قسد يهدد الأمن القومي لأربع دول... وسوريا لن تقبل بنهر الفرات كحدود شرقية لها
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
رفضت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وساطة روسية من أجل فك الحصار عن وسط مدينتي الحسكة والقامشلي، علماً أنها تمنع دخول صهاريج المياه والوقود والطحين والمواد الغذائية والأدوية، بالإضافة إلى منع حركة دخول المدنيين الى المنطقة والخروج منها. وكان قائد القوات الروسية في سوريا، الفريق سيرغي كيسيل، أجرى مباحثات مطوّلة في القاعدة الروسية في مطار القامشلي في ريف الحسكة، والتقى ممثلين عن قوات الحكومة السورية من جهة، ومع قيادة "قسد" من جهة أخرى، لخفض التصعيد الحاصل في دير الزور، ورفع الحصار الذي تفرضه "قسد" على المربعين الأمنيين الخاضعين لسيطرة الحكومة السورية في مدينتي القامشلي والحسكة.
يعود فشل الوساطة الروسية إلى أن سوريا تتواصل مع طرف لا يملك أي قرار دون موافقة الاميركيين، كما يقول النائب السابق في مجلس الشعب السوري، مهند الحاج علي لـ"لبنان24". ولنا تجارب سابقة مع هذا التنظيم الإنفصالي، ففي عام 2017 تم الاتفاق مع قيادة قسد على القيام بدوريات مشتركة بين الجيش العربي السوري والقوى الأمنية على تسيير دوريات أوسع خارج المربع الأمني في مدينة القامشلي ولكن "تنظيم الاسايش" الذي يفترض أنه بإمرة القيادة السياسية لهذا التنظيم، غدر بالقوى الأمنية السورية وأوقعها بكمين أدى إلى استشهاد اكثر من15 عنصراً وجرح العشرات، ورغم ذلك فتحت دمشق أبوابها للحوار البناء مع هذا التنظيم، ولكن للاسف هذا التنظيم لا يريد التفاوض تحت سقف الدستور السوري، فهم يريدون الإنقلاب على الدستور من خلال المطالبة بما يسمى الإدارة الذاتية على الجزيرة السورية علماً أن الكرد في تلك المنطقة لا يشكلون في احسن الحالات سوى 15% من جموع السكان، لأن الاغلبية عربية، ولكنهم رغم ذلك لا يملكون أي قرار في الحوار.
تستشير قسد في كل بند من بنود الطرح الروسي للحل الاميركيين الذين لديهم مصلحة في بقاء الوضع على ما هو عليه للضغط على الحكومة السورية سياسيا وعسكريا واقتصاديا من خلال استمرار سرقة النفط السوري وحرمان بقية السوريين منه، بحجة أن تنظيم قسد قد حارب داعش وانهم يريدون تطبيق قرار الامم المتحدة رقم 2254 الصادر عام 2015 والذي ينص على مكافحة الارهاب واعادة الاعمار والحفاظ على وحدة الاراضي السورية ووقف اطلاق النار ( والتوصل إلى تسوية سياسية في سورية )، يقول الحاج علي.
يركز الأميركي ، بحسب الحاج علي فقط على البند السابق الذكر، ويطالب بإقامة دولة كردية في شمال شرق سورية تمتد إلى الجنوب التركي وشمال العراق وشمال إيران، متغافلا عن باقي بنود القرار وخاصة وحدة الاراضي السورية، وهذا يشكل خرقا واضح للدستور السوري ولا يمكن لسورية أن تقبل بأي من هذه الطروحات أو بأي حالة سياسية أو عسكرية خارج إطار الدولة السورية.
ينظر غالبية السوريين، كما يقول الحاج علي، إلى تنظيم قسد الإنفصالي على انهم مجموعة من السوريين الخونة الذين يستخدمون التعطيش كسلاح من أجل الضغط على السكان هناك الرافضين لحكمهم وهذا ما يحصل في الحسكة حالياً ، من خلال محاصرة هذا التنظيم لمناطق سيطرة الدولة ومنع إيصال المياه لها، كما أنهم يقومون بحرق محصول القمح لأي فلاح يريد بيع محصوله للدولة السورية ، ويقومون بسرقة النفط وتسليمه للأميركي ، بالإضافة إلى سياسة القمع والتجنيد الإجباري التي أدت إلى انتفاضة العشائر العربية ضدهم واندلاع اشتباكات . وبالتالي أمام ممارسات كهذه يعتقد الحاج علي أنهم بعيدون كل البعد عن تسوية مع هؤلاء الانفصاليين .
للولايات المتحدة الأميركية مصلحة ببقاء قواعدها غير الشرعية في سورية بحجة أنها تريد حماية حلفائها في ظل التوترات الأخيرة و إبان عملية "طوفان الأقصى" وعلى رأسهم إسرائيل وتنظيم قسد، يقول الحاج علي، لذلك دفعت بتعزيزات لتلك القواعد غير الشرعية مثل حقل العمر النفطي وحقل كونيكو ، ولكن المقاومة السورية - العراقية وبعد أن أعطت فرصة للسياسة لإخراج الأميركيين، والتي فشلت تماماً بسبب مماطلة واشنطن، عادت إلى استهداف القواعد الأميركية، بل وتحولت هذه الجبهة إلى جبهة ضغط وإسناد لغزة ، للضغط على الإدارة الأميركية.
إن مستقبل الجزيرة السورية هو بيد المقاومة و إرادتها وليست بيد الأميركيين يؤكد الحاج علي. فواشنطن في هذه المنطقة تدرك أنها ضعيفة وكانت تعمل على انسحاب قواتها العسكرية، لأن هذه القواعد ما هي إلا أهدافا سهلة التدمير أمام ضربات المقاومة أو الجيش العربي السوري، وبالتالي واشنطن غير قادرة على تحمل كلفة الدم الناتج في سورية. ففي حال الذهاب لأيام قتالية طويلة من المؤكد أن هذه القواعد ستصبح اثرا بعد عين. ولذلك طرح الأميركيون مبادرة لوقف اطلاق النار في غزة ويحاولون تحسين شروط التفاوض مع سوريا و العراق لتأمين خروج مشرف لهم باعتبار ان الولايات المتحدة قوة عالمية .
مهما قدمت واشنطن من دعم عسكري لهذا التنظيم الإنفصالي، لن يشكل ذلك أي فرق على سير العمليات العسكرية،يقول الحاج علي. فرغم الدعم الجوي الأميركي منذ عام تقريباً استطاعت العشائر العربية تحرير بلدات عدة من هذا التنظيم والسبب الأساسي هو أنه مرفوض و منبوذ من الشعب السوري في الجزيرة السورية ولم يستطع أن يصوّر نفسه كبديل عن الدولة السورية وبالتالي لا يملك أي شرعية في الشارع السوري، فمهما بلغ الدعم الذي يحصل عليه، لن يستطع بسط سيطرته بالقوة، لأن العشائر هناك قوية وتملك امتداداً تاريخياً في المنطقة، ودعماً لا محدود من الجيش العربي السوري ومؤسساته الأمنية، ومن غرفة عمليات المقاومة المشتركة .
ويتوقع الحاج علي أن يزداد الدعم الأميركي لقسد خاصة أن هذا التنظيم يقوم منذ عدة أيام بمهاجمة نقاط الجيش العربي السوري في شمال حلب، كما أنه يهاجم النقاط التركية غير الشرعية في محاولة إفشال الاتفاق السوري - التركي المرتقب، أو قضم المزيد من المناطق التي يسيطر عليها ما يسمى الجيش الوطني الحر ، كي يفرض هذا التنظيم نفسه كأمر واقع على القيادة السورية. لكن الجيش العربي السوري منذ عامين تقريبا يقوم بتدريب مجموعات من المغاوير على اقتحام حاجز مائي والسيطرة على الطرف المقابل، في إشارة إلى أن الدولة السورية لن تقبل بنهر الفرات كحدود شرقية للجمهورية العربية السورية، ولو اضطرت إلى فرض ذلك بقوة النار بعد استنفاذ كل الحلول السياسية التي مازالت دمشق تفضلها حتى هذه اللحظة وتفتح أبوابها لها حقناً للدماء، ولكن باعتقاد الحاج علي إذا ما وصلت الأمور للانفجار الكبير على مستوى الإقليم، لن يكون هناك ما يسمى تنظيم قسد لأنه يهدد الأمن القومي لأربع دول هي سوريا والعراق وإيران وتركيا، وبكل تأكيد سيكون هو الضحية الأولى باعتباره الأداة الأهم التي تستخدمها الولايات المتحدة للضغط على هذه الدول ويجب التخلص منها فوراً.
وعليه، فإن استهداف القواعد الأميركية غير الشرعية في سورية قد يكون، بحسب الحاج علي، نوع من أنواع الرد من قبل المقاومة العراقية على استهداف قياداتها وقواعدها في شمال محافظة بابل الذي تزامن مع استهداف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية والقيادي العسكري في حزب الله فؤاد شكر ، في حين أن الرد الايراني سيكون في قلب الكيان الاسرائيلي وقد يكون الرد متزامنا بين كل أركان المحور ، والساعات القلية المقبل المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الجیش العربی السوری هذا التنظیم غیر الشرعیة تنظیم قسد فی سوریة
إقرأ أيضاً:
ترامب يجتمع بفريق الأمن القومي لبحث استهداف إيران قاعدة العديد
قال مسؤول أميركي إن الرئيس دونالد ترامب اجتمع بفريق الأمن القومي لبحث استهداف إيران قاعدة العديد.
وأوضح المصدر أن ترامب في غرفة العمليات مع وزير الدفاع ورئيس الأركان.
وأعلنت إيران، الإثنين، أنها شنت هجوماً على القوات الأميركية في قاعدة "العديد" الجوية في قطر.
وأكد التلفزيون الإيراني إصابة قاعدة "العديد" الأميركية في قطر "رداً على العدوان الأميركي"، فيما أفاد موقع "أكسيوس" الإخباري بأن إيران أطلقت ستة صواريخ صوب القاعدة الأميركية في قطر.
وأكد ترامب، صباح الاثنين، أن الضربات الأميركية دمرت المواقع النووية الإيرانية المستهدفة، وتسببت بـ"ضرر هائل" على الرغم من تنويه مسؤولين من أن الحجم الحقيقي للأضرار لا يزال غير واضح.
وقال مسؤولون دفاعيون أميركيون إنهم يعملون على تحديد حجم الأضرار التي سببتها الضربات. ولم تذكر إيران كذلك حجم الأضرار التي لحقت بها في الهجوم، كما لم تكشف طهران عن أي تفاصيل حتى الآن عن الضربات التي تعرضت لها من قبل إسرائيل.
وكتب ترامب على حسابه في منصته التواصلية التي يمتلكها "تروث سوشيال": "لحق ضرر هائل بجميع المواقع النووية في إيران، كما أظهرت صور الأقمار الصناعية. التدمير مصطلح دقيق"، دون أن يرفق منشوره بالصور التي أشار إليها.
وأضاف ترامب: "الهيكل الأبيض الظاهر مغروس بعمق في الصخر، حتى سقفه يقع أسفل مستوى الأرض بكثير، وهو محمي تمامًا من اللهب. وقع أكبر ضرر على عمقٍ كبيرٍ تحت مستوى الأرض. هدف محقق!".
يأتي ذلك فيما أفاد مراسل "أكسيوس" Axios على "إكس" أن ترامب سيجتمع مع فريقه للأمن القومي في الواحدة ظهرا اليوم الاثنين لمناقشة نتائج الهجوم على إيران.
وكان مسؤولون كبار في إدارة الرئيس ترامب أكدوا، أمس الأحد، أن الغارات الجوية الأميركية على مواقع نووية إيرانية لم تكن تهدف لتغيير النظام، فيما حثت واشنطن طهران على الابتعاد عن الرد العسكري واللجوء إلى التفاوض.