اكتمل وصول أفواج حجاج الجمعيات الأهلية إلي الأراضي المقدسة، حيث وصل الفوج الثامن والأخير والذي يضم حجاج محافظات أسيوط والمنوفية وشمال سيناء  إلي جدة ومنها إلي مكة المكرمة ليكتمل بذلك وصول الـ7500 حاج التابعين للجمعيات الأهلية وهي الحصة المقررة هذا العام من الحصة الكلية المخصصة للدولة.
 
وحرصت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي على التواصل هاتفياً مع الأستاذ أيمن عبد الموجود مساعد وزيرة التضامن  الاجتماعي ورئيس بعثة حج الجمعيات الأهلية من أجل الاطمئنان علي صحة الحجاج ومتابعة تنفيذ التوجيهات الخاصة بتقديم كافة الخدمات لهم لكي يؤدوا المناسك في سهولة ويسر.


 
 ومن جانبه أكد الأستاذ أيمن عبد الموجود رئيس بعثة حج الجمعيات الاهلية أن موسم الحج هذا العام؛ سيشهد العديد من الإجراءات التي من شأنها التيسير على الحجيج  في أداء المناسك ومنها توفير حقائب للإجراءات الاحترازية، وملابس الإحرام للرجال والسيدات، والتعاقد على وسائل انتقال جميعها موديلات حديثة ومكيفة، نقلت الحجاج من المطار لفنادق الإقامة وتنقلهم بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكذلك ستنقل الحجاج للمشاعر المقدسة.


 
وأضاف أن حجاج الجمعيات الأهلية يقطنون في  فنادق خمسة نجوم بساحة الحرم المكي، وهو المستوى الأول ، أما حجاج المستوى الثاني فيتواجدون في  فنادق مصنفة تبعد بمسافة 750 مترًا من الحرم المكي، أما المستوى الثالث، فهي فنادق مصنفة تبعد بمسافة 1400 متر من الحرم المكي.
 
وأشار عبد الموجود إلى أن وزارة التضامن الاجتماعي تسعى لاستمرارها في تقديم أفضل البرامج لحج الجمعيات الأهلية، حيث يقوم الوعاظ والواعظات من  وزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية بتقديم خدمة الوعظ والإرشاد للحجاج، كما تم توفير دليل للحجاج يشمل كافة الإجراءات التي يمر بها الحاج ويغطي مختلف الاستفسارات المتعلقة برحلة الحج سواء الإدارية أو الدينية.
 


وأوضح  رئيس بعثة حجاج الجمعيات الأهلية أن هناك اجتماعات مستمرة تعقد مع أعضاء البعثة والمشرفين لمراجعة كافة التفاصيل الخاصة بخطة تصعيد الحجاج على صعيد عرفات، مشيرًا إلى أن مخيمات حجاج الجمعيات الأهلية على صعيد عرفات يتوافر بها كافة الخدمات، كما أن المخيمات مكيفة الهواء وبها خدمة إعاشة كاملة ويتوفر بها كافة الاحتياجات من المياه والعصائر والوجبات، فضلا عن تقديم الإرشاد والتثقيف بشكل مستمر من خلال الوعاظ والواعظات.
 
وأشار رئيس البعثة الرسمية لحج الجمعيات الأهلية إلى أنه من المقرر أن تستلم البعثة المخيمات خلال الساعات المقبلة، حيث سيتم التأكد من توافر كافة الخدمات المتفق عليها، كما أن هناك خطة زمنية سيتم تنفيذها خلال تصعيد الحجاج، وسيتم ذلك على مراحل حتى لايحدث تكدسا خلال مراحل التصعيد، وذلك من أجل توفير الراحة والتيسير على جميع الحجاج حتى تسكينهم فى المخيمات بالمشاعر المقدسة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حجاج الجمعيات الأهلية الأراضي المقدسة مكة المكرمة التضامن حج الجمعيات الأهلية الحج

إقرأ أيضاً:

اكتمال ينتظر صاحبه

 

 

 

سلطان بن محمد القاسمي

لم يتغير شيء حولي تقريبًا، نفس الأماكن، نفس الوجوه، نفس التفاصيل التي تتكرر كل يوم دون إضافة تُذكر. ومع ذلك، بدا في داخلي شيء لا يشبه هذا الثبات؛ كأن القلب يلتفت إلى جهة لا تراها العين بعد، وكأن الهدوء الذي يسكنني ليس وليد ما يحدث، بل ما يستعد أن يحدث دون إعلان. شعرت وكأن الحياة تُجري تعديلا صغيرا في أعماقي، لا أرى أثره بوضوح، لكنني أتبينه في طريقة استيعابي للأمور، في صبري الذي لم أعرف متى تعلّمته، وفي اتساع روحي لما كان يزعجها من قبل.

ببطء لا يسمعه أحد، بدأت بعض المعاني تتحرك في داخلي وتعيد ترتيب نفسها، كما لو أنها تهيئني لمرحلة لم أصل إليها بعد. لا جديد في الخارج، لكن هناك اتساعا لطيفا في الداخل، يشبه التنفس بعد ضيق طويل، ويشبه القوة حين تتشكل قبل الحاجة إليها. ومع مرور الأيام، اكتشفت أن القرارات التي لم أتخذها بعد كانت تبنيني بصمت، تدرّبني على ما هو قادم، وتختبر مدى اتزاني قبل أن أحتاجه. عندها أدركت أن الإنسان لا ينتظر التغييرات لتصنعه؛ بل يتغيّر قبل أن يعرف ماذا ينتظر، وكل ما يكتمل في الخارج يكون قد اكتمل قبل ذلك بكثير في القلب أولًا. فبعض النضج لا يعلن عن نفسه، لكنه يغيّر طريقة رؤيتنا لكل شيء.

ولعلّ أجمل ما يحدث لنا أننا نُشفى قبل أن نعرف أننا كنا مجروحين، ونصعد قبل أن ندرك أننا كنا في القاع؛ ففي داخل كل واحد منا معركة صغيرة لا يراها أحد؛ معركة لا تُدون في سيرة حياة، لكنها تُكتب في هيئة هدوء جديد، وصبر أعمق، ونظرة مختلفة إلى الأشياء. بل إن هناك لحظات يظن فيها الإنسان أنه واقف في مكانه، بينما هو في الحقيقة يتسع دون أن يُرى، مثل شجرة تمد جذورها بهدوء تحت الأرض، دون أن يشعر بها أحد.

وربما نفهم هذه الحقائق أكثر حين نراها في قصص غيرنا. ففي إحدى الأيام، سمعت قصة خطّاط عاش عمره يلاحق اكتمال الجمال. كان يبحث عن لوحة تليق بسنوات تعبه؛ فبدأ يرسم لوحة معقّدة التفاصيل، مهيبة الألوان، دقيقة الرسم، لكنها مهما اكتملت كان يصرّ على وجود زاوية خالية لا يمسّها بقلمه. سأله تلميذه الصغير يوما: لماذا تركت هذا الجزء ناقصا؟ هل ضَعُف تركيزك؟ أم لم تجد ما يليق بها؟ ابتسم الخطاط وترك السؤال معلّقا لسنوات، وكأن تلك الزاوية كانت تملك سرا لا يستعجل كشفه.

بعد زمن طويل، عاد التلميذ إلى معلمه، وقد صار فنانا بدوره، فوجد تلك الزاوية مكتملة بآيةٍ كُتبت بخطّ يختلف عن سائر اللوحة، كأنه خُلق بعد النضج لا بعد التعلّم. عندها فهم: لم يكن الخطاط عاجزًا عن إكمالها، بل كان ينتظر أن تكتمل روحه ليكتب الجزء الأجمل. بعض الأعمال لا تنمو بمهارتنا وحدها… بل بنضجنا نحن. بعض الاكتمالات تأتي في الوقت الذي نكون فيه مستحقين لها، لا حين نكون مستعجلين عليها.

هذه القصة جعلتني أرى أن ما لم يحدث بعد، قد يكون في طريقه إلينا ببطء محسوب، وأن بعض التأخيرات ليست فشلا، بل نوعا من الاحترام لما يجب أن نكون عليه حين نصل. ربما نحن لا نحصل على الأشياء حين نريدها، لأن الله ينتظر أن نصبح قادرين على فهمها والعيش معها بوعي أكبر. فما قيمة نجاح لم نبلغ عمره الداخلي؟ وما قيمة علاقة لا يقابلها نضج؟ وما قيمة مكسب لا يملك صاحبه اتساع الروح لاحتوائه؟ لقد صار واضحًا لي أن الحياة لا تمنحنا الأشياء لأنها قريبة، بل لأنها مناسبة.

وكلما نظرت حولي، أيقنت أن كثيرا مما ننتظره ليس متأخرا كما نظن، وإنما نحن من كنا نحتاج أن نتأخر قليلا، لنصل أكثر وعيا، أكثر قوة، وأكثر استعدادا. فالله لا يعطينا الأشياء حين نطلبها، بل حين نصبح قادرين على حملها. وهذا أعظم أشكال الرحمة التي لا ننتبه لها. وإن لحظات الشفاء دائما هادئة، لكنها أصدق من كل الكلمات؛ لأنها تغيّرنا دون أن نسألها، وتجعلنا نكفّ عن الركض، ونتجه إلى العيش لا إلى المطاردة المستمرة لشيء لا نعرف إن كنا أهلا له.

ولست أنكر أن هناك أشياء تمنيت أن تحدث ولم تحدث، لكنها حين لم تقع، حدثت داخلي بطريقة أخرى؛ صنعت اتزاني، وقوّت ظهري، وعلّمتني ألا أطلب من الحياة إلا ما يستحق أن يبقى. وبعض الأشخاص الذين لم يكتمل حضورهم، اكتمل أثرهم. وبعض الطرق التي لم أسلكها، علّمتني أين أضع قدمي في الطرق الأخرى. اليوم لم أعد أبحث عن اكتمال خارجي، بقدر ما أبحث عن اكتمال هادئ في داخلي؛ يشبه تلك الزاوية التي انتظر الخطاط عمرا ليملأها، لأنها تحتاج إلى قلب كامل، لا إلى يد ماهرة. فالسلام الذي نبنيه في أنفسنا أهم من الصورة التي نُظهرها للعالم.

أستطيع القول الآن: لست هو الشخص الذي كنته قبل سنة، ولا قبل شهر، ولا حتى قبل أسبوع. هناك شيء يتغيّر في داخلي كلما ظننت أنني انتهيت؛ شيء يعيد تشكيل روحي، ويربّت على كتفي، ويقول لي بهدوء يشبه دعاء:

سأكشف لك ما كنت تريده… حين تصبح جديرا برؤيته.

سأعطيك ما تمنيت… حين تتعلم كيف تحمله دون أن يؤذيك.

سأريك من أنت… قبل أن أريك ما تريد أن تكون.

وهكذا تعلمت أن ما لم يحدث بعد، يحدث في داخلي أولا. وأن هذا وحده يكفيني لأمضي بخفة، دون خوف من الغد، ودون انتظار طويل يشقّ القلب. لأن أكثر الانتصارات صمتا، هي تلك التي تحدث في الداخل قبل أن يراها أحد، وتصبح بعد حين أكبر مما تمنيناه، تماما كزاوية انتظرت سنوات حتى اكتملت، لأنها كانت تنتظر اكتمال صاحبها أولا.

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • اكتمال ينتظر صاحبه
  • كاريكاتير أسامة حجاج
  • وكيل صحة الدقهلية : رسالتي وصول مبادرات رئيس الجمهورية لكل مواطن
  • محافظ مطروح يستقبل رئيس شركة مياه الشرب الجديد ويؤكد على تحسين الخدمات
  • للفائزين بالتأشيرات.. أماكن سداد رسوم حج الجمعيات الأهلية 2026
  • بدء احتفالات أعياد الميلاد - موكب حارس الأراضي المقدسة يصل بيت لحم
  • وزارة التضامن تعلن إطلاق خط ساخن موحد لتقديم خدمات الجمعيات الأهلية
  • الجمعيات التعاونية الزراعية: لماذا يجب دعمها؟ وما هو دورها في دعم الاقتصاد والمجتمع
  • بعد قرار وزيرة التضامن بشأن موعد السداد.. أسعار حج الجمعيات الأهلية
  • بعد مدها أسبوعًا.. آخر موعد لسداد رسوم حج الجمعيات الأهلية 2026