بينها محاسبة الاحتلال.. أبرز رسائل البرلمان العربي لنصرة القضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
أكد البرلمان العربي استمرار جهوده الدولية والإقليمية والبرلمانية، لنصرة القضية الفلسطينية، حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة كاملة.
وطالب بضرورة حشد الدعم الدولي والعالمي والبرلماني لنصرة الأشقاء في فلسطين، والوقف الفوري لعدوان الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين العزل من الشعب الفلسطيني.تنفيذ حل الدولتينجاء ذلك في القرار الصادر عن الجلسة الخامسة من دور الانعقاد الرابع للفصل التشريعي الثالث للبرلمان العربي التي انعقدت اليوم، بمقر الجامعة العربية بالقاهرة.
أخبار متعلقة استشهاد 123 وإصابة المئات.. جرائم الاحتلال الإسرائيلي تتواصل في غزةرابطة العالم الإسلامي تدين مجزرة الاحتلال بحق النازحين جنوب غزةوحيا البرلمان العربي، صمود الشعب الفلسطيني ووقوفه بوجه الاحتلال الإسرائيلي، دفاعًا عن وطنه وأمنه وقضيته العادلة، وضد محاولات استباحة المسجد الأقـصى، واستهداف النساء والأطفال والشباب، ومحاولات الاستعلاء والتنكيل بالفلسطينيين من قبل المستوطنين المدعومين من جيش الاحتلال.
وجدد البرلمان العربي تأييد دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لعقد مؤتمر دولي للسلام، واتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وقبول عضويتها في الأمم المتحدة دولة مستقلة كاملة السيادة كغيرها من دول العالم، وضمان استعادة كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وخاصة حقه في العودة وتقرير المصير.وقف فوري وعاجل للعدوانوثمن الجهود العربية والدولية الرامية إلى وقف فوري وعاجل للعدوان على غزة ووقف إطلاق النار، وحل الصراع في المنطقة على أساس المرجعيات الدولية المعتمدة، وحصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وعودة النازحين إلى ديارهم، وإنفاذ المساعدات الإنسانية بشكل كاف لمواجهة الأزمة التي يتعرض لها القطاع.
ورحب البرلمان العربي بقرار إسبانيا الانضمام لدعوى جنوب أفريقيا ضد كيان الاحتلال في محكمة العدل الدولية، إضافة إلى مصر وكولومبيا والمكسيك وليبيا ونيكاراجوا وبوليڤيا وتركيا، في ظل تعنته واستمراره في حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.
كما رحب بالقرار الذي اتخذته أرمينيا وسلوفينيا مؤخراً بالاعتراف بدولة فلسطين، وقبلهما اعتراف عدد من الدول بالدولة الفلسطينية، وهي إسبانيا، النرويج، إيرلندا، جامايكا، باربادوس، جمهورية ترينداد وتوباجو، وجزر البهاما، مؤكدًا أنه انتصار للعدالة وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، مجدداً دعوته للدول التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية، بأن تتخذ هذه الخطوة في أقرب وقت، مطالباً المجتمع الدولي وجميع الدول بالوقوف مع الحق الفلسطيني والشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
ورحب البرلمان العربي كذلك، باعتماد مجلس الأمن الدولي قرارًا يدعو إلى وقف فوري تام وكامل لإطلاق النار في قطاع غزة، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي بالكامل من القطاع، وعودة النازحين إلى ديارهم في جميع أنحاء القطاع، والنفاذ الآمن والسريع للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع في جميع أنحائه ورفض أي تغيير ديموغرافي، داعياً مجلس الأمن إلى إلزام الاحتلال بتنفيذ القرار دون تأخير وبدون أية شروط.
كلمة معالي السيد عادل بن عبدالرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي خلال أعمال الجلسة العامة الخامسة من دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث pic.twitter.com/SgQFf1qT8Q— ArabParliament البرلمان العربي (@arabparlment) July 13, 2024محاسبة كيان الاحتلال على جرائمهكما رحب بقرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بوضع الاحتلال الإسرائيلي على القائمة السوداء للدول والمنظمات التي تنتهك حقوق الأطفال، والتي تعد خطوة في الاتجاه الصحيح لمحاسبة كيان الاحتلال على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني وخاصة الأطفال والنساء ووضع حد لها.
وأدان البرلمان العربي قرارات الاحتلال الإسرائيلي شرعنة البؤر الاستيطانية في الضفة الغربي، ورفض محاولات كيان الاحتلال إضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية والموافقة على بناء مزيد من المستوطنات في الضفة الغربية التي تهدف إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي محاولات خطيرة لتصفية القضية الفلسطينية بشكل متعمد.
واستنكر محاولة الاحتلال تصنيف وكالة الأونروا "منظمة إرهابية" وتجريم أنشطتها، مجدداً التأكيد على الدور الحيوي والمهم الذي تقوم به الوكالة لعون وإغاثة حوالي 6.4 ملايين لاجئ فلسطيني، مطالباً بتأمين الحماية لمنظمات الإغاثة وموظفيها، وخاصة "الأونروا" التي تقوم بدور إنساني كبير في تقديم المساعدات الإنسانية والخدمات للفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها قطاع غزة.
ودعا البرلمان العربي إلى رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين قسراً في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتصدي للتهجير بكل أشكاله والنزوح الداخلي القسري، والذي يشكل خرقاً واضحاً للقانون الدولي، وضرورة تمكين أهالي غزة من العودة إلى منازلهم التي تركوها بفعل العدوان.وقف العدوانوأدان المجازر التي يقوم بها كيان الاحتلال الإسرائيلي بشكل يومي في قطاع غزة، داعياً المجتمع الدولي إلى الاستمرار في الضغط على كيان الاحتلال لوقف العدوان والتطهير العرقي وحرب الإبادة في قطاع غزة والانسحاب الكامل من القطاع، وتوفير الحماية للمدنيين العزل وفق قرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
كما دعا البرلمان العربي إلى إنفاذ المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق وبشكل مكثف إلى السكان المدنيين داخل قطاع غزة، وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن رقم 2720، محذراً من التداعيات المروعة للوضع الإنساني، والمجاعة وانهيار المنظومة الصحية في القطاع.
وندد بالجرائم والانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه المستعمرين المتطرفين بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، والانتهاكات المستمرة للمقدسات في مدينة القدس، والتصعيد المستمر في بناء المستوطنات من خلال هدم المنازل، وحرق وتخريب المزارع والممتلكات، بقصد إعادة تهجيرهم وطمس قضيتهم.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } رسائل البرلمان العربي لنصرة القضية الفلسطينية - البرلمان العربي الدعم الكامل لوكالة "الأونروا"وأكد البرلمان العربي ضرورة تقديم الدعم الكامل لوكالة "الأونروا"، على أساس أن ذلك مسؤولية أممية يجب الوفاء بها، ورفض حملات التحريض الإسرائيلية الممنهجة ضدها بهدف تقويض دورها، وحث جميع الدول التي قررت تجميد تمويلها للوكالة لإعادة النظر في قرارها، منوهاً بالإيجاب بقرارات بعض الدول إعادة التمويل، محذراً من أن وقف عمل الوكالة سيحرم أكثر من مليوني فلسطيني من الخدمات اللازمة لاستمرار الحياة.
وطالب بضرورة التنسيق بين برلمانات الدول العربية، والإقليمية الفاعلة، لدعم حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، ودعوة الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين للاعتراف بها في جميع المحافل الدولية.
كما طالب البرلمان العربي، البرلمانات الدولية والإقليمية والصديقة، حث دولهم للضغط على كيان الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانه الغاشم وحرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، وملاحقة مسؤولي كيان الاحتلال ومحاسبتهم على جرائمهم الوحشية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، ضمن آليات العدالة الدولية والوطنية، بما في ذلك في إطار محكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، والمحاكم الوطنية ذات الاختصاص العالمي.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: التسجيل بالجامعات التسجيل بالجامعات التسجيل بالجامعات واس القاهرة البرلمان العربي تهجير الفلسطينيين تهجير الفلسطينيين من غزة فلسطين غزة الاحتلال الإسرائیلی القضیة الفلسطینیة البرلمان العربی الشعب الفلسطینی کیان الاحتلال الضفة الغربیة فی قطاع غزة مجلس الأمن فی الضفة
إقرأ أيضاً:
استهداف التلفزيون الإيراني وتوجيه رسائل للشعب.. هل تقنعه بالثورة على النظام؟
نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي الاثنين، غارات جوية على مبنى التلفزيون الإيراني الرسمي وعدة مناطق مكتظة بالسكان في العاصمة طهران، بالمقابل ردت إيران على هذا القصف عبر إطلاق رشقات جديدة من الصواريخ والطائرات المسيرة على دولة الاحتلال.
وجاء هذا الاستهداف في ظل هجمات متواصلة للاحتلال على مواقع ومناطق مدنية في إيران، كذلك سبقه توجيه قادة الاحتلال رسائل عدة للشعب الإيراني تطالبه بالثورة على النظام.
ويثير هذا الاستهداف للتلفزيون الرسمي تساؤلات عن هدفه الحقيقي، علما أن الاحتلال اعتاد خلال حروبه السابقة في المنطقة مع حركات المقاومة على قصف المقرات الإعلامية وقتل الصحفيين.
كذلك تبرز تساؤلات حول ما إذا كان الاحتلال يهدف لتغييب صوت النظام الإيراني عن الشعب، ومن ثم بث رسائل معادية للنظام من قبل الاحتلال، أو تدعو الشعب للثورة والانقلاب على النظام.
وكثيرا ما تستخدم الدول سلاح الإعلام للتأثير في البيئة الشعبية الحاضنة لأي نظام سياسي في العالم، وذلك إما عبر القصف أو التشويش المتعمد عليها، ومحاولة إرسال رسائل لشعب الدولة المعادية لها لتحريضه على قيادته ودفعه للتعاون معها.
ومن أمثلة ذلك ما قام به الاحتلال في حربه على غزة من قصف للقنوات الفلسطينية خاصة المحسوبة على المقاومة مثل قناة الأقصى والتي تمثل حركة حماس، وقتله للصحفيين وتضييقه عليهم، وفي ذات الوقت بثه رسائل عبر الإعلام أو عبر منشورات ورقية تُلقى على الناس تدعوهم للثورة على المقاومة الفلسطينية والتعاون مع الاحتلال.
قطع الاتصال بين القيادة والشعب
الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور سليمان بشارات يعتقد أن "هدف إسرائيل الأولي من هذا الاستهداف هو التأثير على كل أدوات وقنوات التواصل ما بين النظام الإيراني وقاعدته الشعبية والبيئة المجتمعية، وأما الهدف الأكبر هو العمل على إعادة هندسة الوعي الجمعي الإيراني المُساند للنظام".
وتابع بشارات خلال حديثه لـ"عربي21"، "إسرائيل تريد إظهار أن هناك ضعف كبير في قدرة النظام الإيراني على التواصل مع قاعدته الجماهيرية والشعبية، وبالتالي هذا يُسهل تمرير الرواية الإسرائيلية بالدرجة الأولى".
وأضاف، "ثانيا، إسرائيل تريد خلق شعورا في الداخل الإيراني بأن النظام بات لا يمتلك الأدوات الحقيقية والفعالة في التواصل مع قاعدته، وبالتالي امكانية أن يكون هناك إحداث عملية تغيير تدريجية فيما يتعلق في النظام السياسي الإيراني".
وأوضح أنه "ليس بالضرورة أن تذهب إسرائيل الآن إلى تحقيق هدفها الرئيسي وهو تغيير النظام، ولكنها تريد أن تضع الجمهور والبيئة الإيرانية ضمن حالة نقاش جدية وواقعية حول ضرورة إما الاعتماد على هذا النظام وإسناده وإما تركه والابتعاد عنه".
وشبه بشارات ما يحدث في إيران بما فعلته الولايات المتحدة في العراق وكيف أسست إلى موضوع الفصل ما بين القاعدة الجماهيرية والنظام العراقي، وكذلك الأمر ربما حتى في حالات كثيرة في دول أخرى شهدت إما عمليات انقلاب أو إزاحة للنظم كيف لعبت وسائل الإعلام دوراً في عملية قطع التواصل ما بين تلك الأنظمة وقاعدتها الجماهيرية.
ويرى أن "إسرائيل تحاول أن توحي للمجتمع الإيراني بشكل أساسي أن كل المؤسسات الحيوية باتت منهارة وبالتالي لا يمكن التعويل عليها، فقدرة هذه المؤسسات على العمل والبقاء قوية يعني أن النظام قوي، وحينما تنهار أو تغيب بشكل أو بأخر يمكن أن تؤثر على السمة العامة للنظام".
وحول احتمالية قيام إسرائيل بالدخول على ترددات القنوات الإيرانية وبث رسائل للشعب الإيراني، قال بشارات، "إسرائيل لا تريد فقط اختراق موجات وترددات الإذاعات وإنما تريد أن تبني سردية ورواية مغايرة لرواية النظام".
وتابع، "وهي ستحاول بناء سرديتها وروايتها إما بعمل إزاحة واسكات الأدوات الإعلامية، وإما من خلال بناء سردية ونظام متكامل، ولاحظنا كيف كانت طبيعة الخطاب الإسرائيلي منذ اليوم الأول وطبيعة المساندة الأمريكية في هذا الإطار، وكيف أن هذا الخطاب الذي يُقدم يؤسس لمرحلة جديدة قادمة عنوانها الأساسي أن النظام السياسي الإيراني ضعيف ويجب أن يُزاح وأنه لا يمكن أن يستمر".
وأردف، "في المقابل وفقا لسردية إسرائيل يجب أن يكون هناك تأسيس لنظام أخر، ولهذا السبب قد نشهد خلال المرحلة المقبلة عملية تقوية وتعزيز لبعض القنوات والمؤسسات الإعلامية التي يمكن أن تحمل خطاب مغاير لخطاب النظام السياسي الإيراني والتعويل عليها والترويج لها بشكل أو بأخر".
هل ينجح الاحتلال في قلب الشعب الإيراني على النظام؟
وكان الاحتلال قد وجه رسائل إلى الشعب الإيراني عبر قادته أخرها رسالة من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وجهها يوم الجمعة بشر فيها الشعب الإيراني "بتحريره من الاستبداد في وقت قريب. وبشر بعهد من السلام والرخاء في المنطقة لو تحقق هذا".
كذلك اعلنت الحكومة الإيرانية كشفها أكثر من مرة عن عملاء للموساد الإسرائيلي اعدمت بعضهم، وقالت إن بعضهم كان يهدف لنشر الفوضى في البلاد، فهل يستطيع الاحتلال دفع الشعب الإيراني أو أي معارضة سياسية للانقلاب على النظام؟
أستاذ التاريخ وسياسة الشرق الأوسط في جامعة قطر الدكتور محجوب الزويري، تساءل عن مصطلح المعارضة الإيرانية ماذا يشمل، وقال موضحا، "داخليا لا يوجد معارضة داخلية، نعم هناك أصوات تنتقد النظام، ولكن لا يوجد جبهة يمكن تسميتها بـ جبهة معارضة داخلية في إيران".
وتابع الزويري في حديث خاص لـ"عربي21"، "مثلا التيار الاصلاحي أصلا لم يعد موجود، وأصبح هناك صوت واحد للنظام وهو صوت المحافظين، وبالتالي هؤلاء جميعا سيكونون مؤيدين للنظام، وحتى الأصوات التي كانت تُسمى إصلاحية أعتقد أنها في وجود أي تهديد للجمهورية ستؤجل انتقاداتها لما بعد هذه الحرب".
وأما خارجيا فلا يعتقد الزويري أن هناك معارضة إيرانية خارجية لديها أساس داخل إيران، مضيفا، "مثلا مجاهدي خلق ليس لديهم أساس قوي في الداخل، ولا يوجد لديهم شبكة أمان داخلية".
وأضاف، "بالتالي عمليا لا يوجد معارضة ولا يوجد حتى بديل للنظام، وحتى في أسوأ سيناريوهات هذه الحرب لو سقط النظام الإيراني لا يوجد له بديل عمليا، إلا أن يُصنع بديل سياسي، وبالتالي الفراغ السياسي يمكن أن يحدث بسهولة في هذا الوضع".
ويرى أنه "نعم هناك أناس لا يؤيدون النظام وينتقدونه ويعتقدون أنه لم يقدم أداء جيد سواء اقتصاديا أو سياسيا، لكن هذا لا يدفعهم ربما لأن يكونوا جبهة معارضة كبيرة للنظام ومؤثرة، خاصة في ظل هذه الظروف".
ويعتقد الخبير في الشأن الإيراني محجوب الزويري، أن "إسرائيل تحاول تفعيل أوراق الضغط على النظام وتشتيت انتباهه وتفتيت قوته ودفعه للاصطدام بالناس، وهذا هو الهدف الإسرائيلي باعتقادي، وعلى المدى البعيد بلا شك هذا قد يفت في عضد النظام ويوزع تركيزه على عدة أمور أخرى بدلا من التركيز على عدوه الخارجي".
وأضاف، "لكن أيضا هناك سيناريو مطروح وهو ضرب أركان النظام عبر تنفيذ هجمات مدمرة لكل ما يمثل السلطة والنظام وبالتالي تصبح الحكومة ضعيفة وعندها يتم سحبها لملف التفاوض".
وأوضح أن "هذا الأمر حصل بهذا الشكل في العراق عام 1991، فيما عرف بخيمة صفوان، حيث تم بعد اجتياح العراق للكويت ضرب المقار المهمة في بغداد وتأييد الثورة الشيعية في الجنوب، وهذا أدى إلى اجتماع القوات العراقية والأمريكية وانتهت الحرب بموجبها وحوصر العراق حتى عام 2003".
ولفت إلى أن "هذا السيناريو وارد، أي اضعاف السلطة وعزلها ومقاطعتها اقتصاديا والعمل على تطوير معارضة تحل محل النظام كما حصل في العراق".
الباحث في العلاقات الدولية عبد الله عقرباوي يعتقد بأن "طبيعة وحجم الضربات التي توجهها دولة الاحتلال الإسرائيلي لإيران تستهدف بنية الدولة كدولة ووحدة أراضيها ومصادر حياة ورفاهية شعبها، لذلك هي أبعد من فكرة المشروع النووي وأبعد من فكرة إسقاط النظام".
وتابع عقرباوي في حديث خاص لـ"عربي21"، "هذا الشعور واضح أن له تأثير في الوعي الإيراني العام، حيث شاهدنا لقاءات مع أناس مختلفين مع النظام في داخل إيران حول بعض القضايا، لكنهم كان معارضين لهذه الحرب ورفضوا كل الدعوات للاحتجاج على النظام القائم، لأن هناك قناعة بأن هناك استهداف لوجود الدولة وليس لهويتها أو عنوانها السياسي".
وأوضح أنه "إلى الآن لم تظهر أي بوادر حقيقية للاستجابة لمطالب ورسائل دولة الاحتلال الصهيوني وقادتها للشعب الإيراني للتحرك ضد النظام، ولم تخرج مظاهرة ولا بأي مكان، رغم وجود بيئة عميقة سواء بسبب الاختلاف العرقي أو الطائفي أو حتى السياسي في بعض المناطق خاصة الحدودية".
وأكد أن "هذه الخلافات موجودة حتى قبل قيام نظام الثورة الإسلامية وبعدها، والنظام متعايش معها واستطاع أن يدير العلاقة مع مكونات الشعب الإيراني عبر قرابة 46 سنة من عمر الثورة".
ورجع عقرباوي أن "يكون هناك رد فعل عكسي عند المعارضة الإيرانية خاصة المحلية لما تفعله إسرائيل في حال استطاع النظام الإيراني امتصاص الضربة والتماسك وفي المقابل تزايد الضغط على إسرائيل".
واستدرك بالقول، "لكن هناك نوع من المعارضة موجود في الخارج أظن أنه منذ سنوات ارتبط عضويا بالمشروعين الأمريكي والصهيوني".
ويرى أن "هذا النوع من المعارضة لا يوجد تعويل عليه حتى من قبل من يحرضون الشعب الإيراني، لأنهم يعرفون أن لا امتداد عميق لهم داخليا، إنما لديهم فقط قدرة على توظيف وسائل الإعلام المدعومة أمريكيا وأوروبيا وصهيونيا للتحريض ضد النظام".
وتابع، " لذلك في الفترة الحالية لا اتوقع أن يكون هناك استجابة ولم تظهر إلى الآن أي استجابة للأصوات المطالبة بالخروج ضد النظام، ويساعد في ذلك أن شكل ومستوى الضربات الإسرائيلية لا تستهدف بنية النظام بقدر ما هي تستهدف الدولة الإيرانية وشعبها ووحدة أراضيها وسلامتها ومقدراتها النووية التي بالمناسبة يُجمع عليها الشعب الإيراني بجميع أطيافه".
موقف الأقليات
وتتميز إيران بتنوع الإثنيات داخلها، حيث يوجد فيها عدد من الأقليات "الأكراد البلوش العرب الأذر"، ويحدث أحيانا تصادم بين بعض أفراد هذه الأقليات والدولة، وقد لجأ بعضهم لاستخدام السلاح ضدها.
وتستخدم الدول عادة الأقليات ضد الدول الأخرى التي تحاربها، وقد تنجح أحيانا في دفعها للانقلاب على أنظمة الحكم فيها، فهل ينجح الاحتلال في تحريك الأقليات في إيران ضد النظام؟
الخبير في الشأن الإيراني محجوب الزويري قال، "موضوع تحريك الأقليات حاول الأمريكان فيه عام 2004 ولم ينجحوا، ولا يوجد لدينا أدلة أو تقارير تقول أن هناك تواصل بين هذه الاقليات وإسرائيل أو أنها يمكن أن تعمل شيء".
ولفت إلى أن "إسرائيل حاولت العمل مع الأكراد لكن لم تنجح في هذه الفكرة، لذلك حتى هذه اللحظة وفق ما اعرف لا يوجد شواهد على ذلك، وبشكل عام الإيرانيين الشعور الوطني لديهم قوي حتى لو كانوا معارضين، نعم قد يكون لديهم مشاكل مع النظام، لكن لا يدفعهم ذلك للتحالف مع جهات خارجية لتغييره".
ووفق الزويري، "يعتقد الإيرانيين بشكل عام أنهم هم يستطيعون تغيير النظام بأنفسهم ويأتوا بنظام أخر، وتجربتهم في الثورة مُلهمة بالنسبة لهم، وهم في الأساس انتقلوا لفكرة مهمة وهي - أننا لسنا بحاجة لثورة، حيث يمكن أن نجبر النظام أن يتغير وفق ما نريد وبهدوء-، ولاحظنا في معركة الحجاب كيف أن عدم ارتدائه أصبح منتشر في إيران رغم كل سياسات الدولة، والتي قد تكون قبلت بذلك ويكاد الموضوع شبه انحسم".
من جهته يرى الباحث عبد الله عقرباوي أنه من المبكر الحديث عن فرص حدوث ذلك.