برنامج “القيادات الشابة للإنتربول” يناقش الأفكار الإجرامية الناشئة من عالم الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
ركزت مناقشات البرنامج العالمي للقيادات الشرطية الشابة للإنتربول 2024، في فعاليات يومه الثالث على التوالي، على الأفكار الإجرامية الناشئة من عالم الذكاء الاصطناعي.
وشهدت فعاليات اليوم الثالث من البرنامج، الذي انطلق الإثنين الماضي ويختتم غدا الخميس بتنظيم من القيادة العامة لشرطة دبي بالتعاون مع منظمة الشرطة الجنائية الدولية “الإنتربول”، عرض ومناقشة التحديات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك “الذكاء الاصطناعي التوليدي” وتحديات التزييف العميق، فيما عقدت ورشة عمل تحت عنوان “الأفكار الإجرامية من عالم الذكاء الاصطناعي”.
وقال العميد حارب الشامسي مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، إن التحديات التي تواجه المجتمعات وأمنها واستقرارها تتغير باستمرار، وخاصة في ظل التطور السريع في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، مؤكدا أهمية تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات بين الأجهزة الشرطية والأمنية لمواجهة هذه التحديات.
وأوضح العميد الشامسي، أن البرنامج العالمي للقيادات الشرطية الشابة للإنتربول يعد إضافة نوعية تهدف إلى تطوير قدرات الشباب ورفع كفاءتهم في مجالات متعددة، منها مواجهة الجرائم الناشئة عن الذكاء الاصطناعي.
وأشار العميد الدكتور سعيد عبدالله القمزي مساعد مدير الإدارة العامة للتحريات لشؤون العمليات الجنائية، إلى المتابعة المستمرة لسير أعمال البرنامج، حيث أكد أن التفاعل الكبير في مختلف الجلسات والورش يساهم في تحقيق أكبر قدر من الفائدة والمعرفة.
وركز القمزي على أهمية تطوير المهارات المتعلقة باستشراف المستقبل، والتنبؤ بالجريمة، وتعزيز الاستباقية في العمل الأمني؛ وقال إن المشاركين في اليوم الثالث تعلموا كيفية التعامل مع تحديات التزييف العميق، الذي أصبح يشكل خطورة إذا ما وصل إلى الأيادي الخاطئة واستخدم للتضليل المعلوماتي، مما قد يؤثر على المجتمعات والدول والحكومات، كما أكد أهمية استغلال التطور التكنولوجي لدعم أنظمة العمل الأمني والشرطي.
وقالت المهندسة سلامة الفلاسي رئيس مجلس القيادات الشابة في شرطة دبي، إن البرنامج يتضمن عدداً من الفعاليات والأنشطة المصاحبة، منها معرض الذكاء الاصطناعي الذي تنظمه الإدارة العامة للذكاء الاصطناعي بشرطة دبي، ويستعرض أبرز التجارب والبرامج والممارسات في قطاع الشرطة، بما في ذلك أنظمة الذكاء الاصطناعي المعنية بتقديم الخدمات للمتعاملين أو المتعلقة بالعمل الأمني.
كما يتضمن البرنامج، الذي تشارك فيه قيادات شابة من 34 دولة حول العالم، أنشطة رياضية وممارسة الرماية الحية في أكاديمية شرطة دبي.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
علماء من يبتكرون بطاريات “تتنفس” ثاني أكسيد الكربون… ثورة في عالم الطاقة النظيفة!
شمسان بوست / خاص:
أعلن فريق من الباحثين من جامعة سيري البريطانية عن خطوة مهمة نحو عالم أكثر استدامة تتمثل بنجاحهم في تطوير نموذج أولي مُحسّن لبطارية “ليثيوم-ثاني أكسيد الكربون”.
يقول دانيال كوماندور الحائز على الزمالة البحثية في كلية الكيمياء والهندسة الكيميائية، والمتخصص في توليد الطاقة المستدامة وتخزينها “لقد انطلقنا نحو ابتكار تقنية بطاريات صديقة للبيئة، إذ تمكنّا من تحسين بطارية (ليثيوم-ثاني أكسيد الكربون) فهي لا تخزن الطاقة وحسب وإنما تختزن ثاني أكسيد الكربون أثناء ذلك”.
سر المُحفِّز الفعّال
يشرح كوماندور المشارك بإعداد الدراسة في تصريحات حصرية للجزيرة نت “لطالما عانت بطاريات (ليثيوم-ثاني أكسيد الكربون) من مشكلة في عكس ناتج التفاعل بين الليثيوم وثاني أكسيد الكربون المٌنتج لكربونات الليثيوم. ويحتاج عكسه (أي عكس مسار التفاعل) إلى محفز فعّال، وهو مادة كيميائية تخفض حاجز طاقة التفاعل العكسي”.
وعلى عكس البطاريات التقليدية مثل (ليثيوم-أيون) تعتمد بطاريات (ليثيوم-ثاني أكسيد الكربون) على تفاعل كيميائي بين الليثيوم وغاز ثاني أكسيد الكربون لتكوين مُركب يُعرف باسم كربونات الليثيوم، وخلال هذا التفاعل تنطلق الطاقة اللازمة أو الكهرباء. وفي المقابل يُحتجز ثاني أكسيد الكربون من الجو داخل البطارية، أي أن البطارية كأنها “تتنفس” ثاني أكسيد الكربون أثناء تشغيلها.
وتمثل عملية إعادة الشحن ضرورة لا غنى عنها للبطاريات من أجل تحقيق انتشار تجاري، لكن إعادة تحويل كربونات الليثيوم الناتجة إلى مكوناتها الأساسية عند إعادة شحن البطارية وقفت عائقًا منيعًا لفترة، لأنها تتطلب طاقة عالية.
بحسب الدراسة -التي نشرها الفريق في دورية “أدفانسد ساينس”- فالتفاعل الكيميائي صعب العكس يشبه صعود تل بالدراجة، بينما يعمل المحفز الفعّال في الكيمياء على تسطيح هذا التل، مما يسهل الوصول إلى القمة والاستمرار بسلاسة، أي يسهل من إمكانية سير التفاعل إلى الخلف مرة أخرى.
وقد نجح الباحثون في استبدال المحفزات المكلفة بمادة رخيصة نسبيًا تُدعى “فوسفوموليبدات السيزيوم” وتقدم خصائص تركيبية وكيميائية استثنائية.
ويقول كوماندور “إن فوسفوموليبدات السيزيوم أقل تكلفة، وتعمل كمحفز جيد لأن جزء الفوسفوموليبدات يُشكل سطحًا مثاليًا لتثبيت المتفاعلات عليه، أما السيزيوم فيُساهم في تثبيت البنية لدورات تشغيل طويلة المدى”.
بطارية تتنفس السموم
بفضل استخدام هذا المحفز الجديد حافظت البطارية الجديدة على كفاءتها لأكثر من 100 دورة شحن وتفريغ، وهو رقم كبير نسبيًا لبطاريات الليثيوم-ثاني أكسيد الكربون التي عادةً ما تنهار بعد عشرات الدورات فقط. كما تمكّن الفريق من مراقبة التفاعل العكسي بدقة عبر تقنيات تصوير متقدمة.
ويعلق كوماندور “كان من اللافت رؤية مدى فعالية المُحفز في عكس تراكم كربونات الليثيوم بعد إعادة الشحن. ولاحظنا هذا بعد أن شحنّا البطارية ثم فتحناها لفحص القطب تحت المجهر الإلكتروني. لقد نجح في إزالة معظم ناتج التفريغ، مما يُظهر أن التفاعل سار عكسيًا بدرجة عالية”.
وقد أظهرت النماذج الحاسوبية أن الطاقة اللازمة لتثبيت جزيئات ثاني أكسيد الكربون على سطح المحفز كانت أقل من تلك المرتبطة بالبلاتين، مما يدل على جودة سطح المحفز الجديد وقدرته على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتهيئته للتفاعل.
تحدي البطارية النظيفة
رغم النتائج الواعدة، يؤكد الفريق البحثي أن ثمة خطوات كثيرة قبل الوصول إلى منتج تجاري يُباع في الأسواق. وأبرز هذه التحديات تتعلق بظروف التشغيل الواقعية، ويشرح كوماندور “تكلفة المحفز كانت حاجزًا مهمًا يعوق التسويق التجاري، لكن التحدي الأكبر يكمن في اختبار البطاريات عند ضغط جزئي أقل لثاني أكسيد الكربون. فقد اختبرنا الخلايا عند ثاني أكسيد الكربون بضغط 1 بار، وهو ضغط مثالي”.
والخطوة التالية هي معرفة ما إذا كانت ستعمل البطارية بشكل جيد عند 0.1 بار، حينها ستتمكن من التقاط ثاني أكسيد الكربون مباشرة من عوادم السيارات أو المصانع على سبيل المثال. أما عند 0.0004 بار فسيُمكن استخدامها لالتقاط ثاني أكسيد الكربون مباشرة من الهواء في أي مكان.
وتأتي إحدى الخطط المستقبلية للفريق البحثي في استبدال عنصر السيزيوم بعناصر أقل تكلفة، مما يُساهم في خفض الكلفة الإجمالية للبطارية دون التأثير على كفاءتها. ويضيف كوماندور “تجف الخلايا أيضًا لأنها مفتوحة، لذا نحتاج إلى تصميم أغلفة تسمح بدخول ثاني أكسيد الكربون دون أن يجف الإلكتروليت (الضروري في مكونات البطارية لإنتاج الطاقة والذي يؤدي جفافه إلى انهيار البطارية)”.
وبعيدًا عن كوكبنا، يمكن أن يكون لبطاريات الليثيوم-ثاني أكسيد الكربون دور محوري في مهمات الفضاء طويلة المدى، خاصة على كوكب كالمريخ، حيث يُشكل غاز ثاني أكسيد الكربون نسبة 95% من غلافه الجوي، مما يجعله بيئة مثالية لهذه البطاريات.
إن ابتكار بطاريات الليثيوم-ثاني أكسيد الكربون ليس مجرد تطوير تقني، بل يمثل قفزة نوعية في ربط الحلول البيئية بتقنيات تخزين الطاقة. إنها معادلة مثالية لعالم يعاني من أزمات المناخ والطاقة في نفس الوقت.