خولة علي (دبي) 
يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً في تحسين العمليات التقنية والتحول الرقمي بمختلف القطاعات والمجالات الحيوية، بدءاً من التعلّم، ووصولاً إلى سوق العمل مما يسهم في تطور وتقدم المجتمعات ناهيك عن مساهمة هذه التقنية في متابعة ومعرفة مجمل القضايا، ومنها مشاكل البيئة والتغير المناخي وغيرها من الأحداث التي تشهدها المنطقة، هذا ما أكدته خلود الحبسي المدربة في مجال الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، والحاصلة على بكالوريوس في تقنية المعلومات تخصص الشبكات من جامعه الامارات، وحاصلة على ماجستير في إدارة الأعمال بالجامعة الأميركية، ولديها خبرة في مجال إدارة وتنفيذ مشاريع البنية التحتية الرقمية، كما أنها مدربة في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتسويق الرقمي.

 

حلول التكنولوجيا
سعت خلود الحبسي، إلى تعزيز ونشر تقنية الذكاء الاصطناعي من خلال تأسيسها لشركة «هيكسا 7» لحلول التكنولوجيا، والتي تعمل على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، من خلال تقديم استشارات لإدارة المشاريع والتسويق الرقمي وخدمات دراسة الجدوى وصناعة المحتوى، لتحويل هذه الأعمال من تقليدية إلى ذكية باستخدام التقنيات الناشئة، والأدوات الأنسب لأعمالهم.

أساليب مبتكرة 
وعن بداية اهتمامها بالذكاء الاصطناعي، تقول خلود الحبسي «في عام 2020 وتحديداً بعد جائحة كوفيد-19، وجدت أن الكثير من المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي كانت تعتمد على الأسلوب التقليدي في البيع والتسويق، قد تراجعت في مبيعاتها بشكل ملحوظ، حتى اضطر بعضهم إلى إغلاق مشروعه، فقررت تقديم المساعدة لزملائي، في محاولة للنهوض مجدداً والارتقاء بمنظومة عملهم لتواكب التغيرات الجديدة واستراتيجية الإمارات في التحول الرقمي، فبحثت حينها عن أساليب جديدة ومبتكرة لإدارة العمل الناشئ باستخدام التحول الرقمي وبأقل تكلفة، ومن هنا كانت البداية». 

الوقت والجهد
ومن خلال بحثها واطلاعها في مجال الذكاء الاصطناعي، اكتشفت أدوات وتقنيات متعددة تسهم في تطوير الأعمال الناشئة، حيث تمكنت من الرد على استفسارات المتعاملين من دون الحاجة للمكوث طوال اليوم خلف الشاشة، ومكنتهم من الوصول الى آلاف النماذج والنصوص في التسويق وكتابة الإعلانات وتصميم المحتوى الممتع والدعائي للمنتجات والخدمات وغيرها من الأدوات الرائعة والإبداعية، التي توفر الوقت والجهد أيضاً.

دور حيوي
وعن دور وأهمية هذه التقنية في المجالات التعليمية والعملية، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات، تؤكد الحبسي أن التكنولوجيا لها دور حيوي في التطور الحديث للمجتمع والاقتصاد، وتأثيرها يمتد إلى مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك التعليم والعمل، ففي المجال التعليمي تسهل عملية الوصول للمعلومات وموارد التعلم التفاعلية والذكية، بالإضافة الى توفير تجارب تعلّم مخصصة لاحتياجات المتعلم من خلال تكنولوجيا التعلم الآلي وتعزيز مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات من خلال تصميم التمارين التعليمية، وأما من جهة المجال العملي، تقوم هذه التقنية بتحسين إنتاجية وزيادة كفاءة العمل، وتسهيل وسائل الاتصال بين الأفراد، وتوظيف هذه التقنيات في تقديم حلول مبتكرة لتحديات العمل وتطوير مهارات الموظفين، وتحقيق المرونة في بيئة العمل مما يسهم في تحسين التوازن بين العمل والحياة.

أخبار ذات صلة حمدان بن محمد: هدفنا استباق المستقبل والابتكار والتميز في التعليم «غوغل» تكافح سرقة الهواتف بـ«الذكاء الاصطناعي»

«ثلاثية العمل الناشئ»
وعن دورها كمدربة، أكدت الحبسي أن لديها شغفاً كبيراً بمشاركة المعرفة، وهذا ساعدها في دعم أكثر من 2000 متدرب من الطلاب ورواد الأعمال الطموحين، وقد استحدثت منهجية في تدريبها أطلقت عليها «ثلاثية العمل الناشئ»، والتي تعتمد على تدريب الرائد الطموح في 3 مجالات هي: الذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال الناشئة والتسويق الرقمي، وهذه المجالات، من وجهة نظرها، تلعب دوراً مهماً من خلال تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز المشروع الناشئ وعملياته والأدوات اللازمة لتحسين التسويق والتواجد الرقمي، بما يدعم الانتشار والوصول لعملاء جدد محتملين في نطاق جغرافي أوسع. 

مهارات أساسية
واعتمدت الحبسي في نشر ثقافة الذكاء الاصطناعي على مجموعة من الأساليب المتنوعة، لتسهيل فهم الناس لهذه التقنية المتقدمة، وتحفيزهم للاستفادة منها بشكل فعّال ومستدام، ومن هذه الأساليب توعية الجمهور عبر الوسائط المختلفة من خلال تبسيط مفاهيم الذكاء الاصطناعي وتسليط الضوء على أثر الذكاء الاصطناعي على حياتنا اليومية، بالإضافة إلى تقديم ورش عمل ودورات تدريبية لتعلّم المهارات الأساسية وتشجيع التفاعل والتجارب العملية، من خلال المشاركة في فعاليات المجتمع لنقل المعرفة حول الذكاء الاصطناعي، ومنها المخيمات الصيفية والمؤتمرات والندوات. 

مساهمات عربية 
من أهم الورش والبرامج التدريبية التي قدمتها خلود الحبسي في مجال الذكاء الاصطناعي، ورشة مفاتيح الذكاء الاصطناعي، وورشة الذكاء الاصطناعي في تطوير الأعمال الناشئة، مقدمة في الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، ودبلوم الذكاء الاصطناعي للتنفيذيين. 
وحالياً تقوم الحبسي بدراسات بحثية عن تأثير الذكاء الاصطناعي وإثراء المساهمات العربية في التطور التكنولوجي العالمي، وتعزيز التواصل والتفاعل بين الباحثين والمهتمين بهذا المجال في الوطن العربي، مما يسهم في بناء شبكات التعاون وتبادل المعرفة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الخدمات الذكية التكنولوجيا الخدمات التكنولوجية التسويق الرقمي الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی هذه التقنیة فی مجال من خلال

إقرأ أيضاً:

«محرك» .. منصة تدعم التحول الرقمي في التعليم

العُمانية: تمثل منصة «محرك» نموذجًا للمبادرات الريادية التي تسخّر تقنيات الواقع المعزز للتعلم الرقمي، وتقديم حلول تعليمية مبتكرة تعتمد على النماذج ثلاثية الأبعاد التفاعلية وتحسين الأداء الأكاديمي للطلبة بنسب ملموسة.

وقال زياد بن سالم الهنائي لوكالة الأنباء العُمانية: إن فكرة المنصة جاءت خلال فترة دراستي في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد واجهت خلالها عددًا من التحدّيات الأكاديمية والشخصية، إلا أن هذه التحدّيات أسهمت في صقل المهارات الريادية وتجنّب الكثير من الأخطاء لاحقًا.

مشيّرا إلى أنّ المنصة بدأت من رغبة شخصية بضرورة تطوير أدوات التعليم الرقمي وتوفير بيئة تعليمية محفزة.

وأضاف: إنّ هذا التحدي شكّل دافعًا للبحث عن حلول تعليمية مبتكرة، ليقع الاختيار على تقنية «الواقع المعزز»، لما تُتيحه من قدرة على تحويل المعلومات المجردة إلى نماذج ثلاثية الأبعاد تفاعلية تسهّل الفهم وتحفّز على التعلم.

ووضح أنّ تقنية الواقع المعزز تُتيح عرض المفاهيم المعقدة بطريقة مرئية ثلاثية الأبعاد، مما يساعد على تسريع عملية الفهم والاستيعاب، وبيّن أنّ المنصة توسّعت في استخدام التقنية لتشمل مجالات أخرى مثل المتاحف، والهندسة، والقطاع الصحي، بالتعاون مع شركات دولية لتدريب الكوادر الطبية.

وأشار إلى أنّ تجارب المنصة أظهرت أثرًا ملموسًا في تطوير العملية التعليمية، موضحًا أنّ تجربة أجريت على طلبة من الصفوف الأولية باستخدام محتوى مخصّص للصف الرابع أظهرت تحسنًا في مستوى التحصيل الدراسي بنسبة 54 بالمائة، ما يؤكّد على فاعلية التقنية في تبسيط المفاهيم العلمية وجعلها أكثر جذبًا.

وبيّن أنّ الدعم الذي قدّمه الصندوق العُماني للتكنولوجيا كان حاسمًا، ليس فقط من الجانب المالي بل من خلال حلقات العمل التدريبية والإرشاد المعرفي الذي عزّز القدرات الريادية للفريق، وأسهم في تحويل الفكرة إلى مشروع واقعي ومستدام.

وأضاف أن منصة «محرك» تعمل حاليًّا على توقيع شراكة مباشرة مع وزارة التربية والتعليم في سلطنة عُمان لتعزيز استخدام تقنية الواقع المُعزز في المدارس والتوسع في أسواق عربية وعالمية من خلال تصدير المحتوى التعليمي الرقمي بدلاً من استيراده.

جدير بالذكر أنّ المنصة حصلت على جوائز وتكريمات دولية من منظمة اليونيسيف ومبادرة Generation Unlimited، مما شكل نقطة تحوّل في مسار الشركة ومنح الفريق ثقة إضافية للاستمرار والتوسع، كما ساعد هذا التقدير في جذب أول مستثمر وهو الصندوق العُماني للتكنولوجيا.

مقالات مشابهة

  • ورشة عمل عن الذكاء الاصطناعي في مجال ريادة الأعمال بمكتبة الإسكندرية
  • «محرك» .. منصة تدعم التحول الرقمي في التعليم
  • “سدايا” تُسخّر تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسهيل دخول الحجاج عبر مطار الملك عبد العزيز وميناء جدة الإسلامي
  • وزارة الاتصالات تطلق حاضنة متخصصة لدعم نمو 20 شركة ناشئة في الذكاء الاصطناعي
  • وزيرة الانتقال الرقمي تعلن عن مناظرة وطنية حول الذكاء الاصطناعي في يوليوز المقبل
  • مؤسس المنتدى العربي للاقتصاد الرقمي: الذكاء الاصطناعي سيغير مستقبل التعليم في مصر
  • وزارتا‎ العدل وشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي تُطلقان رسميًا نظام الدمج الرقمي لأوامر الدفع القضائية
  • المكتب الوطني للإعلام يعلن إطلاق منصة سحابية لتحليل البيانات عبر الذكاء الاصطناعي
  • المكتب الوطني للإعلام يعلن عن إطلاق منصة سحابية لتحليل البيانات عبر الذكاء الاصطناعي
  • «الوطني للإعلام» يطلق منصة سحابية لتحليل البيانات عبر الذكاء الاصطناعي