غزة- كشف مسؤول كبير في جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة عن أن محافظتي غزة وشمال القطاع بالكامل "منطقتان منكوبتان"، ولم تعودا صالحتين للعيش، جراء الدمار الهائل الذي لحق بالبنية الحضرية والمساكن والبنية التحتية، بفعل الجرائم الإسرائيلية، وآخرها ما تعرض له مخيم جباليا للاجئين.

وفي حوار خاص مع الجزيرة نت، يفصّل مدير عام إدارة الإمداد والتجهيز في جهاز الدفاع المدني بقطاع غزة الدكتور محمد المغير حالة المناطق التي ينطبق عليها وصف "منكوبة"، والأسس التي يبنى عليها إطلاق هذا الوصف والتقييم.

وفي ما يلي رصد المناطق المنكوبة، التي يصنفها الدفاع المدني على أنها "غير قابلة للعيش والسكن"، جراء ما تعرضت له من تدمير يشمل كل مقومات الحياة.

المناطق المنكوبة في قطاع غزة غير الصالحة للعيش (الجزيرة) مناطق القطاع المنكوبة

تُعد مدينة غزة كبرى مدن القطاع، وتضم المقار الرئيسية للحكومة والجامعات والمؤسسات الأهلية والتجارية، ويتراوح عدد سكانها قبل الحرب بين 700 و800 ألف نسمة، وأبرز أحيائها ومخيماتها: حي الرمال، حي الزيتون، حي الشجاعية، حي تل الهوا، ومخيم الشاطئ للاجئين.

وتُقدّر نسبة دمار البنية الحضرية والمساكن اليوم في مدينة غزة بنحو 80%، في حين تصل إلى نسبة 90% في البنية التحتية.

أما محافظة شمال قطاع غزة، والتي تضم بلدة جباليا ومخيمها، وبلدة بيت حانون، وبيت لاهيا، فتقدر نسبة الدمار في البنية الحضرية والمساكن فيها بنحو 95%، في حين باتت البنية التحتية مدمرة كليا بنسبة 100%، حيث كان يقطن هذه المحافظة قبل اندلاع الحرب زهاء 450 ألف نسمة.

ورغم حجم الدمار الهائل في محافظتي غزة وشمال قطاع غزة، فإن التقديرات الرسمية للدفاع المدني والمكتب الإعلامي الحكومي تشير إلى أن 700 ألف نسمة تمسّكوا بالبقاء فيها، ورفضوا النزوح إلى مناطق جنوب القطاع.

لكن هؤلاء الصامدين يعيشون واقعا صعبا جراء التنقل المتكرر من مكان إلى آخر هربا من الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال، والتي كان آخرها وأكثرها دموية وتدميرا التي وقعت في مخيم جباليا، أكثر مخيمات اللاجئين ازدحاما واكتظاظا بالسكان.

أما المناطق المنكوبة في المحافظة الوسطى، فهي:

بلدة جحر الديك المتاخمة للسياج الأمني الإسرائيلي، وتعدادها السكاني قليل وغالبية مساحتها زراعية. مدينة الزهراء، وتقع جنوب مدينة غزة، وأنشئت عقب تأسيس السلطة الفلسطينية عام 1993، وتمتاز بالأبراج السكنية، ويغلب على سكانها أنهم من الموظفين والطبقة المتوسطة. شمال المخيم الجديد بالنصيرات، وهي منطقة حديثة لجأ إليها سكان غالبيتهم من اللاجئين هربا من الازدحام الشديد في المخيم. شرق مخيمي البريج والمغازي المتجاورين، والمطلين على السياج الأمني الإسرائيلي المحيط بالقطاع من الناحية الشرقية. الاحتلال الإسرائيلي دمّر مدينة خان يونس بشكل كلي ويصنفها الدفاع المدني منطقة منكوبة (الجزيرة) خان يونس ورفح

وتأتي محافظة خان يونس في المرتبة الثانية من حيث الثقل السكاني والمساحة والأهمية بعد مدينة غزة، وتضم مدينة خان يونس ومخيمها، وبلدات عبسان الصغيرة وعبسان الكبيرة، وخزاعة وبني سهيلا والقرارة.

وتتوافق خان يونس مع غزة من حيث حجم الدمار، الذي تقدر نسبته في البنية الحضرية والمساكن بنحو 80%، بينما تبلغ 90% في البنية التحتية.

وتتعرض المحافظة الأخيرة رفح منذ السابع من مايو/أيار الماضي لعملية عسكرية إسرائيلية برية لا تزال مستمرة. وحسب الرصد الأولي للدفاع المدني، فإن مناطق بلدة الشوكة الجديدة، وحي البرازيل، وحي السلام، ومخيم يبنا، وجنوب حي الشابورة، والمخيم الغربي في حي تل السلطان، وحي التنور، وحي المشروع، ومنطقة تبة زارع، والمناطق المتاخمة للشريط الحدودي مع مصر بطول 14 كيلومترا، كلها مناطق منكوبة.

وتقدر نسبة هذه المناطق المنكوبة بنحو 40% من مساحة رفح الإجمالية، وتزيد نسبة الدمار في البنية الحضرية والمساكن والبنية التحتية فيها على 50%.

أسس ومؤشرات

يستند جهاز الدفاع المدني في تصنيفه للمناطق المنكوبة -حسبما يوضحه مدير عام إدارة الإمداد والتجهيز فيه محمد المغير- إلى مصفوفة تتبع حال السكان في حالات الطوارئ، وتدرس طرق انتقالهم من مكان إلى آخر، وإمكانية عودتهم، ووفرة الخدمات.

وتخضع كل منطقة إلى 5 مؤشرات رئيسية، تصنفها دونا عن غيرها منطقة منكوبة.

مؤشر دمار البنية الحضرية والتحتية مستوى الدمار للبنية الحضرية والمساكن. مستوى دمار البنية التحتية. مستوى دمار المباني الاقتصادية. مستوى دمار المباني الحكومية. مستوى دمار المؤسسات الأهلية. مؤشر سبل العيش حالة الإنتاج الزراعي. حالة البنية الزراعية. حالة العمالة اليومية. إمكانية الوصول للعمل. مؤشر الخدمات الأساسية توفر الخدمات الحكومية. حالة شبكة الطرق. حالة شبكات الاتصال. كفاية الكهرباء. كفاية المياه. حالة شبكات الإنترنت. إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية، كالصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية والتواصل المجتمعي. مؤشر الصمود المجتمعي العودة المحظورة، ويقصد بها الخشية من المباني الآيلة للسقوط. إشغال المباني من قبل الغير. الحياة اليومية العامة ومدى التصالح والتماسك المجتمعي. الاتصال والتواصل بين الوجهاء ومخاتير العائلات والعشائر والجهات ذات العلاقة. مؤشر الأمن والسلم المجتمعي وجود مخلفات الاحتلال. وجود مصادر عنف داخلي أو خارجي. تعدد الجهات الأمنية وتوفر الأسلحة في أيدي عائلات وعشائر وجهات مختلفة. مدى قدرة الاحتلال على التدخل والتوغل السريع. حالات الثأر وأخذ القانون باليد. الدفاع المدني يقول إن إسرائيل استخدمت صواريخ وذخيرة تؤثر في المباني وتقلل من عمرها (الجزيرة)

وبناء على هذه المؤشرات الرئيسية وما يتفرع عنها، يقول المغير "نجري تقييما للمخاطر في المنطقة ونعطيها 3 مستويات للخطر: منخفضة، متوسطة، وعالية، لمعرفة إذا ما كانت المنطقة لا تزال ساخنة، وبعد ذلك يتم تصنيفها منطقة منكوبة".

ووفقا للمغير، فإن التقييم الأولى يشير إلى أن غالبية مناطق القطاع منكوبة، جراء ما يقارب من 100 ألف طن من المتفجرات التي استخدمتها قوات الاحتلال على مدار 8 أشهر من الحرب، والتي تسببت في ما وصفها بـ"زلازل صغيرة"، أثرت على المباني وقللت من عمرها حتى لو لم تكن استهدفتها بشكل مباشر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المناطق المنکوبة البنیة التحتیة الدفاع المدنی فی البنیة مدینة غزة قطاع غزة خان یونس

إقرأ أيضاً:

قطاع الطيران المدني يؤكد جاهزيته لموسم خريف ظفار 2025

مسقط - العُمانية
 أكَّد قطاع الطيران المدني جاهزيته بكامل مكوناته لتوفير تجربة سفر آمنة وسلسة وذات كفاءة عالية للمسافرين إلى محافظة ظفار، بالتزامن مع موسم خريف ظفار 2025 والذي يشهد إقبالًا سياحيًا متزايدًا من داخل سلطنة عُمان وخارجها.

وتتضافر في هذه الجهود كلًا من هيئة الطيران المدني وشركة مطارات عُمان، وشركة الطيران العُماني، وشركة طيران السلام، في إطار منظومة وطنية متكاملة تعمل لتعزيز حركة النقل الجوي وزيادة عدد الرحلات الداخلية ورفع كفاءة العمليات التشغيلية في مطار مسقط الدولي ومطار صلالة، بما يضمن انسيابية الحركة الجوية وخدمة المسافرين بأعلى معايير الجودة والسلامة.

وأشارت هيئة الطيران المدني إلى أن هذا الاستعداد يأتي تجسيدًا للتكامل بين مكونات القطاع لتحقيق منظومة طيران شاملة ومستدامة، إذ يُعَدُّ قطاع الطيران المدني شريكًا استراتيجيًا في دعم الاقتصاد السياحي، وتوفير بنية أساسية متطورة تُسهم في تحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز مكانة سلطنة عُمان كوجهة سياحية متميزة.

وكثّفت الهيئة استعداداتها الميدانية والتنظيمية لموسم خريف ظفار 2025 من خلال مراجعة خطط الطوارئ التشغيلية، والتأكد من جاهزية أنظمة المراقبة الجوية، وتوفير التنبؤات الجوية المتعلقة بالطيران، والتنسيق المستمر مع مكونات القطاع، لضمان تقديم تجربة سفر متكاملة وآمنة لجميع المسافرين.

كما تشمل هذه التجهيزات توسعًا كبيرًا في عمليات التشغيل الجوي، ويبدأ الطيران العُماني عملياته المكثفة من أول يوليو المقبل، ويصل عدد الرحلات اليومية إلى 12 رحلة يوميًّا خلال الذروة، أما طيران السلام، فيبدأ بعض رحلاته منذ أواخر يونيو الجاري حتى بداية سبتمبر المقبل، على أن ينطلق التشغيل المكثف من 10 يوليو المقبل، ويصل عدد رحلاته اليومية إلى 8 رحلات خلال شهري يوليو وأغسطس المقبلين، كما سيُشغّل طيران السلام رحلات مباشرة بين مطاري صحار وصلالة بدءًا من 15 يوليو المقبل بواقع رحلة يوميًا.

كما تم رفع سعة المقاعد لهذا الموسم عبر الشركتين، إذ خصص الطيران العُماني أكثر من 70 ألف مقعد إضافي حتى نهاية العام الجاري أي بنسبة زيادة 16 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، أما بالنسبة لطيران السلام فارتفع عدد المقاعد بنسبة تزيد عن 58 بالمائة مقارنة بعام 2024 أي ما يقارب 176 ألف مقعد لعام 2025؛ ما يعكس استجابة القطاع للطلب المتزايد من المواطنين والسياح ودعمه للحركة السياحية في محافظة ظفار خلال موسم الخريف.

وفيما يتعلق بالأسعار للعُمانيين، يواصل الطيران العُماني تقديم أسعار ثابتة على جميع الرحلات المدرجة بين الأول من يوليو حتى 15 سبتمبر من العام الجاري بقيمة تبدأ من 32 ريال عُماني لرحلة الوجهة الواحدة ورحلة الذهاب والإياب 54 ريال عُماني، وفي طيران السلام بقيمة 30 ريال عُماني للوجهة الواحدة، و48 ريال عُماني لرحلة الذهاب والإياب.

من جهتها أكدت مطارات عُمان استكمال استعداداتها في كلٍّ من مطار مسقط الدولي ومطار صلالة، بما يضمن تقديم تجربة سفر متكاملة وآمنة للمسافرين، وشملت هذه الاستعدادات التأكيد على تكامل منظومة الخدمات في جميع مراحل الرحلة، بدءًا من إجراءات الحجز حتى الوصول، مع التركيز على تقديم خدمات أكثر تميزًا، بما يتماشى مع المعايير الدولية وأفضل الممارسات التشغيلية في قطاع الطيران.

ويواصل مطار صلالة تعزيز تجربة السفر عبر تقديم خدمات تسهل على المسافرين إجراءاتهم من بينها خدمة "سافر أسهل" التي تتيح للمسافرين إنهاء إجراءات السفر وتسليم الأمتعة قبل موعد الإقلاع بـ 12 ساعة كحد أقصى إلى 6 ساعات كحد أدنى، ويتم تفعيل هذه الخدمة بشكل يومي من الساعة 8 صباحًا إلى الساعة 8 مساءً بدءًا من 15 يوليو ولغاية 15 سبتمبر 2025م، بهدف تقليل الازدحام وتسهيل حركة الوصول إلى المطار.

كما سيعمل المطار على إضافة خدمة إنهاء إجراءات السفر عبر المركبة لأول مرة خلال موسم خريف ظفار 2025 من ضمن خدمة "سافر أسهل" والتي تتيح للمسافرين إنهاء إجراءات السفر واستلام بطاقة الصعود إلى الطائرة وتسليم الأمتعة دون الحاجة إلى مغادرة مركباتهم، ما يُعد نقلة نوعية في تسهيل تجربة السفر وتعزيز تجربة المسافر عبر مطار صلالة.

مقالات مشابهة

  • من الجزيرة إلى كرب التوم هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟
  • مناقشة إجراءات منح تراخيص البناء في المناطق المتداخلة بين مدينة البيضاء ومديرية ريف البيضاء
  • الدفاع المدني يخمد حريقاً داخل المحطة الحرارية في مدينة السفيرة بريف حلب
  • عاجل | المجالي يكشف تفاصيل حالة الطيران المدني في سماء المملكة
  • الأتوبيس الترددي وتطوير الدائري.. 10 صور ترصد المناطق المحيطة بالمتحف المصري الكبير
  • قطاع غزة يشهد انقطاعاً جديداً للاتصالات والإنترنت جراء تضرر البنية التحتية
  • تعرف على حالة الطقس لهذا الأسبوع
  • الجزيرة: تطهير 50 كيلو متر داخل مدينة مدني
  • قطاع الطيران المدني يؤكد جاهزيته لموسم خريف ظفار 2025
  • «الفارس الشهم 3» تحفر بئري مياه شرب في قطاع غزة