بعيدًا عن أسلوب “العصا لمن عصى”.. الحوار يجنِّب الأسر «عناد الأطفال»
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
جدة – ياسر خليل
عناد الأطفال وإصرارهم على عدم تنفيذ توجيهات ومتطلبات الوالدين ومخالفة نصائحهم من المشاكل التي زادت في زمن هيمنة الأجهزة الالكترونية، وهو ما أنعكس سلبًا في محيط الأسرة بل تسبب في معاناة بعض الآباء والأمهات مع أبنائهم.
“البلاد” تسلط الضوء على قضية الأبناء وكيفية التعامل معهم بعيدًا عن الأساليب غير التربوية مثل استخدام أسلوب الضرب (العصا لمن عصى)، حيث يقول في البداية المستشار الاجتماعي والصحي طلال محمد الناشري: العناد عادة سيئة عند بعض الأطفال، وتتمثل في التشبث بالرأي وعدم الإنصات لكلام الوالدين، وأيضاً رفض أي طلب يطلبه منهم الوالدين دون وجود أي مبرر لهذا التصرف، إذ يتميز الطفل العنيد ببعض السمات، مثل رفض سماع الأوامر من الكبار والإصرار على الحصول على شيء معين، بالإضافة إلى التمرد على الوالدين واستخدامه لأي طريقة يمكن أن تساعده في سبيل التوصل لأهدافه الخاصة ، ويوجد أنواع للعناد حيث أن لكل طفل دوافع وأسباب معينة تؤدي الى ظهوره.
وتابع: هناك عدة أسباب تمهد لعناد الأطفال أهمها عمر الطفل؛ حيث قد يظهر الأطفال بمختلف الشرائح العمرية وخصوصًا اليافعين والمراهقين سلوكًا عناديًّا كمظهر من مظاهر النمو في تلك المرحلة، ورغبة منهم في إثبات ذاتهم ، وسعي الأطفال نحو الاستقلال، ومحاولتهم الهروب من سيطرة الوالدين عليهم، ومن المسببات تقييد حركة الأطفال وحريتهم، سواء بقيود مادية، أو معنوية، فيحاولون بعنادهم لفت الأنظار إليهم ، ندية التعامل بين الأبوين وبين أطفالهم، غياب لغة الحوار بين الطفل ووالديه.
وعن طرق الحلول يختتم الناشري حديثه بقوله: يجب أولاً تعزيز أسلوب المناقشة والحوار بدون إصدار الأوامر، وتجنب استخدام الضرب، ومنح الطفل حرية التعبير عن مشاعره، تجنب مقارنته بالأطفال الآخرين، وتشجيع الطفل ومدحه باستمرار، فالمديح والثناء على أي عمل إيجابي يدفع الطفل إلى الشعور بالأمان والاتزان، الاستماع إلى مطالب الطفل ومنحه الوقت للتحدث بعيدًا عن المجادلة، وعند مواقف التوتر يجب التحكم بالمشاعر والتزام الهدوء ومناقشة الطفل بعد دقائق ، تشجيع الأطفال على السلوكيات الجيدة بالمحفزات الإيجابية ، حرمان الأطفال من بعض الامتيازات الزائدة التي لا تضره وبذلك يتعود الطفل على عدم تلبية جميع طلباته وشعوره بالقناعة والرضا وبالتالي عدم الإصرار على الرأي.
وفي السياق يقول استشاري الطب النفسي الدكتور محمد اعجاز براشا:
مشكلة العناد عند الاطفال بمختلف الشرائح العمرية يعتبر من أشهر المشكلات السلوكية التي زادت حدتها وتحديدًا في ظل هيمنة التقنيات والعالم الخيالي ، إذ نجد أن معظم الأطفال لا يستجيبون لآوامر الوالدين ولا يسمعون الكلام، ومن أهم الأسباب التي قد تدفع الأطفال للعناد لفت إنتباه الآخرين إليه وإلى تصرفاته ، لأنه يجد أن الطاعة لا تجلب له الأنتباه ، وإدراكه أن إحتياجاته تختلف عن إحتياجات الآخرين ، فيبدأ بالتعبير عن نفسه ويبدأ فى محاولة إفهام الآخرين أنه لديه إحتياجات ورغبات تختلف عنهم ، ومن المسببات الظروف النفسية والاجتماعية، فالطفل الذي يمر بظروف نفسية صعبة أو ضغوطات اجتماعية ستؤثر بشكل كبير على تصرفاته ، وبالتالي تحدث التغييرات في السلوكيات وينعكس ذلك في عناده .
وأردف: تكمن الحلول في تعزيز باب الحوار مع الأطفال ، التجاهل فمن الطرق الملائمة للعناد محاولة تجاهل السلوكيات غير المرغوبة وعدم التركيز عليها في حال كانت لا تسبب ضرراً جسدياً أو نفسياً، والصبر لتغيير أي عادة سيئة في الأطفال فالتغيير لا يحدث فجأةً ولكن بالتدريج يتم التوصل للهدف المحدد.
وينصح د. براشا بضرورة توطيد العلاقة بين الطفل ووالديه ، فذلك من السلوكيات الإيجابية في تربية الأطفال، فكلّما زاد حب الطفل للوالدين؛ زاد تنفيذ مطالبهما بسلاسة وهدوء ، وعلى الوالدين تقبل تنفيس الطفل عما لا يريده، وترك مساحة من الحرية للتعبير عما يدور بداخله ، واستخدام أكثر من خيار للطفل، حتى يشعر أنه صاحب القرار.
من جانبه، يقول استشاري طب الأطفال الدكتور نصرالدين الشريف: بالفعل زاد عناد بعض الأطفال في زمن الأجهزة وثورة التكنولوجيا، إذ يعاني الوالدين من سلوك الرفض والعناد عند أطفالهم، وقد تتطور هذه المشكلة بمرور الوقت، وتختلف الأسباب من طفل لآخر ويمكن أن يشترك أكثر من سبب لظهور هذه العادات السيئة عند الاطفال، ومن ذلك الدلال المفرط، إذ يعتبر ذلك من الأسباب التي قد لا ينتبه اليها الوالدين عند التعامل مع أطفالهم، فالدلال الزائد وتلبية جميع طلبات الأطفال يؤدي إلى ظهور هذا السلوك السيء متمثلاً بالعند والرفض لمعظم الأوامر والنصائح.
وأكمل: أهم الأعراض المترتبة على عناد الأطفال رفض تنفيذ أي أوامر حتى لو كانت الأوامر فى مصلحته، التمرد على قواعد كان الطفل يلتزم بها مسبقاً، صراخ والإعتراض بدون أسباب منطقية، تعمد الرفض أمام الغرباء وفى الشارع والمحلات ، الجدال الكثير والاسئلة حول القواعد والقوانين.
ويشدد د. الشريف على ضرورة تقوية العلاقة مع الأبناء وفي حال عنادهم تجنب إستخدام أسلوب الضرب والحوار معهم للوصول إلى النتيجة المطلوبة بالتفاهم.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
الطفل والرياضة
تعد الأنشطة الرياضية من الأنشطة المهمة التي تساعد أي فرد على تفريغ طاقته وتساعد على تنمية الصحة النفسية والجسمية والوصول للاتزان النفسي، كما تساعد في تنشيط الدورة الدموية للإنسان مما يساعده على التركيز وإعمال عقله والتفكير بطريقة أفضل والتأمل والاسترخاء.
كما يمكن للفرد أن يمارس نشاط رياضي يفضله فينجح فيه ويتميز مما يؤهله لخوض بطولات محلية ودولية ويفوز بميداليات ويحصل على شهادات تقديرية مما يكسب الفرد المزيد من الثقة بالنفس ويساعده على تطوير ذاته في المجال الرياضي ومجالات أخرى.
أما فيما يخص الأطفال فإن ممارسة الرياضة مهمة جدًا لهم لأنها تساعدهم على تفريغ طاقتهم السلبية في نشاط إيجابي وتساعدهم على التركيز مما ينمي لديهم المهارات الدراسية والتحصيل الدراسي.
أيضا الرياضة تساعد الطفل على الحفاظ على توازنه النفسي وكسب مزيد من الصداقات الذين لديهم نفس ميوله الرياضية وتنمية مهاراته المختلفة اجتماعيا ورياضيا، وإيجاد نقاط تميزه التي لا يجدها في دراسته مما يعوضه ذلك الشعور بضعفه الدراسي - إن كان ضعيفا دراسيا - مما ينمي ثقته بنفسه ويقلل عدوانيته.
كما يسهم النشاط الرياضي في تعلم الأطفال الروح الرياضية وقبول الهزيمة بصدر رحب، ومحاولة الانتصار بلا أذى، والتنافس الشريف، وأن تعلم الرياضة هدفه الدفاع وليس الاعتداء على أحد.
كيف تنمي لدى طفلك المهارات الرياضية؟1- اشتراك الطفل في نشاط رياضي ملائم لميوله وعمره وإدراكه.
2- اجعل طفلك يختار ما يفضله ولا تختار له.
3- يمكن التنوع بين الألعاب الجماعية والفردية.
4- الكاراتيه وما شابه لن تضر ولن تجعل الطفل أكثر عدوانية كما يعتقد البعض، بل إن تمت تحت إشراف مدرب محترف يعلم أن اللعبة هدفها الدفاع والنشاط الحركي وليس الاعتداء أو ضرب أحد فتصبح من أفضل الأنشطة الرياضية للطفل.
5- يمكن ممارسة النشاط الرياضي مع الدراسة بشرط أن لا تعطلها، بل سوف تكون بمثابة نشاط محبب للطفل تمكنه من إكمال دراسته بنشاط متجدد بدون الملل من التحصيل.
6- دع طفلك يمارس الرياضة بهدف الوصول لبطولات والفوز بشهادات تقديرية وميداليات وليس مجرد ممارسة نشاط رياضي بلا هدف، حتى تعلمه أن يكون له هدف يسعى لتحقيقه عموما في حياته، فيشعر بثقته بنفسه فيصل للاتزان النفسي والصحة النفسية السوية.
7- تذكر أن العقل السليم في الجسم السليم وعلم أبناءك هذا، حتى يحافظون على ممارسة الرياضة والغذاء الصحي فيصبحون أصحاء جسميا ونفسيا.
اقرأ أيضاًكيف نتعامل مع الكذب والسرقة عند الأطفال والمراهقين.. فيديو
طرق القضاء على ظاهرة السرقة لدى الأطفال.. فيديو
صعوبات تعلم الأطفال