انطلاق مؤتمر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في النظام القضائي
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
دينا جوني (دبي)
أخبار ذات صلةقال القاضي جاسم سيف بوعصيبة، رئيس دائرة التفتيش القضائي في وزارة العدل، إن العمل جارٍ على قدم وساق في تنفيذ خطة مراجعة التشريعات والقوانين الإجرائية وتطويعها بشكل يمكّن تقنيات الذكاء الاصطناعي من تقديم خدمة متكاملة للمتعامل، لافتاً أن لجاناً عليا تعمل على تنفيذ هذا التحوّل في القطاع القضائي، من الإجراءات الإلكترونية إلى الذكاء الاصطناعي.
وأكد أن تسخير التشريعات للذكاء الاصطناعي يساهم في تقليص الوقت وتنظيم وتقليل إجراءات التقاضي في المسائل المدنية والتجارية.
وفي رد على سؤال «الاتحاد» عن مدى تقبّل الجمهور للخدمات القانونية أو القضائية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، لفت إلى أن الوزارة تعدّ خطة لنقل المعرفة للمتعاملين والمحامين والمعنيين من الجمهور وأفراد المجتمع. جاء ذلك خلال مؤتمر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في النظام القضائي الذي نظمه المعهد القضائي التابع لوزارة العدل، بالتعاون مع «جوجل» العالمية في دبي، حضره ممثلون عن العديد من المؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص، وعدد من مكاتب المحاماة والخبراء القانونيين والمهتمين في الدولة.
وتضمن المؤتمر العديد من المحاور والجلسات، أبرزها تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع العدالة في وزارة العدل، والاستخدام الحالي للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في السوق القانونية، ولمحة عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في معهد التدريب القضائي في دولة الإمارات، والتحديات القانونية المتعلقة بتطبيق حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي، ونظرة مقارنة على الأنظمة القانونية العالمية، وتشريعات الإنترنت والإعلام وطرق تطبيقها في قطاع العدالة، وحقوق المستخدمين، وإجراءات إزالة المحتوى، والذكاء الاصطناعي التوليدي أحدث التطورات والفرص والتحديات.
وقال المهندس عبد الرحمن الحمادي، وكيل وزارة العدل، في كلمة ألقاها نيابةً عنه الدكتور محمد محمود الكمالي، مدير عام معهد التدريب القضائي، إن الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقاً جديدة لتطوير منظومة قضائية مرنة ترسخ العدالة لمجتمع آمن واقتصاد تنافسي، حيث يمكنه أن يسهم في تحسين سرعة وفعالية الإجراءات القضائية، وتعزيز دقة القرارات، وتخفيف العبء الإداري على المنظومة القضائية لتواكب متطلبات اقتصاد المعرفة وعصر الانفتاح الرقمي باستثمار هذه التقنيات بأكمل وجه، ولكن في الوقت نفسه، تطرح هذه التطبيقات تساؤلات حول التحديات التي تواجه استخدامها، بما في ذلك الجانب الأخلاقي، حماية الخصوصية، وضمان العدالة. وأضاف: «نحن في وزارة العدل ضمن استراتيجية الحكومة، نولي اهتماماً كبيراً للذكاء الاصطناعي، ونتطلع إلى الاستفادة مما يتم طرحه في هذا المؤتمر، والذي يناقش هذه القضايا بعمق، وكذلك الاطلاع على التجارب المتميزة للوصول إلى رؤية شاملة في المجالات التي يمكن لنا الاستفادة من هذا الموضوع الحيوي واستخدام الذكاء الاصطناعي في النظام القضائي، بين ما هو واقع اليوم وما نطمح إلى تحقيقه في المستقبل».
فرصة كبيرة
قال المستشار الدكتور محمد الكمالي، مدير عام معهد التدريب القضائي بوزارة العدل، على هامش افتتاح المؤتمر، إن تقنيات الذكاء الاصطناعي تشكل فرصة كبيرة لتطوير نظام قضائي أكثر فعالية وسرعة، يسهم في تحقيق العدالة لمجتمع آمن واقتصاد تنافسي.
وأشار إلى أن الوزارة قامت بتحديث المنصة التدريبية لتشمل التعديلات القانونية الجديدة، بهدف تقديم مناهج تدريبية متكاملة. كما أعلن أن نسبة الجلسات القضائية التي تُعقد عن بُعد قد تجاوزت 90%، متفوقة على الهدف الأصلي البالغ 80%.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: وزارة العدل الذكاء الاصطناعي القضاء الذکاء الاصطناعی فی وزارة العدل
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يتيح للأطباء الدردشة مع السجلات الطبية
بات بوسع أطباء الرعاية الصحية في ستانفورد في الولايات المتحدة الآن التفاعل مع السجلات الطبية للمريض من خلال برنامج مدعوم بالذكاء الاصطناعي يُسمى ChatEHR، وذلك بنفس الطريقة التي يمكن بها للناس "الدردشة" مع نماذج لغوية كبيرة مثل GPT-4.
تُمكّن هذه التقنية، التي لا تزال في مرحلة تجريبية، الأطباء من طرح أسئلة حول التاريخ الطبي للمريض، وتلخيص المخططات تلقائيًا، وتنفيذ مهام أخرى.
ويستخدم برنامج ChatEHR معلومات من السجلات الصحية للمريض لتقديم إجابته.
قال الدكتور نيغام شاه، رئيس قسم علوم البيانات في "ستانفورد للرعاية الصحية"، والذي قاد الفريق في تطوير هذه التقنية "يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحسّن ممارسات الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية الآخرين، ولكنه لا يكون مفيدًا إلا إذا كان مُدمجًا في سير عملهم وكانت المعلومات التي تستخدمها الخوارزمية في سياق طبي". وأضاف "يتميز ChatEHR بالأمان؛ فهو يستقي البيانات الطبية ذات الصلة مباشرةً؛ وهو مُدمج في نظام السجلات الطبية الإلكترونية، مما يجعله سهلًا ودقيقًا للاستخدام السريري".
كان البرنامج قيد التطوير، منذ عام 2023، عندما أدرك فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة ستانفورد بقيادة شاه إمكانات نماذج اللغة الكبيرة واستلهموا فكرة إنشاء شيء مفيد للأطباء.
قال الدكتور مايكل فيفر، رئيس قسم المعلومات والرقمنة في مركز ستانفورد للرعاية الصحية وكلية الطب، والذي ساهم في قيادة تطوير البرنامج ودمجه "يفتح ChatEHR آفاقًا جديدة للأطباء للتفاعل مع السجلات الصحية الإلكترونية بطريقة أكثر انسيابية وكفاءة، سواءً كان ذلك من خلال طلب ملخص للسجل بأكمله أو استرجاع بيانات محددة ذات صلة برعاية المريض".
اقرأ أيضا... الذكاء الاصطناعي يحسّن علاج سرطان الرئة
بحث وتلخيص وجمع معلومات أسرع
حاليًا، لا يتوفر البرنامج إلا لمجموعة صغيرة من الأفراد في مستشفى ستانفورد أي 33 طبيبًا وممرضًا ومساعدًا طبيًا وممرضًا ممارسًا يراقبون أداءه، ويحسنون دقته، ويعززون فائدته.
قالت الدكتورة سنيها جاين، أستاذة الطب المساعدة السريرية، ومن أوائل مستخدمي هذه التقنية إن "جعل السجلات الطبية الإلكترونية أكثر سهولة في الاستخدام يعني أن الأطباء سيقضون وقتًا أقل في البحث في كل زاوية وركن فيها عن المعلومات التي يحتاجونها". وأضافت "يمكن لـ ChatEHR مساعدتهم في الحصول على هذه المعلومات مُسبقًا، مما يتيح لهم تخصيص وقتهم لما هو مهم: التحدث مع المرضى ومعرفة ما يحدث".
عند وصول الأطباء إلى الأداة، يُستقبلون بـ: "مرحبًا، ???? أنا ChatEHR! هنا لمساعدتك في الدردشة بأمان مع السجل الطبي للمريض".
عندها، يمكنهم كتابة مجموعة من الأسئلة حول المريض: هل يعاني هذا الشخص من أي حساسية؟ ماذا أظهر آخر فحص للكوليسترول؟ هل خضع لتنظير القولون؟ هل كانت النتائج طبيعية؟
وصرح شاه بأن ChatEHR ليس مخصصًا لتقديم المشورة الطبية. البرنامج أداة لجمع المعلومات تُسرّع العملية، وفي الحالة المثالية، تُوفّر الوقت. جميع القرارات تبقى في أيدي خبراء الرعاية الصحية.
يُمكن لـ ChatEHR تسريع العديد من المهام المُستهلكة للوقت والتي تُشكّل جزءًا من العمل اليومي للطبيب.
يشير الدكتور جوناثان تشين، وهو طبيب مُستشفى وأستاذ مُساعد في الطب وعلوم البيانات الطبية الحيوية، إلى أنه عندما يأتي مريض إلى غرفة الطوارئ، يجب على الطبيب المُناوب إيجاد طريقة لمساعدته بسرعة.
وأضاف تشين "ليس ألم الصدر الذي يشعر به المريض في تلك اللحظة، مثلا، هو المهم فحسب، بل قصته كاملةً، والأسباب التي أدت إلى هذه اللحظة. جميع سجلاته الطبية السابقة مهمة. ما الأدوية التي كان يتناولها، وما الآثار الجانبية التي عانى منها، وما العمليات الجراحية التي خضع لها، وكيف أثر ذلك عليه؟"، مؤكدا "يتطلب الأمر جهدًا كبيرًا للعودة إلى كل تلك المعلومات خلال حالة حساسة زمنيًا. لذا، فإن تسريع هذه العملية سيكون مفيدًا للغاية".
وأضاف أن ChatEHR قد يكون مفيدًا في بعض حالات نقل المرضى. عادةً ما يصل المرضى الذين يُنقلون إلى مستشفى ستانفورد لتلقي رعاية أكثر تقدمًا ومعهم حزمة كبيرة من المعلومات، قد تصل أحيانًا إلى مئات الصفحات".
ويؤكد تشين "التاريخ الطبي بأكمله بالغ الأهمية، لكن التدقيق فيه ومراجعته يُمثلان تحديًا كبيرًا". وأضاف: "إن تلخيص ChatEHR لهذا التاريخ الطبي في ملخص ذي صلة سيجعل هذه العملية أكثر سلاسة". وأوضح أن ChatEHR لا يقتصر على تقديم ملخصات عالية المستوى فحسب، بل يُمكن للطبيب أيضًا طرح أسئلة متابعة استقصائية لفهم تاريخ المريض بشكل أفضل.
يعمل الفريق أيضًا على تطوير "الأتمتة"، أو مهام تقييمية تستند إلى تاريخ المريض وسجلاته. على سبيل المثال، ابتكر الفريق أتمتة تُحدد ما إذا كان من المناسب نقل المريض إلى وحدة رعاية المرضى في مستشفى تابع لجامعة ستانفورد الطبية، والتي توفر غرفًا إضافية للمرضى.
وقال شاه "يُوفر علينا هذا التقييم الآلي العبء الإداري المتمثل في التدقيق في معلومات المريض، ويُساعدنا على تحديد إمكانية نقل المريض بسرعة، مما يُتيح الوصول إلى الرعاية هنا في مستشفى ستانفورد".
يعمل شاه وآخرون على أتمتة أخرى، من شأنها تحديد أهلية الحصول على رعاية المسنين، على سبيل المثال، أو التوصية برعاية إضافية بعد الجراحة.
إطلاق النظام
سيواصل شاه وفريقه تقييم حالات استخدام ChatEHR. كما يجري تطوير ميزات أخرى لضمان الدقة، مثل الاستشهادات التي توضح للأطباء مصدر المعلومات داخل السجل الطبي.
مع تطور التكنولوجيا، يتمثل الهدف في إتاحة ChatEHR لجميع الأطباء الذين يطلعون على سجلات المرضى. وصرح شاه "نُطلق هذا النظام وفقًا لإرشاداتنا المتعلقة بالذكاء الاصطناعي المسؤول، ليس فقط لضمان الدقة والأداء، بل أيضًا لضمان توفر الموارد التعليمية والدعم الفني اللازم لجعل ChatEHR قابلًا للاستخدام ومفيدًا لكوادرنا".
مصطفى أوفى (أبوظبي)