مجازر إسرائيلية في رفح والمقاومة تخوض حرب شوارع
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
غزة "أ.ف.ب": واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم قصف رفح في جنوب قطاع غزة في حين تتصدى المقاومة الفلسطينية لتوغلات قواته في المدينة، بعد جولة في الشرق الأوسط لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الساعي إلى تأمين وقف لإطلاق النار.
وبعد أكثر من ثمانية أشهر على بدء الحرب، تسعى الولايات المتحدة جاهدة لتأمين اتفاق بناء على خطة أعلنها الرئيس جو بايدن، أحالت الحركة الفلسطينية ردا أوليا بشأنها على دول الوساطة فيما لم تعلن إسرائيل موقفا رسميا منها.
واستهدف قصف مدفعي عنيف وغارات جوية مناطق عدة في القطاع المنكوب فجر اليوم، من بينها مدينة رفح المتاخمة للحدود المصرية، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.
من جهتها، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن عناصرها يخوضون قتالا في الشوارع ضد الجنود الإسرائيليين في غرب رفح حيث أفاد شهود عيان بإطلاق مروحيات أباتشي النار.
وتحدّث شهود عيان لوكالة فرانس برس عن "ليلة عنيفة للغاية" في رفح بسبب القصف والتوغلات التي نفذها جنود إسرائيليون.
وأطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما بريا على رفح في 7 مايو، ما أجبر مليون فلسطيني على الفرار منها وفق الأمم المتحدة، ويتجمعون حاليا في منطقة المواصي الساحلية التي تصفها إسرائيل بأنها "منطقة إنسانية".
وقال شهود عيان إن جيش الاحتلال قصف المواصي، ودان المجلس النروجي للاجئين، وهو منظمة غير حكومية، اليوم "استخدام المنطقة الإنسانية المعلن عنها من جانب واحد كساحة معركة الأسبوع الماضي".
تعتبر إسرائيل الهجوم على رفح ضروريا للقضاء على حماس، لكن القتال تجدد في الأسابيع الأخيرة في عدة مناطق أخرى، وخصوصا في وسط القطاع.
وقال جيش الاحتلال، اليوم، إنه يواصل عملياته في وسط غزة، حيث انتشل الدفاع المدني ثلاث جثث في منزل تعرض لقصف إسرائيلي في مخيم النصيرات.
وارتفعت حصيلة ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى 37 ألفا و232 شهيدا، و85 ألفا و037 مصابا، غالبيتهم من الأطفال والنساء. وأوضحت السلطات الصحية في قطاع غزة، في بيان اليوم، أن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ثلاث مجازر ضد سكان القطاع، أسفرت عن استشهاد 30 شخصا، وإصابة 105 آخرين. وأضاف البيان أن العديد من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولم تتمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.
"ضغط" على إسرائيل
وأكد بلينكن الأربعاء في الدوحة أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع دول الوساطة الأخرى من أجل وقف إطلاق النار.
وأضاف "كلما طال أمد ذلك، زاد عدد الأشخاص الذين سيعانون، وقد حان الوقت لوقف المساومات".
وأعلنت حماس الثلاثاء أنها سلمت قطر ومصر ردها على خطة المراحل الثلاث التي أعلنها جو بايدن في 31 مايو.
وتنص الخطة في مرحلتها الأولى على وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع يرافقه انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة، وإطلاق سراح محتجزين في غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
لم يتم الكشف عن مضمون رد حماس، لكن بلينكن قال إن "بعض التغييرات" التي تطالب بها الحركة "ممكنة والبعض الآخر غير ممكن"، مضيفا "أعتقد أن هذه الفجوة يمكن سدها".
كذلك أكد وزير الخارجية أن الولايات المتحدة ستقدم "في الأسابيع المقبلة عناصر أساسية" لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، خصوصا ما يتعلق "بكيفية إدارة الحكم والأمن وإعادة الإعمار".
ولم يدل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بتصريحات رسمية بشأن الخطة التي أعلنها جو بايدن، واكتفى بالتأكيد على مواصلة الحرب حتى هزيمة حماس.
وتطالب حماس من جانبها بوقف نهائي لإطلاق النار وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة.
وقالت حماس الأربعاء إنه "بينما يواصل بلينكن الحديث عن موافقة (إسرائيل) على المقترح الأخير، فإننا لم نسمع أي مسؤول إسرائيلي يتحدث بهذه الموافقة"، داعية "بلينكن، وإدارة الرئيس بايدن، إلى توجيه الضغط إلى حكومة الاحتلال".
بحسب مصدر مطلع على المحادثات، فإن رد الحركة الفلسطينية يتضمن "تعديلات" على الخطة الأولية، "وأبرزها جدول زمني لوقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة".
وحث منتدى عائلات المحتجزين والمفقودين الحكومة الإسرائيلية على التحرك بسرعة لأن "أي تأخير قد يعرض المحتجزين للخطر الشديد".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی جیش الاحتلال لإطلاق النار قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
جنرال إسرائيلي: لماذا لم تُهزم حماس بعد كل الضربات التي تلقتها؟
تساءل جنرال إسرائيلي عن أسباب عدم هزيمة حركة حماس في قطاع غزة، رغم الضربات المتتالية التي تلقتها الحركة على مدار 22 شهرا من الحرب الدموية.
وقال اللواء بقوات الاحتياط غيرشون هكوهين في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، إنه يلوح سؤال: "كيف لم تُهزم حماس بعد كل الضربات التي تلقتها؟"، منوها إلى أن النقاش الأخير بين رئيس الأركان ورئيس الوزراء، يتلخص في معضلة بين مسارين محتملين للعمل في المعركة القادمة.
وأوضح هكوهين أن "المسار الأول يهدف إلى احتلال قطاع غزة بالكامل في خطوة سريعة، والمسار الثاني يقترح تطويق مراكز قوة حماس"، مضيفة أنه "عند مناقشة المسارين، نرى هناك مزايد وعيوب لكل منهما، ولا يضمنان نهاية سريعة للحرب".
وتابع: "في خضم هذا الحديث فإنّ السؤال الذي يظهر هو كيف لم تهزم حماس بعد كل الضربات التي تلقتها؟"، مؤكدا أن "القول بأن ليس لديها ما تخسره هو تفسير مجتزأ. أما التفسير الأعمق فيتطلب النظر إلى قوة الإيمان الإسلامي التي تُحرك حماس".
وأردف قائلا: "مع أننا نُدرك البُعد الروحي الذي يُحرك الأعداء، إلا أننا في تصورنا للحرب، وفي تفكيرنا في طريق النصر ضدهم، نجد صعوبة في ربط البُعد المادي للأعداء ببُعدهم الروحي. يُظهر جيش الدفاع الإسرائيلي كفاءةً في كل ما يتعلق بالعمليات في البُعد المادي. لكن النظر إلى البُعدين معًا، في كيفية تشكيلهما حاليًا لروح الحرب لدى الأعداء من حولهم، يُمكن أن يُفسر كيف ولماذا كانت غزة، ولا تزال، نقطة ارتكاز الحرب الإقليمية بأكملها".
ولفت إلى أنه "رغم رحيل القائد الذي أشعل فتيل الحرب الإقليمية، إلا أن روحه تُحرّك قوى الجهاد في جميع المجالات. أشاد زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، في خطابٍ له قبيل ذكرى عاشوراء الشيعية في الخامس من يوليو/تموز، بموقف حماس البطولي قائلاً: "في غزة، تتجلّى كربلاء جيلنا". يُصبح مثال حماس في التضحية في غزة مصدر إلهامٍ لإرث التضحية - إرث أتباع الإمام الحسين".
ورأى أنه "من الواضح تمامًا أن قيادة حماس، التي تمسكت بمواصلة الحرب رغم صعوبة الوضع في غزة وحالة السكان، لا ترى في وضعهم "تفعيلًا لآلية تدمير ذاتي". في قوة الإيمان الجهادي وواجب التضحية، ثمة تفسير لكل المعاناة والدمار المحيط بهم. بالنسبة لهم، يُقصد اختبار الإيمان في مثل هذه الأوقات تحديدًا، في القدرة على تحمل المعاناة بصبر وانتظار الخلاص".
وتابع: "ما يعزز آمالهم في النصر هو الصورة المعاكسة لأصوات الضيق التي ترتفع من المجتمع الإسرائيلي"، معتبرا أنه "في مثل هذا الوضع الحربي، يتضح البعد الذي يتجاوز الأبعاد المادية للحرب. وبما أن تصور أعدائنا للحرب كجهاد يجمع جميع الأبعاد المادية والروحية، فلا بد لنا من التعمق ليس فقط في تقويض أصولها المادية، وهو ما يتفوق فيه جيش الدفاع الإسرائيلي، بل أيضًا في الإضرار المتعمد بالأساس الروحي للعدو".
وختم قائلا: "بالطبع، هذه دعوة لتغيير عقليتنا، ليس فقط في نظرتنا للحرب، بل أيضًا في إدراكنا لبعد الوعي فيها. هنا يكمن مجال عمل لم يتعمق فيه قادة دولة إسرائيل لأجيال، ولكنه أصبح الآن ضروريًا"، على حد قوله.