي «الليغو عالم من التراكيب، وجدت فيه المتعة والتحدي والرغبة الدائمة في إبداع وابتكار مجسمات فريدة ومميزة، وبالرغم من الجهد والوقت الذي يستنزفه، إلا أن متعة الإنجاز والنجاح يجعلني أتخطى كل الصعاب، ويحفزني دائماً على الاستمرار وتقديم الأفضل». ومن التحديات التي تواجهها الكعبي، هو عدم توفر مراكز مختصصة لتنمية مهارات الأطفال في عالم الفضاء بالقرب منها، وعدم وجود مراكز مختصة بتركيب الليغو، لصقل موهبتها في هذا المجال. 

معارض ومسابقات
شاركت شيخة الكعبي في عدة معارض للابتكار، وفي مسابقات مختلفة على مستوى الدولة، كما قدمت ورشاً للأطفال في فنون تركيب الليغو، وكيفية تطوير هذه الهواية، وحققت إنجازاً بتأهلها من بين 20 طالباً على مستوى الدولة للمشاركة في مسابقة العلوم في إكسبو، وحصلت على المركز الثاني في مسابقة للروبوت، وفازت في مسابقة أول دوري لليغو (first lego league)، وكلها حماس في الاستمرار على نهجها لتحقق المزيد من النجاحات والإنجازات.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الفضاء الإمارات ليغو الليغو

إقرأ أيضاً:

التحدي الإعلامي في ظل التحولات المتسارعة

اللقاء الصحفي الموسع الذي أجراه رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية الأستاذ كريم الحرمي، مع معالي د. عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام الأسبوع الماضي، اشتمل على قضايا إعلامية وفكرية عديدة، والحاجة لاستيعاب التطورات الجديدة في علوم الاتصال والتقنيات الحديثة وأهمية التعاون المشترك بين دول المجلس. في الواقع الإعلام الخليجي الجديد صفة عامة، وما ينبغي أن يسير عليه الإعلام العماني في ظل التحديات الإعلامية الضخمة في عالم اليوم، التي أصبحت واقعًا لا بد من التفاعل معه واستيعاب ما يستحق أخذه مما تفرزه هذه التقنيات والوسائل بصفة خاصة، ومما قاله معاليه في هذا الحوار: «إن وظيفة الإعلام تجاه المجتمعات الخليجية في ظل التحديات العالمية وثورة التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وتداخلها مع المنظومة القيمية للمجتمعات الخليجية، وتأثيراتها أيضا على الإعلام التقليدي. وأوضح أن الحرية والمسؤولية والمهنية ركائز ضرورية للتقدم في مجال الإعلام، لافتًا إلى أن هناك إعادة صياغة شاملة للإعلام على مستوى العالم تتجاوز ثنائية الإعلام الخاص والإعلام العام، وأن على الصحف أن تبذل جهدًا واعيًا وفهمًا حقيقيًا لمتطلبات العصر حتى لا تفقد حضورها في المشهد الإعلامي، وأشار إلى: أن هناك تحولات كبرى، وأن مواكبة هذه التحولات ليس خيارًا يمكن عدم الأخذ به -الصحف- وإنما أمر لازم إن أرادت البقاء. وهناك الكثير من القضايا التي طرحت في مجالات عدة تتعلق بالتحديات التي تحتاج النظر إليها نظرة جيدة، فيما يبث في هذه التقنيات، وأجاب عنها معالي الوزير إجابات ثاقبة وواعية لما ينبغي أن تجد كل الاهتمام». وقد حدد معالي الدكتور وزير الإعلام في هذا اللقاء المضامين الواعية والثاقبة لما ينبغي أن يحقق الإعلام الأهداف الإيجابية في هذه التحولات الضخمة.

ولا شك أن هذا التحدي الذي سنناقشه في هذا المقال، بحكم أهميته الإعلامية والفكرية والسياسية، كما أشار معاليه في هذا اللقاء، إلى أن الأمر لم يعد خيارًا لنا في الأخذ به من عدمه، بل أصبح واقعًا ملموسًا بصورة مطّردة، في أن تكون نظرتنا إليه واسعة، لكل التحولات في عالم التقنيات الحديثة وجديد العلوم معها، ومنها ما يبث بعض جديدها من أفكار تجاه الهوية الوطنية، لما يحدث من تطورات علمية متسارعة في عالم الإعلام اليوم، فبعضها يصطحب معه الفكر والثقافة، وليس مجرد تقنيات خالية من مستصحبات الفكرة والرؤية والرسالة التي يراها الآخرون وسيلة للوصول إلى أهدافهم الظاهرة وغير الظاهرة منها، لذلك لا يجب التقليل من مؤثراتها وتأثيراتها في عقلية الجيل الجديد من شبابنا صراحة، ولذلك تشكل هذه التطورات في عالم المعلوماتية المتدفقة، بلا حواجز أو سدود في عصرنا الراهن، تحديًا كبيرًا للإعلام العربي عمومًا، في وقت باتت هذه التقنيات الحديثة أحد أهم ركائز الإعلام التي ما برحت تتوسع وتهيمن على كل الجوانب الحياتية للإنسان، سواء في القضايا السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو غيرها من الجوانب، التي لا نستطيع حصرها لشمولية معطياتها المتعددة والهائلة.

ولا شك أن قضية التحدي الإعلامي في وقتنا الراهن -كما أشرنا- مسألة مهمة ومحورية لمراجعة الإعلام العربي عامة والخليجي بوجه خاص، ومن هنا تستدعى المراجعة والتقييم وبلورة الوسائل الجديدة، لهذه المرحلة التي باتت من الخطورة ما يحتم أن تكون لنا معطيات ومنطلقات، تخدم هذه المرحلة بكل تحدياتها الراهنة والمستقبلية في ظلّ التحولات الجديدة والتحديات المقبلة التي أصبحت تفرض قسرًا وليس اختيارًا ذاتيًا، خاصة أن عالمنا العربي محط الأنظار والتوجسات من الآخر، لقضايا راهنة ناقشناها في مقالات سابقة. فلا يكفي التحذير والتخويف والتنظير الكلامي غير الواقعي لمواجهة التحديات، وإنما يجب أن تتم برسم الخطط وإيجاد الوسائل الحديثة وإعداد البرامج الأكثر جاذبية وتخدم قضايا المجتمع، وأهمها مناقشة مشكلات وقضايا المواطن وهمومه بصراحة وحرية بعيدًا عن المبالغة والتهويل أو البتر والتحوير؛ لأن مرحلة التحدي الفضائي ومخاطره الثقافية والفكرية وحتى الاجتماعية تستدعي -كما قلنا- إعطاء روح جديدة للوسائل الإعلامية العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص. ونحن لا نتحدث عن توقُّع أو خيال إنما نتحدث عن واقع وحقائق قائمة ومستمرة، حيث تستباح مجالات الفضاء بصورة نهائية، ويسيطر الأقوى تكنولوجيا على فكر العالم وعقله، فتسهل عليه في كافة الشؤون الأخرى، في الوقت الذي يصبح فيه العالم النامي عديم الحيلة أمام تلك القوى التي تمتلك الوسائل والقدرات والإمكانيات العديدة للاختراق والاستحواذ على عقول المشاهدين والمستمعين. فلا مفر من التعامل مع هذا الواقع الجديد بكل إمكانياته الرهيبة؛ فالهروب والعزلة أو الاعتزال عن المواجهة معناه أننا نخسر مواقع جديدة وأرضية يمكن كسبها فيما لو قبلنا التحدي بشجاعة المواجهة وبجدية المصارحة في تناول قضايانا ومشكلاتنا عبر وسائل التقنية الفضائية وهذا هو «مربط الفرس» كما يقول المثل العربي.

ومن هذا المسار الإعلامي العربي بصورة عامة، والإعلام الخليجي بصورة خاصة سيتأثر بلا شك من هذه التطورات المتسارعة، إن لم يسارع إلى الانفتاح مع الوعي بما يأخذ من هذا الجديد المتدفق، إذ أصبح التوسع في عالم الإعلام، سيكون له تأثيره كحقيقة لا جدال فيها، ويرى د. جاب الله موسى أن هذه التطورات المقبلة ستشهد تراجعًا ملحوظًا في السيادة الوطنية والثقافية للدولة. ذلك أن تقنية الاتصال المعاصرة تسمح للفرد بالانفتاح على مجالات إعلامية وثقافية متعددة من دون أن يكون خاضعًا لمشيئة الدولة وسياساتها الإعلامية والثقافية. هذا الانفتاح وما يقابله من تدفق معلوماتي مقصود تجاه المشاهد -المستقبلين- لا بد أن يؤثر إلى الدرجة التي يمكن معها المستقبل أن يرتبط برصيد معرفي مشترك مع المصدر «الآخر» القوي، مصدر قد يؤثر في سلوكه وتفكيره أكثر من ذلك المتعلق بهويته الأصلية».

فالإعلام في واقعنا العربي، يحتاج إلى معالجة جذرية لمنهاجه الراهن واستشراف المستقبل بصورة جديدة وحثيثة، لما سار عليه في العقود الماضية، فهذا العصر تغيرت فيه مفاهيم كثيرة وأدخلت تقنيات متقدمة متسارعة -وما تزال- جعلت العالم متشابكًا ومتداخلًا بأفكاره وتفاعلاته، وأصبح كل شيء متاحًا ومنفتحًا، ولم تعد الأساليب المنغلقة تجدي نفعًا في هذا العصر، لذلك يتعين على الإعلام أن يتفاعل مع الجديد المستجد، وأن ينفتح على الآراء المختلفة، وأن يتاح للتعددية في القضايا المتباينة، بما يقوّي المصداقية في الطرح والمناقشة حتى يكون للإعلام العربي عمومًا مصداقية حقيقية وفاعلة في الرأي العام، وهذا يحتاج كما قلنا إلى تغيير فعلي وجدي في الفكرة الإعلامية القائمة، وأن يتم التفاعل مع الجديد القادم، بما يسهم في تفعيل الرؤية الإعلامية، وبدون هذه النظرة فإننا سيظل وضعنا مهمشًا من الرأي العام، ولا يسمع إلا نفسه. وهذه إشكالية جديرة بالاهتمام في عالم اليوم الذي أصبح الإعلام كونيًا ومتدفقًا بصورة متسارعة أكبر مما نتصور، ولذلك إذا لم نراجع واقع الإعلام، فإن الخلل سيكون بارزًا ومتراجعًا، وسيجعل من حتمية الاختراق الإعلامي الأقوى تأثيرا على الجيل الجديد من شبابنا، وهذه ربما ستجعل الحاجة لمؤسسات إعلامية قوية، قادرة على الصمود والتفاعل والانفتاح على العصر، وهذا القبول يحتاج إلى فاعلية في الاستجابة لما هو جدير بالأخذ والفرز والانتقاء. والمخرج الإيجابي كما نعتقده، هو الانفتاح الإعلامي المتوازن المصحوب بالتفاعل مع الجديد القادم واستيعاب النظم المتطورة وإدماجها في وسائلنا الإعلامية، وتأهيل الكوادر الوطنية، وإعطاء المساحة للحرية الإعلامية المسؤولة، في مجال التناول والنقاش في قضايانا الراهنة، وهذا هو الرهان الذي يجب الاستناد إليه في مواجهة تحدي الاختراق الإعلامي الكبير في عالم التقنيات المختلفة.

مقالات مشابهة

  • روسيا تطور تقنيات جديدة لأقمار Bion-M العلمية
  • صحيفة سعودية: إسرائيل تريد أن تجمع الأرض والسلام دون أي اعتبار لإقامة الدولة الفلسطينية
  • محافظ جنوب سيناء يشهد فقرات فنية فلكلورية إماراتية في حب مصر
  • اكتشاف نوع جديد من الثقوب السوداء يثير قلق العلماء
  • فيديو.. كوريا الشمالية تحاكي هجمات استباقية على جارتها
  • أعمال فنية ناقشت قصص الفنانين الذين تعرضوا للاكتئاب (تقرير)
  • على بعد 420 كيلومترًا فوق الأرض.. ناسا تشارك صورة لدبي من الفضاء
  • "وادي حية ".. واحات فنية طبيعية تجذب العديد من ‏الزوار والسياح بمنطقة حائل ‏
  • التحدي الإعلامي في ظل التحولات المتسارعة
  • لواء إسرائيلي ينهي تدريبات تحاكي الحرب على الحدود اللبنانية