جريدة زمان التركية:
2025-05-23@21:21:29 GMT

الكراهية والمصالح

تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT

الدول لا تحارب من أجل المصالح فقط، ولكن أيضا استجابة لمشاعر الكراهية ، فهل هذا غريب أو غير معقول؟

أعتقد أنه من الغريب حقا أن تشن دولة حربا على دولة أخرى بدافع من الكراهية والبغض ، ولكن ذلك حدث ويحدث أمام أعين الناس حتى اليوم .

وقد يكون من أمثلة ذلك – وفقا للعديد من المؤرخين والنقاد السياسيين مختلفي الجنسيات – الحرب الأمريكية الفيتنامية ، والغزو الأمريكى للعراق ، والحرب الروسية – الأوروبية الأمريكية الجارية الآن ، والغزو الأمريكى لأفغانستان ، وحروب البلقان الكثيرة ، والحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية أيضا .

فالمشاعر السليية القوية – مثل مشاعر الكراهية – يمكنها أن تحرك بلادا وتنتج آثارا بعيدة المدى فى الحاضر والمستقبل . ومن أمثلة ذلك أيضا رفض كافة دول العالم استقبال الأفراد والعائلات من اليهود الألمان وغير الألمان أبان حكم هتلر .

فقد كان الشعب اليهودى فى مأزق عظيم فى مواجهة التصفية العرقية النازية النارية غير الرحيمة التي استمرت لسنوات وليس لعدة ساعات أو عدة أشهر ، ومع ذلك لم تعرض دولة ما استقبال البشر الراغبين فى الفرار من القتل والتعذيب وفقا للمؤرخين . فالناس واحد بصرف النظر عن دياناتهم وعرقهم ، والإنسان للإنسان والا فما معنى الإنسانية؟

ويمكن للمشاعر القوية أن تحرك بلادًا فى وقت واحد وتشعل نيرانا كثيرة لا تطفأ لزمن طويل . ولذلك ، فقد نصت الكتب السماوية والفلسفات المعروفة على نبذ الكراهية والبعد عنها وعدم الحكم بها ، لما فى ذلك من ضلال عن الطريق وظلم عظيم للنفس وللغير بالطبع . ومع ذلك، فما زالت الكراهية تحكم توجهات بعض الزعماء – حتى الكبار منهم – وتؤثر على خياراتهم المختلفة وهم يعلمون التكلفة العالية للاختيارات القائمة على الكراهية دون العقل والحكمة والمصالح الوطنية.

والواقع ، أن مشاعر الكراهية ربما صادفت مصالحا خاصة لفئة أو مجموعة من أصحاب المصالح الكبار من الحيتان المالية البشرية التى تنتظر دائما حالات الانصهار وحالات الغليان والثورات وموجات الغضب من أجل حصد الثروات العظيمة فى فترات زمنية قياسية دون مشقة عظيمة . فهناك دائما من هم رائعون بارعون فى توظيف الظروف وركوبها بهدوء ورصانة من الشاطئ الى الشاطئ وجني كل ما يلقى الفزعون من أيديهم وهم يحاولون الهرب لا يلوون على شيء . وعندما تهدأ العواصف وينقشع الغيوم لا يجد الناس أحدا ليلوموه ، بينما يحتفل تجار البغض والكراهية بما حصدوه من الثروات الهائلة .

Tags: الحروب القائمة على الكراهيةالكراهيةالمصالحماهر المهدي

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: الكراهية المصالح ماهر المهدي

إقرأ أيضاً:

لبنان.. عون يعلن إحراز تقدم في بناء دولة بلا سلاح منفلت

لبنان.. عون يعلن إحراز تقدم في بناء دولة بلا سلاح منفلت

مقالات مشابهة

  • لبنان.. عون يعلن إحراز تقدم في بناء دولة بلا سلاح منفلت
  • دولة القانون تدخل نينوى انتخابيا عبر تحالف لـالإطار
  • مصطفى بكري : رئيسنا ما بينامش الليل .. مجهوده عظيم في سبيل رفعة مصر
  • اعتقال رئيس وزراء تشاد السابق بتهمة التحريض على الكراهية
  • أحزاب اللقاء المشترك: الوحدة ستظل منجزًا وطنيًا عظيمًا يجب الحفاظ عليه
  • مصر: صندوق النقد لا يفرض علينا شروطاً.. وبرنامج الإصلاح كان سينفذ أيضاً بدون الصندوق
  • كاتس من قبالة ساحل غزة: لا خيار سوى "القضاء على حماس" والحرب مستمرة
  • محافظ عدن: الوحدة منجز عظيم أحدث تحولا فارقا في حاضر ومستقبل اليمن
  • الإبادة الجماعية والحرب الديموغرافية الإسرائيلية
  • الوزير زيدان: ألمانيا ليست أحسن من المغرب وفيها توجد أيضا مشاكل مثل قضية قيلش