موقع النيلين:
2025-05-27@22:46:19 GMT

عادل الباز: المتواطئ.. وسيطاً.!!

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

1 وحدها أمريكا يمكن أن تتواطأ مع عدوك وتطرح نفسها لك وسيطا نزيها مع ذات العدو.!! . أمريكا أدمنت هذا الدور الذي افترعته منذ زمان بعيد وبلا استحياء.

بدأت بممارسة تلك اللعبة منذ أيام حرب البوسنة والهرسك في تسعينيات القرن الماضي حين تواطأت مع بريطانيا لمصلحة الصرب فحظرت السلاح على البوسنيين الذين يُذبحون وقتها وقفت تتفرج على المذابح إلى أن أباد الصرب ما يزيد عن مائة ألف مسلم بوسني، ولم تتحرك، وسمحت بحدوث الإبادة في سربرنيتسا التي ذبح فيها الصرب ثمانية آلاف من البوسنيين في غضون أيام، كأكبر عملية إبادة جماعية تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الأولى، وبعد فوات الأوان وبعد أن سمحت للصرب بإقامة المذابح بالتواطؤ معهم سارعت أمريكا للعب دور الوسيط فدعت لمفاوضات دايتون (1995) التي أنهت حرب البوسنة بتقسيمها بعد أن أبيد وهجر نصف شعبها على يد المجرمين الصرب.

2.
اليوم يتكرر نفس السيناريو بنفس الملامح والشبه في غزة، أمريكا تتواطأ مع إسرائيل فترسل لها كافة أنواع الأسلحة لإبادة الفلسطينيين هناك (أكثر من أربعين ألف شهيد حتى الآن) ثم تجعل من نفسها وسيطا فترسل كل أسبوع وزير خارجيتها انتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط تحت غطاء التوسط بين حماس وإسرائيل لإنهاء الحرب ولكن هدفها الاستراتيجي هو إطالة أمدها والسماح لإسرائيل بإبادة أكبر عدد من الفلسطينيين. يلعب بلينكن الآن ذات دور جيمس بيكر وزير خارجية بوش أيام حرب البوسنة الذي كان يهدر الوقت جيئة وذهابا والمذابح مستمرة وأمريكا تتواطأ مع الصرب متخفية تحت غطاء الوسيط. الآن قرابة العام لم تثمر وساطة السيد بلينكن غير المزيد من الدماء والضحايا الفلسطينيين.

3
اليوم في حرب الجنجويد ضد الدولة السودانية، تمارس أمريكا ذات اللعبة القميئة.. تحظر أمريكا وبريطانيا السلاح على السودان في مجلس الأمن ثم تتركا الأسلحة بكل أنواعها ومن ضمنها أسلحة أمريكية تتدفق على الجنجويد من تشاد وغير تشاد وتغض الطرف عن الدولة حليفتها التي تسلح وتشون المليشيا عيانا بيانا.

ذات أمريكا المتواطئة هذه تؤسس منبرا للوساطة في جدة مع السعودية المليشيا وبعد ان توقع المليشيا إعلانا واجب التنفيذ لا تلتزم به و أمريكا تعجز عن ممارسة أي ضغوط عليها بغرض منحها الزمن الكافي للتقتيل والاستيلاء على مزيد من المناطق والمدن وبعد أن تدرك أن المليشيا عاجزة عن الاستيلاء على الحكم، تنزع يدها من منبر جدة لتؤسس منبراً آخر في جنيف وتجعل من نفسها وسيطا وحيدا تفعل فيه كل شيء، تحدد الأجندة والمشاركين والمراقبين وتحول السعودية لمجرد مضيف لتلك المفاوضات التي فشلت الان بفضل الموقف السوداني القوي الذي لم ترهبه تهديداتها.

3.
تصوروا أن أمريكا الوسيط المتواطئ ترى المذابح في ديار المساليت وتلوذ بالصمت (نفس ما جرى في البوسنة)، ترى سياسية التجويع التي تمارسها المليشيا على ملايين السودانيين وهي تحاصرهم وتنهبهم ولا تتقدم بإدانةواحدة ، ترى المستشفيات تقصف والنساء يغتصبن ولا تخرج ببيان لإدانتهم!!. ليس ذلك فحسب، بل تمنع مجلس الأمن من تسجيل أي إدانة لانتهاكات الجنجويد رغم وجود تقرير أممي من خبراء للأمم المتحدة رصد كل تلك الانتهاكات. الآن نسيت قانون ماغنيتسكي (القانون الذي يُخولُ الحكومة الأمريكية فرضَ عقوبات على منتهكي حقوق الإنسان في كل أنحاء العالم من خلالِ تجميد أصولهم وحظرهم من دخول الولايات المتحدة وقد تمتدُ العقوبات لأمور أخرى). والذي كان يفترض أن يجيزه الكونغرس أول أمس لإدانة المليشيا ومعاقبتها. لا تزال أموال الجنجويد في بنوك الإمارات بالمليارات دون أن تطالها مصادرة أو حجز ودون عقوبات لتواصل دورها في تمويل حرب الجنجويد.
4
بعد كل هذه الانحيازات المكشوفة للعدو، تطرح أمريكا نفسها وسيطا في حرب الجنجويد.!!. تُرى من يصدق هذه اطروحات هذا الوسيط المتواطئ، تعتقد أمريكا إنها بالتهديدات والضغوط بإمكانها تمرير سياساتها الداعمة للجنجويد، لتنقذهم من الورطة التي هم فيها الآن، يبحثون عن أي اتفاق يعيد بعضا من مملكة آل دقلو التي انهارت وجيوشهم التي تبددت.
5
كيف ياتُرى تكون وسيطا نزيها وأنت منحاز لطرف في الصراع؟ بل كيف تكون وسيطا وأنت تدعم بالسلاح والصمت والسياسات طرفا من الأطراف؟. من يثق في وساطة كتلك؟ أدمنت أمريكا تلك اللعبة عبر العالم باعتبارها تملك نفوذا لا يقهر وتملك من كروت الضغط على الأنظمة ما يسمح لها بأن تكون دكتور جيكل ومستر هايد في ذات الوقت، وتحت الضغوط والتهديد والوعيد تصر أن تقبل منها أطراف النزاع هذا الدور المزدوج، يالها من متغطرسة تلوح دائما بالعقوبات والغزو.
لحسن الحظ الآن لم يعد هناك ما تهددنا به أمريكا، فلا شيء أقسى من الحرب التي نخوضها الآن ضد الجنجويد، كل أسلحتها الدبلوماسية وضغوطها أصبحت لا تخيفنا بل بلا فعالية، أصبحنا والحمد نقرر ما سنفعله على كيفنا، تحرر قرارنا الوطني ولم نعد نخشى إلا الله، وتلك من نعم الحرب علينا والحمد لله”فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا”.

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

القوة المشتركة: تهديد المليشيا للقبائل وتخويفها يهدف في المقام الأول إلي الإستنفار وزج أبنائها في معارك خاسرة

قالت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح ، أنها ظلت تتابع الحملات الممنهجة التي تقوم بها مليشيا الدعم السريع لترويع وتهديد المجتمعات خاصة في مناطق كردفان ودارفور ، وقد ظهر ذلك مؤخراً لقائد ثاني المليشيا ، وعدد من قادتها خلال مقاطع فيديوهات مصورة بهدف رفع الروح المعنوية لمليشياتهم المنهارة ، بعد الخسائر المتتالية التي تكبدوها في عدة معارك بكردفان ودارفور وام درمان.وأضافت في بيانها الصادر باسم المتحدث الرسمي للقوة المشتركة العقيد ، أحمد حسين مصطفى ، أن خطابات قادة المليشيا قد تضمنت تهديدات صريحة للمجتمعات محاولين تخفويها من تقدم القوات المسلحة .وأكدت القوة المشتركة أن هذه الإدعاءات هي إفتراء ، وكذب ، وتضليل لا أساس له من الصحة.وأشارت القوة أنها تابعت كذلك الحملة التي قامت بها المليشيا عبر مسؤوليها في ولاية شرق دارفور لحشد القبائل تحت ذريعة “الإستنفار مؤكدة بوضوح أن القوة المشتركة ، والقوات المسلحة ليست لديهما عداء مع أي جهة مجتمعية أو قبلية ، وانما هدفهما الوحيد هو دحر المليشيا التي اشتهرت بالقتل ، والإغتصاب ، والسرقات بالإضافة إلى السعي جاهدين لبسط الأمن والإستقرار والسلام في ربوع السودان.وتوعدت القوة المشتركة بدحر كل من تسول له نفسه الوقوف في صف هذه المليشيا بلا رحمة.ولفتت أن تهديد المليشيا للقبائل وتخويفها يهدف في المقام الأول إلي الإستنفار ، وزج أبنائها في معارك خاسرة داعية المجتمعات الكريمة إلى عدم السماح بزج أبنائها في صفوف المليشيا .وقالت القوة المشتركة أن الدعوات التي تطلقها المليشيا لإنضمام الشباب إلى هذه الحرب ، هي جزء من مشروع آل دقلو الذي يقوم في الأساس على مصالحهم الخاصة ، وهم مجرد أداة لدول خارجية توفر لهم السلاح ، والعتاد ، وتسعى لإيجاد مدخل لها إلي السودان لسرقة ثروات البلاد .ووجهت رسالة إلى كل المجتمعات السودانية بضرورة التعاون مع الدولة ، ورفض أي إغراءات تقدمها المليشيا ، لأن هذه العصابة لايمكنها أن توفر السلام ، والأمن والإستقرار وتوجهت بالدعاء للمولي عز وجل سائلة الرحمة والمغفرة للشهداء ، وعاجل الشفاء للجرحى ، والعودة للمفقودين.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • قراءة في ،،،، خطّة المليشيا للسيطرة على العاصمة
  • القوة المشتركة: تهديد المليشيا للقبائل وتخويفها يهدف في المقام الأول إلي الإستنفار وزج أبنائها في معارك خاسرة
  • الإعيسر: أمريكا سارعت باتهام السودان في الوقت الذي تم فيه ضبط أسلحة أمريكية بيد المليشيا المتمردة
  • ???? تخيل المشهد. الآلاف من الجنجويد الذين عاثوا في السودان قتلا ونهبا واغتصابا يصلون إلى أوروبا!
  • أبطال القوة المشتركة يستولون على غنائم مليشيا الجنجويد في منطقة الشقيلاب بعد فرارهم
  • موجة هروب واسعة لأسماء بارزة في صفوف المليشيا
  • الاسلحة في صالحة كانت تكفي الجنجويد يحتلو افريقيا كلها مش السودان
  • عادل الباز يكتب: الإمارات دفعت… فقررت أمريكا!
  • ستزداد الأحوال سوءا لدى المليشيا وسينهب جنودها ما تبقى من مناطق سيطرتهم
  • ???? ما هو الحلو الذى جلبته المليشيا إلى دارفور ؟