مرتديًا قميصًا يبدو عاديًا، ويصوّب ويده في جيبه، تصدرت صورة لاعب الرماية التركي، يوسف ديكيتش، مواقع التواصل الاجتماعي لتصبح إحدى أشهر الصور في أولمبياد باريس 2024.

وبينما كان العديد من منافسيه يرتدون واقيات أذن كبيرة ونظارات وملابس مجهزة، ظهر لاعب الرماية التركي بشكل مختلف تمامًا من حيث الهدوء مع النظارات العادية وسدادات الأذن التي بالكاد تكون مرئية، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

 

Most famous man on earth right now pic.twitter.com/QgobnTMzKP

— Veena Jain (@DrJain21) August 1, 2024

وشق التركي يوسف ديكيتش طريقه إلى الميدالية الفضية في مسابقة فرق مسدس الهواء المختلطة، الثلاثاء، وإلى الشهرة الفورية على الإنترنت بسبب عدم مبالاته الظاهرية.

والأجواء غير الرسمية بشكل ملحوظ التي ظهر بها ديكيتش البالغ من العمر 51 عامًا في الحدث الرياضي الأهم في عام 2024، دفعت العشرات من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب شبكة "أن بي آر"، إلى أن يتساءلوا مازحين عما إذا كانت تركيا قد أرسلت قاتلًا مأجورًا إلى الألعاب الأولمبية. وأشاد البعض بأدائه وثقته ووصفوه بأنه "مميز"، بينما وصفه آخرون بأنه "مجنون".

If smoking had been allowed in the Olympics than he would have won the gold medal amkoym pic.twitter.com/opTgEhAnIH

— BAKO???????? (@gayrimesqul) August 1, 2024

وذكرت الشبكة أن الرماة الأولمبيين حظوا بالكثير من الاهتمام بسبب معداتهم ذات المظهر السيبراني، لكن هناك من برز بسبب مظهره الأقل تقنية بشكل واضح، مثل ديكيتش، وحقيقة أنه صعد إلى المنصة على الرغم من ذلك.

وقارن الكثيرون بين ديكيتش ولاعبة الرماية الكورية الجنوبية، كيم ييجي، التي تسببت براعتها وسلوكها الهادئ في ضجة كبيرة بين عشية وضحاها في وقت سابق من الأسبوع الجاري، بالإضافة إلي كم المعدات التقنية المتطورة التي أحضرتها معها إلى المباريات.

ومازحت منشورات مواقع التواصل بأن الاثنين يجسدان التباين بين جداول بيانات "غوغل" و"مايكروسوفت إكسيل"، والرجال مقابل النساء الذين يحزمون أمتعتهم لرحلة، على سبيل المثال لا الحصر.

 

The Olympic #shootingsport stars we didn’t know we needed.

???????? Kim Yeji ???? Yusuf Dikeç ???????? pic.twitter.com/gfkyGjFg4I

— The Olympic Games (@Olympics) August 1, 2024

 

وذكرت إحدى التغريدات التي انتشرت على نطاق واسع "أرسلت كوريا الجنوبية لاعبة بكامل معداتها للرماية الأولمبية"، وأرسلت تركيا رجلًا بدون عدسات متخصصة أو غطاء للعين أو حماية للأذن وحصل على الميدالية الفضية".

وفاز ديكيتش وزميلته في الفريق، سيفال إيلايدا تارهان، بالميدالية الفضية في حدث مسدس الهواء 10 أمتار للفرق المختلطة، ليعودا بالميدالية الأولى لتركيا على الإطلاق في الرماية الأولمبية. واحتل ديكيتش المركز الثالث عشر في حدثه الفردي.

ويتطلع ديكيتش بالفعل إلى أولمبياده القادمة، قائلا "آمل أن أفوز بالميدالية الذهبية في لوس أنجلوس بعد ذلك"، وفقًا لوكالة "أسوشيتد برس".

 

“We need you out of retirement for one last job.”

“Who?”

“Not who, but where. The Olympics, in France. You’ve always been our best shooter.” pic.twitter.com/4yZhElPSRA

— @goth (@goth600) August 1, 2024

وديكيتش هو ضابط سابق يحب الرقص والقطط، وهذه هي الألعاب الأولمبية الخامسة له، حيث تنافس في أحداث الرماية في كل الألعاب الصيفية منذ عام 2008. كما أنه بطل أوروبا سبع مرات وبطل العالم مرتين في عام 2014 في مسدس 25 مترًا القياسي ومسدس 25 مترًا المركزي، وفقًا لسيرته الأولمبية.

وتقول السيرة الذاتية لديكيتش إنه بدأ الرماية في عام 2001 بعد أن بدأ العمل كضابط صف في القيادة العامة للدرك (منظمة إنفاذ القانون المسلحة في تركيا).

If smoking had been allowed in the Olympics than he would have won the gold medal amkoym pic.twitter.com/opTgEhAnIH

— BAKO???????? (@gayrimesqul) August 1, 2024

وذكرت الوكالة أن مهنته الحالية مدرجة على أنه "رياضي"، وأفاد موقع "يورونيوز" أنه تقاعد من الدرك.

ويشير ديكيتش إلى هواية واحدة فقط في صفحة سيرته الذاتية، وهي الرقص، كما أنه محب للقطط.

وتتلخص فلسفته، على نحو ساخر، في أن "النجاح لا يأتي وأنت تضع يديك في جيبك".

    View this post on Instagram           

A post shared by Yusuf Dikeç (@yusufdikecofficial)

ونظارات الرماية عبارة عن مزيج قابل للتخصيص من العدسات والقزحية الميكانيكية وأغطية العين التي تساعد الرياضيين على توجيه رمايتهم بشكل أفضل، وأصبحت مهمة بشكل كبير في السنوات الأخيرة، رغم أنه من الواضح أن ليس كل الرياضيين ملزمين باستخدامها.

وقال ديكيتش لمحطة راديو جول الإذاعية التركية إنه في حين يستخدم معظم الرماة عينا واحدة، فإنه يفضل استخدام كلتا العينين.

وأضاف، وفقا لشبكة "سي أن أن": "أعتقد أن الرماية بعينين أفضل. لقد أجريت الكثير من الأبحاث حول هذا الموضوع، لذلك لم أكن بحاجة إلى المعدات".

وفاز الرامي الصيني، ليو يوكون، بالميدالية الذهبية، الخميس، بمجموعة مماثلة من المعدات، كما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" بمجرد استخدامه لسدادات بسيطة للأذن، بدون غطاء للعين أو واقي للعينين.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: pic twitter com

إقرأ أيضاً:

كيف أصبح التقمص لعنة تطارد أعظم ممثلي العصر؟

ولعب الممثل دانيال داي لويس، أدوارا معقدة غيرت مفهوم التقمص في الأداء التمثيلي وجعلته علما قائما بذاته، لكنه في الوقت نفسه دفع ثمنا شخصيا باهظا جعله يقرر اعتزال التمثيل نهائيا بعد مسيرة حافلة بالإنجازات والمعاناة.

وبحسب ما جاء في حلقة (2025/6/17) من برنامج "عن السينما" فإن قصة دانيال داي لويس المعقدة بدأت من طفولة مؤلمة شكلت شخصيته الفنية بطريقة جذرية، عندما تعرض في صغره للتنمر بسبب أصوله الأيرلندية واليهودية، مما دفعه لتطوير آلية دفاع نفسية غيرت مجرى حياته تماما.

ولجأ دانيال إلى التمثيل كوسيلة للهروب من هويته الحقيقية، فأخفى جذوره وتظاهر بأنه إنجليزي، وأتقن اللكنة الإنجليزية وتعلم تقليد حركات الأطفال الإنجليز بدقة مذهلة.

وقد منحته هذه التجربة المبكرة قدرة خارقة على التقمص، لكنها في الوقت نفسه زرعت بداخله بذور مشكلة نفسية عميقة ستطارده طوال مسيرته المهنية.

ولم يكن يعلم وقتها أن هذه المهارة في التخفي والتقمص ستجعله يرى أشباحا في كل مكان، وأن كل دور سيمثله سيتحول إلى كابوس يحتاج سنوات للتخلص منه.

أما الحادثة التي غيرت نظرته للتمثيل إلى الأبد، فقد وقعت عندما كان يؤدي دور هاملت على المسرح، وفي المشهد الذي كان من المفترض أن يرى فيه شبح أبيه في المسرحية، فوجئ برؤية شبح أبيه الحقيقي سيسل داي لويس.

هذه التجربة المرعبة جعلته يدرك أن قدرته على التقمص تتجاوز الحدود الطبيعية، وأن عقله لا يستطيع التمييز بين الواقع والخيال عندما ينغمس في الأدوار بعمق.

تقمص مدمر

وطور داي لويس منهجا فريدا في التمثيل، لكن بطريقة "متطرفة" لم يسبقه إليها أحد في تاريخ السينما.

هذا المنهج لا يقتصر على حفظ النص والتمرن على الحركات، بل يتطلب العيش الكامل داخل شخصية الدور لأشهر أو حتى سنوات، مما يعني أن دانيال يختفي تماما ويحل محله الشخص الذي يمثله.

إعلان

هذا النهج "المتطرف" في التقمص جعله ينتج أداءات استثنائية لا تُضاهى، لكنه في الوقت نفسه تسبب في معاناة نفسية وجسدية هائلة.

وبعد انتهاء كل دور، يحتاج داي لويس لسنوات طويلة للتعافي من "شبح الشخصية" الذي يستمر في السيطرة عليه حتى بعد انتهاء التصوير.

هذه الأشباح لا تتركه بسهولة، بل تطارده في أحلامه وفي حياته اليومية، مما يجعله يعيش في حالة من الصراع المستمر بين هويته الحقيقية والشخصيات التي يؤديها.

والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن دانيال لا يكتفي بالتقمص أثناء التصوير، بل يعيش الدور بكل تفاصيله حتى في الحياة العادية.

ويتناول الطعام الذي كانت تتناوله الشخصية، يرتدي ملابسها، يتحدث بلكنتها، ويتبنى عاداتها وطقوسها اليومية، هذا الانغماس الكامل يجعل أداءه صادقا إلى درجة مذهلة، لكنه يدفع ثمنا شخصيا باهظا مقابل هذا الكمال الفني.

رحلة عبر الأدوار

بدأت مسيرة داي لويس السينمائية الحقيقية مع فيلم ""قدمي الشمال" (My Left Foot) عام 1989، حيث أدى دور كريستي براون، الكاتب والرسام الأيرلندي الذي وُلد بشلل دماغي ولم يكن قادرا على تحريك أي جزء من جسده سوى قدمه اليسرى.

ولم يكن هذا الدور مجرد تحدٍ تمثيلي، بل تجربة إنسانية عميقة غيرت حياة دانيال إلى الأبد.

وللتحضير لهذا الدور، قضى داي لويس أشهرا في قراءة أعمال كريستي والتعرف على أصدقائه، لكن الأهم من ذلك أنه قرر عدم ترك الكرسي المتحرك طوال فترة التصوير.

وأجبر هذا القرار فريق العمل على التعامل معه كشخص معاق حقيقي، فكانوا يطعمونه ويسقونه ويصاحبونه حتى إلى الحمام.

كما تدرب لأشهر طويلة حتى يتمكن من القيام بكل شيء بقدمه اليسرى فقط، ولم يكن يريد اللجوء للمحاكاة أو الخدع السينمائية.

لكن النتيجة كانت مدمرة جسديا ونفسيا، بسبب وضعية الانحناء التي التزم بها لأسابيع، ما أدى إلى كسر ضلعين من أضلاعه.

غير أن الأهم من الألم الجسدي كان اكتشافه العميق لطبيعة المعاناة الإنسانية، وتوصل إلى أن ما يشعر به كريستي ليس الحزن أو اليأس، بل الغضب، غضب من الطريقة التي يُفهم بها ويُساء فهمه، غضب من تعامل الآخرين معه بالشفقة بدلا من التقدير.

هذا الأداء المذهل جعله يفوز بأوسكار أفضل ممثل وحوله من ممثل مغمور إلى نجم عالمي، لكنه احتاج لـ3 سنوات للتعافي من شبح كريستي الذي استمر في مطاردته.

وكان يقول: "أحتاج إلى بعض الوقت كي أستطيع طرد الأرواح الشريرة، وأشعر بالتردد في التخلي عن شيء كان جزءا مهما في حياتي، ويسيطر علي شعور هائل بالحزن".

العودة إلى البراري

وبعد سنوات من التعافي، عاد داي لويس بشخصية مختلفة تماما في فيلم "آخر الموهيكان" (The Last of the Mohicans) عام 1992، حيث أدى دور هوكاي، المحارب من القرن الـ17 في الملحمة عن آخر قبيلة للسكان الأصليين في أميركا أثناء الحرب الهندية الفرنسية.

وتطلب هذا الدور تحولا جسديا وذهنيا كاملا من الرجل المعاق إلى المحارب القوي.

والتزم الممثل مع مدرب لياقة بدنية 5 مرات في الأسبوع لمدة 6 أشهر ليصبح جسده مناسبا للدور، ثم عاش شهرا كاملا في غابات ولاية كارولاينا الشمالية مع بعض الخبراء ليتقن حياة السكان الأصليين.

إعلان

وتعلم اصطياد الحيوانات وسلخها، وبناء الزوارق، وإطلاق النار، وتلقى تدريبا خاصا على يد عقيد بالجيش الأميركي لتطوير مهاراته في الرماية والقتال بالأيدي.

ولأن السلاح جزء لا يتجزأ من شخصية هوكاي، اصطحب داي لويس البندقية قديمة الطراز إلى كل مكان، حتى إلى حفلات عيد الميلاد، مما خلق مواقف محرجة حين كان يقف حاملا بندقية عتيقة بينما الجميع مستمتعون بالحفل مرتدين أجمل ما عندهم.

وبعد انتهاء التصوير، عانى من الهلوسة وأصبح يخاف من الأماكن المغلقة، واحتاج لشهور طويلة للتخلص من شبح المحارب الذي استمر في السيطرة عليه.

ومرت أكثر من 7 سنوات على آخر أدوار داي لويس، والسؤال الذي يطرحه عشاق السينما في كل مكان: هل سيعود يوما من اعتزاله؟ أم أن الثمن النفسي والجسدي للتقمص أصبح أكثر مما يستطيع تحمله؟

الصادق البديري17/6/2025

مقالات مشابهة

  • علماء يحذرون: تسارع مؤشرات تغير المناخ أصبح يهدد مستقبل الكوكب
  • تعرف على عدد التذاكر التي باعها الفيفا لبطولة كأس العالم للأندية
  • إعلامي يعلق على حديث زيزو عن ركلة الجزاء أمام إنتر ميامي
  • يوسف بوخريص: الوداد ظهر بشكل ضعيف ضد مانشستر سيتي.. وعمر مرموش تألق رغم عدم تسجيله
  • باكستان الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك السلاح النووي!
  • لقجع: مونديال 2030 صديق للبيئة والمغرب أصبح فاعلا رئيسيا في كرة القدم العالمية
  • ذوي الهمم يحصدون 11 ميدالية في افتتاح الجائزة الدولية الكبرى لألعاب القوى
  • الأكاديمية الأولمبية العُمانية تنظم ندوة التسويق والاستثمار الرياضي
  • اجتماعات مكثفة لـ"الأولمبية العُمانية" استعدادًا لدورة الألعاب الآسيوية للشباب
  • كيف أصبح التقمص لعنة تطارد أعظم ممثلي العصر؟