لعبة القوى تتغير.. اجتماع جدة شاهد على صعود الجنوب العالمي
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
أدت الحرب الروسية المستمرة على أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط إلى تحول سريع في المشهد الدولي، خاصة على مستوى صعود دول الجنوب العالمي ودورها المتزايد الأهمية في النظام الدولي، وهو ما برز قبل أيام خلال اجتماع جدة في السعودية بشأن سبل إنهاء الحرب، بحسب ما نقله موقع "مودرن دبلوماسي" الأمريكي (Modern diplomacy) عن صحيفة "جلوبال تايمز" (Global Times) الصينية.
والسبت والأحد الماضيين، استضافت السعودية اجتماعا شارك فيه أكثر من 40 دولة ومنظمة، بينها الصين فيما غابت عنه روسيا، واتفقوا على إجراء مزيد من المشاورات قبل عقد اجتماع جديد "في أحد بلدان الجنوب العالمي" دون إعلان تاريخ.
وذكر الموقع، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أنه مع انتهاء المحادثات قال خبراء صينيون الأحد إن "الحل السياسي للنزاع الروسي الأوكراني هو النهج الأنسب والأقل ضررا".
وفي اليوم نفسه، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف الأحد أن اجتماع جدة "انعكاس لجهود الغرب غير المجدية والمحكوم عليها بالفشل لتعبئة المجتمع الدولي، وبصورة أدق بعض دول الجنوب العالمي، دعما لما تُسمى بصيغة (الرئيس الأوكراني فولاديمير) زيلينسكي (بشأن تسوية النزاع)، وهي صيغة محكوم عليها بالفشل".
ويدعو زيلينسكي إلى انسحاب جميع القوات الروسية، وعودة جميع الأراضي الأوكرانية إلى سيطرتها، وسبق وأن أعلنت موسكو وكييف تعليق المفاوضات بينهما بعد 3 جولات مباشرة في مدن غوميل وبريست في بيلاروسيا وإسطنبول في تركيا.
وتبرر روسيا حربها في جارتها أوكرانيا بأن خطط كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.
اقرأ أيضاً
خبراء: قمة السلام الأوكرانية بجدة شكلية وتخدم فقط أجندة بن سلمان والسعودية
قوة ناشئة
و"حصلت البلدان النامية على مجال للمناورة في لعبة القوى الكبرى، وازداد نفوذها السياسي بسرعة، وحافظ الجنوب العالمي على استقلاله الدبلوماسي والاستراتيجي على خلفية الأزمة الأوكرانية واتخذ مسارا وسطيا لتسريع صعوده كقوة ناشئة في السياسة العالمية"، بحسب الموقع.
وأضاف أنه "بعد اندلاع الحرب، لم تنحاز العديد من دول الجنوب إلى أي طرف أو تخضع لضغوط الولايات المتحدة للانضمام إلى معسكر إدانة ومعاقبة روسيا، ويمثل هذا بداية انفصال الجنوب العالمي عن سيطرة القوى الكبرى، وإعادة تموضع مكانته ودوره الدوليين".
وتتضمن تصورات دول الجنوب، كما أضاف الموقع، حول الأزمة الروسية الأوكرانية النقاط التالية: "أولا، اتخذت دول الجنوب العالمي موقفا محايدا، إذ تعتقد أن الحرب هي صراع ظاهري بين روسيا وأوكرانيا، لكنها في الواقع مواجهة استراتيجية بين روسيا من جهة والولايات المتحدة والغرب من جهة أخرى".
وتابع أنه "باعتبارها القوة الأساسية للجنوب العالمي، اتخذت دول (مجموعة) البريكس موقفا مستقلا على أساس تاريخ القضية، وحافظت على موقف محايد ومتوازن بين طرفي الصراع".
و"ثانيا، تلعب دول الجنوب العالمي دور الوسيط، وتعتقد أن قضية أوكرانيا لا يمكن حلها في ساحة المعركة وتدعو إلى حلها بالوسائل السياسية والدبلوماسية، ولذلك تبذل الصين والدول الأفريقية والسعودية والبرازيل وتركيا ودول أخرى جهودا لتعزيز محادثات السلام"، وفقا للموقع.
وأردف: "ثالثا، تدافع تلك الدول بحزم عن مصالحها الخاصة، فالدول النامية ضحايا للصراع بين روسيا وأوكرانيا، والعقوبات أحادية الجانب التي فرضتها الولايات المتحدة والغرب على روسيا تسببت في كارثة اقتصادية خطيرة".
وأوضح أنه "نتيجة لذلك، يواجه العديد من البلدان النامية مخاطر على مستوى الطاقة والأمن الغذائي وتدهور حاد في بيئة التنمية، وقد فاقمت الأزمة من صراع المصالح بين دول الجنوب والولايات المتحدة والغرب، ومن المستحيل عليهم الانضمام إلى العقوبات ضد روسيا، لأن ذلك سيكون ضد مصالحهم الخاصة، لذلك يسعون إلى حل للأمة يختلف عن حل الولايات المتحدة والغرب".
اقرأ أيضاً
تفوق على كوبنهاجن.. انتقاد روسي وإشادة أوكرانية باجتماع جدة
من الغرب إلى الشرق
وبحسب الموقع فإن "الصراع بين روسيا وأوكرانيا ليس مجرد نزاع بين البلدين، ولكنه أيضا صراع أمني بين روسيا والناتو، لذلك دأبت الصين على الدعوة إلى المفاوضات والإنهاء الفوري للصراع ووقف إطلاق النار وحل النزاع الروسي الأوكراني لتخفيف الضغوط على مجتمعات البلدين وكذلك على أوروبا والعالم".
واعتبر أن "صعود الجنوب العالمي يعكس اتجاه التحول من الغرب إلى الشرق في ميزان القوى في عالم اليوم. ولم تعد الدول النامية مهمشة من المجتمع الدولي وتعتمد على القوى الكبرى وتحت رحمة الآخرين، بل برزت كقوة مهمة على الساحة الدولية".
وأفاد بأن "الحجم الاقتصادي لهذه البلدان وديناميتها الدبلوماسية وخطابها الدولي شهدت تغيرات جذرية، ومنحتها قوتها الاقتصادية المتصاعدة ونفوذها السياسي ثقة استراتيجية، ما دفعها إلى إظهار المزيد من الاستقلالية الاستراتيجية".
و"صعود الجنوب العالمي، باعتباره الاتجاه التحولي الأبرز في النظام الدولي بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، سيعزز بناء نظام دولي عادل ومعقول"، كما توقعت "جلوبال تايمز".
اقرأ أيضاً
اجتماع جدة يتوافق على مواصلة التشاور وصولا للسلام في أوكرانيا
المصدر | مودرن دبلوماسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: روسيا أوكرانيا حرب اجتماع جدة الجنوب العالمي اجتماع جدة بین روسیا
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية التركي يزور روسيا
أنقرة (زمان التركية) – توجه وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إلى روسيا في ظل المساعي التركية للتوصل إلى حل دائم وعادل للحرب الروسية الأوكرانية.
وذكرت وزارة الخارجية التركية في بيان عبر حسابها بمنصة إكس أن فيدان التقى بنائب الرئيس الروسي ورئيس الوفد الروسي في مفاوضات إسطنبول، فلاديمير ميدينسكي.
ومن المنتظر أن يبحث فيدان خلال اللقاءات العلاقات الثنائية بين البلدين بشكل مفصل وإعادة النظر في الوضع الحالي بالتعاون بينهما في مجالات التجارة والطاقة والسياحة وتناول الخطوات الممكن اتخاذها.
ومن المتوقع أيضا أن يؤكد فيدان علىالتزام تركيا بتحقيق السلم العادل والدائم بالحرب الروسية الاوكرانية والإعراب عن سعادة تركيا من التقدم المحرز في العملية من خلال التطورات المهمة التي حدثت مؤخرا.
وسيجدد فيدان التأكيد على استعداد تركيا لأداء ما يقع على عاتقيها في إطار دورها التيسيري بالمفاوضات بين الأطراف مثلما فعلت خلال عام 2022 وفي 16 من الشهر الجاري بجانب تبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية بما يشمل سوريا وقطاع غزة وجنوب القوقاز.
جدير بالذكر أن فيدان أجرى آخر زيارة إلى روسيا في 10 و11 يونية/ حزيران من عام 2024 للمشاركة في اجتماع مجموعة بريكس بلاس.
وشارك فيدان أيضا في قمة بريكس في 24 أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2024 رفقة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
وكان آخر لقاء مباشر بين فيدان ولافروف في الثاني عشر من أبريل/ نيسان من العام الجاري خلال منتدى أنطاليا الدبلوماسي.
وزار لافروف تركيا في الثالث والعشرين من فبراير/ شباط من العام الجاري والتقى حينها بفيدان.
واجتمع فيدان ولافروف أيضا خلال اجتماع منصة التعاون الإقليمي الثلاثية 18 أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2024 في إسطنبول وخلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في 20 فبراير/ شباط من العام الجاري في جوهانسبرغ.
Tags: الحرب الروسية الأوكرانيةالمفاوضات الروسية الاوكرانيةروسياهاكان فيدان