سلط موقع "بوليتيكو" الأميركي الضوء على خسائر الولايات المتحدة في الحرب باليمن والبحر الأحمر بسبب الطائرات المسيرة لجماعة الحوثي.

 

وذكر الموقع في تقرير ترجم أبرز مضمونه إلى العربية "الموقع بوست" أن الرئيس جو بايدن يقول إن "الولايات المتحدة ليست في حالة حرب في أي مكان في العالم"، لكن هناك علامة فارقة كبيرة في هذا الادعاء وهي ما يحدث منذ ما يقرب من عام في سماء البحر الأحمر.

 

ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين (جنرالات ومشرعون) قولهم إن القوات الأمريكية أطلقت ما يقرب من 800 صاروخ وسبع جولات من الضربات الجوية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، فيما أصبحت الحملة العسكرية الأكثر استدامة للقوات الأمريكية منذ الحرب الجوية ضد داعش في العراق وسوريا والتي بلغت ذروتها في الفترة 2016-2019.

 

وقال نائب الأدميرال جورج ويكوف، قائد القيادة المركزية للقوات البحرية، إن جماعة الحوثي مسلحة جيدًا ولديها خطوط إمداد قوية ومتسقة إلى إيران، "ويبحثون عن سبب لاستخدامها".

 

واضاف ويكوف "بينما تزعم المجموعة أن هجماتها الأخيرة على الشحن التجاري في البحر الأحمر تستهدف السفن الإسرائيلية، فإن الواقع هو أنهم يهاجمون أي شيء يمكنهم ضربه. مشيرا إلى أن 25 سفينة مدنية تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين بين عام 2016 وأكتوبر 2023.

 

وتابع إن عمليات النشر الممتدة "ستؤثر على قرارات النشر بعد عامين من الآن، وبعد ثلاث سنوات من الآن" في جميع أنحاء العالم.

 

وقال النائب جو كورتني من ولاية كونيتيكت، وهو الديمقراطي الأعلى في لجنة القوات المسلحة البحرية بمجلس النواب، إن العمليات الممتدة ستضع ضغوطًا على المشرعين لرفع ميزانية البنتاغون بأكثر مما سعت إليه إدارة بايدن للعام المقبل.

 

وأضاف كورتني: "أعتقد أنه من الواضح أننا سنضطر إلى التعامل مع أي زيادة في الخط الأعلى"، مضيفًا أن المشرعين قد يحتاجون إلى التداول بشأن ما إذا كان سيتم إضافة مبلغ إضافي "فوق ذلك".

 

وأضاف كورتني أن عمليات النشر القتالية الممتدة "تضغط على بحريتنا".

 

وقال النائب مايك والتز (جمهوري من فلوريدا)، الذي يرأس اللجنة الفرعية للاستعداد التابعة للقوات المسلحة في مجلس النواب: "نحن نحرق الاستعدادات بما يصل إلى عشرات المليارات من الدولارات لما يعادل في الواقع مجموعة من الإرهابيين الذين يعملون بالوكالة عن إيران". مؤكدا أن "إيران هي جوهر القضية".

 

يرد مسؤولو الدفاع على هذه الحجج بالإشارة إلى أن البحرية كانت دائمًا في مجال حماية الشحن التجاري، وأن شدة الهجمات الحوثية باستخدام القوارب غير المأهولة المتفجرة والصواريخ والطائرات بدون طيار تطلبت استجابة من المجتمع الدولي.

 

وبحسب التقرير فإنه يوما بعد يوم، كانت البحرية الأميركية في المقام الأول هي التي تقاتل موجات من الطائرات بدون طيار الرخيصة المنتجة بكميات كبيرة والتي أطلقها الحوثيون لاستهداف السفن في البحر الأحمر. ويوم بعد يوم تستمر الطائرات بدون طيار في القدوم، مما يضطر الجيش الأميركي إلى حرق مئات الصواريخ التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات في مهمة لا نهاية لها في الأفق.

 

وقال إنها معركة برزت باعتبارها العملية العسكرية الأكثر توسعًا واستمرارًا التي تخوضها الولايات المتحدة حاليًا، وهي حملة تخاطر باستنزاف الذخائر التي يفضل البنتاغون تخزينها لمواجهة محتملة مع الصين. كما تتناقض في بعض النواحي مع إعلان بايدن الشهر الماضي، عندما أعلن أنه ينهي حملته لإعادة انتخابه، أنه أول رئيس في هذا القرن "يبلغ الشعب الأمريكي أن الولايات المتحدة ليست في حالة حرب في أي مكان في العالم".

 

وأكد أن القتال يتغذى إلى حد كبير من إيران مع بعض المساعدة من الشركات الصينية التي تبيع مكونات ذات استخدام مزدوج يمكن استخدامها في الطائرات بدون طيار وغيرها من المعدات، مما دفع إدارة بايدن إلى فرض عقوبات على الحوثيين والأفراد والشركات الإيرانية.

 

وقال جوناثان لورد، وهو مسؤول سابق في البنتاغون، وزميل حاليا في مركز الأمن الأمريكي الجديد في واشنطن "هناك تكلفة ضخمة" تُفرض على الولايات المتحدة لمواصلة مهمتها في البحر الأحمر، بما في ذلك "تكلفة استراتيجية حقيقية لجاهزية الولايات المتحدة، ناهيك عن التكلفة البديلة لقدرتنا على فرض القوة في العالم".

 

هناك مهمتان متداخلتان للقوات الأمريكية في البحر الأحمر. إن Prosperity Guardian عبارة عن جهد دفاعي متعدد الجنسيات لحماية الشحن التجاري في الممر المائي، وPoseidon Archer عبارة عن حملة عقابية تديرها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والتي تطارد بنشاط أهداف الحوثيين في عمق اليمن.

 

وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان إن الجولات السبع من الغارات الجوية - التي شاركت فيها المملكة المتحدة - تتطلب موافقة بايدن وقد "دمرت قدرًا كبيرًا من قدرات الحوثيين"، بما في ذلك "العشرات من مرافق تخزين الأسلحة والمعدات، والعديد من مرافق القيادة والتحكم، وأنظمة الدفاع الجوي، والرادارات، وطائرات الهليكوبتر المتعددة".

 

وخلص "بوليتيكو" في تقريره إلى أنه خلال انتشار حاملة الطائرات يو إس إس أيزنهاور مرتين لمدة تسعة أشهر في البحر الأحمر، أطلقت القوات الأمريكية أكثر من 135 صاروخًا هجوميًا بريًا من طراز توماهوك، وهي أسلحة تكلف أكثر من 2 مليون دولار لكل منها، على أهداف حوثية في اليمن. كما أطلقت السفن 155 صاروخًا قياسيًا من أنواع مختلفة، والتي تكلف ما بين 2 مليون دولار و4 ملايين دولار لكل صاروخ، لتدمير الطائرات بدون طيار.

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: الطائرات بدون طیار الولایات المتحدة فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

12 يوما تهز البنتاغون.. حرب الاحتلال وإيران تفضح أنظمة الدفاع الأمريكية

كشفت المواجهة العسكرية بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، التي اندلعت في 13 حزيران/ يونيو الماضي واستمرت 12 يومًا فقط، عن أزمة حقيقية في القدرات الدفاعية الأمريكية، بعدما استهلكت كميات ضخمة من الصواريخ الاعتراضية في وقت قياسي، في مشهد أثار صدمة داخل وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).

بحسب تحقيق نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن البنتاغون اضطر إلى نشر نظامي دفاع صاروخي من طراز THAAD داخل الاحتلال الإسرائيلي، وهو أمر غير مسبوق، حيث لم يسبق أن تم استخدام نظامين من هذا النوع في منطقة واحدة.

وقال المسؤول السابق عن سياسة الشرق الأوسط في البنتاغون، دان شابيرو، إن هذا الانتشار يعكس حجم التهديد الذي واجهته "إسرائيل"، لكنه في الوقت ذاته كشف مدى هشاشة المخزون الأمريكي.

ووفقًا لمسؤولين أمريكيين تحدثوا للصحيفة، أطلق الجنود الأمريكيون أكثر من 150 صاروخا اعتراضايا من طراز THAAD خلال تلك الأيام، وهو ما يعادل نحو ربع المخزون الذي تم شراؤه منذ 2010، الأمر بلغ حدًا دفع المسؤولين إلى دراسة نقل صواريخ اعتراضية كانت مخصصة لدولة حليفة أخرى – لم يكشف عن اسمها – إلى "إسرائيل"، رغم المخاطر التي كانت تهدد منشآت تلك الدولة النفطية خلال نفس الفترة.

ولم تتوقف الأزمة عند هذا الحد، فقد اضطرت البحرية الأمريكية إلى إرسال سبع مدمرات من طراز "آرلي بيرك" إلى شرق المتوسط والبحر الأحمر، لإسقاط الصواريخ الإيرانية باستخدام صواريخ SM-3، لكن سرعان ما استنفدت الذخائر من هذه السفن، واضطرت للعودة إلى الموانئ لإعادة التسلح، في ظل غياب نظام لإعادة التحميل في عرض البحر، وهو ما وصفه الأدميرال جيمس كيلبي أمام الكونغرس في حزيران/ يونيو الماضي بأنه "نقطة ضعف حرجة في الجاهزية العملياتية".


وبحسب مصدرين في البنتاغون، للصحيفة فإن أداء صواريخ SM-3 كان أقل من المتوقع، حيث لم تتمكن من تدمير عدد كبير من الأهداف، ما زاد من القلق حول كفاءتها القتالية، كما واجهت الوحدات البحرية الأمريكية صعوبات في التنسيق مع الدفاعات الإسرائيلية، بسبب اعتماد الطرفين على الاتصال الصوتي، وهو ما أدى أحيانًا إلى تكرار إطلاق الصواريخ على نفس التهديد.

من الناحية الاقتصادية، تبرز خطورة هذا الاستنزاف بصورة أوضح، فتكلفة الصاروخ الواحد من طراز THAAD تصل إلى 13 مليون دولار، بينما يتراوح سعر صاروخ SM-3 بين 8 و25 مليون دولار، وفقًا لوثائق الميزانية الرسمية.

وتشير تقديرات الباحث لويس رومباو من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) إلى أن إعادة بناء مخزون THAAD فقط سيكلّف ما بين 1.5 إلى 2 مليار دولار، وسيستغرق أكثر من عام، علمًا بأن شركة "لوكهيد مارتن" لا تنتج أكثر من 100 صاروخ سنويًا.

وتعاني أنظمة THAAD أيضا من ضغط تشغيلي كبير، إذ إن خمسة من أصل سبعة أنظمة موجودة حاليا في الخارج: اثنان في "إسرائيل"، وواحد في السعودية، وآخر في جزيرة غوام، وآخر في كوريا الجنوبية، ما يضع وحدات التشغيل تحت عبء متواصل، ويمنعها من الحصول على فترات الراحة أو التدريب اللازمة، بحسب ضابط في وحدة الدفاع الجوي الأمريكي.


وفي ضوء هذه التطورات، حذر مدير برنامج الدفاع الصاروخي في CSIS، توم كاراكو، من أن تكرار مثل هذا السيناريو يمثل خطرًا لا يمكن تحمله، قائلًا: "الولايات المتحدة تستيقظ متأخرة على حقيقة أنها بحاجة إلى شراء كميات ضخمة من الذخائر الدفاعية... فالعالم الآن لا تحكمه الطائرات النفاثة فقط، بل وابل من الصواريخ الرخيصة التي يمكنها إنهاك أي ترسانة متقدمة".

مقالات مشابهة

  • 12 يوما تهز البنتاغون.. حرب الاحتلال وإيران تفضح أنظمة الدفاع الأمريكية
  • مستنقع اليمن.. لماذا لا تنتصر القوة الأمريكية على الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • جنرال أمريكي: هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ساهمت في تطوير التكتيكات العسكرية الأمريكية
  • عطاف يستقبل المستشار الرفيع لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية لإفريقيا
  • عواصف ترابية تجتاح ولايات سودانية.. والسلطات تحذر
  • ما هي الخيارات الأخرى التي تدرسها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد حماس؟
  • أخبار البحر الأحمر: تحرك عاجل لحماية الثروات البحرية وتكريم طالب من أوائل الثانوية الأزهرية
  • زاهي حواس يختتم محاضراته في الولايات المتحدة الأمريكية ويتجه إلى كندا
  • تحليل أمريكي: العقوبات والعمل العسكري يفشلان في وقف هجمات الحوثيين (ترجمة خاصة)
  • تحقيق إسرائيلي: ما هي شركات الطيران التي لا تزال تحلق فوق اليمن وإيران؟ (ترجمة خاصة)