زراعة مليون بذرة قرم بالطائرات المسيرة في أبوظبي
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأعلنت هيئة البيئة - أبوظبي النتائج التي حققتها خلال عام 2023، بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين، في مجال تنفيذ خطة أبوظبي الأولى نحو تحقيق أهداف المئوية البيئية 2071، والتي تقود من خلالها «الهيئة» أجندة الاستدامة البيئية في الإمارة، وتسعى لتحقيق التطلعات الطموحة لحكومة أبوظبي لتكون الأفضل عالمياً في العمل البيئي والمناخي بحلول عام 2071.
وخلال عام 2023، شارك 212 خبيراً في تحقيق 195 إنجازاً ونتيجة إيجابية ضمن الخطة، و32 إنجازاً ونتيجة إيجابية تجاوزت برامج الخطة التنفيذية الأولى للمئوية البيئية، التي تمتد من عام 2023 حتى 2025، وشارك في تنفيذها دائرة البلديات والنقل، ودائرة الثقافة والسياحة، ودائرة الطاقة، دائرة التمكين الحكومي، ودائرة التنمية الاقتصادية، وهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، ومركز أبوظبي للصحة العامة، ومركز النقل المتكامل، وأبوظبي البحرية.
وتقدمت شيخة المزروعي، المدير التنفيذي لقطاع التخطيط والسياسات البيئية المتكاملة، بالشكر لشركاء «الهيئة» لدورهم في إنجاح هذه الخطة وتنفيذ مبادراتها على المستويات كافة، مشيرة إلى أن «الهيئة» سعت وشركاؤها لتطبيق مسارات المئوية البيئية الثلاثة ضمن الخطة التي تضم 65 برنامجاً تنفيذياً، والتي تركز على النتائج، وتعزيز التعاون، وتحفيز التحول الأخضر نحو المستقبل، وصولاً إلى أهداف المئوية 2071، حيث تم إنجاز 14 برنامجاً، وبلغت نسبة التقدم في التنفيذ 49%، وامتد أثر برامج الخطة في 2023 إلى 18 دولة من خلال الشراكات والمشاركات الدولية.
وضمن المسار الأول «إمارة حيوية مزدهرة بالطبيعة» الذي يشمل 23 برنامجاً تنفيذياً، تمت زراعة أكثر من مليون بذرة قرم من خلال تكنولوجيا الطائرات المسيرة لتحقيق تنوع بيولوجي مستدام، فضلاً عن استزراع أكثر من 800.000 قطعة مرجانية لزيادة مساحة الشعاب المرجانية في الإمارة، ووضع خطة شاملة لتنمية الأحياء المائية في أبوظبي تقوم على 7 ركائز أساسية، وقد حازت المصدات التي تدعم البيئة البحرية في مراسي أبوظبي والمصنعة محلياً جائزة عالمية للابتكار في مجال الاستدامة لتضم 15 نوعاً من الطحالب و13 نوعاً من الأسماك و4 أنواع من اللافقاريات.
ولتحقيق تربة ومياه تدعم أنواع الحياة، تم العمل على تطوير خطة شاملة للتنمية الزراعية المستدامة في أبوظبي لتدعم رفع كفاءة استخدام المياه والاستخدام الملائم للمحاصيل، بحسب الأراضي، وتم رفع استخدام المياه المعاد تدويرها إلى 72%، فضلاً عن تطوير مقترح لاستخدام المياه المحلاة لري 7.600 مزرعة؛ بهدف تقليل استخراج المياه الجوفية، بالإضافة إلى وضع آلية تنفيذ سياسة إدارة المياه في محطات تبريد المناطق في أبوظبي مع الجهات المعنية، وتم البدء بتطبيقها نحو الاستخدام المسؤول للمياه، وتصفير التصريفات السائلة المضرة.
ولضمان تحقيق هواء نقي وصحي للجميع، تم إنشاء 33 كيلومتراً من المسارات لوسائل النقل الخفيفة الصديقة للبيئة، مثل الدراجات والمشي لتحفيز المجتمع على اتباع العادات الصحية والمستدامة، فضلاً عن تدشين برج لتنقية الهواء في جزيرة الحديريات بتكنولوجيا التأين الإيجابي الصديقة للبيئة.
وفي مجال التميز في العمل المناخي ضمن المسار الثاني «قوة خضراء تتصدى للتغير المناخي»، الذي يشمل 23 برنامجاً تنفيذياً، تم الإعلان عن الاستراتيجية الخمسية لتغير المناخ التي تضمنت 85 مشروعاً تديرها 15 جهة لخفض 22 % من الانبعاثات، ووضع خطط التكيف للقطاعات الرئيسة، وتم الكشف عن «النظرة المستقبلية لقطاع الطاقة 2050» لتضع إطاراً طويل المدى للتحول التدريجي المتوازن نحو الحياد الكربوني لأكثر القطاعات تأثيراً، وتضمنت المبادرات الرئيسية بدء تطبيق التكنولوجيات والممارسات، ليصبح قطاعنا الزراعي ذكياً مناخياً.
طاقات
لتوفير طاقات متنوعة ومتجددة، تم إنتاج طاقة نظيفة بنسبة 45% من المزيج الكلي للطاقة في أبوظبي؛ بفضل تشغيل محطتي براكة 3 للطاقة النووية والظفرة للطاقة الشمسية، كما تم تبني السياسة العامة للهيدروجين منخفض الكربون لأبوظبي التي تطمح لخلق واحات للهيدروجين ومجمعات للكهرباء النظيفة. وللتحول إلى نظام نقل يعتمد على الطاقة النظيفة، تم الانتهاء من وضع إطار النقل الذاتي للإمارة، بحيث يعتمد على المركبات الكهربائية والتنقل المشترك.
استراتيجية
تم إطلاق استراتيجية الحد من فقد وهدر الغذاء في الإمارة لتعزيز الاستدامة وإنشاء نظام غذائي أكثر كفاءة، وتم البدء بتنفيذها نحو اقتصاد دائري نحو صفر نفايات، بالإضافة لإطلاق 70 من الآلات و26 من الحاويات الذكية التي يمكن من خلالها استرداد القناني البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وتم استرجاع أكثر من 1000 طن منها. كما تم تصميم مجموعة أدوات لدمج الاقتصاد الدائري في الصناعة التحويلية مبنية على المقارنات المعيارية وفهم ديناميات الطلب على المواد وتحديد القطاعات ذات الإمكانات.
وضمن المسار الثالث «ممكنات بيئية لقيادة المستقبل»، الذي يشمل 19 برنامجاً تنفيذياً تركز على تعزيز القيادة والريادة البيئية لأبوظبي، تم نشر اكتشافات تاريخية متعلقة ببيئة الواحات في 5 مؤتمرات وطنية ودولية، وتم منح 13 منشأة العلامة البيئية للمصانع الخضراء لإسهاماتها في تبني الممارسات المستدامة، كما تم تطوير دورة إلكترونية حول سياسات التنمية الخضراء أكملها أكثر من 2000 موظف حكومي فأصبحوا مدركين لطموحات الإمارة الخضراء وارتباطها بعملهم. كما تم عقد برنامج تدريبي لفئة القادة في الحكومة حول السياسة العامة التي تراعي أطر الاستدامة بالشراكة مع أفضل الجامعات العالمية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: هيئة البيئة أبوظبي الطائرات المسيرة الزراعة فی أبوظبی أکثر من کما تم
إقرأ أيضاً:
الهجرة النبوية في وعي المسيرة القرآنية .. من ذكرى إلى مشروع نهوض أمة
يمانيون / تقرير/ طارق الحمامي
مع بداية كل عام هجري جديد، وتحديدًا في الأول من شهر الله المحرم، يُحيي اليمنيون مناسبة رأس السنة الهجرية باعتبارها حدثًا مفصليًا في التاريخ الإسلامي، لا يقف عند حدود التأريخ الزمني، بل يمتد ليحمل دلالات روحية، حضارية، وثقافية عميقة. إن ذكرى الهجرة النبوية الشريفة من مكة إلى المدينة ليست مجرد لحظة انتقال جغرافي، بل لحظة تحوّل في مسار الرسالة الإسلامية من الاستضعاف إلى التمكين، ومن مرحلة الدعوة الفردية إلى بناء الأمة والدولة على أسس القرآن الكريم
في السياق اليمني، تكتسب هذه المناسبة طابعًا مميزًا، إذ تتداخل فيها الأبعاد الدينية والاجتماعية والسياسية، لتعبّر عن تمسك الشعب اليمني بهويته الإيمانية المتجذرة، وارتباطه العميق بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وولائه للمنهج القرآني الذي تستلهمه المسيرة القرآنية في فكرها وتوجهها.
كما أن هذه المناسبة تتحول إلى مساحة للتواصل المجتمعي، وتعزيز قيم التراحم والتكافل، وتبادل التهاني، وتنظيم الفعاليات الثقافية والدينية، في صورة تعكس عمق الارتباط بين الإيمان والمجتمع. ويتجلى من خلالها البعد التربوي والسياسي الذي تحمله المسيرة القرآنية، حيث يُعاد ربط الحدث التاريخي بالسياق المعاصر، ويُستثمر لإبراز مفاهيم الاستقلال والكرامة والصمود في وجه العدوان، وتجديد العهد مع المشروع الإلهي الذي جاء به الرسول الأعظم.
وفي هذا التقرير، نسلّط الضوء على رأس السنة الهجرية باعتبارها “عيدًا يمنيًا” ذو طابع إيماني خاص، ونستعرض أبعاد هذه المناسبة من الزاويتين الدينية والاجتماعية، كما نتناول كيف يحيي اليمنيون هذه الذكرى، وما مدى ارتباطها بفكر وتوجه المسيرة القرآنية، لتتضح لنا الصورة الكاملة عن هذه المحطة السنوية، وما تحمله من معانٍ ومضامين تتجاوز الزمان والمكان.
البعد الديني: الهجرة.. بداية الانطلاق وبناء الدولةتحمل ذكرى الهجرة النبوية أبعادًا دينية عميقة في الوعي الإسلامي، حيث مثلت الهجرة من مكة إلى المدينة محطة فاصلة في تاريخ الإسلام، من مرحلة الاستضعاف إلى مرحلة بناء الدولة الإسلامية على أسس القرآن والقيم الربانية.
وفي اليمن، يتناول الخطباء والمرشدون الدينيون خلال هذه المناسبة الدروس المستفادة من الهجرة، مثل الصبر والثبات، والتضحية في سبيل الله، والتخطيط الاستراتيجي، والعمل الجماعي، والطاعة لله ولرسوله صلوات الله عليه وآله. كما تُقام المحاضرات والدروس الدينية التي تركز على ربط الحدث التاريخي بالواقع المعاصر، والدعوة إلى استلهام الهجرة كنموذج في مواجهة التحديات التي تعيشها الأمة.
البعد الاجتماعي: مناسبة للوحدة والتكافليتجسد البعد الاجتماعي في رأس السنة الهجرية من خلال التزاور بين الأسر، وتبادل التهاني، وتنظيم الفعاليات المجتمعية، حيث يحرص اليمنيون على إحيائها بروح من المحبة والتعاون. تُقام مجالس الذكر والابتهال، وتوزع الوجبات على الفقراء، ويتم تقديم الهدايا للأطفال، ما يعزز من قيم التضامن والتكافل بين أبناء المجتمع.
في بعض المناطق، خاصة في صنعاء وصعدة وذمار، تتحول المناسبة إلى مهرجان روحي واجتماعي يمتد لأيام، ويتخلله إنشاد ديني وشعبي يعكس التراث اليمني الأصيل الممزوج بالحب للرسول وأهل بيته.
رأس السنة الهجرية في وعي المسيرة القرآنيةفي سياق الفكر المرتبط بالمسيرة القرآنية، تحتل ذكرى الهجرة النبوية مكانة مركزية، حيث تُعد مناسبة لترسيخ الهوية الإيمانية، وتأكيد الارتباط بالنهج النبوي والقرآني في مواجهة الهيمنة والاستكبار. وتُستحضر الهجرة باعتبارها فعلًا تغييريًا عظيمًا قاده النبي صلوات الله عليه وآله بإرادة إلهية لتأسيس أمة قائمة على القيم والمبادئ، وليس على العصبيات والانتماءات الضيقة.
قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ، في خطاباته بالمناسبة، يؤكد دائمًا أن الهجرة تمثل نموذجًا يُحتذى به في مواجهة التحديات الراهنة، وخاصة في ظل ما يعيشه اليمن من عدوان وحصار، ويرى أن استلهام العبر من الهجرة ضرورة لبناء الأمة القرآنية التي تواجه التحديات بتوكل على الله ووعي بطبيعة المعركة.
إحياء المناسبة في الميدان: فعاليات وشعاراتتحيي الجماهير اليمنية هذه المناسبة بتنظم فعاليات شعبية ورسمية في مختلف المحافظات احتفاءً برأس السنة الهجرية، تبدأ من الليلة الأولى من محرم، وتتنوع ما بين أمسيات ثقافية، ومسيرات رمزية، وحملات توعوية، وفعاليات مدرسية وإعلامية. كما تُرفع شعارات تؤكد على معاني الهجرة كتحول حضاري، ومرحلة تأسيس للأمة القرآنية.
وتُعد هذه المناسبة أيضًا محطة لاستنهاض الوعي الشعبي، وتجديد الولاء للرسالة المحمدية، وتعزيز الجبهة الداخلية في مواجهة التحديات السياسية والعسكرية.
خاتمة:هكذا يحتفل اليمنيون برأس السنة الهجرية كعيد إيماني يحمل في طياته رسالة عظيمة، تتجاوز الطقوس الظاهرة إلى عمق الوعي بالهوية، وبأن الهجرة ليست مجرد حدث، بل مسار متجدد من الهداية والتحرك وفق نهج الله ورسوله. وهو ما يجعل من هذه المناسبة محطة سنوية لإعادة التذكير بالمسؤوليات الجماعية، والإيمان المتجذر في فكر المسيرة القرآنية.