جدة – ياسر خليل

عناد الأطفال وإصرارهم على عدم تنفيذ توجيهات ومتطلبات الوالدين ومخالفة نصائحهم من المشاكل التي زادت في زمن هيمنة الأجهزة الالكترونية، وهو ما أنعكس سلبًا في محيط الأسرة بل تسبب في معاناة بعض الآباء والأمهات مع أبنائهم.


“البلاد” تسلط الضوء على قضية الأبناء وكيفية التعامل معهم بعيدًا عن الأساليب غير التربوية مثل استخدام أسلوب الضرب (العصا لمن عصى)، حيث يقول في البداية المستشار الاجتماعي والصحي طلال محمد الناشري: العناد عادة سيئة عند بعض الأطفال، وتتمثل في التشبث بالرأي وعدم الإنصات لكلام الوالدين، وأيضاً رفض أي طلب يطلبه منهم الوالدين دون وجود أي مبرر لهذا التصرف، إذ يتميز الطفل العنيد ببعض السمات، مثل رفض سماع الأوامر من الكبار والإصرار على الحصول على شيء معين، بالإضافة إلى التمرد على الوالدين واستخدامه لأي طريقة يمكن أن تساعده في سبيل التوصل لأهدافه الخاصة ، ويوجد أنواع للعناد حيث أن لكل طفل دوافع وأسباب معينة تؤدي الى ظهوره.

وتابع: هناك عدة أسباب تمهد لعناد الأطفال أهمها عمر الطفل؛ حيث قد يظهر الأطفال بمختلف الشرائح العمرية وخصوصًا اليافعين والمراهقين سلوكًا عناديًّا كمظهر من مظاهر النمو في تلك المرحلة، ورغبة منهم في إثبات ذاتهم ، وسعي الأطفال نحو الاستقلال، ومحاولتهم الهروب من سيطرة الوالدين عليهم، ومن المسببات تقييد حركة الأطفال وحريتهم، سواء بقيود مادية، أو معنوية، فيحاولون بعنادهم لفت الأنظار إليهم ، ندية التعامل بين الأبوين وبين أطفالهم، غياب لغة الحوار بين الطفل ووالديه.


وعن طرق الحلول يختتم الناشري حديثه بقوله: يجب أولاً تعزيز أسلوب المناقشة والحوار بدون إصدار الأوامر، وتجنب استخدام الضرب، ومنح الطفل حرية التعبير عن مشاعره، تجنب مقارنته بالأطفال الآخرين، وتشجيع الطفل ومدحه باستمرار، فالمديح والثناء على أي عمل إيجابي يدفع الطفل إلى الشعور بالأمان والاتزان، الاستماع إلى مطالب الطفل ومنحه الوقت للتحدث بعيدًا عن المجادلة، وعند مواقف التوتر يجب التحكم بالمشاعر والتزام الهدوء ومناقشة الطفل بعد دقائق ، تشجيع الأطفال على السلوكيات الجيدة بالمحفزات الإيجابية ، حرمان الأطفال من بعض الامتيازات الزائدة التي لا تضره وبذلك يتعود الطفل على عدم تلبية جميع طلباته وشعوره بالقناعة والرضا وبالتالي عدم الإصرار على الرأي.


وفي السياق يقول استشاري الطب النفسي الدكتور محمد اعجاز براشا:
مشكلة العناد عند الاطفال بمختلف الشرائح العمرية يعتبر من أشهر المشكلات السلوكية التي زادت حدتها وتحديدًا في ظل هيمنة التقنيات والعالم الخيالي ، إذ نجد أن معظم الأطفال لا يستجيبون لآوامر الوالدين ولا يسمعون الكلام، ومن أهم الأسباب التي قد تدفع الأطفال للعناد لفت إنتباه الآخرين إليه وإلى تصرفاته ، لأنه يجد أن الطاعة لا تجلب له الأنتباه ، وإدراكه أن إحتياجاته تختلف عن إحتياجات الآخرين ، فيبدأ بالتعبير عن نفسه ويبدأ فى محاولة إفهام الآخرين أنه لديه إحتياجات ورغبات تختلف عنهم ، ومن المسببات الظروف النفسية والاجتماعية، فالطفل الذي يمر بظروف نفسية صعبة أو ضغوطات اجتماعية ستؤثر بشكل كبير على تصرفاته ، وبالتالي تحدث التغييرات في السلوكيات وينعكس ذلك في عناده .

وأردف: تكمن الحلول في تعزيز باب الحوار مع الأطفال ، التجاهل فمن الطرق الملائمة للعناد محاولة تجاهل السلوكيات غير المرغوبة وعدم التركيز عليها في حال كانت لا تسبب ضرراً جسدياً أو نفسياً، والصبر لتغيير أي عادة سيئة في الأطفال فالتغيير لا يحدث فجأةً ولكن بالتدريج يتم التوصل للهدف المحدد.

وينصح د. براشا بضرورة توطيد العلاقة بين الطفل ووالديه ، فذلك من السلوكيات الإيجابية في تربية الأطفال، فكلّما زاد حب الطفل للوالدين؛ زاد تنفيذ مطالبهما بسلاسة وهدوء ، وعلى الوالدين تقبل تنفيس الطفل عما لا يريده، وترك مساحة من الحرية للتعبير عما يدور بداخله ، واستخدام أكثر من خيار للطفل، حتى يشعر أنه صاحب القرار.


من جانبه، يقول استشاري طب الأطفال الدكتور نصرالدين الشريف: بالفعل زاد عناد بعض الأطفال في زمن الأجهزة وثورة التكنولوجيا، إذ يعاني الوالدين من سلوك الرفض والعناد عند أطفالهم، وقد تتطور هذه المشكلة بمرور الوقت، وتختلف الأسباب من طفل لآخر ويمكن أن يشترك أكثر من سبب لظهور هذه العادات السيئة عند الاطفال، ومن ذلك الدلال المفرط، إذ يعتبر ذلك من الأسباب التي قد لا ينتبه اليها الوالدين عند التعامل مع أطفالهم، فالدلال الزائد وتلبية جميع طلبات الأطفال يؤدي إلى ظهور هذا السلوك السيء متمثلاً بالعند والرفض لمعظم الأوامر والنصائح.

وأكمل: أهم الأعراض المترتبة على عناد الأطفال رفض تنفيذ أي أوامر حتى لو كانت الأوامر فى مصلحته، التمرد على قواعد كان الطفل يلتزم بها مسبقاً، صراخ والإعتراض بدون أسباب منطقية، تعمد الرفض أمام الغرباء وفى الشارع والمحلات ، الجدال الكثير والاسئلة حول القواعد والقوانين.

ويشدد د. الشريف على ضرورة تقوية العلاقة مع الأبناء وفي حال عنادهم تجنب إستخدام أسلوب الضرب والحوار معهم للوصول إلى النتيجة المطلوبة بالتفاهم.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

اليوم العالمي لذوي الإعاقة.. افتتاح الملتقى الأول للطفل بقصر ثقافة جاردن سيتي

 


افتتحت بقصر ثقافة الطفل بجاردن سيتي فعاليات الملتقى الأول للطفل تحت عنوان "همم للقمم"، برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، في إطار الاهتمام بدعم وتمكين الأطفال من ذوي الهمم، وتنمية مهاراتهم الفنية والإبداعية، وبالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، وتستمر فعالياته حتى 10 ديسمبر الجاري.

شهد الافتتاح الدكتورة جيهان حسن مدير عام الإدارة العامة لثقافة الطفل، وعبير شلتوت مدير القصر، بحضور عدد من المدارس والجمعيات منها: مدارس الأمل، السيدة نفيسة، قصر العيني، إلى جانب جمعية "يونيفاي إيجيبت" للدمج المجتمعي، ومدرسة قصر العيني الابتدائية، وسط مشاركة واسعة من الأطفال وأسرهم.

بدأت الفعاليات بالسلام الجمهوري، أعقبه كلمة الدكتورة جيهان حسن التي ترجمتها إلى لغة الإشارة الدكتورة منال محمود المتخصصة في التربية الخاصة بلغة الإشارة، مؤكدة أن ملتقى "همم للقمم" يأتي تقديرا لأبطال من ذوي الهمم الذين يمثلون جزءا أصيلا من مستقبل الوطن، اتساقا مع رؤية مصر 2030. وأشارت إلى أن الاستثمار في الإنسان هو الطريق الحقيقي للنهضة، وأن تمكين ذوي الهمم يمثل ركيزة محورية في خطط التنمية المستدامة.

الدكتورة جيهان حسن

وأعربت عبير شلتوت مدير القصر عن فخرها بانطلاق النسخة الأولى من الملتقى المخصص للأطفال من ذوي الإعاقة، موضحة أنه يشكل مساحة يلتقي فيها الإبداع مع الإرادة، والفن مع القوة، ويبرز التعاون بين الأطفال ذوي الهمم وأقرانهم من الأطفال، بما يسهم في بناء عالم أكثر رحابة وجمالا. كما لفتت إلى أن البرنامج يتضمن ورشا متنوعة في الفنون والحِرف والمسرح والحركة.

وتضمنت فعاليات الملتقى 10 ورش فنية وحركية، شملت: ورشة أساسيات فن المكرمية قدمتها الفنانة شهد عيد، ورشة الفنون التشكيلية بمناسبة أعياد رأس السنة نفذتها الفنانة فاطمة تمساح، ورشة فن الكونكريت لسهام إسماعيل، ورشة الرسم على الفخار بألوان الأكريليك قدمتها هدى يحيى، بالإضافة إلى توزيع هدايا للأطفال من نتاج الورش.

كما قدمت ورشة صناعة عرائس الماريونيت بالخيوط والصوف مع ضحى بهجت، وورشة المسرح الأسود، وتدريب الأطفال على صناعة العرائس الخشبية مع خالد خريبي، إلى جانب ورشة تعليم الأداء الحركي تدريب رانيا شلتوت وإسراء حسان، فضلا عن فقرات ترفيهية وألعاب ذهنية ومنها لعبة "السلم والثعبان".

وشملت الفعاليات كذلك ورشة تعليم أساسيات صناعة حقائب اليد من قماش الدك قدمتها نجوى عبد العزيز وعزة سعد، إلى جانب ورشة ثقافية فنية بعنوان "رحلة مع نور طه حسين" قدمتها الفنانة شرين عبد المولى، لتعريف الأطفال بسيرة عميد الأدب العربي من خلال أسلوب بصري مبتكر يعتمد على تصميم كتاب مجسم على هيئة "شنطة سفر"، يحوّل محطات حياة طه حسين إلى رحلة يتتبعها الطفل خطوة بخطوة، بما يعكس ما مر به من تحديات وانتصارات. كما تم تنفيذ ورشة صناعة حقائب من الخرز قدمتها منى عبد الوهاب.

تقام فعاليات الملتقى تحت إشراف الإدارة العامة لثقافة الطفل، وضمن برنامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الدكتورة حنان موسى، تأكيدا لدور الثقافة في دعم الأطفال من ذوي الهمم، وإتاحة مساحات إبداعية تسهم في دمجهم بالمجتمع، واكتشاف قدراتهم وتنمية مواهبهم الفنية.

مقالات مشابهة

  • أسرار صناعة أسطورة القاتل الصغير
  • “لوكو بير” يطلق المخيم الشتوي المليئ بالحماس والأجواء الترفيهية للأطفال
  • "همم للقمم" يواصل فعالياته بقصر ثقافة الطفل بجاردن سيتي
  • اعتماد بطاقة “ذوي الإعاقة” شرطًا للتنافس على المنح والقروض الجامعية
  • بوقرة: “هذه هي نقطة قوة منتخب العراق”
  • ‫قضم الأظافر لدى الأطفال.. أسباب وحلول
  • لا تخاطري بصحتهم| 9 طرق فعّالة لحماية أطفالك من نزلات البرد هذا الشتاء
  • اليوم العالمي لذوي الإعاقة.. افتتاح الملتقى الأول للطفل بقصر ثقافة جاردن سيتي
  • “الأونروا”: 508 أطفال في غزة يعانون من سوء تغذية حاد
  • تأثير الرسوم المتحركة على نمو دماغ الأطفال