لجريدة عمان:
2025-05-25@15:34:34 GMT

متى تنتهي فرجة العالم على غزة؟

تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT

متى تنتهي فرجة العالم على غزة؟

كان المشهد الذي تناقلته وسائل الإعلام لمخيم النصيرات في قطاع غزة وجثث الأطفال والنساء والشيوخ متناثرة في أرجائه، وصوت الشخص الذي يصور بكاميرا هاتفه ويصرخ «يا الله الجثث مقطعة» يسجل عارا جديدا للبشرية التي ما زالت تعيش لحظات الفرجة على ما يحدث في القطاع وكأنها تشاهد فيلم رعب منتجا بطريقة سينمائية احترافية.

ورغم بشاعة المشاهد وإجراميتها إلا أن هناك من يستمتع بها ولا يريد لها أن تتوقف كما هو الحال مع الإدارة الأمريكية التي لم تستطع حتى الآن أن ترى في كل ما يحدث انتهاكا لحقوق الإنسان أو خروجا عن القوانين ناهيك عن وجود جرائم إبادة! ولذلك ما زالت الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الأقوى في العالم وحامية النظام العالمي الذي يفترض أنه يقوم على قواعد الديمقراطية وحقوق الإنسان واحترام القوانين، ما زالت عمليا تدعم «دفاع إسرائيل عن نفسها جراء ما حدث في ٧ أكتوبر» ولذلك لم تستطع حتى الآن أن ترى ما حدث منذ اليوم التالي لـ ٧ أكتوبر حتى الآن!

إن موقف الولايات المتحدة المشين لا يشوه مصداقيتها فقط ولكنه يسجلها شريكا أساسيا في كل الجرائم التي تحصل في قطاع غزة خاصة وأنها ترتكب بسلاح أمريكي وبدعم استخباراتي من أمريكا وحماية أمريكية سواء كانت حماية عسكرية أو سياسية وقانونية.

إن الدعم الأمريكي التاريخي لإسرائيل ولجرائمها في فلسطين يتجاهل، عمدا، تأثير ذلك على المدنيين الأبرياء في هذه الحرب التي ينادي العالم بضرورة وقفها فورا لأنها تجاوزت كل القيم والمبادئ، وهذا يعطي الدعوات التي تؤكد على تواطؤ أمريكا مع جرائم إسرائيل مصداقية أكبر خاصة أن أمريكا بقيت طوال هذه الحرب ترفض أي اتهامات ترى أن إسرائيل متورطة في جرائم حرب أو إبادة جماعية أو أي سوء سلوك من إسرائيل، وهو ما يعتبره الكثيرون تجاهلا واضحا للأزمات الإنسانية التي تتكشف في غزة.

ولا يبدو أن أمريكا وحدها في هذا التوجه رغم أنها تقوده وتحميه، حيث تبنت بريطانيا وفرنسا وبعض الدول العربية بشكل غير مباشر أحيانا موقفا دفاعيا فيما يتعلق بالتصرفات الإسرائيلية. وردد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك مشاعر التضامن مع إسرائيل، مؤكدا أهمية الأمن بينما قلل من الخسائر البشرية الكارثية على الفلسطينيين. كما حافظ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على درع دبلوماسي فوق إسرائيل، داعيا إلى السلام لكنه لم يصل إلى حد إدانة جرائم الحرب الواضحة، وعملت دول عربية على إحباط بيانات عربية في اجتماعات مشتركة تدين إسرائيل وحدها بعبارات واضحة لا لبس فيها لصالح بيانات ملتوية تدين العنف أيا كان مصدره في إشارة إلى عنف «المقاومة»!

وهذا الدفاع القوي من جانب القوى الغربية يقوض مصداقيتها على الصعيدين الدولي والمحلي. وعلى الصعيد العالمي، يخلق هذا تصورا بوجود معايير مزدوجة في تطبيق القانون الدولي، حيث تطغى المصالح الجيوسياسية على حقوق الإنسان. وعلى الصعيد المحلي، يثير هذا انتقادات وخيبة أمل بين المواطنين الذين يتوقعون من حكوماتهم أن تتمسك بمبادئ العدالة والإنسانية. وهذا التناقض الصارخ بين خطاب حقوق الإنسان وواقع الإجراءات السياسية في الدول الغربية يؤدي إلى تآكل الثقة بالقيادة ويغذي السخرية من أنظمة كان يتوقع أنها أكثر حرصا على صورتها الذهنية وعلى تاريخ بلادها.

وسعت هذه الدول إلى إحباط فاعلية المنظمات الدولية بما في ذلك الأمم المتحدة، ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومحكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية. وهذه الهيئات المكلفة، نظريا على الأقل، بالحفاظ على السلام العالمي وضمان المساءلة، إلا أن بعض الدول الكبرى عطلت فاعليتها وأعاقت عملها بالكثير من الضغوطات السياسية. إن الفشل في التصرف بشكل حاسم في مواجهة الأدلة الواضحة على الفظائع المرتكبة في غزة يسلط الضوء على ضعف مؤسسات النظام العالمي أو توجيه عملها ليكون موجها وفق رغبات الدول الكبرى لا وفق القواعد وبما يخدم العدالة والمساواة بعيدا عن المعايير المزدوجة.

إن استمرار الفرجة على ما يحدث في غزة لا يلطخ الدول الكبرى بالعار وحده لكنه يقوض مصداقيتها ويشظي وجودها وجوهرها أمام العالم وأمام شعوبها.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

أكد أهمية التضافر لمواجهتها.. النائب العام: جرائم الإرهاب تهديد مباشر للأمن المجتمعي والاقتصادي عربياً

البلاد – القاهرة
أكد النائب العام رئيس جمعية النواب العموم العرب سعود بن عبدالله المعجب، أن أهمية مواجهة جرائم الإرهاب، التي باتت تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن المجتمعي والاقتصادي في العالم العربي.
وقال خلال افتتاحه- في القاهرة أمس- أعمال ورشة العمل المتخصصة في “أساليب التحقيق في جرائم الإرهاب”، التي تنظمها النيابة العامة بمصر، بحضور النائب العام المصري المستشار محمد شوقي، وعدد من النواب العموم وممثلي النيابات العامة بالدول العربية الأعضاء: “الورشة تأتي في إطار تعزيز التعاون القضائي المشترك بين الدول العربية، وتشكل منصة حيوية لتبادل الخبرات والتجارب المهنية في التحقيقات الجنائية، خاصة في مواجهة جرائم الإرهاب”.
وأضاف المعجب: “إقامة مثل هذه البرامج التدريبية وورش العمل يسهم في رفع كفاءة أعضاء النيابات العامة، ويعزز الروابط الأخوية والمهنية بين الدول الأعضاء؛ مما يتيح نقاشًا مثمرًا حول أفضل الممارسات الحديثة والتكييف القانوني للجرائم، وكذلك حول التحديات المشتركة التي تواجهنا”.
وأشاد النائب العام بالدور الرائد الذي تضطلع به النيابات العامة في الدول العربية في مكافحة الإرهاب، مبديًا ثقته بأن الورشة ستسهم في تحقيق العدالة الناجزة وتعزيز ثقة المجتمعات في مؤسساتها القضائية.
واختتم المعجب كلمته بتقديم شكره العميق للنيابة العامة بجمهورية مصر العربية على حسن التنظيم والإعداد، داعيًا إلى الاستمرار في دعم مثل هذه المبادرات، التي من شأنها الإسهام في تطوير العمل القضائي وملاحقة المجرمين، وتحقيق الأمن والاستقرار في المجتمعات العربية.

مقالات مشابهة

  • أكد أهمية التضافر لمواجهتها.. النائب العام: جرائم الإرهاب تهديد مباشر للأمن المجتمعي والاقتصادي عربياً
  • هل الفيروسات التي تصيب الدواجن خطر على الإنسان؟.. دكتور بيطري يوضح
  • المجلس الأوروبي ينتقد مساعي لتسهيل طرد المجرمين الأجانب
  • النائب العام: جرائم الإرهاب تهديد مباشر للأمن المجتمعي والاقتصادي في العالم العربي
  • النائب العام يفتتح أعمال ورشة “أساليب التحقيق في جرائم الإرهاب” بالقاهرة
  • صقر غباش: القضية البيئية أصبحت جزءاً من معادلة الاستقرار العالمي
  • أبرز الهجمات التي نفذتها جماعة الحوثيين على إسرائيل عام 2025
  • السعودية بالمركز الثاني.. ترتيب الدول العربية بحجم تجارة السلع مع أمريكا بـ2024
  • محمد الشحي رئيساً للجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان
  • محمد بن حمد: التنمية المستدامة تخدم الإنسان وتدعم تمكينه