منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 من تشرين أول (أكتوبر) من العام 2023، عاد الحديث مجددا عن المحاور الدولية مع الاصطفاف الغربي غير المسبوق إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي في حربه ضد الشعب الفلسطيني..

وبرزت إيران كواحدة من أهم الأطراف المؤثرة في المشهد بالنظر إلى تبادل الضربات العسكرية بينها وبين الاحتلال الإسرائيلي، الذي عمد إلى اغتبيال عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني في العراق وسوريا.

وكان الاستهداف الإسرائيلي الأخير لقنصلية طهران في دمشق نقطة فاصلة في هذه العلاقة، حيث أعلنت طهران أنها لن تصمت على هذا العدوان، وأنها سترد، وقد كان لها ذلك حين أمطرت إسرائيل بعشرات الصواريخ والطائرات بدون طيار من إيران إلى الأراضي اتلمحتلة مباشرة..

وقد أعاد هذا الاحتقان الذي ميز العلاقات الإيرانية ـ الإسرائيلية على مدى العقود الماضية، وكذا اشتداد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، امكانية وحدة الصف السني ـ الشيعي في مواجهة هذا العدوان، الذي زاده الدعم الأمريكي والغربي وحشية، على نحو ما كان أيام الحروب الصليبية حين توحد الشيعة والسنة في مواجهة الصليبيين في عدد من المواقع..

وقد أثار الأستاذ الجامعي الموريتاني الكاتب محمد مختار الشنقيطي ذلك من خلال عدد من تغريداته على صفحته على منصة "إكس"، مستذكرا كتابه "أثر الحروب الصليبية على العلاقات السنية الشيعية"، داعيا إلى توحيد الصفوف ليس في نصرة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وإنما في الانحياز إلى الصف العربي والإسلامي في مواجهة حرب صلايبية جديدة بقيادة إسرائيل ودعم الدول الغربية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.

وأعاد الدكتور الشنقيطي نشر قراءة سابقة للكاتب والباحث السوري الدكتور عرابي عبد الحي عرابي عن كتابه المذكور، وهو ما أثار جدلا فكريا بين النخب العربية والإسلامية، ليس فقط عن العلاقات السنية ـ الشيعية، ولا الإيرانية ـ العربية، وإنما عن دور إيران في إضعاف العرب وتمكين عدوهم منهم.

"عربي21"، تفتح نقاشا فكريا عميقا حول كتاب الدكتور الشنقيطي أولا، وما إذا كان من الوارد أن يتم تحالف سني ـ شيعي في مواجهة العدوان الإسرائيلي والغربي على فلسطين والعرب والمسلمين..

وبعد أن نشرنا رأي الدكتور عرابي عبد الحي عرابي، ثم رأي الدكتور أحمد القاسمي الأستاذ الجامعي التونسي، ننشر اليوم رأي الدكتور بلال التليدي الباحث المغربي في شؤون الفكر الإسلامي..

ترميم الذاكرة التاريخية

سبق لي أن قرأت أطروحة الدكتور المختار الشنقيطي بعد أن ترجمها إلى اللغة العربية ونشرها سنة 2016 في الشبكة العربية للأبحاث والنشر، ووقتها اعتبرت أن ترجمة هذا العمل الهام، الذي استحق عليه المؤلف درجة الدكتوراه من جامعة "تكساس تك" بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 2011، يعتبر إضافة نوعية في حقلين من حقول الدراسات الاجتماعية (التاريخ، وعلم السياسة).

ومع أن قصد الأطروحة الأول، اتجه إلى محاولة ترميم الذاكرة التاريخية، أو بالأحرى التأسيس لتاريخ جديد وذاكرة جديدة، تطوي صفحة  ماضي الصراع والقطيعة بين السنة والشيعة، خاصة في لحظات الاستهداف الغربي (الصليبي بالأمس، والصهيوني الأمريكي اليوم)، فإن الأهم في هذا العمل، في تقديري، هو محاولة التأسيس للحاضر من خلال العودة  إلى الماضي، والانطلاق من  فترة زمنية محدودة في الامتداد (القرنين السادس والسابع الهجري)، أي فترة الحملات الصليبية التي اجتاحت العالم العربي، للتأسيس للتواصل بين السنة والشيعة، ومحاولة بحث إمكان التحالف بين الطرفين، على الأقل، في مواجهة التهديد الوجودي الذي يمثله الكيان الإسرائيلي والحليف الأمريكي الأوربي، تماما كما كان بالأمس يمثله الصليبيون في الحقبة المذكورة.

في الواقع، مع الإقرار بصعوبة البحث التاريخي، وتداخل المذهبي والطائفي بالحقيقة التاريخية في عمل المؤرخ وفي الوثيقة التاريخية نفسها، فإن التأسيس للذاكرة المتواصلة، يعتبر أصعب بكثير من المحاولة البحثية، التي قام بها محمد بن المختار الشنقيطي وغيره من الباحثين، الذين ركزوا على موقف الشيعة من الحروب الصليبية.

من المفيد أن أؤكد أن عددا من الباحثين المشهود لهم بالجدية البحثية، وأيضا بالصرامة المنهجية في التعامل مع الحقيقة التاريخية، استطاعوا إلى حد كبير أن يتخلصوا من إرث الصراع المذهبي، وأن يتجردوا من نزعاتهم الطائفية، ويقرروا في خلاصاتهم المتنوعة حقيقة مشتركة تتعلق بعدم وجود ما يثبت حصول تواطؤ بين الشيعة وبين الصليبيين في مواجهة السنة أو في محاولة تقليص نفوذهم، وحتى في حالة الفاطميين في مصر أو الإمامية في طرابلس (ابن عمار)، فإن أقصى ما أثبته الدارسون خاصة للموقف الفاطمي من الغزو الصليبي، هو  تقدير سياسي تبناه الفاطميون، سرعان ما تبين لهم خطأه بعد أن سقط بيت المقدس بيد الصليبيين، واقترب الخطر الصليبي أكثر من منطقة نفوذهم وعاصمتهم (مصر)، وأن ذلك دفعهم إلى إعادة قراءة الموقف من جديد، والسعي نحو  الدخول في جبهة مع السنة لقتال الصليبيين.

فالدكتور أسامة زكي زيد في كتابه: "الصليبيون وإسماعيلية الشام في عصر الحروب الصليبية"، أثبت هذه الحقيقة، وذلك بعد تحقيق علمي استوفى فيه كثيرا من الجهد والمقابلة وتحرى فيه استقراء المصادر الأجنبية. وإذا كان أغلب المؤرخين العرب وفي مقدمتهم ابن الأثير وابن ترغي، قد استنكروا تقاعس الفاطميين في الجهاد ضد الصليبيين، وتفكيرهم في مصالحهم بمعزل عن التبصر بمقاصد الافرنجة السياسية والعسكرية، فإن أحدا منهم لم ينكر حقيقة قيامهم بثلاث حملات عسكرية ضد الصليبيين لاستعادة بيت المقدس، ولجوؤهم في الأخير، بعد أن تلقوا هزائم متتالية، إلى طلب سند السنة، من السلاجقة الأتراك، وانهم دفعوا ثمنا كبيرا مقابل ذلك، إذ خسروا نفوذهم في الشام، وانهارت دولتهم في مصر بعد ذلك.

أطروحة الشنقيطي.. المقاصد والحقائق التاريخية:

مع أن موضوع الأطروحة هو التنقيب التاريخي في جزئية تتعلق بأثر الحملات الصليبية على العلاقات بين السنة والشيعة، فإن صاحبها لم يخف قصده السياسي والحضاري من الاشتغال العلمي على هذه الجزئية، فالاشتغال على الذاكرة التاريخية بقصد بناء المستقبل، أي التأسيس للوحدة أو التحالف بين السنة والشيعة، تقف دونه إشكالات كثيرة، جزء منها يسكن في التاريخ، وتمتد تداعياته الثقافية والدينية والمذهبية والسياسية إلى الحاضر. والجزء الآخر، يسكن في واقع السياسة اليوم، وطبيعة العلاقات القائمة بين إيران (باعتبارها الدولة الشيعية الأم الراعية) والدول السنية، والشكل الذي تتعاطى به مع القضية الفلسطينية، وبشكل خاص مع المقاومة الفلسطينية في مقاومتها الاحتلال الصهيوني.

يقرر الشنقيطي في أطروحته أن السمة العامة التي طبعت العلاقة بين السنة والشيعة على مدار التاريخ هي التواصل لا القطيعة، والتعايش لا الصراع، ويستثني من ذلك أربع محطات أساسية، ثلاثة منها تنتمي إلى التاريخ "الوسيط":( الصراع بين المالكية والإسماعيلية في الحكم الفاطمي لتونس الذي دام بضعة عقود، الصراعات الحنبلية الشيعية في زمن الحكم البويهي ببغداد الذي دام مائة وخمسة أعوام، وصراع النفوذ بينم العثمانيين والصفويين على العراق وشمال الشام وشرق الأناضول) والمحطة الرابعة تنتمي إلى التاريخ المعاصر(الحرب الإيرانية العراقية 1980ـ 1988)، ويؤكد أن أسباب القطيعة لا تعود إلى اعتبارات عقدية أو مذهبية، وإنما ترجع إلى أسباب سياسية وعرقية، وأن الدين والمذهب والمعتقد هي مجرد أدوات استعملت لتذكية هذه الصراع وتبريره.

اشتغل الشنقيطي على أربعة أسئلة محورية، يهمنا منها الثلاثة الأولى، أي بحث أسباب تمدد التسنن وانحسار التشيع خلال المرحلة الصليبية (القرن السادس والسابع الهجري)، واختبار مدى تأثير هذه الحروب في ذلك؟ ودراسة أثر هذه الحملات الصليبية في تكييف العلاقات السنية الشيعية (تطور العلاقة)؟ فهذه الأسئلة هي التي تتعلق بالتأسيس التاريخي الذي يرفع رهان وحدة الجبهة النضالية بين الشيعة والسنة اليوم لمواجهة الاحتلال الصهيوني المدعوم أمريكيا وأوربيا، أما سؤال تأثير تلك الأحداث (شكل تعاطي الشيعة مع الحروب الصليبية) على الحجاج الطائفي بين السنة والشيعة اليوم؟ فالجزء الأكبر من النخب السنية اليوم تدعم فكرة تواطؤ الشيعة مع الصليبيين ضد السنة، وتعيد إنتاج أطروحة أطروحة التحالف الإيراني الأمريكي على حساب القضية الفلسطينية، باستثناء نزر يسير من التعابير السياسية التي لا تزال تبحث في التاريخ عن وقائع أخرى لترميم الذاكرة والاستثمار في بناء "مستقبل جديد".

وبغض النظر عن الوقائع والأحداث الكثيفة، وعن التشعبات التي تخترق الخارطة الشيعية، سواء منها المذهبية، أو حتى الجغرافية، والتحولات التي طبعت مواقفهم، فإن الخلاصة التي انتهت إليها أطروحة الشنقيطي، تبقى مفتوحة على أكثر من رهان مستقبلي، فإذا كان التأثير الأساسي للحروب الصليبية على الشيعة دعم فكرة انحسار التشيع وضعف نفوذهم في كل من الشام ومصر خلال القرن السادس والسابع الهجري، وسقوط دولتهم في مصر، وانتقال مركز ثقل التشيع من بلاد العرب إلى بلاد فارس، فإن العبرة التاريخية المرتبطة ببناء المستقبل تحتمل قراءتين: القراءة التي ترى أن مقاومة الشيعة للصليبيين بشكل مبدئي من أول يوم، وعدم التعويل على الإفادة من حروبهم لكسب مواقع على حساب (السنة) أو بقصد إضعافهم سياسيا، سينتج عنها تمدد التشيع واكتساب الدولة الراعية له قوة وشرعية.

وقراءة مقابلة، ترى أن الشيعة، لم يجنوا من وراء مقاومة الصليبيين سوى انحسار مذهبهم واضمحلال دولتهم، وأن التحاقهم بالسنة بشكل متأخر لمواجهة الصليبيين، وإبعاد التهديد الوجودي عنهم بعد أن سقط بيت المقدس وأخرج من نفوذهم، لم يشفع لهم، ولم يمكنهم من تجديد شرعيتهم أمام الأمة، ومن تقوية سلطتهم ونفوذهم كدولة في مصر وأن الذي كسب في النهاية هم السنة من خلال الدولة السلجوقية (التركية).

في الواقع ليس للباحث أي ضمانة للحكم على التاريخ في حال تغير بوصلته، "فلو" الافتراضية لا تصلح أن تعمل في وقائع التاريخ، فما جرى هو الذي حصل، ولا يمكن افتراض سيناريو آخر، لاختبار هل كانت النتائج ستسير على نفس النسق أم كانت ستصير إلى أحوال أخرى، لكن مع ذلك، ينبغي أن نطرح السؤال المتعلق بالتركيبة السوسيولوجية، وبنية الدولة، وشرعيتها، ووزنها في المسرح الدولي، لا السؤال المتعلق بالموقف من الحرب الصليبية، فالذين يرون أن مستقبل الفاطميين كان سيسير في اتجاه آخر لو اتجهوا من أول يوم، وبشكل مبدئي إلى حرب الصليبيين إلى جانب إخوانهم السنة، لا يمكن أن يقدموا أي حجة، تربط الانحسار والتمدد في المذهب بالموقف أي بالمقاومة، في حين، نظريا، ليس ثمة حجة تدعم  إمكان تمدد الدولة الفاطمية أو تمدد مذهبها الإسماعيلي، في حالة اختيارها منذ أول يوم الوقوف إلى جانب السنة في مقاومة الحملات الصليبية. فقياس التمدد والانحسار في الواقع يرتبط بأمة يتجاذبها مذهبان هما السنة والشيعة، وهما في الحالة هذه كلاهما مقاومان، فعلى حساب من سيكون التمدد؟ وعلى حساب من سيكون الانحسار؟

ولذلك، نرجح أن يكون وراء سقوط الدولة الفاطمية، وانحسار التشيع في القرنين السادس والسابع الهجري، عوامل أخرى، تتدخل فيها بنية الدولة، والجغرافية التي تحكمها، والتركيبة السكانية والمذهبية للجماعة التي تحكمها، والإطار الإقليمي الذي يحكمها، وموازين القوى وطبيعة العلاقة التي تربطها بخصمها (السنة) في مختلف تشكيلاته وتحيزاته الجغرافية، وأيضا بالفاعل الأجنبي  والتهديد الجغرافي الذي يشكله وطريقة الاشتباك معه وكلفة ذلك، وأن قضية سوء تقدير الموقف من الحملات الصليبية، لم يكن إلا عاملا محدودا ضمن هذه العوامل المتشعبة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير الحروب الصليبية مسلمون جدل مذاهب سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحملات الصلیبیة الحروب الصلیبیة فی مواجهة على حساب بعد أن فی مصر

إقرأ أيضاً:

موعد وقفة عرفات 2025.. استعد وجهز دعواتك لأفضل يوم فى السنة

موعد وقفة عرفات 2025، بدأ الكثير من المسلمين يبحثون عن العشر الأوائل من ذي الحجة وموعد وقفة عرفات 2025، استعدادا للصيام، وذلك بعد إعلان موعده فلكيا.

موعد وقفة عرفات 2025 

سؤال يشغل ذهن الكثيرين خاصة بعد انتصاف شهر ذي القعدة 1446 هجريا، واقتراب دخول شهر ذي الحجة، وموسم الحج، ليكون البحث عن متى تبدأ عشر ذي الحجة 2025؟ هو أكثر ما يرغب في معرفته كثير من المسلمين.

وتكون غرة شهر ذو الحجة 1446هـ فلكياً يوم الأربعاء 2025/5/28م وتكون وقفة عرفات لعام 1446هـ فلكياً يوم الخميس 2025/6/5، ويكون أول أيام عيد الأضحى المبارك لعام 1446هـ فلكياً يوم الجمعة 2025/6/6م.

وقفة عرفات 2025 

تكون وقفة عرفة يوم الخميس 5 يونيو 2025، وذلك حسب البحوث الفلكية لذا تبقى 13 يوم على وقفة عرفات. 

أدعية الزلازل والهزات الأرضية.. رددها تحميك من شر الكوارث الطبيعيةدعاء الزلزال.. المأثور عن النبي عند وقوع الكوارث الطبيعية3 شروط لن يستجاب الدعاء بدونها.. لا تغفل عنهاصيغة ابن القيم في الدعاء بأسماء الله وصفاته.. تفتح أبواب الرحمة لكمتى تبدأ مناسك الحج

يقوم الحاجّ بأداء مناسك الحجّ في اليوم الثامن من شهر ذي الحجّة، ويُسمّى بيوم التروية، وذلك بأن يتّجه الحاج إلى منى فيصلّي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء جماعة بقدر الاستطاعة مع قصر الصلاة الرباعية، ويبيت الحاج ليلته فيها وهي ليلة الوقوف بعرفة.

ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ التوجّه إلى منى والمبيت فيها أمر مستحبّ وليس فرضاً، إلّا أنّ المسلم يحرص على الالتزام والاقتداء بمنهج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حسب قدرته واستطاعته.

وقت انتهاء مناسك الحج
ينتهي الحاجّ من أداء مناسك الحجّ بانتهاء تأدية طواف الوداع ولا يقوم الحاج به إلّا عند الانتهاء من تأدية جميع المناسك، وهو ما يكون بالتحلّل الذي ينقسم إلى مرحلتين.

دعاء يوم عرفة

فقد روي عن النبي "صل الله عليه وسلم" قوله: "خَيرُ الدُّعاءِ دُعاءُ عَرَفةَ، وخَيرُ ما قُلتُ أنا والنَّبيُّونَ مِن قَبلي: لا إلهَ إلَّا اللهُ وَحدَه لا شَريكَ له، له المُلكُ وله الحَمدُ وهو على كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ".

جدول أعمال يوم عرفة بالتفصيل

١- نم ليلتك مبكِّرا ما استطعت؛ بنية التقَوّي على طاعة الله لتنال بنومك أجرًا.

٢- قُم قبل الفجر للسحور، فإن الله وملائكته يصلون على المتسحِّرين.

٣- صلِّ ٤ ركعات قيام على الأقل وادع ربك وأنت ساجد بخير الدنيا والآخره مع البكاء والتباكي.

٤- اقض وقتا قبل الفجر في الاستغفار حتى تُكتٓب من المستغفرين في الأسحار.

٥- استعد لصلاة الفجر قبل الأذان بخمس دقائق، واستشعر أن ذنوبك تخرج مع آخر قطرة لكل عضو وأنت تتوضأ.

أعمال يوم عرفة

٦- قل دعاء ما بعد الوضوء: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين (تُفتٓح له أبواب الجنة الثمانية).

٧- صلِّ الفجر واجلس في مصلاك إلى ما بعد الشروق ب ١٥ دقيقة.

٨- ابدأ التكبير بعد السلام مباشرة.

٩- اجلس في مُصلّاك حتى الشروق تقرأ القرآن مع تسبيح وتهليل وتحميد، ولا تنسٓ أذكار الصباح.

١٠- صلِّ ركعتين بعد شروق الشمس ليكتب الله لك أجر حجة وعمرة، وإياك أن تضيِّعها.

١١- أنت الآن مخير إن استطعت ألا تنام اليوم كاملًا فلا تضيع ثانية واحدة في ذكر ودعاء وكن على يقين بالإجابة.

١٢- أو تنام ساعة أو ساعتين تنوي بذلك التقَوّي على طاعة الله سائر اليوم..

١٣- ثم قم من النوم لتتوضأ وتصلي ٤ ركعات ضحى على الأقل، وتنوع بين الطاعات حتى لا تمل: تكبير، ذكر، تلاوة القرآن.

١٤- صلِّ الظهر وكبِّر وسبِّح واقرأ شيئا من القرآن.

١٥- أكثِر من قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، فهو أفضل الدعاء في يوم عرفة

١٦- صلِّ العصر وكبِّر وابدأ بأذكار المساء.

١٧- اقرأ القرآن إلى قبل المغرب بساعة تقريبا، ثم أتبِعه بالدعاء بخشوع.

١٨- ادعُ الله أن لا تغرب شمس يوم عرفة إلا وأنت من عتقائه.

١٩- إياك أن تظن أنك باجتهادك في يوم عرفة خيرٌ من غيرك، فأنت لا تضمن القبول لكنك ترجوه، وإن ضمنته لم تضمن الثبات، فإن إبليس عَبَدَ اللهَ دهرا مع الملائكة ثم صار إلى ما صار إليه، فلا تُعجَب بعملك، واسأل الله القبول والثبات، وأيقن بالإجابة.

٢٠- مع أذان المغرب: ابدأ الإفطار، ولا تنس أن للصائم دعوة لا تُرَدُّ.

أعمال العشر من ذي الحجة

1- نحر الأضحية:

وهي سنة يشترك فيها الحاج وغير الحاج، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «ما عملَ آدميٌّ من عملٍ يومَ النَّحرِ أحبّ إلى اللهِ من إهراقِ الدَّمِ، إنَّهُ ليأتي يومَ القيامةِ بقُرونها وأشعَارِها وأظلافِها -أي: فتوضع في ميزانه- وإنَّ الدَّمَ ليقعُ من اللهِ بمكانٍ قبلَ أن يقعَ من الأرضِ فطيبُوا بها نفسًا» رواه الترمذي.

2- صوم يوم عرفة:

وصومُ يوم عرفة سنة فعلية فعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقولية حثَّ عليها في كلامه الصحيح المرفوع؛ فقد روى أبو قتادة رضي الله تعالى عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» أخرجه مسلم، فيُسَنّ صوم يوم عرفة لغير الحاج، وهو: اليوم التاسع من ذي الحجة، وصومه يكفر سنتين: سنة ماضية، وسنة مستقبلة

3- صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة:

يُستَحَبّ صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة ليس لأنَّ صومها سنة، ولكن لاستحباب العمل الصالح بصفة عامة في هذه الأيام، والصوم من الأعمال الصالحة، وإن كان لم يرد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صوم هذه الأيام بخصوصها، ولا الحث على الصيام بخصوصه في هذه الأيام، وإنَّما هو من جملة العمل الصالح الذي حثَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم على فعله في هذه الأيام كما مرَّ في حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

4- التهليل والتكبير والتحميد:

يقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ».

5- الإكثار من فعل الخيرات:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه» رواه البخاري.

6- لبس الثياب الحسن يوم العيد:

ورد في مستدرك الحاكم، عن الحسن بن على- رضي الله تعالى عنهما- قال: «أمرنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في العيدين أن نلبس أجود ما نجد، وأن نتطيب بأجود ما نجد، وأن نُضحي بأثمن ما نجد». أخرجه الطبراني والحاكم.

7- كثرة الذكر:

يستحب الإكثار من الذكر في العشر من ذي الحجة، مُستشهدة بما قال الله تعالى: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ).

طباعة شارك موعد وقفة عرفات2025 موعد وقفة عرفات وقفة عرفات 2025 وقفة عرفات متى تبدأ مناسك الحج جدول أعمال يوم عرفة بالتفصيل أعمال يوم عرفة دعاء يوم عرفة

مقالات مشابهة

  • رحيل الفصول
  • طرابلس تتحصن بالوعي.. حملة التوعية بمخاطر الذخائر تصل إلى أكثر من 5,000 شخص
  • الحوثيون يحولون "مرّان" إلى مديرية لنهب الإيرادات وتعزيز مشروعهم الطائفي في صعدة
  • علي جمعة: السنة النبوية وحي محفوظ كالقرآن الكريم
  • موعد وقفة عرفات 2025.. استعد وجهز دعواتك لأفضل يوم فى السنة
  • المطران طربيه :لإنهاء الحروب وتحقيق العدالة
  • «بقيمة 70 مليار».. المركزي يطرح أذون خزانة وسط اجتماع سعر الفائدة
  • رياضة أسيوط تنظم ندوة للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر
  • افتتاحية
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة في تغريدة عبر X: تلقى الشعب السوري اليوم قرار الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على سوريا، وإننا نثمن هذه الخطوة التي تعكس توجهاً إيجابياً يصب في مصلحة سوريا وشعبها، الذي يستحق السلام والازدهار، كما نتوجه بال