يمانيون:
2025-06-03@16:12:22 GMT

خطاب الضمير ونموذج الجمع بين الوعظ والتطبيق

تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT

خطاب الضمير ونموذج الجمع بين الوعظ والتطبيق

عبد العزيز أبوطالب
بأسلوبه المتميز النافذ إلى أعماق الوجدان والمحاور للفطرة والعقل استعرض السيد القائد يحفظه الله في خطابه الأسبوعي ما يعانيه شعب عربي مسلم في فلسطين من ظلم لا تستوعبه العقول ولا ترضاه الفطرة الإنسانية من قتل لا يستثني طفلاً ولا امرأة ولا شيخاً كبيراً، من تجويع لشعب محاصر يمنع من وصول المساعدات أو العمل في أرض الله، من استهداف لإبادة جيل كامل إما قتلاً وتجويعاً أو بالأمراض تعمّد العدو نشر فيروساتها لتصنع جيلاً مشلولاً.


يتساءل السيد أسئلة استنكارية تثير كوامن العقول وتحرك عواطف القلوب، يسأل مئات الملايين من أمة الإسلام الذين يقرأون كتاب الله تعالى ألا تستثيركم هذه المشاهد؟
ألا  تحزنون لأطفال جوعى خائفين مرعوبين من صواريخ العدو الصهيوني؟
ألا تتحركون لاستغاثات النساء الثكالى وهن يخاطبن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم “يا رسول الله لا تشفع لهم”؟
ما هو جوابكم أمام الله تعالى يوم القيامة حين يسألكم عن واجب النصرة؟
ألم تقرأوا قول الله تعالى: “وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا”
ألم تقرأوا قول الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ”
ثم يحذرهم السيد القائد من عاقبة خذلان إخوتهم في فلسطين ونتائج مداهنة القتلة المستبيحين للأنفس المحرمة والمقدسات الإسلامية و ويذكرهم بقول الله تعالى: “إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.”، لأن التعاليم الإلهية عادة لا تقتصر عاقبة التفريط فيها على الآخرة بل إنها تبدأ من الدنيا كما تنص الآية الكريمة.
يناقش السيد القائد ما يمكن أن تكون أسباباً لذلك الإعراض والتخاذل والتعامي عن ما يحصل في غزة، هل هو الخوف من الأمريكان والصهاينة كما هو نراه ونلمسه من زعماء وشعوب مسلمة، وعلماء يدعون العلم؟
وهنا يذكرهم بالخوف الحقيقي وهو الخوف من الله والوقوف بين يديه يوم لا تملك نفسٌ لنفسٍ شيئاً.
في لحظة جامعة بين الوعظ والتطبيق ينتقل السيد القائد من حالة الوعظ التي أدمن عليها بعض من يدعون العلم ولكنهم يتمحورون حولها معتقدين أنهم قد قاموا بما يجب وسقطت عنهم المسؤولية أمام الله، إلى حالة التطبيق عندما سرد قائمة بمساندة الجبهة اليمنية من عمليات عسكرية وأنشطة وفعاليات داعمة وإعداد تعبوي، ويذكر مساهمة الشعب اليمني في قافلة التضحيات من شهداء وجرحى في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” ضمن “محور القدس محور الجهاد والمقاومة”.
يحقق السيد مفهوم الانعتاق من حالة التمركز حول الوعظ إلى التطبيق العملي خوفاً من التهديد الإلهي لأولئك الذين يقولون ما لا يفعلون وكبُرَ عند الله مقتاً أن يقولوا ما لا يفعلون، وهنا يكرر السيد القائد الوعيد بأن الرد على الكيان الصهيوني آتٍ لا محالة، متجاوزاً كل الضغوط التي تمارس لمنعه أو احتوائه، لا يخشى ما جمعته أحزاب الشر من الأساطيل والطائرات واثقاً أنما ذلك تخويف من الشيطان لأوليائه، وهو ما لا ينطبق على الشعب اليمني المؤمن المجاهد، الذي تميز بالسمع والبصيرة حين صُمّ وعمي الآخرون.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: السید القائد الله تعالى

إقرأ أيضاً:

ملتقى المرأة بالأزهر يوضح كيفية استغلال العشر الأوائل من ذي الحجة

أوضحت الدكتورة فاطمة جابر، أن العشر الأوائل من ذي الحجة تُعتبر من أحب الأيام إلى الله، حيث قال تعالى: " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِميناً"؛ فهي تمثل آخر موسم للرحمة والغفران في العام الهجري، فتتضاعف الحسنات في هذه الأيام، ويعظم فيها الذنب؛ لذا يجب علينا تعظيم ما عظمه الله واجتناب المعاصي.

دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة.. كلمات مجربة لزيادة الرزقدعاء العشر الأوائل من ذي الحجة للرزق وتيسير الحال.. ردده في السجود

وخلال حديثها باللقاء الأسبوعي الذي يعقده الجامع الأزهر من خلال البرامج الموجهة للمرأة، دعت أستاذة الفقه المساعد بجامعة الأزهر الجميع لاستقبال هذه الأيام بالفرح والاستعداد الإيماني، وتجديد التوبة والصدق في التوجه إلى الله، واستثمار الطاعات، مثل أداء فريضة الحج، وخصوصًا لمن لم يحج، وصيام يوم عرفة، والتكبير والتهليل ،والتقرُّب إلى الله بنَحْرِ الأضاحي ،والاستزادة من النوافل، والصدقة ، والاجتهاد في جميع الطاعات وأعمال البر وتلاوة القرآن الكريم ،وصلة الأرحام، وقضاء حوائج الناس ،والدعوة إلى الله، ونشر العلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،والإصلاح بين الناس وإدخال السرور على قلوب الناس، وغير ذلك، فينبغي علينا أن نحسن الاستعداد والاستثمار لهذه الأيام المباركة.

 أكدت الدكتور عزة محمد عبد الرحمن، أن العشر الأول من ذي الحجة تُعد من أعظم أيام العام بركة وخيرًا، داعيةً المسلمين إلى استثمار هذه الفترة في التجارة مع الله تعالى، حيث قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}، وأوضحت أن ثمار التجارة مع الله في هذه الأيام أعظم من غيرها.

وأشارت أستاذة الفقه المساعد بجامعة الأزهر، إلى كيفية استثمار هذه الأيام المباركة من خلال التقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة التي يجب على المسلمين الإكثار منها، مثل صيام التسع من ذي الحجة ،والتكبير ،والتحميد والتهليل ،والحوقلة ،والتصدق، وصلة الأرحام وقراءة القرآن.

 كما أكدت على ضرورة التوبة النصوح والرجوع إلى الله، والعزم على ترك المعاصي، مشددة على أهمية الإقلاع عن الظلم ،ورد المظالم والإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مؤكدة أن هذه الفضائل توجب على المسلمين التعرض لنفحات الله في هذه الأيام المباركة.

وفي ذات السياق أشارت الدكتورة حياة حسين العيسوي، إلى فضائل عشر ذي الحجة، مستندة إلى قوله تعالى: ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾، قيل : المراد بالليالي العشر عشر ذي الحجة، وأوضحت أن لهذه الأيام فضائل عظيمة جعلت النبي محمد ﷺ وأصحابه يعظمونها، فلقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على العمل فيها، حيث قال "ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام، وعندما سُئل: "ولا الجهاد في سبيل الله؟"، أجابﷺ"ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلا خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء".

كما أبرزت الباحثة بالجامع الأزهر، أن يوم عرفة يعد اليوم المشهود، وهو الحج الأكبر، حيث يباهي الله ملائكته بالحجاج، ويغفر لهم فيرجعون بلا ذنوب كما ولدتهم أمهاتهم، حيث أكمل الله تعالى الدين وأتم النعمة، قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾، كما أشارت إلى أن عشر ذي الحجة تضم عيد الأضحى وصلاة العيد، ويوم التروية، ويوم النحر، حيث يضحي المسلمون ويتقربون إلى الله بأفضل عمل وهو النحر، كما جاء في قوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾.

 أكدت د.حياة أن تعظيم الأيام العشر من مظاهر الوحدة في الرؤية والرسالة والقيم والأهداف الاستراتيجية، مشددة على أن الوحدة هي قوة يحبها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؛ قال تعالى : ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ).

طباعة شارك العشر الأوائل من ذي الحجة أحب الأيام إلى الله الجامع الأزهر الأيام المباركة يوم عرفة

مقالات مشابهة

  • الهجرة مشروع الإيمان والتضحية .. دلالات إيمانية من محاضرة السيد القائد ضمن سلسلة القصص القرآني
  • دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي حول الزلازل: ليست انتقامًا من الله
  • كل أسبوع.. «الأضحية» تكافل وتراحم وصلة
  • دلالات استخدام الأرقام في خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي
  • هل كثرة الأحلام من الشيطان؟.. انتبه لـ7 حقائق وتحصن بـ4 آيات
  • وزير الداخلية السيد أنس خطاب يلتقي نظيره السعودي عبد العزيز بن سعود في مدينة جدة، ويبحث معه تعزيز التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين
  • آداب وفضل صيام يوم عرفة.. ماذا كان يقول الرسول؟
  • ملتقى المرأة بالأزهر يوضح كيفية استغلال العشر الأوائل من ذي الحجة
  • كيف أعرف أن الله قد عفا عني وسامحني؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم الجمع بين طواف الإفاضة والوداع.. دار الإفتاء تجيب