الأقباط يستعدون لبدء صوم العذراء
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
معلومات عن طقوس الأقباط فى صوم «أم النور»
سر ارتباط صوم العذراء بـ«الشلولو»
نصوص من التراث المسيحى شاهدة على تاريخ «صوم العذراء»
أيام قليلة وتبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فترة صوم العذراء مريم المحبب لدى الأقباط والذى يستهل الأربعاء المقبل الموافق الأول من شهر مسرى بحسب التقويم القبطى ويستغرق 15 يوماً.
وعادة تكون فعاليات برامج النهضة الروحية التى تشهد تنظيم القداسات والعشيات والترانيم والعظات، بالإضافة إلى صلاة التذبحة «فى الكنيسة الكاثوليكية» أو التمجيد البتول أم النور.
يُعد صوم العذراء مريم من الأصوام المقدسة ويحتل مكانة خاصة لدى الأقباط على الرغم من أنه صوم من الدرجة الثانية باعتباره مرتبطاً بـ«أم النور» المحبوبة للجميع ومكرمة فى جميع الأديان السماوية، ويمتنع الأقباط خلال هذا الصوم عن تناول اللحوم والبيض والألبان، ولكن يُسمح بتناول السمك خلال صوم العذراء ويكتفى بالمأكولات البسيطة فى صورة من صور الزهد والتقشف، وكغيرها من المناسبات التى تحتل مكانة كبيرة وبالتالى تكون لها طقوس خاصة تتفرد بها فهناك أطعمة تتعلق بهذا الصوم ومنها طعام الملوخية الناشفة وتعرف بـ«الشلولو» وهى أكله تعود للعصور الفرعونية ولكنها ارتبطت بفترة صوم العذراء.
تناولت المراجع المسيحية رحلة العائلة المقدسة فى مصر من مختلف الجوانب الحياتية التى مرت بها العذراء وصغيرها السيد المسيح، ووجد الباحثون بعض الأطعمة المتعلقة بفترة مكوثهم فى محطات هذه الرحلة، وكانت من بينها وجبة «الشلولو» التى تعود شهرتها منذ هذا التاريخ، وحددت المراجع بعض التفاصيل منها أن هناك أشخاصاً من سكان المناطق التى انتقلت إليها طول مدة وجودها فى أرض الكنانة كانوا يعطونها «الملوخية الناشفة» ويتم إعدادها بالماء المثلج والثوم والليمون والملح، وأصبحت فيما بعد من عادات السيدات القبطيات أن تهدى كل منهن هذا الطبق لبعضهن وخاصة فى الصعيد.
يعتبر صوم السيدة العذراء من أحب الأصوام إلى قلوب جميع المسيحيين بمختلف الطوائف بل هناك طوائف قد أطلقت على أغسطس الشهر المريمى وتخصيص هذه الفترة للعذراء فضلاً عن حدوث المعجزات والظهورات الكثيرة لـ«أم النور»، وعلى الرغم أنه خمسة عشر يوماً يُنذر الكثير أسبوع صيام قبله ليصبح 21 يوماً، ويجوز فيه أكل السمك، لكن هناك من يمتنع عنه تكريماً للعذراء وزهداً.
تباين وتشابه بين الطوائف المسيحية
تتشابه كنيسة الروم الأرثوذكس، والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والكنيسة الكاثوليكية فى مدة صوم العذراء لكن الأخيرة قد سبقتهم فى بدء تلك الفترة المقدسة واستهلت الخميس الماضى، وتبلغ مدة الصوم عند «السريان والأرمن الأرثوذكس» 5 أيام فقط، ويصوم أتباع الروم الكاثوليك أيام الجمعة المنحصرة فى الفترة من 1 أغسطس حتى 14 من الشهر ذاته، أما عن «الكلدان الكاثوليك» فيكون يوماً واحداً فقط.
«صوم العذراء» فى كتب التاريخ المسيحى
مر صوم السيدة العذراء بمراحل مختلفة عبر التاريخ ووفق ما حفظه كتاب حفظ التراث القبطى والمدون فى موقع دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، أن صوم العذراء ارتبط بأحد الأعياد المقدسة الهامة بمناسبة ذكرى صعود جسدها إلى السماء فى تاريخ 16 مسرى، على الرغم أن هذا العيد كان سابقاً للصوم بزمن طويل ثم ألحق به صوم العذراء بعده بقرون.
يُرجع التاريخ الأدبى بالكنيسة القبطية أول حديث عن صوم العذراء قد ورد فى كتاب «مصباح العقل» للقديس الأنبا ساويرس بن المقفع أسقف الأشمونين بالقرن العاشر الميلادى، وهو يندرج من كتب التراث العربى المسيحى، وكان النص المذكور، «الصيام الذى يصومه أهل المشرق ونسميه صيام البتول مريم، وهو فى 15 مسرى»، وكان هذا بمثابة إشارة عن وجود صوم يوم واحد فى الشرق المسيحى، يكون فى 15 مسرى يعقبه عيد العذراء فى 16 مسرى.
ويتحدث التاريخ المسيحى عن ذكر صوم العذراء بصورة مباشرة وكان قاصراً على العذارى فى البداية ذلك بالقرن الثانى عشر من خلال كتاب الشيخ المؤتمن أبوالمكارم سعد الله بن جرجس بن مسعود، وقال حينها إنه يستغرق ثلاثة أسابيع، وخلال عام 1209م ورد عنه أن صوم العذارى بمصر يبدأ فى أول مسرى ويستمر حتى الحادى والعشرين من ذات الشهر ثم تلوه فصحهم فى اليوم الثانى والعشرين منه، وبدأ يزداد شيوعاً بين الناس فى النصف الثانى من 1250 وكان قاصراً على المتنسكين والراهبات، وبعد التاريخ المذكور بقرابة العشرة أعوام ورد فى كتاب «المجموع الصفوى» لـ«ابن العسال» أن هذا الصوم كان أكثر ما يصومه المتنسكون والراهبات، ويبدأ أول مسرى ويستمر حتى يوم العيد.
وفى مطلع القرن الرابع عشر وجد إشارة عن هذا الصوم وكان قد صار شائعاً بين جميع المسيحيين، وهو ما أكده ابن كبر فى الباب الثامن عشر من كتابه «مصباح الظلمة وإيضاح الخدمة» الذى صدر 1324م، واستعرض فيه ما ذكره ابن العسال سابقاً، مضيفاً أنه قد أصبح صوماً لجميع الأقباط.
أديرة وكنائس العذراء فى مصر
تشهد جميع الأديرة والكنائس التى تحمل اسم العذراء مريم خلال هذه الفترة عقب نهاية مدة الصوم إقامة الاحتفالات والموالد، ويصبح دير العذراء مريم بدرنكة مقصداً للمصريين من مختلف محافظات الجمهورية للتبارك والمشاركة فى صلوات القداسات الإلهية خلال الصوم، وعادة تكون هذه الاحتفالات بحضور يقارب الألف بل أحياناً يصل إلى مليون شخص سنوياً، بالإضافة لكنيسة السيدة العذراء بمسطرد حيث «المغارة» التى احتمت بها العائلة المقدسة فى مصر فضلاً عن ذهاب الكثير إلى كنيسة العذراء بمنطقة الزيتون التى شهدت ظهور البتول فوقها يوم 2 أبريل 1968م.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الكنيسة القبطية الأرثوذكسية العذراء مريم التراث المسيحي صوم أم النور العذراء مریم صوم العذراء هذا الصوم أم النور
إقرأ أيضاً:
بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس عيد العائلة المقدسة والمناولة الاحتفالية بالمطرية
ترأس صباح اليوم، غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، قداس تذكار دخول العائلة المقدسة أرض مصر، وذلك بكنيستها، بالمطرية.
تذكار دخول المسيح مصركذلك، ترأس صاحب الغبطة قداس المناولة الاحتفالية لبعض أبناء وبنات الرعية، حيث شارك في الصلاة والاحتفال القمص بيشوي فوزي، الوكيل البطريركي، والقمص جورج سليمان، راعي الكنيسة، والأب مجدي سيف اليسوعي، والأب منصور البصير، حيث بدأ القداس بتقديم بعض الطِلبات الخاصة من قِبل مخدومي المناولة الاحتفالية.
شارك أيضًا النائبة مارثا محروس، عضو مجلس النواب، و المستشار الدكتور جميل حليم، عضو مجلس الشيوخ، ورئيس مجلس إدارة جمعية كاريتاس مصر، و اللواء عمرو العيسوي، رئيس حي المطرية، واللواء أركان حرب سامر عبد الفتاح، من القوات الجوية، والدكتورة حنان عاطف، نائب رئيس حي المطرية.
وحرص على حضور الاحتفال كلٌ من: نادر جرجس، منسق مسار العائلة المقدسة، والدكتور جون فهيم، دكتور العلوم الإنسانية، وعضو مركز القومي للمرأة، و الدكتور وهاد سمير، من جامعة السادس من أكتوبر، والإعلامية عبير حلمي، و محمد إمام، مساعد رئيس حزب التحرير المصري، والدكتورة آن بدر، رئيسة لجنة المرأة، بحزب التحرير المصري، و نجلاء سعد، مديرة شجرة مريم.
وألقى الأب البطريرك عظة الذبيحة الإلهية، مهنئًا الحاضرين بعيد العائلة المقدسة، وختام الشهر المريمي، وعيد الصعود المجيد، واقتراب الاحتفال بعيد حلول الروح القدس (عيد العنصرة).
وأشار غبطته إلى الشهر المريمي الذي نتحد فيه بالصلاة إلى أمنا مريم العذراء، الشفيعة الأمينة لجنس البشرية، فهي أيضًا تصلي لنا ومن أجلنا.
وأكد صاحب الغبطة أن مصر مباركة بزيارة العائلة المقدسة إليها، فهي بلد الحفاوة والاستقبال، مشددًا ضرورة أن تكون عائلاتنا أماكن لقاء وحماية لأبنائنا.
وتابع بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك أن الكنيسة تنمو بالأسرار المقدسة، والتعليم المسيحي، والاهتمام بالتكوين والتنشئة الكنسية.
كذلك، أجرى غبطة البطريرك حوارا مفتوحًا مع أبناء وبنات المناولة الاحتفالية، حول ما تعلموه خلال فترة الاستعداد لهذه المناسبة المباركة، مؤكدًا لهم أهمية ممارسة الأسرار الكنسية، وقراءة الكتاب المقدس، وحضور القداس الإلهي، والمواظبة على فعل أعمال الخير، موصيًا أسر المحتفى بهم أن يكونوا نموذجًا يحتذى به لأبنائهم وبناتهم.
تضمن القداس أيضًا بعض الترانيم الروحية، التي قدمها الأبناء والبنات المحتفل بهم، ثم كرم الأب البطريرك خدام، ومخدومي المناولة الاحتفالية، من خلال توزيع الهدايا التذكارية عليهم، مختتمًا الذبيحة الإلهية بالتطواف الاحتفالي، ومباركة أيقونة العائلة الرئيسية بالكنيسة.
وعقب القداس الاحتفالي، استقبل غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، المهنئين بتذكار دخول العالم المقدسة أرض مصر، حيث تم تم عرض فيلم وثائقي تسجيلي حول تاريخ كنيسة العائلة المقدسة، بالمطرية، ودورها الريادي في المجتمع المصري، وعلاقتها التاريخية الوثيقة بمسار العائلة المقدسة بمصر.
وأكد بطريرك الأقباط الكاثوليك في كلمته أن كنيسة العائلة المقدسة، بالمطرية تعتبر إحدى المحطات الهامة في مسار العائلة المقدسة بمصر، لذلك تتمتع الكنيسة بمكانة تاريخية عريقة، لأنها تحتضن وتستقبل الجميع دون استثناء.
وأضاف غبطة البطريرك: تُعد الكنيسة من المواقع المقدسة، التي يقصدها الزوار المسيحيون، لارتباطها بتاريخ العائلة المقدسة بمصر، والمُعترف من قِبل الدولة المصرية، بالإضافة إلى امتلاكها لجدريات، تحاكي رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، والتي يعود تاريخها إلى عدة قرون من الزمن.
ودعا صاحب الغبطة الجميع إلى زيارة كنيسة العائلة المقدسة، بالمطرية، من أجل التعرف على تاريخ هذه الكنيسة العريقة، والاستمتاع بأصالتها، ولاسيما في زمن يوبيل حجاج الرجاء، الذي تعيشه الكنيسة الكاثوليكية الجامعة بمصر والعالم أجمع هذا العام.
يذكر أن كنيسة العائلة المقدسة، بالمطرية، كانت قد استضافت وفود عدد من مختلف دول العالم، للتعرف على تاريخها الكبير، مع الإشارة إلى استقبال عدد من الوفود، خلال الفترة المقبلة.