قال صحيفة هآرتس إن لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك) ستقود -في 25 يونيو/حزيران الجاري- "معركة حامية الوطيس" لإسقاط النائب الديمقراطي جمال بومان المعروف بمواقفه المؤيدة لفلسطين، من الانتخابات التمهيدية في نيويورك.

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن أكثر من 14 مليون دولار، من أصل 23 مليونا التي أُنفقت على سباق نيويورك، مصدرها أيباك التي تعد أقوى جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل بالولايات المتحدة، وهو ما أثار "تدقيقا غير مسبوق" بشأن أساليب هذه المنظمة في التأثير على الانتخابات.

وأشارت هآرتس إلى أن المعركة بين النائب الديمقراطي ومنافسه جورج لاتيمر المدعوم من أيباك أضحت فعليا "أغلى منافسة فردية" في تاريخ الانتخابات التمهيدية بالولايات المتحدة.

وردا على هذه الحملة، وصف بومان منظمة أيباك بأنها "النظام الصهيوني" متهما إياها باستهداف المشرعين السود.

وقالت هآرتس إنه لطالما تعرضت المنظمة لانتقادات بسبب استهدافها المشرعين الملونين، وإن الأموال الكبيرة التي أنفقتها الآن ضد بومان لن تؤدي سوى إلى تعميق هذه الانتقادات.

يُشار إلى أن بومان يولي منذ توليه منصبه عام 2021 الأولوية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبلغ اهتمامه بالصراع مستوى جديدا بعد أن تصدر في أبريل/نيسان 2023 مبادرة تتمثل في خطاب وقعه نواب من مجلسي الشيوخ والنواب يحثون فيه إدارة الرئيس جو بايدن على تغيير سياساتها تجاه إسرائيل.

وفي مقابلة أجرتها معه هآرتس سابقا، قال بومان إن على الولايات المتحدة أن تقوم بشيء حيال الصراع بالطريقة نفسها التي لعبت بها دورا رئيسا على مدى سنوات عديدة في تمويل إسرائيل ودعم حقها في الدفاع عن نفسها والاستمرار كدولة.

ويرى بومان أن الصمت حيال ما يجري للفلسطينيين تحت نير الاحتلال الإسرائيلي مرفوض، وأن على الرئيس بايدن أن يتدخل وألا يصمت بشأن القضية، كما حث على ألا يقتصر موضوع حل الدولتين على الحديث فقط دون خطوات ملموسة.

وتحدث النائب -في المقابلة- عن زيارة قام بها ضمن وفد للكونغرس إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، مشيرا إلى أنه استقى كثيرا من المعلومات من تلك الزيارة التي مكّنته من رؤية وتجربة الاحتلال عن قرب وعلى نحو شخصي، وقد أراد التصرف بهذا الشأن منذ عودته من تلك الزيارة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

ألف مؤثر وإنجيلي أميركي يصلون تل أبيب في أكبر حملة دعائية بتاريخ إسرائيل

وصل وفد ضخم يضم ألف شخصية أميركية من مؤثرين ورجال دين إنجيليين إلى تل أبيب، في أكبر حملة بتاريخ إسرائيل لتعزيز دعايتها، بين الجماهير الأميركية، وسط مؤشرات على تآكل الدعم لإسرائيل داخل المجتمع الإنجيلي، وفق صحيفة يسرائيل هيوم.

ودعت وزارة الخارجية الإسرائيلية الوفد الأميركي إلى التجمّع كجزء مما وصفته الصحيفة بـ"معركة الوعي" الأوسع على الإطلاق، بهدف استعادة التأييد بين الأميركيين لإسرائيل، عبر تبرير جرائمها والسعي لتحسين صورتها عقب عامين من شنّ إبادة جماعية على قطاع غزة أدت إلى تدهور مكانتها في العالم حتى بين مؤيديها وحلفائها.

وأظهرت استطلاعات الرأي، أن غالبية الأميركيين لا يوافقون على أداء إسرائيل في غزة، وأن النظرة السلبية تجاهها وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، بل إن التعاطف مع الفلسطينيين يتفوق الآن في بعض الاستبيانات على التعاطف مع إسرائيل.

عرض هذا المنشور على Instagram

‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Israel‎‏ (@‏‎stateofisrael‎‏)‎‏

"سلاح يوم القيامة" للدبلوماسية الإسرائيلية

ويعد الزائرون الأميركيون الألف مؤثرين بارزين على وسائل التواصل الاجتماعي أو في منصات إعلامية أخرى ويصلون إلى ملايين المتابعين، وتأمل الخارجية الإسرائيلية مشاركتهم الفاعلة في عملية "تبييض الجرائم" بمجرد عودتهم إلى الولايات المتحدة.

ويتعاون في تنفيذ المبادرة التي وصفتها الوزارة بأنها "سلاح يوم القيامة" للدبلوماسية العامة الإسرائيلية، منظمة أصدقاء صهيون، بالتزامن مع الذكرى العاشرة لإنشاء متحف أصدقاء صهيون، إلى جانب مايك إيفانز، المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب.

برنامج دعائي مدروس

وتحظى المبادرة بحفل افتتاح رسمي اليوم الأربعاء بحضور جميع المشاركين ووزير الخارجية جدعون ساعر، ورئيس الكنيست أمير أوحانا، والسفير الأميركي في إسرائيل مايك هاكابي، وسيتحدث الأسير الإسرائيلي الذي أفرجت عنه حركة حماس عمر شيم توف، عن تجربته في غزة، قبل أن يتسلم جائزة مقابل جهوده وعائلته في نشر الدعاية الإسرائيلية للعالم.

إعلان

وسيزور الوفد المكون من ألف أميركي جبل العقود، والذي تسميه إسرائيل بـ"جبل هرتزل" ويضم مقبرة عسكرية، وسيُعقد هناك اجتماع مع شخصية عسكرية رفيعة المستوى وعائلات جنود إسرائيليين قُتلوا بالمعارك البرية ودُفنوا في المقبرة .

وتشمل الفعاليات الأخرى صلاة جماعية مع الزوار الألف عند حائط البراق، حيث سيعلق المشاركون ملاحظات تحمل أسماء القتلى الإسرائيليين في أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وسيقود المنظمون الوفد إلى مواقع أثرية تزعم إسرائيل صلتها بها، كما سيزورون موقع "مهرجان نوفا" الموسيقي مع انتهاء البرنامج الرسمي الأحد المقبل، حيث سيحضر مجموعة من الأسرى الإسرائيليين السابقين لدى حماس لتكريمهم مقابل أدوارهم وإسهاماتهم في تعزيز السردية الإسرائيلية.

في تصريح لافت لأحد أشهر داعمي إسرائيل.. قال الزعيم الإنجيلي البارز مايك إيفانز إن تل أبيب تخسر المعركة على الجبهة الإعلامية، وسط تصاعد الدعم العالمي لرواية الأعداء#حرب_غزة pic.twitter.com/OUSrM2oOU2

— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 22, 2025

حرب لا يمكن الفوز بها دون دعم الإنجيليين

وقال دان أورين، المسؤول في الخارجية الإسرائيلية، إن الوزارة تنظر إلى المبادرة بوصفها جهدا مهما لدعوة المجتمعات المؤثرة إلى إسرائيل، وقال: "نحن نعمل على تعميق العلاقات مع المجتمعات المسيحية بشكل عام، والمجتمع الإنجيلي بشكل خاص".

وأكد مايك إيفانز أن "إسرائيل تخوض حربا أيديولوجية لا يمكنها الفوز بها دون دعم الإنجيليين"، مشيرا إلى أن الإسرائيليين يشكلون 0.12% فقط من سكان العالم، بينما يشكل الإنجيليون 9.7%.

وزعم أن من وصفهم بـ"اليساريين التقدميين والجماعات الشعبوية اليمينية" يتحدون في محاولات لإلحاق الضرر بداعمي إسرائيل، وأضاف أن "المتطرفين والراديكاليين يمولون حملات تهدف إلى تغيير الرأي العام".

وزاد إيفانز أن الأطراف المناهضة تعتمد على الروايات المعادية لإسرائيل، التي تُضخم عبر أدوات الذكاء الاصطناعي، مما يُظهر دعما عالميا مزيفا للفلسطينيين، وأشار إلى أن الرئيس شمعون بيريز، أخبره منذ عقود أن حروب القرن الـ21 ستكون أيديولوجية واقتصادية ومدفوعة بالإعلام وستخاض عبر وكلاء، وهذا ما دفعه إلى حشد الزوار الألف من المؤثرين والقادة الإنجيليين.

 

إسرائيل تخسر جيلا أميركيا داعما

ويحذر خبراء أمنيون إسرائيليون من أن الولايات المتحدة تمر بمرحلة تحول عميق، تتمثل في خسارتها جيلا كاملا من الشباب الأميركي.

وأوضح أفيشاي بن ساسون غورديس -الباحث الأول في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب– في مقالة نشرتها صحيفة جيروزاليم بوست قبل نحو شهر، أن هذا التحول لا يتعلق بخلاف سياسي عابر، بل بانقطاع تاريخي بين جيلين، قد يترك إسرائيل من دون حليف شعبي في الولايات المتحدة خلال عقود قليلة قادمة.

وقال إن هذه المشاعر "السلبية" انعكست في استطلاع أجرته جامعة كوينيبياك في أغسطس/آب الماضي، حيث أيّد 60% من المشاركين تقييد المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل.

وأضاف أنه مع دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، تواجه إسرائيل مهمة صعبة لإعادة بناء مكانتها الدولية.

إعلان

غير أن ما يثير قلق الكاتب ليس التحوّل اللحظي في الأرقام، بل من يقود هذا التحول، وهو الجيل الأميركي الشاب، خصوصا الفئة العمرية بين 18 و34 عاما.

فقد أظهرت الاستطلاعات، أن موقف هذه الفئة العمرية هو الأشد نقدا لإسرائيل مقارنة بالأجيال الأكبر سنّا، وهذا الاختلاف لا يرتبط بالانتماء الحزبي؛ فالديمقراطيون والجمهوريون الشباب يميلون إلى النظرة السلبية.

وحتى بين المسيحيين الإنجيليين البيض، الذين لطالما كانوا الداعم الشعبي الأقوى لإسرائيل، فقد تراجع التأييد عند شبابهم تراجعا لافتا. ويصف الكاتب هذا التراجع بأنه "الهاوية الجيلية".

مقالات مشابهة

  • مصر تنفي مزاعم إسرائيل السماح للفلسطينيين بالخروج من غزة
  • ألف مؤثر وإنجيلي أميركي يصلون تل أبيب في أكبر حملة دعائية بتاريخ إسرائيل
  • رئيس تحرير هآرتس: إسرائيل اعتادت التستر على جرائم الحرب وذلك العهد قد ولى
  • هآرتس: هل تُدرك إسرائيل عواقب إبقاء جبهتي لبنان وسوريا مشتعلتين؟
  • تقريرٌ أميركيّ: هل إسرائيل مُستعدّة للتخلّي عن عملها العسكريّ في لبنان؟
  • معركة الصورة الأخيرة.. كيف تحاول إسرائيل محو بطولة السنوار عبر أنفاق رفح؟
  • نائب يدعو المواطنين لاستكمال مشاركتهم في إعادة التصويت بالدوائر الملغاة
  • محمد السيد الشاذلي: معركة الهوية أهم المعارك التي تخوضها الأمم
  • طلب أميركي لاستعادة قنبلة قصفت بها إسرائيل لبنان يشعل غضب المنصات
  • النائب حسين الحاج حسن: حملة التهويل التي تشن على لبنان هي لتخويفنا