لماذا تراجعت عمليات الشراء لدى المصريين رغم انخفاض الأسعار؟
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
يعاني السوق المصري من تراجع المبيعات رغم انخفاض الأسعار بعد خفض الجنيه، حيث انخفضت المبيعات منذ هبوط قيمة العملة.
وبحسب "بلومبرغ" قال تجار يعملون في شركات تشمل العقارات وتجارة التجزئة للهواتف المحمولة إن أحجام مبيعاتهم انخفضت منذ هبوط قيمة العملة، بلغت مبيعات السيارات في أيار/مايو 4810 سيارات فقط، بحسب أحدث البيانات المتاحة، بانخفاض نحو 75 بالمئة مقارنة بالمتوسط الشهري في 2021 قبل الأزمة الاقتصادية.
ورغم انخفاض الأسعار كثيراً، في الواقع، إلا أن المشترين المستهدفين الثلاجات والسيارات يحجمون عن الشراء، مقتنعين بأن بمقدورهم إبرام صفقة شراء أفضل حال الانتظار، وأصبح الاقتصاد المصري يعاني من مشكلة لتحريك قطاع الاستهلاك.
وقال أحد البائعين في أحد متاجر الأثاث الكبيرة "الناس يأتون ليسألوا عن الأسعار، ويخشون الشراء حالياً، متوقعين حدوث مزيد من انخفاض الأسعار"، حيث سمحت السلطات المصرية في أذار/مارس للجنيه بالانخفاض بنحو 40% في محاولة لوقف أزمة مستمرة منذ عامين، كانت تدفع اقتصاد أكبر دولة في الشرق الأوسط من حيث عدد السكان إلى حافة الهاوية، قبل أن تساعد خطة إنقاذ عالمية بقيمة 57 مليار دولار في تغيير مجرى الأحداث.
بعد أن رفع المتاجر الأسعار بنسبة 30 بالمئة قبل تخفيض قيمة العملة، يقدموا حالياً خصومات تصل إلى 50 بالمئة في محاولة لجذب بعض العملاء خلال ما يسميه "ركوداً". ولفت إلى أن تقديم خصومات كبيرة لم يجذب عملاء للشراء، إذ أن الترقب هو سمة الوضع الحالي.
لكن تراجع الأسعار بعد خفض قيمة العملة بمصر يأتي على النقيض من معظم التوقعات الاقتصادية التقليدية، ناهيك عن تجارب دول مثل نيجيريا والأرجنتين التي ارتفعت بها الأسعار بعد تخفيض قيمة العملة.
بدأ البنك المركزي المصري تخفيض سعر صرف الجنيه عقب الخطوة المفاجئة برفع أسعار الفائدة، مما جعل من الصعب على الأسر المصرية إدارة شؤونها المالية. وعلى سبيل المثال تكون السيارة "مرسيدس" أرخص مما كانت عليه في عام 2023، فإن تكاليف المعيشة الأخرى مستمرة في الارتفاع، وإن كان بوتيرة أكثر اعتدالاً من ذي قبل، ومن المتوقع على نطاق واسع أن ترتفع أسعار الكهرباء والوقود.
تراجع التضخم ولكن !
في جميع المناطق الحضرية، تراجع التضخم في مصر على مدى أربعة أشهر متتالية، لينخفض بأكثر من 10 نقاط مئوية عن الرقم القياسي السنوي البالغ 38% في أيلول / سبتمبر الماضي. في الوقت نفسه، تباين تباطؤ التضخم، حيث ارتفعت تكاليف الملابس والنقل، لكن أسعار المواد الغذائية تقلبت بين انخفاض وارتفاع خلال الشهر الماضي.
قد يؤدي الإلغاء التدريجي لدعم الوقود والارتفاع المحتمل في تعرفة الكهرباء هذا الصيف إلى زيادة الضغوط، رغم أن رفع أسعار الخبز المدعوم بنسبة 300% والذي بدأ سريانه في مطلع يونيو، لم يكن له تأثير يُذكر على معدل التضخم الرئيسي.
يتساءل مصريون عما ينتظرهم في قادم الأيام. في إحدى عربات مترو الأنفاق بالقاهرة المزدحمة مؤخراً، تساءل أشخاص عما إذا كان رفع سعر رغيف الخبز يعني أن الأسوأ لم يأت بعد بالنسبة للمواد الغذائية الأساسية الأخرى، أو ما إذا كانت بعض الأسعار التي تشهد انخفاضاً قد تعود إلى الارتفاع.
السيارات
ومن ناحية اخري انخفضت أسعار طرازات السيارات بما في ذلك "هيونداي توسان" و"فولكس واجن تيغوان" و"كيا سبورتاج" بنحو مليون جنيه (21 ألف دولار)، مما جعل تكلفتها أقل بمقدار الربع تقريباً عما كانت عليه قبل تراجع العملة.
وشهدت أسعار السيارات انخفاضات حادة على وجه الخصوص؛ كون القطاع كان عرضة بشكل خاص لنقص حاد في العرض أدى إلى تضخم الأسعار قبل تخفيض قيمة العملة، ويختار تجار المنتجات الأخرى تقديم تخفيضات مؤقتة، بدلاً من التخفيضات المباشرة في الأسعار، حيث ينتظرون مزيداً من الوضوح بشأن سعر صرف الجنيه وسلوك المستهلك.
وتحاول مصر موازنة سياساتها الاقتصادية بعناية بين المستهلك المحلي والمستثمرين الأجانب، ارتفاع أسعار الفائدة، وخفض الدعم، والتوقعات بانخفاض أسعار السلع المعمرة في المستقبل، كلها عوامل تدفع المستهلكين إلى تأجيل الشراء. يمكن للسلطات تحفيز الطلب عن طريق خفض أسعار الفائدة، أو زيادة الإنفاق العام. لكن هذه الخطوات قد تؤدي إلى إبعاد المستثمرين عن سوق الدين المحلي".
يُتوقع أن تبقي مصر على أسعار الفائدة عند أعلى مستوى لها على الإطلاق، حيث تسعى إلى السيطرة على التضخم الذي تباطأ عن أعلى مستوى له رغم الخفض الكبير لقيمة الجنيه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي المصري تراجع المبيعات انخفاض الأسعار مصر السوق المصري انخفاض الأسعار تراجع المبيعات المزيد في اقتصاد اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة انخفاض الأسعار أسعار الفائدة قیمة العملة
إقرأ أيضاً:
انخفاض الدولار وسط تراقب لمواجهة قضائية بشأن رسوم ترامب الجمركية
الاقتصاد نيوز - متابعة
انخفضت عملة الدولار الأميركي خلال تعاملات الخميس، بعد صعوده في وقت سابق من التداولات في ظل ترقب لمواجهة قضائية بشأن السياسة التجارية لرئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب بعد صدور قرار من محكمة تجارية أميركية يوم الأربعاء برفض غالبية الرسوم الجمركية الشاملة المفروضة.
وصعدت العملة الأوروبية الموحدة، اليورو، في آخر تعاملات بنسبة 0.5% مقابل العملة الأميركية إلى 1.1349 دولار، وذلك بعد تراجعها في وقت سابق إلى 1.1209 دولار، والذي يعتبر أقل مستوياتها منذ 19 مايو/ أيار.
أيضاً انخفض الدولار مقابل الين الياباني بنسبة 0.28% إلى 144.42 ين، وذلك بعد تسجيله مستوى 146.28 ين خلال وقت سابق، وهو أعلى مستوياته مقابل عملة اليابان منذ 15 مايو/ أيار.
وهبط الدولار كذلك بنسبة 0.42% مقابل العملة السويسرية إلى 0.824 فرنك، بحسب وكالة رويترز.
يأتي ذلك بعد صدور أمر من محكمة التجارة الدولية الأميركية لإدارة ترامب بإصدار أوامر جديدة بشأن سياسة الرسوم الجمركية تتسق مع أمرها القضائي في غضون 10 أيام. وردت إدارة ترامب بطلب استئناف القرار في غضون دقائق.
وقالت إدارة ترامب، يوم الخميس، إنها قد تطلب من المحكمة العليا الأميركية يوم الجمعة إيقاف قرار المحكمة.
وقال الرئيس العالمي لقطاع العملات الأجنبية في شركة Jefferies بنيويورك، براد بيكتل: "سرعان ما أدركت الأسواق أن الحكم كان محدوداً نوعاً ما، أي أنه ركز فقط على جانب واحد من خطة الرسوم الجمركية، وهي القرارات الطارئة".
وأضاف براد بيكتل: "لا يزال هناك العديد من السبل الأخرى المتاحة أمام ترامب لتطبيق سياساته المتعلقة بالرسوم الجمركية، ولهذا السبب تخلى الدولار عن بعض مكاسبه".
وانخفضت العملة الأميركية كذلك بعد صدور بيانات كشف عن انكماش اقتصاد الولايات المتحدة بنسبة 0.2% خلال الربع الأول من العام. كما أظهرت بيانات أخرى زيادة عدد طلبات الحصول على إعانات البطالة في أميركا بمستوى أعلى من التوقعات الأسبوع الماضي.
أيضاً تخضع التطورات المتعلقة بمشروع قانون خفض الضرائب والإنفاق الذي تُجرى مناقشته في الكونغرس الأمريكي للمراقبة من المستثمرين. ومن المتوقع أن يضيف مشروع القانون في حالة إقراره تريليونات الدولارات إلى الديون الفدرالية الأميركية خلال العقد القادم.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام