“بيت الفلسفة” في الفجيرة يستضيف حلقة الشباب الفلسفية حول دور الفلسفة في عصر الثورة التكنوإلكترونية
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
بحضور مدير بيت الفلسفة الأستاذ أحمد السّماحيّ، ومدير النّشر د. باسل الزّين، وكلّ فريق العمل المميَّز، شَهِدَ بيتُ الفلسفةِ مؤخرا، من ضمن الفعاليّات الثّقافيّة والفلسفيّة المتعدِّدة الّتي يُنظّمها ضمن فئة مبادرة الشّباب، وبالتّعاون مع مجلس الفجيرة للشباب، انعقادَ حلقة الشّباب الفلسفيّة التي شاركَ فيها كَوكبةٌ من شباب الفجيرة الواعد.
في هذا السّياق، صَرّح مدير بيت الفلسفة الأستاذ أحمد السّماحي قائلًا: “الشّباب عماد المجتمع، والحقّ أنّ مستقبل أيّ أمّة أو دولة معقود في نجاحه على مبادرات الشّباب وتفوّقهم. والفلسفة كما هو معلوم هي فنّ طرح الأسئلة وصوغ المفاهيم وإعمال العقل النّقديّ. وعليه، أظهر شبابنا الإماراتيّون اليوم قدرة مذهلة على طرح الأسئلة الفلسفيّة الراهنة، وتمكّنوا من صوغ مفاهيم فلسفيّة جديدة تُلقي الضّوء على علاقة الفلسفة ودورها وأثرها في الثّورة التكنوإلكترونيّة، والأهمّ من ذلك كلّه أنّهم تناولوا هذه الثّورة بالنّقد والتّحليل. وهذا إن دلّ فهو يدلّ على عقول شبابنا الإماراتيّين النيِّرة الّتي من شأنها أن تُسهِم في صناعة غدٍ أكثر إشراقًا يوازن بين التقدّم العلميّ والأبعاد الأخلاقيّة والإنسانيّة والمجتمعيّة، ويُحافظ على القيم الّتي أرستها دولة الإمارات العربيّة المتّحدة.”
تناولت مريم الأميري في مداخلتها أثر التكنولوجيا الحديثة في العلاقات الاجتماعيّة، مُبيّنة أنّ وسائل التواصل الاجتماعي هي في حقيقتها وسائل تواصل لااجتماعيّ، إذ حلّ الرّقم محلّ الإنسان، ولم تعد العلاقات الإنسانيّة التواصليّة الحقّة تحظى بأهميّة، بل بات الإنسان يُحاور أخاه الإنسان من وراء شاشة، وبذلك غاب التواصل الحقيقيّ ليحلّ محلّه التواصل الوهميّ. ورأت أنّ التكنولوجيا في ظلّ غياب تشريعات صارمة تضبط عملها يُمكن أن تؤدّي إلى إضعاف القيم الأخلاقيّة لأنّها تتيح لأيّ شخص أن يطّلع من دون ضوابط على منصّات لا حدود لها، وأن يتلقّى كمًّا هائلًا من المعلومات والأفكار بل والعادات والتقاليد الغريبة عن مجتمعه مع كلّ ما يُمكن أن تنطوي عليه من تفلّت أخلاقيّ باسم الحريّة. وتطرّقت إلى مسألة الذّكاء الاصطناعيّ من زاويتين اثنتين: زاوية زيادة البطالة والقيام بالعمل بدلًا من الإنسان، وزاوية الإسهام في حلّ المشكلات الاجتماعيّة لا سيّما في ما يتعلّق بقضايا العنف والرّقابة والبيروقراطيّة.
تساءلت سارة اليماحي عن إمكانيّة أن يُغيّر الذكاءُ الاصطناعيُّ مفهومَ العمل التقليديّ، وخَلُصَت إلى أنّ العمل في ظلّ تطوّر الذكاء الاصطناعيّ لم يعد يحتاج إلى مفاهيم العمل التقليديّة من مثل الدوام والمكان والزمان بل بات بالإمكان أن تؤدّى الأعمال عن بعد ومن غير ارتباط مكانيّ وزمانيّ محدَّدين. وأوضحت أنّ الذكاء الاصطناعي سيؤدّي في نهاية المطاف إلى تطوير روبوتات تؤدّي كلّ الأعمال من دون استثناء بمهارة تفوق المهارة البشريّة وهنا مكمن الخطورة.
أمّا حسن عبد المنعم فرأى أنّ مسؤولية مراقبة التكنولوجيا الحديثة تقع على عاتق الفلسفة، إذ طالما عُنِيَت الفلسفة بمراقبة العلم وصوغ قوانين أخلاقيّة تحكم عمله، واليوم ينبغي أن تُكمِلَ مهمّتها وتراقب عمل الذكاء الاصطناعي وتصوغ قوانين أخلاقيّة تحدّ من سطوته وتحول دون القضاء على البُعد الإنسانيّ، معتبرًا أنّ أخطر التحديات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي تكمن في تجرّد الإنسان من إنسانيّته وجنوحه إلى الاتكاليّة المطلقة وانخراطه في ديمومة الكسل ومن ثمّ تزايد الأمراض وندرة فرص العمل بل وتنامي الحروب لأنّ الجيوش ستكون آليّة وغير بشريّة.
بيد أنّ سيف يعقوب الزرعوني التفت إلى الجوانب المضيئة في الذكاء الاصطناعي ولا سيّما في مجالات محدّدة أبرزها التعليم والتعلّم، إذ تضطلع تقنيات الذكاء الاصطناعيّ بالترجمة وإعداد الأبحاث والأهمّ أنّها تقدّم عددًا لامتناهيًا من المعلومات فرزًا وتحصيلًا من دون أن تُكبّد الباحث عناء البحث سنوات، فضلًا عن تبسيطها المعلومات وابتكارها تقنيات جديدة تفتح آفاقًا غير مسبوقة أمام البشر. وفي المجال الصحيّ يُسهم الذكاء الاصطناعي في تقليص نسبة الخطأ الطبي إلى الدرجة صفر، ويؤمن رعاية صحية للمرضى من خلال الروبوتات الأطباء أو الممرّضين. لكنّه ينطوي في المقابل على مخاطر بيئيّة جمّة أبرزها الزيادة في استخدام الطاقة.
أدارت الحوار حليمة الصديدي وتألّقت في حثّ المشاركين على النقاش المعمّق وتبادل الحجج والهواجس، كما تألّقت في استيعاب أسئلة الجمهور الذي رغبت أعداد كبيرة منه في المشاركة، وتركّزت معظم مشاركتهم على الهواجس الأخلاقيّة والاجتماعيّة والمخاطر المرتبطة باستخدام التقنيات التكنوإلكترونية الحديثة.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
النيادي يعتمد أول مساحة شبابية في الفجيرة
الفجيرة: محمد الوسيلة
اعتمد الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب، أول مساحة شبابية في إمارة الفجيرة بأول جهة حكومية على مستوى الدولة، في إطار مبادرة مساحات شبابية ضمن الحزمة الأولى من مبادرات ومشاريع الأجندة الوطنية للشباب 2031.
تهدف المساحة الجديدة، التي تقع في مقر برنامج الفجيرة للتميز الحكومي، إلى توفير بيئة محفزة وآمنة ومجهزة بكافة الموارد التي تسهم في تمكين الشباب من الإبداع والمشاركة الفاعلة في تطوير المجتمع.
وأكد النيادي أن تمكين الشباب يبدأ من توفير بيئات محفزة تحتضن طاقاتهم، وأن المساحات الشبابية في مختلف إمارات الدولة تعد من الركائز الأساسية لتعزيز الجهود الوطنية في تقديم فرص للنمو، والتعلّم، وصناعة أثر حقيقي يعزز جودة حياة الشباب ويقربهم أكثر من مستقبلهم.
من جهته، قال الدكتور سليمان الكعبي، مدير عام برنامج الفجيرة للتميز الحكومي، إن تمكين الشباب بإطلاق برامج تدريبية متخصصة لإعداد القيادات الشابة، من أهم التوجهات الوطنية، حيث سيسهم في إشراكهم في دعم مجالات التخطيط الاستراتيجي واستشراف المستقبل والابتكار في حكومة الفجيرة.
وأضاف أن المبادرة تعد إطاراً منظماً يعزز مشاركة الشباب في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والقيادية، بما يدعم رؤية دولة الإمارات في جعل الشباب مساهمين رئيسيين في نمو الاقتصاد الوطني ومشاركين فعالين في المجتمع، ونماذج عالمية يُحتذى بها، وقادة في التقنيات المتقدمة، وسفراء للقيم الإماراتية.
وأشار إلى أن المؤسسات المؤهلة للحصول على الاعتماد ضمن المبادرة تشمل القطاع الحكومي، والشركات الخاصة، والمنظمات غير الربحية، بشرط التزامها بتنمية الشباب، واستيفائها معايير المؤسسة.
فيما أوضحت شيخة آل علي، مديرة مشروع مساحات شبابية، أن الهدف من المشروع بناء الثقة بين المؤسسة والشباب، وقالت: «نطمح أن يشعر الشباب بالثقة والدعم لمجرد رؤيتهم شعار المساحة الشبابية، لما له من دلالة على البيئة التي تحتضن تطلعاتهم».
وأضافت أن العمل جارٍ على مشاريع مستقبلية تتضمن إعداد خطة وطنية للمساحات الشبابية، إلى جانب تخصيص منصة ذكية على الهواتف تسهل التعرف على مواقع المساحات الشبابية المنتشرة في أنحاء الإمارة.
وكان أعضاء مجلس الفجيرة للشباب سلطوا خلال الحدث الضوء على أهمية المساحات الشبابية، ودورها في تعزيز روح الابتكار، وتشجيع المشاركة المجتمعية الفاعلة، وتمكين الشباب من الإسهام في تطوير بيئتهم المحلية بما يعكس رؤيتهم وطموحاتهم.
واختتمت الفعالية بجولة تعريفية داخل مرافق برنامج الفجيرة للتميّز الحكومي، اطلع خلالها الحضور على المرافق المخصصة للشباب في المساحة الشبابية، وآلية استخدامها وإدارتها بما يخدم تطلعاتهم واحتياجاتهم، ويُمكنهم من الإسهام الإيجابي في بناء مستقبل دولة الإمارات.