19 تريليون دينار في مهب الريح: أين تذهب أموال الكهرباء في العراق؟
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
25 أغسطس، 2024
بغداد/المسلة: تعد مشكلة الكهرباء في العراق واحدة من أبرز القضايا التي تؤرق المواطنين وتثير استياءهم على مدار سنوات طويلة.
ورغم الثروات الطبيعية الهائلة والميزانيات الكبيرة المخصصة لهذا القطاع، إلا أن الوضع الكهربائي لا يزال يعاني من تدهور شديد.
ويعاني العراق من نقص حاد في الكهرباء مع تزايد الطلب عليها، مما يؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية للمواطنين ويعوق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
وتتجلى معضلة الكهرباء في العراق من خلال انقطاع التيار الكهربائي المستمر وعدم استقرار الشبكة الكهربائية، الأمر الذي يتسبب في استياء واسع بين المواطنين.
ويثير هذا الوضع تساؤلات عديدة حول كيفية إنفاق الأموال المخصصة لتحسين قطاع الكهرباء، خاصة مع التزايد المستمر في التخصيصات المالية لهذا القطاع.
وفي عام 2023، بلغت تخصيصات وزارة الكهرباء حوالي 15 تريليون دينار، بينما ارتفعت إلى حوالي 19 تريليون دينار في عام 2024. ومع ذلك، لا تزال مستويات إنتاج الطاقة في البلاد في أدنى مستوياتها.
المهندس الكهربائي المتقاعد، علي الحسين، تحدث عن الأسباب التي تؤدي إلى هذه الأزمة المتفاقمة قائلاً: “من خلال خبرتي في هذا المجال، يمكنني القول إن المشكلة الرئيسية تكمن في الفساد وسوء الإدارة. هناك مشاريع تم الإعلان عنها ولكنها لم تنفذ على أرض الواقع، وأخرى نفذت بتكاليف باهظة دون تحقيق نتائج ملموسة. بالإضافة إلى ذلك، هناك نقص في التخطيط الجيد وتوزيع غير عادل للطاقة المتوفرة، مما يؤدي إلى تضرر المناطق الأكثر احتياجاً للطاقة مثل كربلاء، التي استقبلت ملايين الزوار خلال الأربعينية ولم تتمكن من توفير كهرباء مستقرة”.
وأعرب المواطن أحمد العلي عن استيائه من الوضع الحالي قائلاً: “نحن ندفع ثمن سوء الإدارة والفساد. كيف يمكن أن ننفق كل هذه الأموال ولا نرى أي تحسن في وضع الكهرباء؟ أصبحت الحياة صعبة للغاية مع الانقطاعات المتكررة، وأطفالنا يعانون في الحر الشديد في الصيف والبرد القارص في الشتاء. نحن نطالب بمحاسبة المسؤولين وتقديم حلول جذرية لهذا الوضع الكارثي.”
الفساد وسوء الإدارة
تشير تصريحات عضو اللجنة القانونية النيابية، محمد الخفاجي، إلى وجود شبهات فساد كبيرة في إدارة ملف الكهرباء في العراق، حيث وصف تخصيصات وزارة الكهرباء بأنها “سرقة قرن”.
وطالب الخفاجي باستجواب وزير الكهرباء للتحقيق في وضع الطاقة المتردي في البلاد، وهو ما يعكس حالة من الاستياء العام من الأداء الحكومي في هذا المجال. الفساد وسوء الإدارة لا يتوقفان عند حدود الإنفاق غير الفعال، بل يمتدان إلى عدم وجود آليات رقابة فعالة تضمن توجيه الأموال بشكل صحيح وتنفيذ المشاريع بكفاءة.
و مع استمرار تدهور وضع الكهرباء في العراق، يظل الحل بعيد المنال ما لم تتم مواجهة الفساد وسوء الإدارة بجدية. هناك حاجة ماسة لإصلاحات هيكلية شاملة في قطاع الكهرباء تتضمن وضع خطط استراتيجية طويلة الأمد وتفعيل دور الرقابة والمحاسبة لضمان تحسين خدمات الكهرباء للمواطنين فيما العراق بحاجة إلى قيادة حكيمة وقرارات جريئة لإنقاذ هذا القطاع الحيوي من الأزمات المستمرة وتحقيق التنمية المستدامة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الکهرباء فی العراق
إقرأ أيضاً:
منحة ريم بهجت تذهب لمبتكر تطبيق ذكى يخدم ذوى الاحتياجات الخاصة
أعلن الأستاذ الدكتور أحمد حمد، القائم بأعمال رئيس جامعة مصر للمعلوماتية، اعتماد مجلس أمناء الجامعة فوز الطالب محمد أحمد ربيع من الشعبة العلمية رياضيات بنسبة 95.7% بمنحة الأستاذة الدكتورة ريم بهجت، الرئيس المؤسس للجامعة، للدراسة مجاناً بكلية علوم الحاسب والمعلومات للعام الدراسى 2025/2026 وانتهى التقديم عليها يوم 14 أغسطس الماضى.
وقال إن الطالب انطبقت عليه شروط المنحة كلها من أنه مصرى وحاصل على شهادة الثانوية العامة بمعدل 90% على الأقل، وإجادته اللغة الإنجليزية، وتقديمه مقترح مشروع ابتكارى فى مجال علوم الحاسب والمعلومات، لافتاً إلى أن الطالب قدم اقتراح إنشاء تطبيق إلكترونى متكامل باستخدام الذكاء الاصطناعى لمعالجة الإعاقات المتعددة لذوى الاحتياجات الخاصة فى تطبيق واحد سهل الاستخدام، حيث يجمع SenseAI بين ثلاث قدرات رئيسية: تحسين السماعات الطبية والأجهزة المحمولة لتحسين وضوح الكلام فى البيئات الصاخبة، التعرف على الصور للمستخدمين من ضعاف البصر، ما يتيح التعرف على الأشياء والمشاهد والنصوص فى الوقت الفعلى مع ردود فعل صوتية، مساعد معالجة اللغة الطبيعية (NLP) لأداء المهام الحساسة للسياق وتوفير تفاعل صوتى ذكى.
وأكد أن اقتراح الطالب سيفيد شريحة كبيرة من ذوى الاحتياجات الخاصة حيث يقدر أنه على الصعيد العالمى، يعانى أكثر من 1.5 مليار شخص من صعوبات فى السمع، وما لا يقل عن 2.2 مليار يعانون من ضعف البصر، ولذا هناك تقنيات مساعدة لهم، ولكنها تقنيات مجزأة حيث تتطلب أجهزة أو تطبيقات منفصلة لكل وظيفة، وغير متكاملة حيث تفتقر إلى التشغيل البينى السلس بين الميزات، ما يخلق حواجز للمستخدمين ذوى الاحتياجات المتعددة، بجانب أنها مكلفة فمثلاً يمكن أن تكلف السماعات الطبية المتطورة، والنظارات الذكية المتخصصة، أو الأجهزة المخصصة آلاف الدولارات.
وأضاف أن تنفيذ هذا التطبيق الإلكترونى لخدمة ذوى الاحتياجات الخاصة ستكون له آثار اجتماعية واقتصادية مهمة؛ فاجتماعياً ستسهم فى تحسين استقلالية وتواصل الأشخاص ذوى الإعاقة مع محيطهم، ما يعزز الشمولية فى أماكن العمل والتعليم وفى الحياة الخاصة، أما على المستوى الاقتصادى؛ فستقلل الحاجة إلى أجهزة متعددة باهظة الثمن، مع إمكانية الشراكة مع المنظمات غير الحكومية، ومقدمى الرعاية الصحية، والبرامج الحكومية لاعتماد استخدام التطبيق واسع النطاق.