13 يونيو، 2024
بغداد/المسلة الحدث:
د قاسم بلشان التميمي
ان مصطلح ( حاشية الحاشية السياسية) ؛ربما يكون مصطلحا جديدا وغير متداول؛ والأبعد من هذا ربما انا اول من أطلق هذا المصطلح؛ نحن تعودنا على مصطلح ( الحاشية) ؛ ومصطلح ( الحاشية السياسية)؛ ولكن مصطلح حاشيةالحاشية السياسية لم نتعود عليه.
ان مفردة او مصطلح الحاشية؛ تعني وبايجاز شديد شرح الشرح؛ بمعنى ان الحاشية أو الهامش شرح يوجد اسفل الصفحة يوضح المعلومة اكثر التي ذكرت في صفحة كتاب ما؛
اما الحاشية السياسية فهي مجموعة تحيط بالسياسي؛ وهذه المجموعة تكون مقربة جدا من السياسي؛ وايضا هي على تماس مع عامة الناس؛ وهذا التماس والتواصل مع الناس؛ ممكن ان يكون ايجابيا للشخصية السياسية او سلبيا؛ وحقيقة الامر ان الايجاب والسلب يتوقف على قوة الشخصية السياسية نفسها؛ وعليها( الشخصية السياسية)؛ ان تدرك الواقع المحيط بها ليس عن طريق الحاشية؛ لان هذه الحاشية ربما تتصرف وتسلك طرقا غير مقبولة لدى عامة الناس من اجل الانتفاع على حساب الشخصية السياسية التي يحبطون بها؛ وحقيقة الامر هناك الكثير من الشواهد على شخصيات سياسية افل بريقها؛ واسودت صورتها؛ وفقدت ثقتها لدى الناس بسبب حاشيتها؛وهذا امر خطير جدا.
ان المتتبع الحاذق صاحب البصيرة للوضع السياسي يرى ظهور طبقة اخرى؛ هي ( حاشية الحاشية)؛ وهذه الطبقة الجديدة اصبحت بين ليلة وضحاها تدير اوضاع البلاد؛ من خلال حصولها على مراكز قيادية في مؤسسات ودوائر الدولة!!؛ وسياق عمل ( حاشية الحاشية السياسية)؛ هو ان الحاشية المقربة من السخصية السياسية او الحزب السياسي المعين؛ تقوم بصنع وتقريب حاشية لها؛ بمعنى الحاشية لها حاشية ؛ وهذه ( حاشية الحاشية)؛ تحصل على الدرجات الوظيفية والمراكز القيادية بعد دفعها اموال الى الحاشية؛ لذلك نجد ان الكثير من كفاءات او نخب بعض الكتل والاحزاب السياسية لم ولن تحصل على اي مركز او درجة وظيفية خاصة تليق بها بوجود الحاشية التي صنعت وعملت حاشية لها؛ وهذا الامر بكل تاكيد سوف يسهم بنخر وتاكل الشخصية السياسية او الحزب السياسي عاجلا ام اجلا.
ان وضع البلاد السياسي بعد عام ٢٠٠٣؛ قد افرز مصطلحات وتسميات جديدة لم ينتبه لها ( مكيافيلي) ؛ ومن هذه المصطلحات والتسميات الجديدة ( حاشية الحاشية السياسية).
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الشخصیة السیاسیة
إقرأ أيضاً:
هل ينجح كامل إدريس في فتح الأفق السياسي بالسودان؟
الخرطوم- بعد أكثر من عامين من اندلاع الحرب في السودان، لا يزال الانقسام والاستقطاب السياسي يُخيِّم على المشهد الداخلي، ويتوقع مراقبون أن يسعى رئيس الوزراء كامل الطيب إدريس المعين حديثًا، إلى توافق بين الفرقاء يسهم في حل الأزمة بالبلاد كما فعل سابقا، رغم صعوبة ذلك.
ولم يكن الموظف الأممي كامل إدريس معروفا في الأوساط السياسية في بلاده، إلا بعد قيادته مبادرة للتوسط في الأزمة السودانية منتصف تسعينيات القرن الماضي، حيث جمع في جنيف بين الشيخ حسن الترابي عرّاب نظام حكم الرئيس السابق عمر البشير والراحل الصادق المهدي زعيم حزب الأمة، وأبرز معارضي الحكومة آنذاك ولم يحقق اللقاء اختراقًا سياسيًا.
ثم قاد إدريس مساعي لتحقيق مصالحة بين الفرقاء السودانيين عبر خطوات لبناء الثقة وإصلاح المناخ السياسي قبل أن يترشح لرئاسة السودان عام 2010.
تحالفات متحركةورحّبت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية بتعيين إدريس رئيسًا للوزراء، وعدت ذلك خطوة لاستعادة النظام الدستوري والحكم الديمقراطي في السودان، كما رحّبت به القوى السياسية المساندة للجيش.
وبذَل الاتحاد الأفريقي جهودًا لتقريب مواقف الفرقاء السودانيين للتوافق على ترتيبات لعقد مؤتمر حوار سوداني- سوداني، لكن 3 جولات من مشاورات شملت الكتل والقوى السياسية لم تحقق تقدمًا.
إعلانكما استضافت القاهرة مؤتمرًا للقوى السودانية في يوليو/تموز الماضي، ضم أطراف المشهد السياسي تحت سقف واحد لأول مرة، وصدر بيان في نهاية المؤتمر تحفّظت عليه بعض القوى.
وساعدت ديناميات الحرب في تفكيك التحالفات وبناء أخرى جديدة، حيث تكتلت القوى المساندة للجيش في تحالف ضم قوى سياسية ومجتمعية عقد في بورتسودان في فبراير/شباط الماضي، وتبنّى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وثيقة مشروع وطني أقرّها المؤتمر.
وأدى تبني فصائل الجبهة الثورية وشخصيات، في تحالف تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم)، تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع إلى حل التحالف وميلاد تكتل جديد في 10 فبراير/شباط الماضي تحت اسم التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) واختار عبد الله حمدوك رئيسا له.
وفي المقابل، اختارت قوات الدعم السريع وفصائل عسكرية وتنظيمات سياسية تحالفا جديدا نشأ في العاصمة الكينية نيروبي في فبراير/شباط الماضي، وأطلقت عليه اسم "تحالف السودان التأسيسي" وأقرت تشكيل حكومة موازية.
الحوار والتوافقوعقد تحالف "صمود" اجتماعا للأمانة العامة والآلية السياسية في العاصمة الأوغندية كمبالا برئاسة حمدوك اختتِم أمس السبت، وأقرّ الاجتماع رؤية تمنح الأولوية لإيقاف الحرب.
وقال في بيان له إن "السعي لتحقيق الشرعية من قبل سلطة بورتسودان والتنافس عليها بتشكيل حكومات بواسطة الدعم السريع وحلفائه، أمر لا يخاطب الأولويات ولا يستجيب إلى احتياجات السودانيين".
كما قرر الاجتماع التواصل مع كافة الأطراف لإطلاق عملية سياسية عبر مائدة مستديرة تقود إلى توحيد المواقف لإيقاف الحرب واعتماد خيار الحوار، والتوافق على مشروع وطني يطوي صفحة الحروب ويحافظ على وحدة السودان ويؤسس لدولة مدنية ديمقراطية.
إعلانويرى عضو الأمانة العامة لتحالف "صمود" ياسر عرمان، في منشور له، أن تعيين كامل إدريس على أساس الوثيقة الدستورية الجديدة يجعل منه موظفًا عند العسكر ولا سلطة له، "وهو ليس برئيس وزراء مدني بل هو رئيس وزراء حرب" على حد تعبيره.
الفرص محدودة
وعن فرص تحقيق توافق بين القوى السياسية، يعتقد الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم الصديق، أن تحقيق توافق كلي بين الفرقاء السياسيين صعب، لأن روح التنافس السياسي سائدة وراجحة، والأهم وضع القضايا الوطنية الكبرى في صدارة الاهتمامات ومشاركة الجميع وفق طاقاتهم ومنظورهم.
ويقول الصديق للجزيرة نت إن التحدي هو مقدرة رئيس الوزراء إدريس على تقديم خطة جامعة تتوافق عليها القوى السياسية والمجتمعية.
ويقترح أن يطرح إدريس برنامج وخطة عمل ودعوة الجميع للمشاركة فيها، تشمل وحدة واستقرار البلاد وإعادة الإعمار وعودة النازحين واللاجئين وإعلاء مؤسسات العدالة والقانون قبل الذهاب إلى انتخابات تحتكم فيها القوى السياسية للشعب.
أما الباحث والمحلل السياسي خالد سعد، فيرى أن فرصة إدريس لتحقيق توافق وطني محدودة ما لم يتمكن من تجاوز التصورات حول كونه طرفا سياسيا وليس غطاء لمشروع عسكري تديره القيادة العسكرية بشكل مستقل أو بتحالف سياسي.
ويقول سعد للجزيرة نت إن تاريخ إدريس كوسيط بين الفرقاء لا يمكن الاعتماد عليه نتيجة لحدوث متغيرات عميقة في المشهد، أبرزها أن التسوية صارت مرتبطة بوقف الحرب، كما تزداد الاستقطابات وتتعمق الانقسامات، حيث تصنع الحرب دينامية جديدة تجعل الأطراف أكثر تمسكًا بمواقفهم وأقل استعدادا لتقديم تنازلات.
ويذهب إلى أن الطرف المتقهقر عسكريًا في الحرب يتمترس في مواقفه خشية فقدان توازن القوى في المساومات السياسية، ويبحث عن بدائل سياسية، كما ظهر في نشأة تحالف "تأسيس" الذي يعكس تشكل قوى سياسية مرتبطة بالحرب، مما يعقّد المشهد السياسي ويضيف أبعادا جديدة لأي تسوية مستقبلية.
إعلانورغم ذلك، يعتقد الباحث سعد أن لرئيس الوزراء الجديد فرصة بناء ثقة عبر إثبات حياده ووقوفه بمسافة واحدة من الأطراف السياسية في تشكيل حكومته، أو ممارسته السلطوية وإيجاد نقطة انطلاق في ظل انسداد الأفق السياسي، وربما من خلال التركيز على قضايا إنسانية وتغيير الخطاب السياسي والإعلامي.