العنف الجنسي الكولونيالي في المغرب العربي.. قراءة في كتاب
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
الكتاب: البغاء الكولونيالي (تونس، الجزائر، المغرب) 1830 ـ 1962
الكاتبة: كريستيل طارود
الناشر: بايوت ـ باريس، 2003
تعد الكاتبة الفرنسية كريستيل طارود ناشطة نسوية ومؤرخة. وهي متخصصة في تاريخ المغرب المعاصر، وتاريخ المرأة والجنسانية في السياق الاستعماري. وفي عام 2002، دافعت كريستيل طارود عن أطروحة الدعارة والاستعمار: الجزائر، تونس، المغرب، 1830 ـ 1960، التي أخرجها دانييل ريفيت في جامعة بانتيون السوربون.
من عام 1831 وحتى عام 1960، تم تنظيم بيوت الدعارة الميدانية العسكرية (BMC) من قبل التسلسل الهرمي العسكري الفرنسي للجنود الأوروبيين في شمال أفريقيا، كانت العاهرات من السكان الأصليين. لكنَّ بعد الحرب العالمية الثانية، افتتح الجيش الفرنسي مراكز عسكرية في قارة أوروبا. والبغايا هن نساء من المستعمرات الفرنسية. ولم تتأثر بيوت الدعارة بقانون مارثا ريتشارد الصادر في 13 أبريل 1946، والذي أغلق بيوت الدعارة في فرنسا، بينما واصلت العمل في الجزائر حتى عام 1964.
وتظهر كريستيل طارود في هذا الكتاب، من خلال أكثر من ألف وثيقة أيقونية، الجرائم الجنسية المرتكبة في المستعمرات. كما توضح كيف أنَّ هذه الهيمنة الجنسية والبصرية لا تزال تمارس حتى اليوم. فالمستعمرات كانت ديار بَوار يمارس فيها الكولونياليون البيض الجنس مع الشعوب المغاربية المغلوبة بلا هوادة.
إن تنوع السياقات التاريخية، والأحوال الشخصية للمرأة، والوظائف، والأوضاع والأماكن هي من الأهمية بمكان لدارس تاريخ المرأة العاهرة، إذا أراد تجنب المفارقة التاريخية، إذ أنه لا يمكنه أن يكتفي ببعض التحاليل المقترفة بالسخط الصارم أو الهزء الاستعادي.إنَّ النماذج الكولونيالية تتعاقب على نمط واحد: استيلاء متواصل على الأراضي وسيطرة على الأجساد.. فالوجه القاتم للكولونيالية يتمثل في تاريخ تلك الحرية الجنسية التامة التي كان يمارسها المستعمِرون بالتصرف في الأجساد المستعمَرة دون حدود أخلاقية، وهو تاريخ عمل الغرب على التستر عليه، بل إن قانونا مطلقا يسمح بممارسة الجنس تمّ سنّه وتنظيمه و"تنقيته"، بعبارة المؤرخ أوليفيي لوكور غرانميزون، أدى إلى إنشاء صناعة فعلية للبغاء، حتى أن أول ما قام به الفرنسيون عند احتلالهم المغرب العربي هو تنظيم البغاء، كما تقول كريستال تارو.
هذا الكتاب للكاتبة الفرنسية كريستيل تارود لا يقدم الاستعمار كعنف عسكري واقتصادي وثقافي فقط وإنما أيضا كعنف جنسي، إذ يعالج الجنسانية والسيطرة والاستعمار، بوصفها عناصر متداخلة لم ينفصل بعضها عن بعض طيلة ستة قرون من الممارسات والتمثلات.. هو يكشف عن تاريخ "الاغتصاب الكولونيالي" في بلدان المغرب العربي، ويقدم دليلا ملموسا على غرار نصوص الأدباء والرحالة والأطباء المجندين والمهندسين، ممن أسهبوا في الحديث عن الجنس في المستعمرات، بل إن ثمة من نظّر له، مثل الطبيب الفرنسي أرمان كور (1841 ـ 1908) الذي أطلق مصطلح "القيلولة الشبقية" في حديثه عن وطء البيض النساءَ في الوقت الذي يعاد فيه تركيب سوق الجنس، وسعي النساء المناضلات إدراج بنت الشارع في مجموع العنف الذي تتعرض له المرأة، يعاد بناء تاريخ البغاء على أسس راديكالية جديدة.
إن توضيح تعدد أشكال ووظائف قابلية البيع والشراء للجنس، وتنوع السياسات المنهجية على هذا الصعيد أيضاً، تفرض علينا التخلي عن الرؤية الجامدة قليلاً عن عالم البغاء المستقر نسبياً.
فالخطابات المتخصصة الحديثة التي تتحدث عن "أقدم مهنة في العالم"، هي خطابات مسكونة بالرؤية الأغسطينية عن الإثم الضروري، نجدها اليوم تترك المكان لتفكير أكثر عمقاً يقود إلى اعتبار نوعية الخدمات المعروضة للبيع والشراء كعنصر محدد في الثقافة الجنسية.
وفي الواقع، ما هو القاسم المشترك بين الإباحية وبنت الهوى الإغريقية، بين "البغي" التي تسحر فلوبير والراقصة المغنية من الامبراطورية العثمانية، بين العاهرة التي ذكرها بلزاك والبنت الخاضعة الموصوفة من قبل بارينت ـ دوشاتيليت، بين الفتاة التي تدعى هاتفياً للمنادمة وبنت الشوارع؟
إن تنوع السياقات التاريخية، والأحوال الشخصية للمرأة، والوظائف، والأوضاع والأماكن هي من الأهمية بمكان لدارس تاريخ المرأة العاهرة، إذا أراد تجنب المفارقة التاريخية، إذ أنه لا يمكنه أن يكتفي ببعض التحاليل المقترفة بالسخط الصارم أو الهزء الاستعادي.
في بداية القرن التاسع عشر، تهيأ ثم ثقل وانتشر تنظيم البغاء. ولم يكن هذا النظام الفرنسي، الذي يتضمن التسجيل، والمراقبة، والتحليل الطبي، وجزئياً إبعاد البنات الخاضعات، إلا النتيجة المنطقية للضوابط الجنسية الملقنة من قبل علم اللاهوت الأخلاقي منذ القرن الخامس. ومع البغاء الكولونيالي تقدم كريستيل طارود تحليلاً صارماً لآليات البغاء في المغرب العربي المستعمر. إنها تطيل وتغني الأعمال الحديثة المخصصة للتنظيم ويكشف كتابها عن لوحة واسعة عن البيعية ما قبل الاستعمار. ففي حدود 1830، يبحث المسافرون الغربيون عن الملذات الشهوانية في شرق مصور في نظرهم، كفردوس مسكون بالمعتزلات الجميلات الشهوانيات. إنهم يكتشفون بذهول وتعجب الضيافة الجنسية المطبقة في بعض القرى النائية، والملذات المقدمة من قبل "عاهرات الخيام"، وإفراط الراقصات المغنيات المدينيات، وهم ميالون إلى اعتبار هذه السلوكيات كأشكال مبتذلة من البغاء.
غير أنه سرعان ما فرض المستعمر تنظيماً راديكالياً لهذا البغاء. في شمال إفريقيا فرض الفرنسيون، الفصل، والتهميش، والتمركز للبنات. وبينما يرفض الفرنسيون في المتروبول الأحياء المخصصة للبغاء، تخلق الإدارة الاستعمارية في مدن المغرب العربي المستعمرة الرئيسية أحياء مخصصة للبغاء. ففي مدينة الدار البيضاء، أصبح بوسبير مقصداً إجبارياً للسائح المستعجل. فتايلورية الجنس تفرض بطريقة واضحة في إفريقيا. ويذكر الكتّاب الفرنسيون في روايات عدة كيف أن الفتيات يخضعن لأكثر من ستين علاقة جنسية في اليوم، إضافة إلى اصطفاف الفتيات في الشارع. ومع ذلك يظهر لنا "النظام" الفرنسي سديماً من الفتيات اللواتي يمارسن البغاء بشكل سري.
إنَّ كتاب كريستيل طارود مثير للجدل، لأنه يتعرض بالتحليل لظاهرة البغاء الكولونيالي الذي كانت تمارسه "بنات البلد" اللواتي أصبحن مفتونات بشقرة العاهرات الأوروبيات المهاجرات إلى المغرب العربي. ويجد هذا التحليل مساندة من مناضلي جبهة التحرير الوطني الجزائرية الذين يرفضون كل أشكال اللقاءات المسموحة للبغاء. وقد بررت تهمة "التعاون الشهواني" بقصف بيوت البغاء، وقطع عنيف لمسار غني من التهجين الذي يشكل المحرض القوي المكتشف من قبل كريستيل طارود.لقد استطاعت الكاتبة أن تكشف الطريقة التي تتم بها إخضاع الفتيات للسلطات الذكورية والكولونيالية في آن معاً، واللواتي يوصمن بالعار جراء الانتهاكات المضاعفة. وهؤلاء العاهرات المحتقرات باسم القيم الأوروبية، وكذلك في أوساطهن الأصلية، حيث جسدن القطيعة مع الالتزامات القرآنية، وبشكل أوسع مع التقاليد والقيم السائدة. وخلال عقود من الزمن تعرّضت الراقصات المغنيات للمهانة. وهذه الأخيرة ناجمة عن كولونيالية الشهوة الجنسية بوجه خاص، أي افقار المتخيّل الجنسي للغربيين الذين يتخلون عن استيهامات الاستشراق لكي ينعطفوا نحو أنماط "المرأة البلدية" المشيدة من قبل مصوري البطاقات البريدية ومراسلي صحف الإثارة.
وهكذا يتحول الشرق المثالي شيئاً فشيئاً لدى السلطات العليا إلى مكان للفجور والعيب. فالشيء المحرّم يتحوّل الى شيء معروض. والمذهل يترك المكان للتسفيل. فهذه الإثارة الجنسية الكولونيالية والسياحة التي تجلبها تستهلكان إنحطاط راقصة أولادنايل. وسوف تظهر نساء المغرب العربي من الآن فصاعداً كعاهرات بالقوة.
غير أنَّ هؤلاء المغربيات يخلقن "ما تحت ثقافة فائضة". هذه "الكائنات الهجينة"، هذه الشخصيات المفصلة "المسلمات المتكشفات، وفي بعض الأحيان عاريات الصدر، وموشمات، وترتدين ثياباً على الطريقة الأوروبية ولكنهن متعطرات ومتزيّنات على الطريقة الشرقية، هن "ممثلات مفضلات لتوليفة مستجدة". وتعتقد كريستيل طارود أن هؤلاء الفتيات يتموقعن في حاجز بين شيئين يمكنهن من اللعب بين النظام والفوضى، الحالة السوية والانحراف، التقيّد والإبداع. إنهن يحافظن على علامات من عالمهن الأصلي مع التمثّل في الوقت عينه عناصر عدة عناصر من النموذج المعاكس الأجنبي.
إنَّ كتاب كريستيل طارود مثير للجدل، لأنه يتعرض بالتحليل لظاهرة البغاء الكولونيالي الذي كانت تمارسه "بنات البلد" اللواتي أصبحن مفتونات بشقرة العاهرات الأوروبيات المهاجرات إلى المغرب العربي. ويجد هذا التحليل مساندة من مناضلي جبهة التحرير الوطني الجزائرية الذين يرفضون كل أشكال اللقاءات المسموحة للبغاء. وقد بررت تهمة "التعاون الشهواني" بقصف بيوت البغاء، وقطع عنيف لمسار غني من التهجين الذي يشكل المحرض القوي المكتشف من قبل كريستيل طارود.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب الكتاب فرنسا فرنسا كتاب عرض نشر كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المغرب العربی من قبل
إقرأ أيضاً:
قراءة شاملة لتعديلات قانون مجلس النواب وتقسيم الدوائر 2025| تعرف على التفاصيل
قدَّم الدكتور مدحت فتحي، المتخصص في الشؤون السياسية والبرلمانية، تحليلاً شاملاً للتعديلات الجديدة التي تمسَّت بشكل مباشر بتقسيم الدوائر، مؤكدًا أنها تأتي في إطار تعزيز التمثيل العادل وتطوير العملية الديمقراطية، وذلك في ضوء بدء مجلس النواب مناقشة التعديلات الجديدة على قانوني مجلس النواب والشيوخ،
وأوضح فتحي أن التعديلات شهدت إضافة دوائر جديدة، منها محافظة المنيا: الدائرة السادسة - مركز دير مواس (مقعد واحد) ومحافظة الشرقية: الدائرة الرابعة - مركز منيا القمح (مقعدان). مع إضافة مقعد جديد في الدوائر التالية (مقعد واحد لكل دائرة): محافظة القليوبية الدائرة الأولى - بنها وكفر شكر ومحافظة السويس: الدائرة الأولى - أقسام: الأربعين، فيصل، الجناين، السويس، عتاقة ومحافظة بني سويف: الدائرة الثانية - مركزا الوسطى وناصر ومحافظة المنيا: الدائرة الثالثة - مراكز مغاغة والعدوة وبني مزار ومحافظة سوهاج: الدائرة الخامسة - مركزا جرجا والعسيرات وقسم جرجا.
كما تناول فتحي موضوع فصل وضم أقسام ومراكز إلى دوائر، حيث شملت التعديلات محافظة الإسكندرية و إضافة أقسام العطارين والجمرك والمنشية إلى الدائرة الثالثة (سيدي جابر وباب شرق) وإضافة قسم اللبان إلى الدائرة الرابعة (أقسام محرم بك وكرموز ومينا البصل).
وبذلك أُلغيت الدائرة الخامسة (أقسام العطارين والجمرك والمنشية واللبان)، لتصبح الدائرة الخامسة الجديدة تضم أقسام الدخيلة والعامرية وبرج العرب (بدلاً من الدائرة السادسة سابقًا).
أيضا محافظة الجيزة إضافة قسم المنيرة الغربية إلى الدائرة الثامنة (قسم شرطة إمبابة) وفصل قسم الأهرام عن الدائرة التاسعة ليصبح دائرة جديدة لها مقعدان و فصل أقسام أكتوبر والشيخ زايد عن الدائرة التاسعة لتصبح الدائرة العاشرة بالمحافظة، وتشمل: أكتوبر، الشيخ زايد، الواحات، حدائق أكتوبر و ضم مركز منشأة القناطر إلى الدائرة الثانية عشرة لتصبح: مركز أوسيم، قسم الوراق، مركز منشأة القناطر، مع إلغاء مقعد. وبذلك أُلغيت الدائرة الثانية عشرة بالقانون القديم التي كانت تضم مركز شرطة منشأة القناطر.
أيضا محافظة القاهرة فصل قسم النزهة عن الدائرة السابعة وإضافته إلى الدائرة السادسة، لتصبح أقسامها: أول مدينة نصر، ثان مدينة نصر، مصر الجديدة، قسم النزهة و فصل قسم عابدين عن الدائرة الثالثة عشرة وإضافته إلى الدائرة الرابعة عشرة، لتصبح أقسامها: السيدة زينب، الدرب الأحمر، عابدين ومحافظة الفيوم إضافة مركز سنهور القبلية إلى الدائرة الثالثة، لتصبح: مراكز سنورس، طامية، سنهور القبلية.
أيضا محافظة المنيا إضافة قسم ثان المنيا إلى الدائرة الأولى و إضافة دائرة جديدة هي الدائرة السادسة (مركز دير مواس - مقعد واحد)ومحافظة الشرقية و فصل أقسام العاشر من رمضان عن الدائرة الثانية ليحل محلها مركز مشتول السوق، لتصبح الدائرة: مركز بلبيس، قسمي بلبيس ومشتول السوق و فصل مركز منيا القمح عن الدائرة الثالثة ليصبح دائرة جديدة منفردة لها مقعدان و تعديل الدائرة الثالثة لتشمل كافة أقسام العاشر من رمضان.
أوضح د. فتحي أن هذه التعديلات تهدف إلى:
- تعزيز التمثيل العادل للمناطق ذات الكثافة السكانية العالية أو التي شهدت تطورًا عمرانيًا.
- تحسين الأداء البرلماني عبر تقريب الدوائر من الناخبين وتقليل التباين في عدد الناخبين بين الدوائرو الاستجابة لمطالب محلية في بعض المحافظات التي طالبت بتمثيل أوفى، مثل المنيا والشرقية.
أشار الخبير البرلماني إلى أن هذه التعديلات قد تغير تحالفات الأحزاب والقوى السياسية، خاصة مع زيادة المنافسة في الدوائر الجديدة، لافتًا إلى أن التعديلات قد تفتح الباب أمام وجوه جديدة وتحد من هيمنة بعض التيارات في دوائر معينة.
يُذكر أن هذه التعديلات تأتي ضمن حزمة إصلاحات تشريعية أوسع، بما في ذلك تعديل قانون مجلس الشيوخ، في إطار خطة الدولة لتحديث المنظومة السياسية.
وأشار المستشار أحمد مناع، الأمين العام لمجلس النواب، إلى أن النائب عبدالهادي القصبي وأكثر من عشرة أعضاء من مجلس النواب (من أحزاب مستقبل وطن، والشعب الجمهوري، وحماة وطن، وعدد من المستقلين من تنسيقية شباب الأحزاب) تقدموا صباح اليوم 21 مايو بمشروعي قانونين:
- الأول: بتعديل بعض أحكام قانون مجلس الشيوخ الصادر بالقانون رقم 141 لسنة 2020.
- الثاني: بتعديل بعض أحكام قانون مجلس النواب الصادر بالقانون رقم 46 لسنة 2014 والقانون رقم 174 لسنة 2020 بشأن تقسيم دوائر انتخابات مجلس النواب.
وأضاف أمين عام مجلس النواب أنه بعد العرض على المستشار الدكتور رئيس المجلس، تم توجيه:
- إحالة مشروع قانون تعديل قانون مجلس الشيوخ إلى مجلس الشيوخ لإبداء رأيه فيه.
- إحالة مشروع قانون تعديل قانوني مجلس النواب وتقسيم الدوائر الانتخابية إلى لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب لعقد اجتماع صباح الخميس 22 مايو الساعة الحادية عشرة لدراسته.