سقوط "العجمي" أبرز قيادات الإخوان في تونس
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في آخر تطورات ومستجدات المسار القضائي التونسي، يوم السبت 13 يوليو الجاري، تم إيقاف أمين عام جماعة الإخوان فرع تونس " العجمي الوريمي".
وكانت قد ذكرت وسائل إعلام تونسية، أن التهم الموجهة للعجمي وبعض القيادات التي ألقي القبض عليها معه، تتمثل في محاولة التشويش على الموعد الانتخابي الرئاسي، ذلك من خلال السعي لبث الفوضى والفتن والإشاعات بين أبناء الشعب التونسي والسياسيين.
ويعتبر الوريمي من قيادات الجيل الثاني في حركة النهضة الإخوانية بعد الجيل المؤسس، وعلاقته بحركة النهضة تعود إلى فترة نشاطه الطلابي وهو في الجامعة، إذ التحق بصفوف حركة عندما كان طالبا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتونس العام 1981.
وفي أبريل 1984، قام الوريمي بتجنيد المثير من طلاب الجامعة لينضموا الى جماعة الإخوان، وقاموا حسنها بمنافسة، الاتحاد العام التونسي للطلبة، خاصة وأن هذا الاتحاد كام يُسيطر مجموعات طلابية يسارية ومنعت حينها الإسلاميين من دخوله، لذلك هو أسس وقتها اتحاد اخواني لينافسه.
وفي أعقاب عام 1985 التحق الوريمي بجامعة محمد الخامس أكدال بالمغرب، ثم تحصل منها على شهادة الإجازة في الفلسفة، مع استمراره في نشاطه الإخواني.
واستمر هكذا حتى عام 1988، إذ قام بتولي دور قيادي إخواني بجامعة محمد الخامس في المغرب، وحينما أصبح رئيسا للمكتب السياسي والناطق باسمه، كما أصبح مسؤولا عن تحرير جريدة " الحدث الطلابي" وهي جريدته الخاصة، التي استغلها في نشر الفكر الإخواني المتطرف بين الطلاب، وهذا الأمر تسبب في حصوله على منصب في المكتب السياسي لحركة النهضة الإخوانية.
واستمر الأمر على هذا المنوال، حتى عند صدور جريدة الفجر، وقتها التحق بهيئة تحريرها، وأصبح مسؤولا عن القسم الجامعي الشبابي وكذلك الشؤون الدولية.
وفي تلك الأثناء تم القاء القبض على القيادي الإخواني علي العريض الناطق باسم الحركة، وحمادي الجبالي المدير المسؤول عن جريدة الفجر، بسبب نشاطهم الإخواني المريب، وحينها تم تعيين العجمي وبالتحديد في فبراير1991 عضو في المكتب التنفيذي لحركة النهضة ورئيس لمكتبها السياسي.
وفي مارس عام 1991 تم القاء القبض عليه بتهم نشر الإرهاب والتطرف ومحالة زعزعة الاستقرار والامن العام ونشر الإشاعات وإثارة الفتن، ثم حوكم عليه ضمن قيادة حزب النهضة في يوليو 1992 أمام القضاء العسكري بالسجن مدى الحياة، قضى منهم في السجن 16 عامًا ونصف العام، ثم أفرج عليه 2007، وعقب الإفراج عنه عاد مرة ثانية إلى دراسة الفلسفة، وحصل على درجة الماجستير من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس.
وعقب الثورة التونسية في 2011، شغل العديد من المناصب القيادية في حركة النهضة منها نائب رئيس الحركة ومسؤول الثقافة والتعليم والشباب، وعضو المكتب التنفيذي المسؤول عن الإعلام والاتصال.
وكذلك انتخب عام 2014 نائبًا بمجلس النواب.
وفي أكتوبر عام 2023، بعد سجن رئيس الحركة راشد الغنوشي بتهم إرهابية، انتخب في سبتمبر أمينًا عامًا للحركة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حركة النهضة الاخوان تونس العجمي الارهاب الفلسفة راشد الغنوشي
إقرأ أيضاً:
عودة الإخوان غدا!!
ليس العنوان تعبيرا عن رغبة الإخوان المسلمين في مصر، ولا حلما يداعب خيالهم، بل هو منطوق الهوس الذي أصاب السلطة المصرية وأبواقها، فمن ينظر لهذه الوسائل المتعددة، سواء كانت مواقع كانت سابقا صحف، أو الفضائيات المملوكة للمخابرات، وإن كانت واجهتها شركة المتحدة، من يتابع على مدار يومين فائتين، ثم زادت المساحة يوم أمس، من يجمع هذه المواد الإعلامية، يشعر وكأن حدثا جللا سيحدث في مصر، وأن الإخوان رقم صعب فيه، وعامل كبير لحدوثه، وأنهم قادمون لا محالة إما لحكم مصر، أو لتقرير مصيرها، ولذا يتخوف النظام وأدواته من ذلك، فيعلن النفير العام عليهم.
كم الأكاذيب التي تحاك عن الرئيس محمد مرسي، وجماعة الإخوان، يجعلك تتساءل باستغراب: ماذا يجري في مصر يخيف هذا النظام، من شخص مات، منذ سنوات، وليس له عائلة تبحث عن إرثه الرئاسي، ولا جماعة تسعى لاسترداد ما فقدوه من الحكم.
كان الشعب المصري والناس خارج مصر مشغولين بالحرب الإيرانية الإسرائيلية، والمواقع والقنوات المصرية المملوكة للسلطة، لا حديث لها سوى الإخوان، وكم المؤامرات التي يحيكونها لتدخل مصر الحرب، أو لتجر لمعركة، من قافلة الصمود، حتى حرب إيران، وانتهت الحرب، وتم وقف إطلاق النار، ولا يزال الحديث مستمرا عن الإخوان وخطورتهم، رغم أنهم يرددون ليل نهار، أنهم قضوا على الإخوان في 30 يونيو، وأن الشعب طردهم بلا رجعة، فمال القوم وقد أصابهم وسواس قهري اسمه: الإخوان.في يوم واحد، تجد هذه الأكاذيب، الأولى: أن مرسي رفض أن يعزي في البابا شنودة حين توفي، وقد كان رئيسا لمصر، دلالة على أن مرسي وجماعته ضد الوحدة الوطنية، وهو ما جعل المسيحيين يحتشدون ضد حكم الإخوان، لتكتشف أن شنودة توفي قبل تولي مرسي بشهور، وأن مرسي نفسه قدم العزاء فيه بوصفه رئيسا لحزب الحرية والعدالة!!
وبجانب الخبر، خبر آخر، عن إهانة مرسي لشيخ الأزهر يوم تنصيب مرسي، وأن الطيب دخل فلم يجد له مكانا، ووجد مرشد الإخوان في أول صف، وبجواره القرضاوي، والتقى مرسي بالجماعة فرحا مسرورا بذلك، حتى يتربى، كما كتب الموقع الذي تديره المخابرات، وأن ذلك كان بهدف إجبار شيخ الأزهر على الاستقالة، ولكنه أبى، والتقى بالبابا تواضروس، لإنقاذ البلد من الإخوان، ليشارك في 30 يونيو!!
وخبر ثالث: جامعة مصرية تقوم بعرض فيديوهات تهاجم مرسي خلال دورات التربية العسكرية للطلاب، بقصد إقناعهم بأنه كان متواطئا مع إسرائيل، وأن جماعة الإخوان، نهبت وسرقت وخربت البلد، والسيسي أنقذها من أيديهم!!
هذا جانب قليل جدا مما تقوم به أبواق النظام الإعلامية في يوم واحد، فضلا عن برامج بالساعات مخصصة لنفس الغرض، شيطنة مرسي والإخوان، لا تذكر فيه حقيقة واحدة، سوى شخص اسمه مرسي، وجماعة اسمها الإخوان، لكن ما يتعلق بهما فلا علاقة له بتاريخ عاشه الناس، ولا بواقع يئن منه المواطن المصري يلعن فيه ليل نهار هذه السلطة، التي خرج كثير ممن شارك في 30 يونيو يضرب نفسه بالحذاء علنا، ويعلن ندمه الشديد على ما قدمت يداه بالتأييد والمشاركة.
كان الشعب المصري والناس خارج مصر مشغولين بالحرب الإيرانية الإسرائيلية، والمواقع والقنوات المصرية المملوكة للسلطة، لا حديث لها سوى الإخوان، وكم المؤامرات التي يحيكونها لتدخل مصر الحرب، أو لتجر لمعركة، من قافلة الصمود، حتى حرب إيران، وانتهت الحرب، وتم وقف إطلاق النار، ولا يزال الحديث مستمرا عن الإخوان وخطورتهم، رغم أنهم يرددون ليل نهار، أنهم قضوا على الإخوان في 30 يونيو، وأن الشعب طردهم بلا رجعة، فمال القوم وقد أصابهم وسواس قهري اسمه: الإخوان.
النظام أقام شرعيته محليا وإقليميا وعالميا على عداوة الإخوان، فأي تراخ أو تهاون أو مسالمة معهم، فهو يعتبر ذلك تآكلا لشرعيته، ونقصانا لها..لا يصلح معه علاج كيميائي، ولا قارئ يرقيهم بالقرآن عسى أن يخرج هذا الجني الإخواني الذي تلبس بالنظام وأدواته، ولا زار عند من يعتقدون فيه، فقد أصبح مرضا عضالا لا فكاك منه للسلطة أو أدواتها.
لو أن شخصا لا يعيش الأحداث التي عاشتها مصر والعالم العربي، ويدرك حقيقة وواقع جماعة الإخوان الحالي، من ضعف وانقسامات، ثم ترجمت له المواد الإعلامية للغته، لظن أن الإخوان حزب سياسي ينافس على السلطة، وأن وصوله إليها ليس وشيكا، بل بات محققا ومؤكدا، وأن الإخوان لا هم لها الآن سوى إعداد قوائم بمن يتولون المواقع والمناصب الرفيعة في مصر.
هذا الوسواس لدى النظام وأدواته، له سببان: الأول: ارتزاق، لأن النظام أقام شرعيته محليا وإقليميا وعالميا على عداوة الإخوان، فأي تراخ أو تهاون أو مسالمة معهم، فهو يعتبر ذلك تآكلا لشرعيته، ونقصانا لها، كما أن الأجهزة العاملة بهذا النظام بكل دوائرها، أصبح أيضا أكل عيشها، هو الحفاظ على هذا النظام، وبالتالي، دوام استمرار الحديث عن الإخوان بالافتراء والكذب، والتفكير اليومي في كل جديد يزيد من رقعة شيطنة الجماعة لدى المجتمع المحلي والإقليمي والدولي.
والسبب الثاني: هو أنه رغم غياب الإخوان وضعفهم، فلا يزالون هم الشريحة الباقية التي يمكن أن تنافس في غياب هذا النظام، أو عند حدوث أي انفراجة في المجال السياسي، والمجال العام، فالنظام بحماقة وهو يجرف السياسة في مصر، لم يترك فرصة لأي حزب يعارض ولو شكليا، على أي قاعدة من قواعد المعارضة، وبينما يجرف ويصحر الحياة السياسية، يظل الإخوان بكل ما فيهم من ضعف، هم الفئة الوحيدة التي يمكن أن تتحرك لو قررت، ويمكن أن يكون لها دور لو سمح، مهما كان حجم هذا الدور، وهو ما يجعل النظام لا يتعامل مع أي حدث يتعلق بأي حراك ولو في وسائل التواصل الاجتماعي، سوى أنه تهديد حقيقي، مهما كان حجم الدعوة، ومهما كان شكل الانتقاد والمعارضة، لأنه يرى حتى لو لم تكن الإخوان وراءها، ففي الغالب هي التيار المؤهل للاستفادة منها.
[email protected]