ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن الأوكرانيين ومؤيديهم في الغرب يدركون أن كييف لن تكون قادرة على إعادة الأراضي التي "فقدتها عسكريا" في الصراع مع روسيا، لكنهم لا يبوحون بذلك علنا.

وقال الكاتب في صحيفة غديون راتشمان: "استنادا إلى الوضع الحالي، فمن غير المرجح أن تتمكن كييف من استعادة كل أراضيها بالقوة. والأوكرانيون ومؤيدوهم الغربيون الرئيسيون يعرفون ذلك، على الرغم من أنهم لا يعترفون بذلك علنا".

وأضاف: "فكرة التنازلات الإقليمية في البلاد مقابل السلام تجد بعض التأييد بين السكان الأوكرانيين، على الرغم من أن هذا ليس موقف الأغلبية بعد".

ويصف الكاتب الضمانات الأمنية لأوكرانيا بأنها أكبر عقبة أمام مفاوضات السلام، وهو العامل الذي بدونه يستحيل إجراء محادثة جادة حول الحدود المستقبلية أو الأراضي التي تسيطر عليها كييف.

ويرى أن إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن لن توافق على وضع أوكرانيا المحايدة، لكن لا يمكن استبعاد ذلك في حال وصول دونالد ترامب إلى السلطة. وحتى هذه اللحظة، يعتقد راتشمان أن موسكو لن تكون مهتمة بوقف الأعمال القتالية.

وسبق أن أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن روسيا تظل منفتحة على أي حوار بشأن أوكرانيا، بما في ذلك مشاركة الوسطاء، ولكن بشرط تحقيق أهدافها.

وفي 14 يونيو الماضي، حدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في اجتماع مع قيادة وزارة الخارجية، شروط حل الوضع في أوكرانيا، من بينها انسحاب القوات المسلحة الأوكرانية من دونباس ونوفوروسيا، وتخلي كييف عن خطط الانضمام إلى "الناتو".

وبالإضافة إلى ذلك، ترى روسيا أنه من الضروري رفع كافة العقوبات الغربية المفروضة عليها وإقامة دولة عدم الانحياز وخالية من الأسلحة النووية في أوكرانيا.

وأشار بوتين إلى أنه إذا رفضت أوكرانيا والغرب هذه الشروط، فإنها قد تتغير في المستقبل، والجدير ذكره أن كييف رفضت خطة السلام الروسية

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

إعادة تموضع سياسي أم ضغط دبلوماسي؟.. روسيا تقترح العودة لطاولة المفاوضات مع أوكرانيا بـ«إسطنبول»

البلاد – موسكو
في مشهد يعيد إلى الأذهان محاولات التهدئة التي جرت في ذروة الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، طرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مجددًا فكرة العودة إلى طاولة المفاوضات مع أوكرانيا، مقترحًا إسطنبول كمقر لاستضافة الجولة الثانية من المحادثات، بعد اللقاء الذي جرى هناك في منتصف مايو الجاري.

تصريحات لافروف، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان في موسكو، لم تأتِ في فراغ. فهي تعكس محاولات موسكو إعادة طرح نفسها كطرف منفتح على الحلول السياسية بعد أشهر من التصعيد العسكري، في وقت تواجه فيه روسيا ضغوطاً دولية متزايدة على المستويين العسكري والاقتصادي.
الحديث عن أن “إسطنبول جيدة جدًا” يحمل في طياته أكثر من دلالة. فمن ناحية، تشير إلى استمرارية الدور التركي كقناة اتصال شبه وحيدة بين الطرفين. ومن ناحية أخرى، فإن اختيار تركيا يعكس تفضيل روسيا لصيغة تفاوضية خارج الإطار الغربي المباشر (مثل باريس أو برلين)، في ظل انعدام الثقة بين موسكو والدول الأوروبية الداعمة لكييف.
تركيا على الخط: الوسيط الإقليمي الثابت
رد وزير الخارجية التركي جاء مؤكدًا لهذا الدور. فقد عبّر فيدان عن استعداد أنقرة لاستضافة أي جولة تفاوضية في أي وقت، واصفًا ذلك بأنه “واجب تركي” من أجل السلام الإقليمي والعالمي.
تتبنى تركيا هذا الدور منذ الأيام الأولى للحرب، إذ حرص الرئيس رجب طيب أردوغان على الحفاظ على توازن دقيق بين الطرفين، ما منح أنقرة موقعًا فريدًا في الوساطة. لكن السؤال الآن: هل تملك تركيا فعلاً أوراق الضغط الكافية لتحريك عجلة التفاوض من جديد؟.
في الوقت الذي أبدت فيه موسكو مرونة ظاهرية، لا يزال الموقف الأوكراني غامضًا، إذ لم يصدر أي تعليق رسمي من كييف بشأن مقترح لافروف. بل إن السياق العام يوحي بأن أوكرانيا لا ترى حاليًا أي مكسب سياسي من العودة إلى التفاوض في ظل استمرار الدعم الغربي، والمكاسب الميدانية الجزئية التي تسعى لتحقيقها قبل أي حوار.
تأتي دعوة لافروف بعد أيام من إعلان الكرملين أن لا تفاهم حتى الآن حول موعد أو مكان أي جولة مقبلة، ما يعكس وجود تباعد في النوايا أكثر منه في الإجراءات.
تجدر الإشارة إلى أن المفاوضات التي جرت في 16 مايو في إسطنبول بين وفدي روسيا وأوكرانيا، رغم هدوئها النسبي، لم تسفر عن اختراق حقيقي باستثناء اتفاق مبدئي على تبادل أسرى بـ”صيغة ألف مقابل ألف”. ومع ذلك، رأى الجانب الروسي أنها خطوة إيجابية نحو استمرار الاتصالات، ما يشير إلى رغبة موسكو على الأقل في استخدام المسار التفاوضي كأداة سياسية موازية للميدان.
ويعكس اقتراح لافروف، في توقيته ومضمونه، محاولة روسية للعودة إلى المسار السياسي من موقع القادر على المناورة لا المنكفئ. لكنه أيضًا يأتي في ظل قناعة متزايدة داخل موسكو أن الحرب وحدها لن تحقق مكاسب استراتيجية دائمة، خاصة في ظل الاستنزاف المتصاعد، لكن العودة إلى طاولة التفاوض تتطلب أكثر من مجرد موافقة على المكان؛ إنها ترتبط بمدى استعداد الطرفين – وخاصة أوكرانيا – لقبول تسويات لا تزال بعيدة عن الإجماع. وحتى ذلك الحين، تبقى إسطنبول منصة محتملة، لكنها ليست بالضرورة جسراً مضموناً نحو السلام.

مقالات مشابهة

  • روسيا تقترح على أوكرانيا موعداً ومكاناً لمحادثات السلام
  • تعزيز الشراكة بين كييف وبرلين.. زيلينسكي بعد لقاء ميرتس: بوتين يماطل لإنهاء الحرب
  • بوتين يطرح معادلة السلام: أوكرانيا خارج الناتو وروسيا بلا عقوبات
  • إعادة تموضع سياسي أم ضغط دبلوماسي؟.. روسيا تقترح العودة لطاولة المفاوضات مع أوكرانيا بـ«إسطنبول»
  • وزير خارجية تركيا في روسيا لبحث السلام في أوكرانيا
  • روسيا: مسودة الاتفاق المحتمل بشأن أوكرانيا ستحدد مبادئ السلام وتوقيته
  • روسيا تشن أكبر هجوم بالمسيّرات على أوكرانيا وترامب يتهم بوتين بـالجنون
  • ترامب يحذّر بعد أعنف هجوم على أوكرانيا: بوتين يدفع روسيا نحو الهاوية
  • كييف: روسيا أطلقت 355 مسيرة و9 صواريخ في هجوم على أوكرانيا ليلا
  • ترامب: بوتين مجنون.. والسيطرة على أوكرانيا تؤدي إلى سقوط روسيا