اكتشف علماء في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو طريقة يمكن من خلالها تجويع خلايا سرطان البنكرياس، الأمر الذي يؤدي إلى موتها، والطريقة المكتشفة كانت من خلال اتباع نظام غذائي عالي الدهون أو كيتوني، ومنع خلايا السرطان من الاستفادة من الدهون الموجودة في هذا النظام كمصدر للطاقة من خلال منح علاج يقوم بهذه المهمة.

قطع مصادر الطاقة عن الخلايا السرطانية

كشفت دراسة حديثة عن نقطة ضعف جديدة في الأورام البنكرياسية تجاه دواء موجود بالفعل لعلاج السرطان، والعلاج يحجب عملية الأيض الدهني، وهو المصدر الوحيد للطاقة للسرطان طالما أن الفئران على النظام الكيتوني، مما يؤدي إلى توقف نمو الأورام، واكتشف الفريق هذا الأمر أثناء محاولتهم معرفة كيفية استمرار الجسم في العيش على الدهون أثناء الصيام، ونُشرت هذه النتائج في 14 أغسطس/آب بمجلة نيتشر.

قال الدكتور دافيد روجيرو، الباحث في الجمعية الأميركية للسرطان بأقسام المسالك البولية وعلم الصيدلة الخلوية والجزيئية في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو والمؤلف الرئيسي للدراسة، "أدت نتائجنا مباشرة إلى فهم حياة أحد أكثر أنواع السرطان فتكا، وهو سرطان البنكرياس".

الكشف عن نقطة ضعف جديدة في الأورام البنكرياسية تجاه دواء موجود بالفعل لعلاج السرطان (Getty)

اكتشف فريق روجيرو أولا كيف يقوم بروتين، يعرف بعامل بدء الترجمة في الخلايا حقيقية النواة (eIF4E)، بتغيير عملية الأيض في الجسم للتحول إلى استهلاك الدهون أثناء الصيام، ويحدث التحول نفسه أيضا بفضل عامل بدء الترجمة في الخلايا حقيقية النواة، عندما يكون الحيوان على نظام غذائي كيتوني.

ووجد الفريق أن دواء جديدا للسرطان يسمى eFT508، والذي يخضع حاليا للتجارب السريرية، يحجب عامل بدء الترجمة في الخلايا حقيقية النواة والمسار الكيتوني، مما يمنع الجسم من استخدم الدهون كمصدر للطاقة، وعندما جمع العلماء الدواء مع النظام الغذائي الكيتوني في نموذج حيواني لسرطان البنكرياس، جاعت الخلايا السرطانية.

قال روجيرو "نتائجنا تفتح نقطة ضعف يمكننا معالجتها بدواء مثبط، نعرف بالفعل أنه آمن للاستخدام في البشر. لدينا الآن دليل قوي على كيفية استخدام النظام الغذائي جنبا إلى جنب مع العلاجات الحالية للقضاء على السرطان بشكل دقيق".

حرق وقود مختلف في "محرك" الخلية

يمكن للبشر أن يعيشوا لأسابيع بدون طعام، جزئيا لأن الجسم يحرق الدهون المخزنة، ويقوم الكبد أثناء الصيام بتحويل الدهون إلى أجسام كيتونية لاستخدامها بدلا من الجلوكوز، وهو المصدر الطبيعي للطاقة في الجسم، ووجد فريق روجيرو أن عامل بدء الترجمة في الخلايا حقيقية النواة بالكبد أصبح أكثر نشاطا، حتى مع توقف الكبد عن أنشطته الأيضية الأخرى، مما يشير إلى أن هذا العامل كان متورطا في عملية إنتاج الأجسام الكيتونية.

الجسم يحرق الدهون المخزنة في فترة الصيام (الجزيرة)

قال هاوجون يانغ، الحاصل على دكتوراه وباحث ما بعد الدكتوراه في مختبر روجيرو والمؤلف الأول للدراسة، "الصيام كان جزءا من ممارسات ثقافية ودينية لقرون، وغالبا ما يُعتقد أنه يعزز الصحة، وقد اكتشافنا أن الصيام يعيد تشكيل التعبير الجيني، ويوفر تفسيرا بيولوجيا محتملا لهذه الفوائد".

من خلال تتبع كيفية تغير المسارات الأيضية المختلفة أثناء الصيام، اكتشف العلماء أنه تم تفعيل عامل بدء الترجمة في الخلايا حقيقية النواة بوجود الأحماض الدهنية الحرة، التي يطلقها الجسم في وقت مبكر من الصيام ليستهلكها.

قال روجيرو، وفقا لموقع يوريك أليرت، "المستقلب الذي يستخدمه الجسم لتوليد الطاقة يتم استخدامه أيضا كجزيء إشارة أثناء الصيام، وبالنسبة لعالم الكيمياء الحيوية، رؤية مستقلب يتصرف كإشارة كانت شيئا رائعا".

حدثت التغيرات نفسها في الكبد -إنتاج الأجسام الكيتونية من حرق الدهون، إلى جانب زيادة في نشاط عامل بدء الترجمة بالخلايا حقيقية النواة- أيضا عندما تم إعطاء الحيوانات المختبرية نظاما غذائيا كيتونيا يتكون في الغالب من الدهون. عندها لمعت الفكرة في ذهن الباحثين، وقال روجيرو "بمجرد أن تمكنا من رؤية كيفية عمل المسار، رأينا فرصة للتدخل".

استغلال نقطة ضعف سرطان البنكرياس

عالج العلماء سرطان البنكرياس أولا بدواء السرطان eFT508 الذي يعطل عامل في الخلايا حقيقية النواة، بهدف منع نمو الورم، ومع ذلك، استمرت أورام البنكرياس في النمو، حيث تغذت على مصادر أخرى من الوقود مثل الجلوكوز والكربوهيدرات.

عالج العلماء سرطان البنكرياس أولا بدواء السرطان eFT508 بهدف منع نمو الورم (الجزيرة)

ومع العلم أن سرطان البنكرياس يمكن أن يزدهر على الدهون، وأن عامل بدء الترجمة في الخلايا حقيقية النواة يكون أكثر نشاطا أثناء حرق الدهون، قام العلماء أولا بوضع الحيوانات على نظام غذائي كيتوني، مما أجبر الأورام على استهلاك الدهون فقط، ثم أعطوهم دواء السرطان. في هذا السياق، قام الدواء بقطع مصدر التغذية الوحيد للخلايا السرطانية، وانكمشت الأورام.

طوّر روجيرو، جنبا إلى جنب مع الدكتور كيفان شوكات، أستاذ في علم الصيدلة الخلوية والجزيئية في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو، eFT508 في عام 2010، وأظهر بعض النتائج المبشرة في التجارب السريرية، لكن الآن، هناك طريقة أقوى بكثير لاستخدامه.

قال روجيرو، وفقا لموقع يوريك أليرت، "نواجه في هذا المجال صعوبة في الربط الواضح بين النظام الغذائي والسرطان والعلاجات السرطانية، ولكن لكي نربط هذه الأمور بشكل منتج، نحتاج إلى معرفة الآلية".

ستكون هناك حاجة إلى مزيج من الأنظمة الغذائية والأدوية لعلاج المزيد من أنواع السرطان.

وتوقع روجيرو أن يكون لمعظم أنواع السرطان نقاط ضعف أخرى، وأضاف "هذا هو الأساس لطريقة جديدة لعلاج السرطان من خلال النظام الغذائي والعلاجات المخصصة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات سرطان البنکریاس النظام الغذائی أثناء الصیام نقطة ضعف من خلال

إقرأ أيضاً:

لن تصدق.. كم حبة لوز يجب تناولها يوميا؟

يُنصح بتناول اللوز، وهو وجبة خفيفة غنية بالعناصر الغذائية، باعتدال، واقترحت الأيورفيدا في الهند بتناول من حبتين إلى خمس حبات لوز منقوعة يوميًا نظرًا لطبيعته الدافئة، سواءً تم تناوله نيئًا أو محمصًا قليلًا، فإنه يوفر الفيتامينات والمعادن والدهون الصحية والبروتين، مما يدعم الصحة العامة دون زيادة السعرات الحرارية.

5 أخطاء شائعة تمنع الاستفادة من المكملات الغذائية .. التوقيت الأبرزتحذير عاجل.. ألمٌ الظهر المزعج يشير للإصابة بمرض خطير

اللوز كنزٌ من الفوائد الصحية، فهو غنيٌّ بفيتامين هـ، وهو مضاد أكسدة قويّ يساعد على حماية خلاياك من التلف، كما يحتوي على المغنيسيوم، الذي يدعم صحة القلب، والألياف، التي تُسهّل الهضم وتُساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول، الدهون الصحية في اللوز، وخاصةً الدهون الأحادية غير المشبعة، مفيدةٌ للقلب، ويمكن أن تُساعد في تنظيم مستويات الكوليسترول، بالإضافة إلى ذلك، يُوفّر اللوز البروتين، وهو ضروريٌّ لإصلاح ونمو العضلات، مما يجعله وجبةً خفيفةً رائعةً لمن يسعون إلى الحفاظ على وزن صحي أو بناء العضلات.

ومع ذلك، في الهند عادةً ما يوصى بتناول 2-5 لوز منقوع في اليوم، في الأيورفيدا، يُعتقد أن اللوز له تأثير دافئ على الجسم، إذا تم استهلاك اللوز بكميات كبيرة أو لم يُنقع قبل الأكل، فقد يزيد من حرارة الجسم الداخلية، مما قد يؤدي إلى حالات مثل الحموضة أو الالتهاب، لموازنة خصائصه المُدفئة، يقترح الأيورفيدا نقع اللوز طوال الليل، مما يُسهّل هضمه ويُقلل من تأثيره المُسبب للحرارة، ولهذا السبب أيضًا، يُستهلك اللوز غالبًا في فصل الشتاء نيئًا، ويُنصح بنقعه جيدًا قبل تناوله في الصيف لتقليل تأثيره الحراري.

المصدر times of india

طباعة شارك اللوز فيتامين ه البروتين السعرات الحرارية

مقالات مشابهة

  • اللوز.. حليف قوي لتقليل الدهون الحشوية ودعم الصحة الأيضية
  • أطعمة بسيطة تحميك من سرطان الأمعاء.. الأسماك والخضروات الأبرز
  • هجوم مسلح يفتك بقوة أمن سورية..هل تشتعل معارك السويداء مجددًا؟
  • الأمن الغذائي: ركيزة السيادة وقوة الصمود الوطني
  • مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر ينجح في استئصال ورم برأس البنكرياس والاثني عشر والقنوات المرارية بالمنظار الكامل
  • ماذا يحدث للجسم عند المشي نصف ساعة يوميا؟
  • لن تصدق.. كم حبة لوز يجب تناولها يوميا؟
  • هل من رابط محتمل بين الأطعمة فائقة المعالجة والإصابة بسرطان الرئة؟
  • مخاوف من الخلايا النائمة
  • تحذيرات أممية: تدهور الوضع الغذائي في قطاع غزة يتفاقم إلى حد المجاعة