الجيش السوداني يستهدف الدعم السريع ومساع للقبض على مسؤولين سابقين فروا من السجن
تاريخ النشر: 1st, August 2023 GMT
قصف الجيش السوداني تجمعات للدعم السريع في عدد من نقاط الاشتباك بالخرطوم وأم روابة وطريق الأبيض وزالنجي (وسط دارفور)، في حين وردت أنباء عن سعي السلطات السودانية لإعادة إلقاء القبض على قادة بارزين في نظام الرئيس عمر البشير السابق فروا من السجن في الأيام الأولى من الحرب.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن الجيش السوداني قصف بالمدفعية تجمعات للدعم السريع بمنطقة بحري شمال الخرطوم.
وقال مصدر عسكري بالجيش السوداني للجزيرة إن الطيران الحربي قصف -اليوم الثلاثاء- المنطقة المحيطة بالمدينة الرياضية التي انطلقت منها شرارة الحرب الأولى.
ومن جهة أخرى، أفادت مصادر محلية للجزيرة بأن الجيش نفذ ضربات على أهداف للدعم السريع بضاحية الجريف شرقي الخرطوم.
في السياق ذاته، قالت مصادر محلية للجزيرة إن قوات الجيش السوداني هاجمت نقطة ارتكاز لقوات الدعم السريع في مدخل مدينة أم روابة بشمال كردفان، وعلى الطريق المؤدي لمدينة الأبيض.
وحسب المصادر، أدى الهجوم لسقوط قتلى وجرحي من جانب قوات الدعم السريع.
وفي محور آخر، قال مصدر عسكري بالجيش السوداني للجزيرة إن 21 عنصرا من الدعم السريع قتلوا وأصيب 41، كما تم أسر 17 منهم بمدينة زالنجي وسط دارفور.
وذكر المصدر العسكري أن فرقة 21 في الجيش السوداني بالمدينة تصدت لهجوم شنته قوات الدعم السريع من محورين.
وفي سياق مواز، قالت وكالة ريا نوفوستي إن وزارة الخارجية الروسية أعلنت إجلاء جزئيا لموظفي السفارة الروسية من مدينة بورتسودان.
أوامر قبضعلى صعيد آخر، أظهرت وثائق تتضمن أوامر قبض -اطلعت عليها وكالة رويترز- أن السلطات السودانية تسعى لإعادة إلقاء القبض على قادة بارزين فروا من السجن في الأيام الأولى من الحرب في البلاد.
وتُصوّر قوات الدعم السريع وساسة وبعض المراقبين الاشتباكات الدائرة منذ أكثر من 3 أشهر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على أنها محاولة من قبل نظام البشير للعودة إلى السلطة، في حين يقول الجيش إن المعارك اندلعت بسبب تمرد قوات الدعم السريع.
وتتضمن الوثائق الصادرة عن ولاية كسلا بتاريخ 25 يوليو/تموز الجاري أوامر بإلقاء القبض على أحمد هارون، وعلي عثمان محمد طه، و3 آخرين كانوا من كبار المسؤولين في عهد البشير الذي استمر 3 عقود.
وكان الرجال الخمسة قد فروا مع آخرين من سجن كوبر في الخرطوم، حيث كانوا محتجزين منذ عام 2019 عندما أطاح الجيش وقوات الدعم السريع بالبشير بعد احتجاجات دامت لشهور.
ويقيم البشير -المطلوب مع هارون أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في دارفور- في مستشفى عسكري.
وقال هارون -في تسجيل صوتي عقب بدء الاشتباكات- إن المسؤولين سيتولون مسؤولية حمايتهم، وإنهم سيُسلمون أنفسهم عندما تبدأ المحاكم إجراءاتها.
ولم يُعرف شيء عن هارون منذ ذلك الحين، غير أن بعض الشهود العيان قالوا أواخر يوليو/تموز المنصرم إنه شوهد في مدينة مدني جنوبي الخرطوم.
وقال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، يوم الجمعة، إن هارون يرأس قوات الأمن في ولايتي كسلا والقضارف، وهما ولايتان بشرق السودان لا تزالان تحت سيطرة الجيش.
أمراض وأوبئةمن جهته، قال مركز عمليات الطوارئ الصحية بوزارة الصحة السودانية إن محلية الدلنج بولاية جنوب كردفان سجلت أكثر من 300 حالة إصابة بالإسهال المائي.
وأكد المركز تزايد حالات الإصابة بالحصبة في 7 ولايات، وتسجيل 10 حالات وفاة بالمرض خاصة في ولاية النيل الأبيض.
وأشار وكيل وزارة الصحة السودانية هيثم محمد إبراهيم -في تصريح صحفي- إلى أن الوزارة تنسق مع منظمة الصحة العالمية واليونسيف لتوفير لقاحات التحصين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی
إقرأ أيضاً:
تصاعد المعارك بين الجيش و«الدعم».. السودان.. مناطق إستراتيجية تتحول لبؤر اشتباك
البلاد (الخرطوم)
مع دخول الحرب السودانية عامها الثالث، تتزايد حدة المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق عدة من البلاد، حيث تحولت ولايات كردفان الثلاث وشمال دارفور والصحراء الممتدة بين الولاية الشمالية وإقليم دارفور إلى أبرز ساحات القتال المفتوحة.
وتصاعدت المواجهات مؤخراً في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، حيث شهدت معارك عنيفة خلال الأيام الماضية. وأعلن الجيش السوداني، أنه تمكن من صد هجوم كبير شنّته قوات الدعم السريع، وفق ما أكده المتحدث الرسمي باسم الجيش، العميد نبيل عبد الله. في المقابل، ذكرت قوات الدعم السريع أنها تمكنت من السيطرة على اللواء 189 في المنطقة، وأنها باتت قريبة من إحكام سيطرتها على الفرقة 22 التابعة للجيش داخل المدينة.
وفي جنوب كردفان، اتسعت رقعة القتال لتشمل هجمات نفذتها الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، المتحالفة مع قوات الدعم السريع، فقد أعلن الجيش- في وقت سابق- أنه تصدى لهجوم استهدف منطقة “الدشول” يوم الثلاثاء الماضي، غير أن الحركة الشعبية عادت لتؤكد أنها سيطرت على المنطقة الحيوية؛ ما أدى إلى قطع الطريق الاستراتيجي الذي يربط بين مدينتي كادوقلي والدلنج في الولاية.
وفي تطور لافت، أثار الظهور العلني الأخير لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”، خلال كلمة ألقاها أمام حشد من جنوده الأحد الماضي، العديد من التساؤلات حول أهداف وتوقيت هذه الخطوة. وخلال خطابه، أطلق حميدتي تهديدات مباشرة بإغلاق خطوط النفط التي تعبر السودان، بما فيها الخطوط التي تنقل نفط دولة جنوب السودان عبر الأراضي السودانية، مشيراً إلى أن قواته تعمل على “تحييد الطائرات المسيرة” التي يعتمد عليها الجيش بشكل كبير.
وأكد حميدتي أن خطط قواته تشمل التوجه نحو الولاية الشمالية وولاية نهر النيل؛ بهدف توسيع نطاق السيطرة على الصحراء الممتدة بين دارفور والولاية الشمالية، لا سيما بعد سيطرة قواته على منطقة “المثلث الحدودية” التي تمثل موقعاً إستراتيجياً في النزاع الدائر.
ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، دخل السودان في واحدة من أسوأ أزماته الإنسانية على الإطلاق. فقد أسفرت المواجهات عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 13 مليون شخص ما بين نازحين ولاجئين داخل وخارج البلاد.
وأدت الحرب إلى انهيار واسع في البنية التحتية والخدمات الأساسية، كما تسبب القتال العنيف في انزلاق العديد من المناطق نحو المجاعة، وسط تحذيرات دولية من تفاقم الوضع الإنساني ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي ينهي هذا النزاع الدامي.