الديمقراطية تدعو لرفض الضغوط الأميركية للعودة لمسار "العقبة–شرم الشيخ"
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
رام الله - صفا
قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في بيان لها إن أية عودة إلى إحياء مسار «العقبة – شرم الشيخ»، سيلحق ضرراً بالغاً بالقضية الوطنية، بعد أن أثبتت التجربة المُرّة لهذا المسار، أنه شكل غطاءً للاحتلال الإسرائيلي وجرائمه، وألقى على عاتق السلطة الفلسطينية مسؤولية الالتزام بالوظيفة الأمنية برسم الاحتلال، وأعفى منها – بالمقابل - دولة الاحتلال، وبرّر لها أعمالها العدوانية الإجرامية.
وحذرت الجبهة الديمقراطية في بيان تلقت وكالة "صفا" نسخة عنه من الاستجابة للضغوط الأميركية على بعض الأطراف الإقليمية، لإعادة إحياء مسار «العقبة – شرم الشيخ»، بذريعة تخفيف حدّة التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتعزيز التعاون الأمني مع دولة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني، وبناء حالة من الهدوء تساعد واشنطن على مواصلة مباحثاتها مع الرياض، في إطار مبادرة الرئيس بايدن لتعميم حالة «التطبيع» في المنطقة، باستكمالها بـ «التطبيع» بين السعودية ودولة العدو.
ونبهت إلى أن الاستجابة للضغوط الأميركية في إحياء مسار «العقبة – شرم الشيخ»، بغض النظر عن السياق الذي سيندرج فيه، من شأنه أن يعرقل إمكانية تشكيل لجنة المتابعة، التي أقر اجتماع الأمناء العامين في 30/7 تشكيلها، كما من شأنه أن يعيد التوتر إلى الأجواء الوطنية الفلسطينية، في وقت نحن أحوج فيه إلى مواصلة الحوار والتفاهم، لاستقبال الاستحقاقات الكبرى القادمة على قضيتنا الوطنية.
وختمت الجبهة الديمقراطية بالتأكيد أن لدى حركتنا الوطنية الفلسطينية من المخزون السياسي، ما يمكننا من التوافق على استراتيجية وطنية كفاحية، تصون حقوق شعبنا، وتعفينا من العودة إلى التجارب المُرّة، التي لم تثبت فشلها فحسب، بل وأكدت في الوقت نفسه أنها لم تعد على شعبنا وحقوقه الوطنية إلا بالخسائر والأضرار.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: اجتماع العقبة التنسيق الأمني المفاوضات المقاومة الديمقراطية شرم الشیخ
إقرأ أيضاً:
تهويد وقرابين توراتية وغياب للمرجعيات الفلسطينية
الثورة
حذّر الخبير في شؤون المسجد الأقصى علي إبراهيم، من أن المسجد يمرّ بإحدى أخطر مراحله منذ احتلال القدس عام 1967م، مشيرًا إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة لم تعد تقتصر على الاقتحامات اليومية، بل باتت تسعى إلى فرض وقائع دينية ومكانية جديدة داخل المسجد، ترمي إلى ترسيخ وجود يهودي دائم فيه.
وقال إبراهيم إن الاحتلال يعمل على تثبيت الحضور اليهودي داخل “الأقصى” عبر منح المستوطنين موطئ قدم دائم، وتحويل ساحاته إلى مسرح للطقوس التوراتية، معتبرًا ذلك تحولًا نوعيًا في استهداف هوية المسجد ومكانته الإسلامية.
وأوضح أن الأمر لم يعد يقتصر على تنظيم الاقتحامات، بل يشمل محاولات إدخال قرابين حيوانية إلى المسجد، في إطار ما تُعرف بـ”استراتيجية التأسيس المعنوي للمعبد”، وهي خطة أطلقتها جماعات “منظمات المعبد” بهدف نقل طقوس “المعبد” المزعوم إلى داخل “الأقصى”.
وأشار إلى أن خطورة إدخال القرابين تكمن في رمزيتها الدينية، لافتًا إلى أنها تمثل “ذروة العبادة” في الفكر التوراتي، وأن نجاح المستوطنين في فرض هذا الطقس سيعني – عمليًا – تحويل المسجد الأقصى إلى مساحة يُمارَس فيها الدين اليهودي بشكل علني ورسمي.
ونوّه إبراهيم إلى أن المحاولة الأخيرة، التي جرت في 2 يونيو 2025م لإدخال قطع لحم إلى الأقصى خارج سياق عيد “الفصح العبري”، تعبّر عن تصعيد جديد، يهدف إلى فكّ ارتباط هذه الطقوس بالمناسبات الدينية الموسمية، وتحويلها إلى شعائر دائمة ومستمرة.
وأضاف أن هذه السياسات تأتي امتدادًا لتوجهات تيار “الصهيونية الدينية”، الذي يرى في بناء “المعبد” واستعادة شعائره طريقًا لتحقيق “الخلاص الإلهي”، ويربط الأساطير التوراتية بمشاريع سياسية واقعية تسعى إلى إنهاء الوجود الإسلامي في المسجد الأقصى.
ولفت إلى أن المستويين الأمني والسياسي في دولة الاحتلال منخرطان في دعم هذا التوجّه، من خلال تمديد أوقات اقتحام المستوطنين للمسجد، وتمويل الجولات الإرشادية داخله، وتعيين قيادات أمنية معروفة بتسهيل الاعتداءات على “الأقصى”.
وشدد إبراهيم على أن هذه الإجراءات تعكس “رغبة صريحة لدى سلطات الاحتلال بفرض السيادة الفعلية على المسجد الأقصى”، محذرًا من أن استمرار الصمت العربي والإسلامي سيؤدي إلى تحوّلات لا يمكن التراجع عنها.
وفي ما يتعلّق بالموقف الفلسطيني، أشار الخبير إلى أن المرجعيات الدينية داخل القدس تعاني من غياب التنسيق الفعّال، مبينًا أن المرجعيات غير الرسمية، مثل الشيخ عكرمة صبري، تؤدي دورًا بارزًا في التحذير ورفع الصوت، في حين يقتصر دور دائرة الأوقاف الإسلامية – كما قال – على إصدار بيانات بالأعداد اليومية للمقتحمين، دون ردود فعل ميدانية حقيقية.
ودعا إبراهيم إلى ضرورة استعادة روح الهبّات الشعبية التي شهدها المسجد في السنوات الماضية، وعلى رأسها هبّتا باب الأسباط وباب الرحمة، مشيرًا إلى أن التحام المرجعيات الدينية مع الجماهير هو السبيل الوحيد لوقف هذه السياسات و”منع الاحتلال من الاستفراد بالأقصى”.
وختم حديثه بالتأكيد على أن ما يجري في المسجد الأقصى “ليس حادثًا عابرًا، بل مشروع ممنهج يستهدف هوية المكان وروحه”، مشددًا على أن الوقت لم يعد يسمح بالمجاملات أو الاكتفاء بالبيانات، بل يتطلب تحرّكًا جادًا على كل المستويات، دفاعًا عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
قدس برس