بعد تحذيرات صندوق النقد الدولي.. وزير الاستثمار: السعودية نفذت 87% من أهداف “رؤية 2030”
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
السعودية – صرح وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، بأن السعودية نفذت بالفعل أو على وشك أن تكمل 87% من أهداف الخطة الاقتصادية “رؤية 2030″، التي تهدف لتقليل اعتماد المملكة على النفط.
وأكد وزير الاستثمار السعودي، في مقابلة مع “سي إن بي سي” على هامش منتدى “أمبروسيتي في سيرنوبيو” في إيطاليا، أنه بعد 8 سنوات على إطلاق “رؤية 2030” باتت المملكة أكثر التزاما وأشد عزما على تنفيذها.
وقال الفالح: “كان هناك الكثير من الناس الذين شككوا في الرؤية والطموح، ومدى اتساعها وعمقها وشمولها، وما إذا كانت دولة مثل السعودية التي تعتمد منذ عقود عديدة على النفط ستكون قادرة على القيام بما تطمح إليه ضمن (رؤية 2030)”.
وقبل أيام حذر صندوق النقد الدولي من تراجع انخفاض إيرادات النفط في السعودية بعد العام 2026، وقالت المؤسسة الدولية، إن عائدات النفط سترتفع إلى 783 مليار ريال (209 مليارات دولار) لتشكل نحو 26% من الناتج المحلي الإجمالي في 2026، ومن المتوقع أن تنخفض الإيرادات إلى 778 مليار ريال في 2029، أي أقل بنسبة 4.1% عن التقديرات السابقة.
المصدر: بلومبرغ + سي إن بي سي
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: رؤیة 2030
إقرأ أيضاً:
“هيوماين” ومستقبل الذكاء الاصطناعي
يمثل الإعلان عن خطط “هيوماين” السعودية، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، بتدشين صندوق “Humain Ventures” برأس مالٍ جريء يُقدر بـ10 مليارات دولار، إلى جانب سعيها الحثيث لجذب كبار مستثمري التكنولوجيا الأميركيين، نقطة تحولٍ فارقة في مسيرة التحولات المؤسسية والرقمية الهائلة التي تشهدها المملكة العربية السعودية. هذه المبادرة ليست مجرد استثمار مالي ضخم، بل هي تجسيدٌ عميقٌ لرؤية استراتيجية طموحة تهدف إلى وضع المملكة في صدارة المشهد العالمي للذكاء الاصطناعي، وتحقيق مستهدفات رؤية 2030 بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والتقنية.إن جوهر استراتيجية “هيوماين” يكمن في بناء شراكات استراتيجية عميقة ومستدامة مع أبرز اللاعبين في قطاع التكنولوجيا العالمي. المحادثات الجارية مع شركات بحجم “OpenAI”، و”xAI” التابعة لإيلون ماسك، وشركة رأس المال الجريء العملاقة “Andreessen Horowitz”، لا تعكس طموحاً في الاستحواذ على حصص سوقية فحسب،
بل تُشير إلى رغبة المملكة في استقطاب المعرفة، الخبرة، والتقنيات المتقدمة إلى داخل نسيجها الاقتصادي. تُشكل الاتفاقيات الموقعة مع “إنفيديا” لتوريد رقائق GB300 المتطورة، ومع “AMD” لبناء بنية تحتية حاسوبية ضخمة بقدرة 500 ميغاواط، دليلاً واضحاً على الأولوية القصوى التي تُوليها المملكة لتأسيس بنية رقمية متقدمة تُعد حجر الزاوية لاقتصاد المعرفة. هذه الاستثمارات لا تضمن قدرة المملكة على تطوير حلول الذكاء الاصطناعي، بل تُشكل أيضاً مُحفزاً رئيسياً للابتكار في قطاعات متعددة.تتجاوز خطط “هيوماين” البعد التقني البحت لتُلامس جوهر الأهداف الاقتصادية والاجتماعية لرؤية 2030. التوقعات بأن تُثمر هذه الاتفاقيات عن توفير أكثر من 22 ألف وظيفة نوعية في المملكة، ومساهمة مباشرة بـ 24 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030، تُبرز الأثر الاقتصادي الهائل لهذه المبادرات. هذا يُعزز من استدامة الاقتصاد الوطني وقدرته على مواجهة التقلبات المستقبلية. من خلال صندوق “Humain Ventures” الذي يستهدف شركات ناشئة عالمياً، تضمن المملكة ليس فقط عوائد مالية، بل أيضاً نقل الخبرات، جذب الكفاءات، وتوسيع شبكة علاقاتها في منظومة الابتكار العالمية. وهذا يُعزز من دورها كلاعب رئيسي في المشهد التقني الدولي.في الختام، ما تقوم به المملكة العربية السعودية، من خلال مبادرات “هيوماين” وشراكاتها واستثماراتها الضخمة في الذكاء الاصطناعي، يُعد مثالاً ساطعاً على كيفية تحويل الرؤى الطموحة إلى واقع ملموس. إنه رهان استراتيجي على المستقبل، يُمهد الطريق لتحقيق أهداف رؤية 2030 التنموية الشاملة.
د. بجاد بن خلف البديري – جريدة المدينة
إنضم لقناة النيلين على واتساب