الذكاء الاصطناعي قد يخفف التوتر لدى مرضى السرطان
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
في عصر تستمر فيه معدلات الإصابة بـ السرطان في الارتفاع، أصبح العبء العاطفي الذي يخلفه تشخيص الإصابة بالسرطان ورحلة العلاج اللاحقة على المريض مصدر قلق بالغ حيث وجدت دراسة أجريت عام 2021 أن 27% من مرضى السرطان على مستوى العالم يعانون من الاكتئاب.
وبحسب مجلة "ذا تايم"، يواجه معظم المرضى الذين يواجهون السرطان طوفانًا من المشاعر، ويصارعون مشاعر الخوف والارتباك وعدم اليقين، ناهيك عن أن المرضى والأطباء يواجهون مهمة شاقة تتمثل في التنقل بين قرارات العلاج المعقدة، فضلاً عن تفاصيل نظام الرعاية الصحية المعقد، وسط هذه الاضطرابات العاطفية.
وتتوفر حاليًا خيارات علاجية أكثر من أي وقت مضى، وسيخضع معظم المرضى لمجموعة من العلاجات، وفي حين توفر الخيارات المتزايدة المزيد من الأمل، فإنها توفر أيضًا المزيد من الطرق التي يجب اتباعها للوصول إلى مسار العلاج الأمثل، كما يكون تحديد المسار لكل مريض بناءً على خصائصه السريرية الفريدة واحتياجاته معركة شاقة دون الأدوات المناسبة لتوجيه الطريق.
في رحلة علاج السرطان، يضطر الأطباء إلى إيجاد توازن بين شدة العلاج وشدة الورم . وبدون التنبؤ بكيفية تطور السرطان ومدى سرعته، قد يجد كل من الأطباء والمرضى أنفسهم يسلكون الطريق إلى الأمام دون وضوح أو ثقة.
ومن ناحية أخرى، تتمتع اختبارات السرطان المدعومة بالذكاء الاصطناعي، على وجه الخصوص، بالقدرة على توفير رؤى شخصية، تمكن كل من المرضى والأطباء من اتخاذ قرارات علاجية أكثر وضوحًا وتحسين نتائج المرضى في نهاية المطاف، عقليًا وجسديًا.
يمكن أن تمنع اضطرابات الصحة النفسية والعقلية للمريض أيضًا من البحث عن العلاج أو اتباع خطة العلاج باستمرار، إذ وجدت دراسة أجريت عام 2024 في Cureus أن المرضى الذين لا يتبعون خطة العلاج الخاصة بهم هم أكثر عرضة لنتائج أسوأ بما في ذلك زيادة زيارات الطبيب، وارتفاع معدلات الاستشفاء، والإقامات الأطول، وتطور المرض، وارتفاع معدلات الوفيات.
يمكن أن يقدم الذكاء الاصطناعي يد المساعدة لمرضى السرطن فاليوم توجد اختبارات مدعمة بالذكاء الاصطناعي يمكنها تحليل البيانات الواقعية بسرعة وترجمتها إلى رؤى قابلة للهضم وشخصية، مما يسمح باتباع نهج أكثر تخصيصًا لعلاج السرطان .
وعلى سبيل المثال، توجد اختبارات لسرطان البروستاتا الموضعي تستخدم كميات هائلة من البيانات من شرائح علم الأمراض الرقمية لاستخراج الأنماط المخفية والمعرفة المقابلة حول مرض المريض الفردي. هذه هي البيانات التي لا يستطيع الأطباء تفسيرها لأن العين البشرية لا تستطيع اكتشاف الأنماط داخل هذه المجموعات الكبيرة من البيانات دون دعم تكنولوجي.
يعتمد المعيار الحالي للرعاية على أخصائي علم الأمراض، الذي سيراجع شرائح علم الأمراض، ويحدد ما إذا كان السرطان موجودًا، ويصنف مخاطر الإصابة بالسرطان، على سبيل المثال تصنيف جليسون لسرطان البروستاتا، في حين أن هذه الفئات العامة فعالة، فإن الواقع هو أن رقمنة شريحة علم الأمراض يمكن أن تحدد ما بين 10 إلى 40 ألف نمط صورة من البيانات من مريض واحد فقط.
وبفضل قوة الذكاء الاصطناعي، يمكن للاختبار تحليل الشريحة الرقمية لتحديد المخاطر المحددة للمريض الفردي بمزيد من التفصيل، وتوفير رؤى مفصلة حول التشخيص وفائدة العلاج. وهذا يعود بالنفع على الطبيب ليس فقط من خلال توفير الوقت وتخفيف العبء المعرفي، ولكن أيضًا من خلال خلق الثقة عندما يتعلق الأمر بتحديد ما إذا كان ينبغي نصح المريض بالخضوع لدورة علاج محددة أم لا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السرطان تطور السرطان اضطرابات الصحة النفسية ارتفاع معدلات الذكاء الاصطناعي سرطان البروستاتا الرعاية الصحي علم الأمراض
إقرأ أيضاً:
نتائج واعدة لعلاج سرطان الثدي «الثلاثي السلبي»
بحسب بردية إدوين سميث التي تُعدّ أقدم أطروحة جراحية معروفة وأول وثيقة طبية، كان الفراعنة أول مَن وصفوا سرطان الثدي، وقدموا شرحاً تفصيلياً لأعراض أورامه. وعلى مدى القرون اللاحقة، طرح أبو قراط وجالينوس نظريتهم الخاصة حول الموضوع، ملقيَيْن لوم الإصابة بسرطان الثدي على «فائض المِرة السوداء»، ووصفوا الأفيون وزيت الخروع علاجاً له.
وفي القرن الثامن عشر، تم اعتماد الاستئصال الجراحي كبديل، لكن فعاليته العلاجية اقتصرت على الأورام السرطانية الصغيرة والموضعية التي يمكن إزالتها تماماً. وفي أوائل القرن العشرين، دفع التقدم العلمي مجال أبحاث السرطان قدماً، وحوّل العديد من تشخيصات السرطان الميؤوس منها إلى حالات قابلة للعلاج.
إلا أن سرطان الثدي الثلاثي السلبي، الذي يُعدّ نوعاً فرعياً من سرطان الثدي، لا يستجيب للأدوية وذلك بسبب انعدام وجود مستقبلات هرمون الإستروجين أو البروجسترون، وإنتاجها الضئيل أو المعدوم لمستقبلات عامل نمو البشرة البشري، مما ينتج عنه عدم استجابة جسم المريضة للأدوية.
أخبار قد تهمك دراسة: العلاج المبكر لسرطان الثدي يجنب الجراحة 8 أبريل 2025 - 1:53 صباحًا ”انتصار” ووالدتها ترويان قصة تعافيهما من سرطان الثدي الذي أصاب الجدة والأم والحفيدة 21 أكتوبر 2024 - 1:00 مساءًويتميز سرطان الثدي الثلاثي السلبي بأنه سرطان عدواني ينتشر بسرعة، وغالباً ما يطور مقاومة لأدوية العلاج الكيميائي المتعددة. ويصعب علاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي بشكل خاص، مع ارتفاع خطر تكرار الإصابة به، وانتشاره خلال 3 سنوات، وسوء تشخيصه. وتشمل العلاجات الحالية لسرطان الثدي الثلاثي السلبي العلاج الكيميائي المساعد قبل الجراحة، وحصار نقاط التفتيش المناعية. إلا أنها علاجات غير كافية للعديد من المريضات.
ومن أجل تطوير نماذج تنبئيّة أكثر فعالية في المرحلة ما قبل السريرية، واختيار مرشحين مناسبين من المرضى الذين يُحتمل أن يستفيدوا من العلاج المُقدم قبل جراحة السرطان الأولية، جمع باحثو هيوستن ميثوديست بين أبحاث السرطان، وهندسة البروتينات، وتوليد الجسيمات النانوية، وعلاجات الحمض النووي الريبوزي.
ويقود الفريق خبراء مرموقون في مجالهم، كالدكتورة فرانشيسكا تارابالي، مديرة مركز تجديد الجهاز العضلي الهيكلي، والدكتور جون كوك، مدير مركز تجديد القلب والأوعية الدموية، والدكتور جيمي جوليهار، المدير الطبي لمركز علاجات الحمض النووي الريبوزي رئيس مختبر اكتشاف الأجسام المضادة والعلاجات البروتينية المتسارعة، والدكتورة جيني تشانغ نائبة الرئيس التنفيذي المديرة الأكاديمية في مستشفى هيوستن ميثوديست الرئيسة التنفيذية للمعهد الأكاديمي رئيسة «كرسي إميلي هيرمان» المتميز في أبحاث السرطان.
كما كان للدكتورة ماريا شيرفو، زميلة ما بعد الدكتوراه، دورٌ محوري في إجراء الدراسات ما قبل السريرية في مختبر الدكتور تشان. وتقول الدكتورة شيرفو: «تستخدم أبحاثنا نماذج من الفئران شديدة الضعف المناعي، يتم تطعيمها أولاً بخلايا مناعية بشرية، ثم تطعيمها بورم بشري، كزرع غريب مشتق من المريضة، ونراقب ونلخص التفاعلات بين الخلايا المناعية البشرية والأورام، مما يسمح لنا بالتحقيق في فعالية المواد المساعدة المستهدفة القائمة على الحمض النووي الريبوزي في الجسم الحي».
واستطاع فريق الأبحاث من توليد المادة المساعدة «نيو 20» عن طريق تصنيع حمض نووي ريبوزي لـ20 مستضداً جديداً، تم اختيارها وتقييدها بخلايا «إتش إل إي – إي 2 (HLA – A2)» المستضدة من الكريات البيضاء البشرية.
ويوضح الدكتور جوليهار أن الفريق حدد المستضدات الجديدة للأورام لهذا النموذج، باستخدام خوارزمية خاصة تُعطي الأولوية للمستضدات المرشحة بناءً على احتمالية تحفيزها لاستجابات الخلايا التائية الخاصة بالمستضد الجديد.
وشرحت الدكتورة تارابالي كيف قام فريق الأبحاث بتغليف الحمض النووي الريبوزي المرسال المُصنّع حديثاً في جسيمات نانوية دهنية، وتقييمه في الجسم الحي باستخدام فئران تجارب. وبعد تحديد الأورام، تمّت معالجة الفئران بالمستضد الجديد، وتمّت متابعة مناعتهم ومدى نمو الأورام خلال فترة العلاج.
وأظهرت نتائج الفريق أن 40 في المائة من الفئران المعالجة بمستضد «نيو 20»، أنتجت مجموعات فرعية من الخلايا التائية البشرية الوظيفية، مع استجابات مناعية مقيدة بـ«إتش إل إي – إي 2 (HLA – A2)» ضد ببتيدات مستضد متعددة. كما أكدوا قدرة الخلايا التائية على إنتاج إنترفيرون غاما (IFN – γ)، وعامل نخر الورم ألفا (TNFα)، والجرانزيمات ألف وباء، وأظهروا زيادة في إفراز السيتوكينات المؤيدة للالتهابات وعلامات تنشيط الخلايا التائية في المجموعة المعالجة بمستضد «نيو 20»، مما يعني أنها قد تُحفز استجابات فعالة مضادة للأورام.