صدور "السينما .. ذاكرة فلسطين" عن دار طفرة
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
صدر حديثا عن دار طفرة للنشر والتوزيع، كتاب "السينما .. ذاكرة فلسطين"، للكاتب أشرف بيدس، والذي يرصد في 252 صفحة، 38 فيلما تعاطت مع القضية الفلسطينية من كافة جوانبها، وصورت معاناة الشعب الفلسطيني منذ النكبة وحتي ما قبل أحداث غزة الأخيرة.
ووفق الكاتب، فإن أهمية هذه الأفلام ليست لأنها تمثل ذاكرة خصبة للأحداث التي مرت عبر عقود من الاحتلال, لكنها أيضا تجيب على أسئلة شائكة لدي جمهور كبير يجهل أبعاد القضية، ومعاناة الفلسطينيين في داخل حدود الأرض المحتلة وخارجها.
قام بإخراج هذه الأعمال السينمائية نخبة متميزة من المخرجين الفلسطينيين بثقافات مختلفة واتجاهات متباينة، إضافة إلى بعض المخرجين العرب من كافة البلدان (مصر- لبنان- سوريا- الأردن – العراق) وفنانين أجانب من (كندا- إيطاليا - فرنسا- إنجلترا - ألمانيا – هولندا- بلجيكا - البرتغال) وجنسيات أخري، كما شارك في تمثيلها ممثلين من (مصر- العراق- سوريا- لبنان- كندا- الأردن- المغرب- الجزائر- تونس), كما شارك في انتاج العديد من الأفلام كل من (مصر- سوريا- قطر- الإمارات- الأردن- الكويت- السعودية)، وكذلك مؤسسات دولية اوربية (ألمانيا- بلجيكا- سويسرا- فرنسا- انجلترا- هولندا- البرتغال- كندا).
يقول المؤلف: ربما اختلفت طرق العرض والطرح، لكن النتيجة تشابهت وتطابقت، ورصدت عدالة القضية الفلسطينية، وحق الفلسطيني في الحياة والاستقلال من قبضة الأطماع الصهيونية.
يعرض الكتاب أعمال سينمائية تم إنتاجها بدعم من المنظمات والحركات الفلسطينية، والتي قامت برصد المذابح والمجازر التي تمت بحق الشعب الفلسطيني؛ وكانت البداية مع ميشيل خليفي الذي أخرج فيلم (عرس الجليل) 1987 الذي كان أول فيلم روائي فلسطيني يصل إلى المهرجانات العالمية, ثم جاء رشيد مشهراوي بفيلمه (حيفا) 1996 أول فيلم فلسطيني يشارك رسميًّا في مهرجان كان, وإيليا سليمان وكان فيلمه (سجل اختفاء) 1996 هو أول فيلم فلسطيني يعرض في أمريكا, أما فيلمه (يد إلهية) فقد فاز بجائزة الحكام في مهرجان كان 2002, وساعد نجاح الفيلم علي اجبار أكاديمية العلوم وفنون الصور المتحركة الأمريكية التي كانت لا تعترف بفلسطين على قبول الفيلم للمنافسة على جائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية في 2003, تحت اسم (الأراضي الفلسطينية) وليس تحت اسم (دولة فلسطين), نتيجة ضغوط اللوبي الصهيوني في هوليوود. وفي 2014 قبلت الأكاديمية دخول فلسطين في المنافسة, وذلك بعد عامين من حصولها على منصب دولة غير عضو في الأمم المتحدة.
في 2007 قدم هاني أبو أسعد فيلم (الجنة الآن) وهو أول فيلم فلسطيني وأول فيلم ناطق بالعربية يرشح للأوسكار كأفضل فيلم, وهو الفيلم العربي الوحيد الذي فاز بجائزة جولدن جلوب, وفي 2013 رشح فيلم (عمر) للمرة الثانية للمنافسة لأفضل فيلم بلغة أجنبية, ويعتبر المخرجون الفلسطينيون هم أكثر المخرجين العرب ترشحا للأوسكار, وواجهت السينما الفلسطينية تحديات عديدة, يأتي على رأسها الدعم المادي الذي يعوق من تطورها, ثم دورها بالرد على الادعاءات الإسرائيلية الكاذبة التي تروجها من خلال آلة إعلامية بما لديها من إمكانات في كل بقاع الدنيا.
كما لعبت المرأة دورا بارزا في السينما الفلسطينية، ويعرض الكتاب العديد من الأفلام قامت باخراجها فنانات مبدعات تحملن معاناة كبيرة وقاسية لخروج أفلامهم إلي النور شملت العديد من الأسماء اللامعة والملهمة (آن ماري جاسر- نجوي نجار- مي المصري- علا طبري- مروة جبارة- شيرين دعيبس - نضال رافع- فرح النابلسي- دارين سلام- ديمة أبو غوش).
كما تعرض الكتاب لأفلام لمخرجين من داخل وخارج ما سمي بالخط الأخضر, وكذلك مخرجي الشتات والمجنسين بجنسيات أوروبية جميعا حلقت أفلامهم حول مشروعية الحقوق الفلسطينية.
ويختم الكاتب: هذا الكتاب كان مدفوعا بالشغف في فهم أبعاد جديدة من خلال السينما عن القضية الفلسطينية، وكان الدافع الأول لهذا الكتاب, ثم محاولة الاقتراب من السينمائيين الفلسطينيين ومعرفة وجهة نظرهم, كان الدافع الثاني, وتحول الأمر فيما بعد لرصد هذه الأعمال وأرشفتها مع إعطاء نبذة قصيرة عنها واقتباس جزء من حوار الفيلم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السينما فلسطين ذاكرة فلسطين كتاب القضية الفلسطينية أول فیلم
إقرأ أيضاً:
سفير السودان في الأردن “سوار الذهب” يحاضر عن الثقافة زمن الحرب في اتحاد الكتاب
صراحة نيوز- وسط حضور لافت من الأدباء والكتاب والاعلاميين والسياسيين تناول سفير جمهوية السودان لدى المملكة الأردنية الهاشمية سعادة الأستاذ حسن صالح سوار الذهب في ندوة نظمها إتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين وإدارها رئيس الاتحاد عليان العدوان مرحبا بالحضور الجماهيري الكبير.
وتطرق إلى مآسي الحروب على الثقافة الشعبية وعلى مجموعة القيمة الإنسانية والاعتداء على الآثار والترات وعلى هوية الأمة وأمثلة ذلك ماحصل في العراق وسوريا وقطاع غزة وطمس المعالم الحضارية التاريخية وضرب الحائط بمجموعة القيم والعادات والتقاليد
أقيمت هذه المحاضرة الهامة في العاصمة عمّان ،وتطرق سعادة السفير حسين سوار الذهب للأثر العميق الذي خلّفته الحرب على الثقافة السودانية ، مستعرضاً ثلاثة مسارات بدت كأنها ثلاث ندوب محفورة في جسد وطن بأكمله.
أول الندوب: محو الذاكرة وتجريف التراث
أوضح السفير سوار الذهب، أن الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 لم تكن مجرد اشتباك عابر بل كانت هجوماً منظماًعلى الذاكرة الجمعية للسودانيين.
ولفت ، السفير، أن الميليشيا المتمردة لم تكتفِ بإزهاق الأرواح بل اتجهت مباشرة إلى أكثر نقاط السودان حساسية: تراثه الذي يسبق ميلاد كثير من الحضارات الحديثة.
وتابع ، فُتحت أبواب المتحف القومي على نهب غير مسبوق سُرقت خلاله قطع كوشية ومروية لا تقدّر بثمن، وتعرّضت أكثر من مئة ألف قطعة أثرية للتدمير والنهب والتهريب، مضيفا أن متاحف بيت الخليفة والفاشر ، والمواقع المدرجة على قائمة اليونسكو مثل النقعة والمصورات نالها ما نال غيرها ، ولم تنجُ من ميليشيات الدعم السريع ، أمّا الفجيعة الأكبر فكانت العبث بالأرشيف الوطني ومكتبة السودان بجامعة الخرطوم ، وكأن اليد العابثة أرادت سحق شريان الذاكرة قبل أي شيء آخر.
ثاني الندوب: شروخ الروح وتفكك المجتمع
انتقل السفير إلى الجرح الثاني ذلك الذي لم يضرب الحجر بل ضرب القلوب، الحرب لم تكتفِ بتدمير المباني بل زعزعت القيم التي عُرف بها السودانيون عبر تاريخهم: التعايش التسامح وراحة النفس في اختلافاتها.
اشتعلت النعرات القبلية وتحوّلت رموز ثقافية كانت تُستخدم للإصلاح وبث الحكمة—مثل الحكّامة والهدّاي—إلى أدوات تحريض تُحركها الميليشيا. تصدّعت الثقة وظهرت صدمات نفسية متراكمة: اكتئاب اضطرابات ما بعد الصدمة وخسارات لم يعد ممكناً إحصاؤها.
توقفت الحياة الثقافية أغلقت الجامعات والمدارس وتحولت بعض منها إلى ثكنات… وكأن الزمن توقف عند لحظة لم يحبّ أحد أن يعيشها.
ثالث الندوب: مقاومة الجمال… حين يصبح الفن درعاً أخيراً
ورغم اتساع حجم الخراب لم تُطفأ روح السودان. ظهر الفن فجأة كأقوى ما يستطيع الإنسان التمسك به. الرسامون صاروا شهوداً على الجرح، ينقلون الخراب على اللوحات كي لا يُنسى.
الأدباء في المنافي كتبوا “الحكايات الصغيرة” التي تُنقذ ذاكرة يوم عادي نجا من الرصاص.
الموسيقى بدورها ارتفعت فوق أصوات البنادق أغنيات تُذكّر بالوطن وتحثّ على صونه… وكأن الفن بأكمله تكفّل بمهمة حماية روح السودان حين عجزت السياسة والسلاح.
بهذه المحاور الثلاثة، رسم السفير سوار الذهب لوحة وطن يقاوم الفناء وطن قُطِعت عنه الكهرباء والماء لكنه أبى أن تُقطع عنه قصته.
فالذاكرة تتعرّض للمحو… والروح تُستنزف… لكن الثقافة السودانية تظل واقفة ترفع رأسها في وجه الحرب وتُعلن أنّها آخر ما سيُهزم. وفي نهاية المحاضرة أجاب سعادة السفير السوداني على كافة أسئلة ومداخلات الحضور ، قدم وقدم الاستاذ عمر العرموطي موسوعة عمان. والدكتور محمد النجار مجموعة من نتاجه الثقافي وتشرفة رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الاردنيين الشاعر عليان العدوان بتقديم شهادة تكريمية لسعادة السفير حسن سوار الذهب تقديرا لجهوده في خدمة الثقافة ، كما تم التقاط الصور التذكارية، لهذه المحاضرة القيمة .