محطة القمر الروسية الصينية.. اختراق علمي لإيصال الهيليوم 3 إلى الأرض
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
الصين – اقترح علماء صينيون في إطار مشروع المحطة القمرية الروسية الصينية المشتركة بناء منصة إطلاق مغناطيسية على سطح القمر لإرسال عينات من تربة وحجارة القمر إلى الأرض.
وكتبت صحيفة South China Morning Post أن مقترح علماء في معهد شنغهاي لأبحاث هندسة الأقمار الصناعية، يتضمن تركيب رافعة مغناطيسية تعمل على مبدأ رياضة “رمي المطرقة” في ألعاب القوى، ويعتين تنفيذ دوران ذراع الرافعة بسرعات متزايدة قبل إعادة إرسال الكبسولة إلى الأرض.
واستند العلماء في قناعتهم بنجاعة الفكرة هذه على الظروف البيئية الفريدة المتواجدة على سطح القمر كالفراغ العالي والجاذبية المنخفضة، حيث سيكون بالإمكان إرسال العينات والحمولات بمعدل مرتين يوميا، وستصل تكلفة تقنية النقل هذه إلى حوالي 10٪ فقط من تكلفة الطرق المتبعة حاليا.
وقال العلماء: “نظرا لأن تركيب هذه التقنية سيستهلك الطاقة الكهربائية فقط ولن يحتاج إلى وقود، فسيكون صغير الحجم جدا وسهل التنفيذ”.
وأشاروا أيضا إلى أن الهدف الرئيسي سيكون استخراج “الهيليوم 3” النادر للمساعدة في الطاقة النظيفة على الأرض. ويعتقدون أن المشروع سيساهم أيضا في تطوير تقنيات التعدين في الفضاء ومركبات الإطلاق الثقيلة والذكاء الاصطناعي.
وأضافوا: “سيستخدم نظام الإطلاق المقترح ذراعا متحركة دوارة بطول 50 مترا ومحركا مزودا بالموصلات الفائقة التي تتحمل درجة حرارة عالية بهدف التمكن من إطلاق كبسولات العينات والموارد المرسلة.
“وبعد 10 دقائق من الإطلاق، ستصل سرعة دوران الرافعة إلى سرعة الإفلات للقمر وهي 2.4 كيلومتر في الثانية وحوالي سدس سرعة الإفلات للأرض وتضعها على المسار الصحيح للعودة إلى الأرض” .
ويقترح العلماء تصميم هذا النظام ليدوم 20 عاما على الأقل في عمله، وسيزن حوالي 80 طنا، لذا قبل أن يتم تسليمه إلى القمر، سيكون من الضروري انتظار بدء تشغيل مركبة الإطلاق الصينية ذات الحمولة الفائقة.
وأفادت الصحيفة الصينية أيضا أن الفريق العامل في المشروع اقترح أنه يمكن أن يكون في إطار مشروع روسي صيني مشترك مقترح لبناء محطة أبحاث في القطب الجنوبي للقمر بحلول عام 2035.
المصدر: SCMP
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: إلى الأرض
إقرأ أيضاً:
فك الشفرة الجينية لمصري عاش قبل 4500 عام.. ماذا اكتشف العلماء؟
تمكن الباحثون لأول مرة من فك أقدم وأكمل شفرة جينية لمصري قديم عاش قبل حوالي 4500 عام، ما يكشف عن أسرار جديدة من زمن المملكة القديمة.
هذه الاكتشافات تقدم رؤى جديدة حول الحياة في تلك الفترة التاريخية.. فماذا اكتشف العلماء؟
تعود بداية القصة إلى عام 1902، عندما عثر علماء آثار بريطانيون على رفات هذا الرجل داخل إناء من الخزف الموجود في قبره بمقبرة النويرات، التي تقع على بُعد أكثر من 240 كيلومترًا جنوب القاهرة.
يُعتقد أن الظروف غير العادية للدفن ساعدت على الحفاظ على الحمض النووي سليماً عبر آلاف السنين.
استخدم العلماء الحمض النووي المستخرج من أسنان هذا الرجل لفك الشفرة الكاملة لجينومه، وتُعَدُّ نتائج هذا الاكتشاف علامة فارقة، حيث نُشرت في مجلة Nature المرموقة.
وعاش هذا الرجل بين عامي 2855 و2570 قبل الميلاد، خلال فترة انتقالية بين نهاية العصور الأسرية المبكرة وبداية عصر المملكة القديمة.
ما أهمية الاكتشاف؟يسعد العلماء بفتح هذا الفصل الجديد في تاريخ مصر القديمة، فقد كانت الدراسات السابقة قد تمكنت من فك شفرات جينية تعود إلى إنسان النياندرتال قبل نحو 45 ألف عام، لكن مصر ظلت لغزًا استثنائيًا في هذا السياق.
كان أقدم حمض نووي تم استخراجه سابقًا من ثلاث مومياوات يعود إلى تاريخ يتراوح بين عامي 787 و23 قبل الميلاد، ولكن هذا الجينوم المكتشف مؤخرًا يعتبر إنجازًا كبيرًا لأنه يعود لفرد عاش قبل ذلك بـ1500 عام.
تشير البيانات الجينية إلى أن حوالي 80% من أصول هذا الرجل تعود إلى سكان شمال أفريقيا في العصر الحجري الحديث، بينما تنتمي الـ20% المتبقية لشعوب قديمة من غرب آسيا، بما في ذلك بلاد ما بين النهرين. لم يعثر الباحثون على أي دليل يوضح وجود أصول من شرق أفريقيا أو أفريقيا جنوب الصحراء.
ما سبب اختلاط الجينات؟لا يعرف الباحثون متى حدث الاختلاط بين هاتين المجموعتين السكانيّتين، لكن يُحتمل أن ذلك حدث عبر مئات، أو حتى آلاف السنين، وقد تكرر ذلك أكثر من مرة.
هذه البيانات تتماشى مع الأدلة الأثرية التي تشير إلى أن الناس كانوا يتنقلون ويتزاوجون عبر المناطق المختلفة، مما يعزز النظرية التي تؤكد على أن مصر القديمة كانت مركزًا ومحورًا لحضارة العالم القديم.
أحد الإنجازات المهمة في هذا البحث هو إعادة بناء وجه هذا الرجل بناءً على المعلومات الجينية المكتشفة. استخدم فريق البحث ألوانًا رمادية فقط لتفادي التخمينات حول ملامح لا يمكن تحديدها بدقة، مستثنيًا الشعر ولون البشرة. يُعتقد أن هذه التصورات قد تثير بعض الجدل، كما حدث مع صور سابقة لمصريين قدماء.
وبحسب العلماء، يعد هذا الاكتشاف خطوة هامة نحو فهم أعمق لماضي مصر القديمة والتفاعلات الثقافية بين الشعوب في تلك الفترة التاريخية، مما يسلط الضوء على أهمية البحث الجيني في مجال الآثار.