طوفان بشري بالعاصمة صنعاء تأييدا للرد العسكري المزلزل على جرائم العدو الصهيوني
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
الثورة نت/..
شهدت العاصمة صنعاء اليوم، طوفاناً بشرياً غير مسبوق في مسيرة “وفاءً لدماء الشهداء.. مع غزة حتى النصر” تأييداً لخيارات الرد المزلزل على العدو الصهيوني من قبل محور المقاومة.
وأكدت الحشود في المسيرة التي حضرها ممثلو حركات وفصائل المقاومة الفلسطينية، أن هذا الخروج الشعبي المليوني هو تعبير صريح عن التأييد للخطوات العملية القادمة والرد العسكري الكبير من قبل محور المقاومة على جرائم العدو الصهيوني وتماديه في استهداف المدنيين وقادة المقاومة.
وعبرت عن التعازي في استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس شهيد فلسطين والأمة إسماعيل هنية، والشهيد القائد فؤاد شكر، وكافة شهداء المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق.
وأكدت الحشود المليونية، استمرار التضامن مع الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة وإسناد مقاومته الباسلة، حتى وقف العدوان الصهيوني الفاشي ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وجددت التأكيد على الاستمرار في الخروج الواسع في المسيرات المليونية والتعبئة العامة والتحشيد ليعرف الأعداء أن جرائمهم لن تزيد الأمة إلا توحداً وتفاعلاً وثباتاً في مواجهتهم حتى تحقيق النصر.
وجسدت الحشود البشرية في ميدان السبعين، صلابة وثبات موقف الشعب اليمني وقيادته الحكيمة، المناصر والداعم للشعب الفلسطيني ومجاهديه الأبطال في قطاع غزة والأراضي المحتلة، والذي لن يثنيه أو يرهبه أي عدوان مهما كان حجمه.
وبصوت مزلزل للعدو، أكدت الحشود المليونية استمرار النفير والتحشيد لمواجهة قوى العدوان والإرهاب العالمي أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، وطالبت القوات المسلحة اليمنية ومحور المقاومة بتوجيه أقسى الضربات الموجعة والرادعة للعدو الصهيوني.
كما جددت الجماهير، تأييدها وتفويضها المطلق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والاستعداد الكامل لخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” وتنفيذ المرحلة الخامسة من التصعيد لردع العدوان.
ورددت هتافات ” يا محورنا صعد صعد بالرد ونحن على الموعد، محورنا صف واحد، يجمعنا ثأر واحد، قادات المحور قادتنا، والثأر قضيتنا ويعمق وحدتنا، بالثأر لشكر وهنية سوف نزيل الصهيونية، شعب فلسطين ولبنان معكم في الأحزان”.
وأكد بيان صادر عن المسيرة، القاه وزير الإعلام بحكومة تصريف الأعمال ضيف الله الشامي، استمرار الخروج الشعبي الأسبوعي في مسيرات مليونية انطلاقاً من الايمان بالله والانتماء للإسلام، واستشعاراً للمسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية، للتأكيد على الالتزام بنصرة الشعب الفلسطيني والتفويض المطلق لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
وأوضح أن الخروج المليوني للشعب اليمني، يؤكد تأييده الواضح والصريح لكل الخطوات العملية القادمة، والرد الكبير لقادة محور الجهاد والمقاومة على جرائم العدو الإسرائيلي، ووفاء للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم.
وعبر عن التعازي للأمة العربية والإسلامية عامة، والشعبين الفلسطيني واللبناني ومقاومتهما المجاهدة خاصة، في استشهاد قائدين كبيرين من رموز عزة الأمة وشرفها وقادة جهادها، ومن طليعة مجاهديها في مواجهة أعداءها وهما القائد المجاهد الكبير إسماعيل عبد السلام هنية صاحب التاريخ المشهود والمواقف البطولية التاريخية الذي اغتالته يد الإجرام الصهيوني وهو في ضيافة الجمهورية الإسلامية وفي مناسبة مراسيم تنصيب رئيسها المنتخب، والقائد المجاهد السيد فؤاد شكر الذي قارع الطغيان الأمريكي والصهيوني لعدة عقود وكان أباً ورمزاً وقدوة لأجيال من المجاهدين الأبرار.
وأكد أن اغتيال هنية وشكر جريمتان وحشيتان عاد بهما السفاح نتنياهو من عاصمة الشيطان الأكبر أمريكا، سائلا الله لهما ولسائر الشهداء الأبرار رفيع الدرجات وعظيم المقام.
وأضاف “نقول للعدو الصهيوني الملعون على لسان الأنبياء وبنص كتاب الله، أنت تعلم أن اغتيال قادة المقاومة لن يخلصك من مصيرك المحتوم وهو الزوال، وأنت تعرف بأنه سبق وأن اغتلت الكثير من قادة المقاومة، وعليك أن تسأل نفسك ما الذي حققته من ذلك، وهل ضعفت المقاومة أم باتت اليوم أصلب عوداً وأذكى وقوداً وأشد صمودا، وأنت تعرف أن هؤلاء القادة لم يختاروا طريق الجهاد والمقاومة إلا وهم مستعدون للتضحية والشهادة في سبيل الله، وسيكون لثمار تضحياتهم الأثر الكبير في الدفع والتحفيز المواصلة المشوار، وتنامي مسيرة الجهاد أكثر، لتحقيق إنجازات أكبر”.
وأشار بيان المسيرة، إلى إن لجوء العدو الإسرائيلي إلى الاغتيالات فراراً من هزيمته التي مني بها على يد المجاهدين في غزة ومحاولة لاستعادة الهيبة والردع التي سقطت في 7 أكتوبر، وبعد الضربات الموجعة التي تلقاها من جبهات الاسناد، يؤكد بأنه بات على قناعة كاملة بأن الردع قد سقط، وهيبته قد مرغت في رمال غزة، وعلى العدو الصهيوني أن يعرف بأن الزمن الذي كانت فيه إسرائيل تقتل دون رادع قد ولى وانقضى، وأتى زمن محور القدس والجهاد والمقاومة الذي سيجعله يدفع ثمنا أكبر مع كل جريمة أو حماقة يرتكبها.
وتابع “نقول لشعوب الأمة العربية والإسلامية ها هو العدو الإسرائيلي يثبت بجرائمه الوحشية أنه شر محض، وخطر يطال كل المنطقة، والخيار الأسلم في مواجهته هو التحرك والجهاد في سبيل الله، وإلا لن يسلم منه أحد، حتى أولئك المتخاذلين الذين يعتقدون أنهم في منأى عن جرائمه وعدوانيته”.
وأضاف البيان “نشد على أيادي مجاهدي القوات المسلحة اليمنية وكل جبهات محور الجهاد والمقاومة للاستعداد للرد المشرف والذي بإذن الله وقوته وتأييده سيخزي الكافرين والمنافقين، ويشفي صدور قوم مؤمنين، ويذهب غيظ قلوبهم، ويقضى على ما تبقى من وهم القوة لدى العدو الإسرائيلي.. مؤكدا أن الثقة بالنصر لا تزعزعها الأحداث، فالنصر وعد محتوم من ملك السماوات والأرض الذي لا يخلف الميعاد، وليقضي الله أمرا كان مفعولا، ولله عاقبة الأمور.
كما أكد استمرار موقف الشعب اليمني الثابت الإيماني والمبدئي المساند للشعب الفلسطيني حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، بالعمليات العسكرية، وبالأنشطة والفعاليات الرسمية والشعبية وبالتعبئة والمقاطعة والتبرع دون كلل ولا ملل.
ووفاءً وتلبية لدعوة القائد الكبير الشهيد إسماعيل هنية، دعا البيان إلى التحرك في الأنشطة والوقفات المساندة للأسرى الفلسطينيين والشعب الفلسطيني يوم غد السبت في أمانة العاصمة والمحافظات.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الجهاد والمقاومة العدو الإسرائیلی العدو الصهیونی
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: جرائم البطش الصهيوني بحق أهل غزة عار على الإنسانية
أكد أ.د نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن مبدأ التّعارف الإنسانيّ يعدّ من أهمّ المبادئ الدّينيّة، والقيم الحضاريّة في الإسلام، وهو ما أمر به الله سبحانه وتعالى في قوله تعالى ﴿يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند اللّه أتقاكم إنّ اللّه عليم خبير﴾، موضحًا أنه الأصل الّذي ينبني عليه مبدأ التّعارف الإنسانيّ في الإسلام هو الخلق من نفس واحدة.
وأضاف فضيلة مفتي الجمهورية، خلال كلمته في مؤتمر المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر الذي يعقد بعنوان "التعارف الإنساني وأثره في إرساء العلاقات وتحقيق التعايش"، أن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد ترجم هذا المبدأ ترجمةً عمليّةً من خلال وثيقة المدينة المنوّرة، وما حدّده من عهود مع نصارى نجران، وهو الأمر الذي يؤكّد احترام الإسلام لثقافات الشّعوب ومعتقداتها، وسعيه لفتح آفاق التّعاون بين البشر، مبينًا أن من حقّ كلّ أمّة أن تكون لها ثقافتها، ومنظومتها الاجتماعيّة والسّياسيّة والقيميّة الخاصّة، وأن الحوار المستمرّ بين الثّقافات هو الذي يرسّخ قيم التّسامح والاحترام المتبادل والتّعدّديّة الثّقافيّة، موضحا أننا إذا أردنا أن نناقش آليّات تفعيل مبدأ التّعارف الإنسانيّ، فإنّه لا ينبغي لنا أن نناقشها بمعزل عن التّحدّيات الكبيرة الّتي نواجهها بشكل صارخ، والمتمثلة في حروب الإبادة الّتي تمارسها بعض الكيانات بحقّ الضّعفاء والمساكين، والّتي أصبحت عارًا كبيرًا في جبين الإنسانيّة إلى يوم الدّين.
في السياق ذاته أكد فضيلة المفتي أن أبشع صور هذا التحدي الإنساني الجسيم تتمثل فيما يرتكبه الكيان الصهيوني الغاصب بحقّ أهلنا في غزّة الجريحة؛ إذ تمارس آلة البطش الصهيونيّ جرائمها البشعة في وضح النهار، بلا وازع من ضمير، ولا رادع من قانون، مشيرا إلى أن البيوت باتت تقصف على رؤوس قاطنيها، والأطفال يُنتزعون من بين أكفّ أمهاتهم جثثًا هامدة، والنساء تُستهدف في مآوي النزوح، لتتحول الحياة في هذه البقعة من الجغرافيا إلى جحيم دائم لا يطاق في ظل تواطؤ عالمي سافر.
وشدد فضيلة المفتي، على أنّ هذه الحروب قد سبقتها نظريّات عنصريّة، ومعارف متطرّفة، كرّست لمبدأ صدام الحضارات، وحتميّة المواجهة بين الأديان، وضرورة الصّراع بين الشّرق والغرب، موضحا أننا توقّفنا في كثير من جهودنا عند مبدأ التّعارف الدّينيّ ولم نتجاوزه إلى مرتبة التّعارف الحضاريّ،، ومن ثم بذلنا جهودًا كبيرةً في سبيل تعزيز التّعارف والتّقارب الدّينيّ، وأنجزنا إنجازات نوعيّةً في هذا المسار، توّجت بـ"وثيقة الأخوّة الإنسانيّة" الّتي وقّعها الأزهر الشّريف مع الكنيسة الكاثوليكيّة، ووصلنا إلى صيغة تفاهم رشيدة نحو تعزيز مبادئ "الحوار الإسلاميّ–الإسلاميّ".
و دعا فضيلته، إلى ضرورة أن تكون فكرة "التّعارف الحضاريّ" بين الشّعوب والأمم من أهمّ الأفكار الارتكازيّة والمحوريّة في المنظومة الفكريّة والميدانيّة للمؤسّسات الدّينيّة – الإسلاميّة والمسيحيّة – حتّى تضطلع بدور محوريّ في وقف الصّراعات الدّائرة اليوم، مشددا على أنّ من أهمّ عوامل تحقيق "التّعارف الحضاريّ" هو: السّعي نحو امتلاك أدوات العلم والقوّة، الأمر الّذي يحقّق التّوازن بين الشّعوب والأمم، ومن هذا المنطلق يأتي دورنا لدعم قياداتنا السّياسيّة والوطنيّة والعسكريّة، الّتي تيقّظت لهذا الأمر، وتسلّحت بسلاح الإيمان والعلم والمعرفة، وتمكّنت من تحقيق هذا التّوازن القويّ.
وفي ختام كلمته نبه فضيلة المفتي إلى أن الله أنعم على البشريّة في هذا العصر ببرامج وأدوات الذّكاء الاصطناعيّ المتنوّعة، إلا أنّ الإنسان أصبح الآن يستخدم الذّكاء الاصطناعيّ لقتل أخيه الإنسان، وتدمير أرضه، وأصبحت جماعات الصّدام الحضاريّ وحركاته تروّج لضرورة استخدام هذه البرامج وتلك الأدوات في تدمير الآخر، مشددا على ضرورة استخدامه في مجالات الإغاثة الإنسانيّة، ومواجهة الفقر والجهل والمرض، وهو ما يحتّم على المؤسّسات الدّينيّة والعلميّة أن توجّه خطابها وبرامجها نحو تأصيل هذه الرّؤية الرّشيدة، ووضع ميثا أخلاقي عالمي يؤطّر لاستخدام الذّكاء الاصطناعيّ وفق ضوابط تضمن تكريس ثقافة السّلام والتّعايش الآمن بين الشّعوب والثّقافات كافّةً، بما يسهم في خدمة الإنسانيّة وتقدّمها.
وتأتي مشاركة فضيلة مفتي الجمهورية في هذا المؤتمر؛ اضطلاعًا بدور دار الإفتاء المصرية في تفعيل الحضور العلمي والدعوي في المحافل الدولية التي تُعنى بتعزيز قيم الحوار والتفاهم بين الشعوب، وتأكيدًا على الدور الريادي للمؤسسات الدينية في العالم الإسلامي في بناء الجسور الفكرية بين الثقافات، وترسيخ مبادئ السلام الإنساني، ويُشارك في المؤتمر نخبة من كبار العلماء والمفكرين من مختلف دول العالم؛ لمناقشة قضايا التعايش المشترك، وسبل مواجهة التحديات الفكرية والإنسانية الراهنة.