كان يفترض هذا الأسبوع أن يعود الأطفال في قطاع غزة، وبينهم أطفال عائلة قديح، إلى المدارس، ولكنهم بدل ذلك يتعثرون في أكوام من الركام جمعوها من مبنى مدمر ليبيعوها لتستخدم في بناء القبور، التي صارت الآن سكنهم في جنوب قطاع غزة.

وقال عز الدين قديح،14 عاماً، بعدما سحب وإخوته الثلاثة، أصغرهم 4 أعوام، كمية من قطع الخرسانة: "أي طفل في سننا ببلدان أخرى يدرس ويتعلم، ولكننا لسنا كذلك.

نقوم بعمل يفوق قدراتنا. نحن مجبرون على أن نفعل ذلك من أجل لقمة العيش".

ومع دخول قطاع غزة عامه  الثاني دون دراسة، ينشغل معظم الأطفال بمساعدة أسرهم في الكفاح اليومي، للبقاء على قيد الحياة وسط الحملة الإسرائيلية المدمرة.

It’s back-to-school season, but in Gaza 625,000 children have no school to return to at all. Most of Gaza’s 560 schools have been either damaged or destroyed.@nickschifrin reports. pic.twitter.com/YeU48wUcrA

— PBS News (@NewsHour) September 6, 2024

ويسير الأطفال حفاة على طرق ترابية، غير ممهدة، ليجلبوا الماء في أوعية من بلاستيك من نقاط التوزيع إلى عائلاتهم التي تعيش في خيام تعج بالنازحين، وينتظر آخرون أمام المطابخ الخيرية، مع أوعية ليحضروا الطعام.

ويشدد العاملون في المجال الإنساني على أن الحرمان الممتد من التعليم، يهدد أطفال غزة على المدى الطويل. وقالت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسف، تيس إنغرام: "الأطفال الصغار يعانون في نموهم المعرفي والاجتماعي والعاطفي، أما  الأكبر سناً، فمعرضون على نحو أوسع لخطر الانجرار إلى العمل، أو الزواج المبكر".

Twelve-year-old Rama Abu Seif should be starting seventh grade. But like hundreds of thousands of students in Gaza, she now finds herself sheltering in classrooms instead of studying in them https://t.co/gMqrXpdSKy pic.twitter.com/RMBeQzYAfi

— Reuters (@Reuters) September 3, 2024

وأضافت "كلما طال غياب الطفل عن المدرسة، زاد خطر التخلف الدائم عنها، وعدم العودة إليها".

خسر أطفال غزة، الذين يبلغ عددهم حوالي 625 ألفاً في سن الدراسة، عاماً كاملاً من التعليم. وأغلقت المدارس أبوابها في أعقاب إطلاق إسرائيل هجومها على غزة رداً على هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على جنوب إسرائيل.

وفي ظل تعثر المفاوضات لوقف الحرب بين إسرائيل وحماس، لا يعرف أحد متى سيمكنهم العودة إلى الفصول الدراسية. وقالت مجموعة التعليم العالمية، وهي مجموعة منظمات إغاثة تقودها يونيسف ومنظمة إنقاذ الطفولة، إن أكثر من 90% من المباني المدرسية في قطاع غزة تضررت بشدة من القصف الإسرائيلي.

وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا، تدير العديد من هذه المدارس. وقد أتى الدمار الكامل على حوالي 85% منها، حيث تحتاج إلى إعادة بناء واسعة، ما يعني أن الأمر قد يستغرق سنوات قبل أن تصبح صالحة للاستخدام مجددا. كما أصاب الخراب جامعات غزة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية قطاع غزة إسرائيل غزة وإسرائيل قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

السودان.. مخاطر تهدد عودة 19 مليون طالب لفصول الدراسة

يهدد تردي الأوضاع الأمنية والانتشار الواسع للمتفجرات والجثامين المتحللة في ساحات المدارس والجامعات وتفشي العديد من الأوبئة عودة أكثر من 19 مليون طالب لفصولهم الدراسية بعد انقطاع دام أكثر من عامين بسبب الحرب المستمرة في البلاد منذ منتصف أبريل 2023.

وتتزايد المخاوف أكثر في ظل اتجاه السلطات المختصة في ولاية الخرطوم التي تحتضن أكثر من نصف مدارس البلاد و70 في المئة من مؤسسات التعليم العالي، المقدر عددها بنحو 155 مؤسسة، لفتح المدارس والجامعات.

تحذير من "معلمي السودان"

وحذرت لجنة معلمي السودان من نتائج كارثية قد تنجم عن قرار أصدرته السلطات المحلية في ولاية الخرطوم ومناطق أخرى بعودة العاملين في المدارس لعملهم، مشيرة إلى أن معظم المدارس تعاني من وجود أجسام متفجرة ومقابر وسط ندرة شديدة في خدمات المياه والكهرباء.

وكانت سلطات ولاية الخرطوم وولايات أخرى، قد قررت العودة للعمل بصورة رسمية في المدارس ابتداء من يوم الأحد، على أن يعتبر عدم الحضور في الوقت المحدد لأي عامل، هو تغيب عن العمل.

مخالفة قوانين العمل

وانتقدت لجنة المعلمين القرار، وقالت إنه يخالف قوانين العمل الدولية، التي تنص على ضرورة توفير البيئة الآمنة، والسلامة المهنية، والالتزام بتوفير الرواتب.

وقالت اللجنة في بيان إن العاملين لم يتغيبوا بمحض إرادتهم بل عانوا من التشتت بعد اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023، بين نازح ولاجئ ومشرد، وتم حرمانهم من أجورهم الشهرية، مما ترتب عنه آثار كبيرة شملت الموت جوعا أو مرضا أو التشرد.

واعتبرت لجنة المعلمين أن القرار يأتي في ظل وجود كبير للأجسام المتفجرة، وتعرض العديد من المدارس للتصدع، دون أن تقوم السلطات الرسمية بإجراء عمليات الفحص الهندسي والتأكد من صلاحية مباني المدارس وساحاتها لاستقبال الطلاب والمعلمين.

وأضافت: "بعض المدارس أصبحت مقابر، ولم تقم الجهات المختصة بنقل الرفاة، وتعقيم هذه المدارس".

مخاطر صحية

كما نبهت اللجنة إلى مخاطر الوضع الصحي، وأوضحت أنه "لا يخفى على الجميع انتشار الأمراض والأوبئة، وفي ظل عدم إعلان وزارة الصحة رسميا عن إنتهاء هذه الأوبئة فإن القرار يعني اللامبالاة بحياة العاملين وأسرهم".

ويأتي القرار في ظل ندرة كبيرة في الخدمات الأساسية تعيشها العاصمة الخرطوم ومعظم مناطق البلاد الأخرى، حيث تنقطع الكهرباء والمياه لساعات طويلة في معظم الأحياء في حين ظلت في حالة انقطاع كامل منذ بداية الحرب في بعض المناطق.

مقالات مشابهة

  • %40 من العاملين في أفغانستان أطفال.. والفتيات يعملن في الخفاء
  • السودان.. مخاطر تهدد عودة 19 مليون طالب لفصول الدراسة
  • إسرائيل تقتل 32 فلسطينيا بغزة بينهم 11 من منتظري المساعدات
  • يونيسف: نحو 3.7 مليون طفل يمني في سن الدراسة خارج المدارس
  • مجلة أمريكية: إسرائيل ارتكبت آلاف جرائم الحرب في قطاع غزة
  • عاصفة شمسية اتجاه الأرض.. قصة ثقب يهدد الكوكب
  • 3.7 مليون طفل يمني خارج مقاعد الدراسة
  • أمهات باريس يرفعن صوت أطفال ونساء غزة في وجه الصمت الحكومي
  • مستقبل وطن: التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران يهدد أمن المنطقة والعالم
  • مجلس شئون التعليم والطلاب بجامعة الإسكندرية يعلن الخطة الزمنية للعام الجامعي