الإفتاء تكشف حكم التهنئة بالسنة الهجرية الجديدة
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
تُعد التهنئة بالعام الهجري الجديد تقليدًا مهمًا بين المسلمين، حيث يحتفلون ببداية سنة هجرية جديدة بتبادل التهاني والتبريكات بين الأهل والأصدقاء والزملاء، ويرمز اليوم إلى هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وهو حدث تاريخي عظيم في الإسلام.
السنة الهجرية الجديدةوفي هذه المناسبة، أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي، أن حكم التهنئة بالسنة الهجرية الجديدة هو استحضار للعديد من المعاني التي يجوز شرعًا التهنئة عليها؛ ومنها: الامتثال للأمر القرآني بتذكر أيام الله تعالى، وما فيها من نعم وعبر وآيات؛ قال تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾ [إبراهيم: 5]، والهجرة يوم عظيم من أيام الله تعالى، ينبغي أن يتذكره ويسعد به البشر كلهم؛ لأن الهجرة كانت البداية الحقيقية لإرساء قوانين العدالة الاجتماعية، والمساواة بين البشر، وإقرار مبدأ المواطنة بين أبناء الوطن الواحد مع اختلاف العقائد، والتعايش والسلام ونبذ العنف.
وأشارت الإفتاء إلى أن تذكر نصر الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم في الهجرة على مشركي مكة، بأن يسر له أمر الانتقال إلى المدينة والدعوة إلى الله فيها وحفظه من إيذاء المشركين، وانتقل بذلك من مرحلة الدعوة إلى مرحلة الدولة، مما كان سببًا لنصرة الإسلام وسيادته؛ قال تعالى: ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا﴾ [التوبة: 40]، وقد تقرر أن التهنئة إنما تكون بما هو محل للسرور، ولا شيء يسر به المسلم قدر سروره بيومِ نصرِ الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
الرد على دعوى أن التهنئة بالعام الهجري الجديد بدعةوأكدت دار الافتاء أن الادعاء بأن التهنئة بالسنة الهجرية الجديدة لا تصح فهو مردود بأن التهنئة لا تقتصر على الأعياد، فهي مشروعة عند حدوث النعم، واندفاع النقم، ولا يخفى ما في بداية العام من تجدد نعمة الحياة على كل إنسان، ثم إن بداية العام تتكرر؛ فهي عيدٌ في المعنى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: السنة الهجرية الجديدة الهجرية الجديدة دار الافتاء الافتاء الهجریة الجدیدة الله تعالى
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: العفو خلق عال يدل على إعراض المتخلق به عن شهوات النفس الدنيئة
قال الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن العفو خلق إسلامي عالي ورفيع، يدل على إعراض المتخلق به عن أعراض الدنيا، وشهوات النفس الدنيئة، ولقد أمر الله به المسلمين في شخص صفوة خلقه وخليله سيدنا محمد في أكثر من موضع، وكذلك أمر سبحانه به الأمة مباشرة؛ تأكيدا على أهميته وفضله في هذا الدين الحنيف. وكذلك أمر الله به سبحانه وتعالى على لسانه الحبيب المجتبى في كتب السنة.
واوضح عبر صفحته الرسمية على فيس بوك أن العفو في اللغة : الإسقاط, والذهاب والطمس والمحو ومنه : {عفا الله عنك } أي محا ذنوبك , وترك عقوبتك على اقترافها، ومن معاني العفو في اللغة أيضا : الكثرة، ومنه قوله تعالى : { حتى عفوا } . أي : كثروا. وكذلك من معانيه الإعطاء , ومنه قول لبيد : عفت الديار , قال ابن الأعرابي : عفا يعفو إذا أعطى , وقيل : العفو ما أتى بغير مسألة .
وفي اصطلاح الشرع : فيستعمل الفقهاء العفو غالبا بمعنى الإسقاط والتجاوز، ويختلف العفو عن الصلح في كون الأول إنما يقع ويصدر من طرف واحد , بينما الصلح إنما يكون بين طرفين. ومن جهة أخرى : فالعفو والصلح قد يجتمعان كما في حالة العفو عن القصاص إلى مال.
اشار الى ان من نصوص القرآن التي تحث على العفو ما حثه به الأمة في شخص المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالعفو، وكذلك بالصفح الجميل فقال سبحانه : { خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ } [سورة الأعراف : 199]. وقوله تعالى : { فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ } [سورة الحجر : 85].
وتابع: وأخبر سبحانه بأن العفو هو خير ما ينفقه العبد فقال تعالى : { وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ } [سورة البقرة : 219].
الحلم والأناة
قال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الأناة فهي التروي قبل الفعل، والنظر في العواقب، وهي قرينة الحلم. وهي سبيل الفكر المستقيم الذي فقده كثيرون في عصر السرعة. ولذا جاء في القرآن الكريم الحثّ على التدبر والتعقل، فقال تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [النساء: 82].
ونوه عبر صفحته الرسمية على فيس بوك أن غياب الأناة جعل الناس يسلكون مسالك التهور، ويقعون في الخصومات، وتكثر النزاعات والجرائم. ولذا قال تعالى: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة: 32]. فإحياء النفس يكون بالرعاية والرحمة والحماية، لا بالاعتداء وسفك الدماء.
وأشار الى أن الحلم يعلّمك التوكل على الله، وضبط النفس. والأناة تعلّمك التفكر والتدبر والتأمل، فلا تتسرع في القول أو الفعل.
وذكر أن « الحلم والأناة» إذا التزم بهما المؤمن شعر بلذة في قلبه، ورضا من الله، وأثر فيمن حوله، وكان عبدًا صالحًا إذا رفع يديه إلى السماء وقال: يا رب، يا رب، استجاب الله دعاءه.
ولفت الى أن الحلم والأناة هما دليل النضج والإيمان، وسبيل إلى مجتمعٍ آمنٍ تسوده الطمأنينة والسكينة. فلنجعل الحلم والأناة زادًا لنا في حياتنا، ولنُدرّب أنفسنا عليهما، فبهما نكون أقرب إلى رحمة الله، وأقرب إلى نبيه ﷺ الذي بُعث رحمةً للعالمين.