بالفيديو.. هبوط اضطراري لطائرة بسبب شجار بين زوجين مخمورين
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
قام راكبان بريطانيان مخموران على متن طائرة تابعة لشركة Ryanair من مانشستر إلى إيبيزا. بالاعتداء اللفظي والجسدي على المضيفات والركاب الآخرين.
واضطرت الطائرة إلى الهبوط في مطار تولوز بلانياك حتى تتمكن شرطة الحدود من إجلائهم.
بعد عدة مشاجرات بين زوجين بريطانيين مخمورين وركاب آخرين على متن الطائرة بالإضافة إلى الموظفين.
واعتقلت شرطة الحدود الراكبين فور هبوط الطائرة في المطار.
في ليلة الأحد 8 سبتمبر، تسبب راكبان مخموران على متن الرحلة FR2626 المغادرة من مانشستر إلى إيبيزا.
وخلال الساعة الأولى من الرحلة، زُعم أن الرجل البريطاني البالغ من العمر 34 عامًا. شرب مع شريكته البالغة من العمر 31 عامًا الخمور.
في حالة سكر، أهان مضيفًا في وقت لاحق قبل أن يضربه في وجهه.
كما ارتفعت النغمة، حيث هاجمت الفتاة البالغة من العمر ثلاثين عامًا إحدى الركاب بالبصق عليها وإبداء تعليقات بذيئة.
وقام العديد من الركاب بتصوير الزوجين وهما يهاجمان الطاقم والمسافرين الآخرين. وانتشرت مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم يتمكن القبطان من تهدئة الشخصين، فاتخذ قرارًا بهبوط الطائرة في أقرب مطار: تولوز بلانياك.
وجاءت شرطة الحدود (PAF) في هوت-غارون ودرك النقل الجوي (GTA). على متن الطائرة لاعتقال الزوجين، اللذين كانا غير متعاونين للغاية، تحت الإهانات.
ووُضع الشابان البالغان من العمر ثلاثين عاماً مباشرة في زنزانة، حيث تم إطلاق سراحهما يوم الثلاثاء.
كما تم فتح تحقيق في “عرقلة الملاحة الجوية”، واعتذرت شركة رايان إير للركاب الآخرين عن هذه الرحلة المضطربة.
وكان مايكل أوليري، الرئيس التنفيذي لشركة رايان إير، قد انتقد بالفعل السلطات الأوروبية في أوت الماضي. لعدم “أخذ تعاطي الكحول على محمل الجد”. ودعاهم إلى النظر في تقييد بيع الكحول في المطارات.
Ryanair Ibiza flight from Manchester diverted to France after ‘fight’
A Ryanair flight to Ibiza had to be diverted after a drunken Brit downed neat vodka, then allegedly assaulted cabin crew and other passengers. pic.twitter.com/ve65l7sWi7
— MP (@Mp220Mp) September 9, 2024
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: من العمر على متن
إقرأ أيضاً:
فخ العُمر والخبرة
سعيد المالكي
بينما يقف الكثير من شباب البلد، ذكورًا وإناثًا، على قارعة طريق البحث عن عمل، منتظرين بصيص نور في نفقٍ لا يعرفون نهايته، يتذكّر جيلُنا مشاهد كانت تبدو عادية تمامًا: نتخرَّج، نبتسم، نحتفل، ثم نحمل شهاداتنا إلى وظيفة كريمة تنتظرنا وكأننا أبناءها الضالّون الذين عادوا.
كانت شهادة التخرج بالنسبة لمعظمنا بطاقة عبور، أما اليوم فقد أصبحت لدى البعض مجرد شهادة ربما توضع في أحد أدراج المنزل أو لإرفاقها في موقع إلكتروني للحصول على العبارة الشهيرة: سنوافيكم بالرد في حال توافرت شواغر مناسبة!
وللإنصاف، فالحكومة تبذل ما بوسعها لاحتواء أعداد الخريجين الجدد وتوفير مسارات توظيف في مختلف مؤسسات القطاع الحكومي العام دون تعجيز أو اشتراط خبرات مسبقة. إلّا أن الكثير من شركات القطاع الخاص إذا لم تكن جميعها، تبتكر من الشروط التعجيزية ما لا يعرفها علم الرياضيات.
تبدأ الحكاية بإعلان توظيف جذّاب مكتوب بخطّ عريض وبألوان براقة: فرص عمل للشباب! فيفرح الشاب أو الشابة، ويتفاءل، وربما يشعر بأن الحياة ما زالت تُخبّئ شيئًا طيبًا، إلى أن يصل إلى الشرط الذي يقول: خبرة ثلاث سنوات على الأقل.
هنا يُصبح الإعلان أشبه بمقلب اجتماعي مقصود: أنت خريج جديد، لكنك مطالب بخبرة لا يمتلكها سوى من سبقك بثلاث سنوات. ومع ذلك، قد يستطيع بعض الشباب التحايل على هذا الفخ: عمل مؤقت هنا، انسحاب هناك، تنقل من مكتب إلى آخر، أو ببساطة تفعيل زِر الواسطة!
وأحيانًا يتطور المقلب ويُؤجَّل إلى حين يتقدم الشاب أو الشابة للوظيفة المعلن عنها، ويتم قبوله لدخول الاختبار الخاص بها وينجح فيه، حتى تأتيه الصفعة والمفاجأة: أنت ناجح، لكن للأسف عمرك راسب!
وهذا هو ما يسمى بالفخ الأكبر؛ ذلك الشرط الأسطوري الذي أصبح الصخرة التي تتحطم عليها أحلام آلاف الباحثين عن عمل: "ألّا يتجاوز عمر المتقدم 25 عامًا".
يا إلهي! وكأن عمر المرء هو الدليل الوحيد على كفاءته. أو كأن الشباب يمتلكون خاصية تسريع الزمن دون علم البشرية، أو ربما -من باب الدعابة السوداء- أنهم يتعمّدون رفض فرص العمل الكثيرة جدًا- التي لا نراها- فقط كي يتخطّوا شرط العمر ويلقون اللوم على الشركات بعد ذلك!
كيف يمكن مراوغة هذا الفخ؟ هل بتزوير العمر؟ مستحيل، فذلك يعني تزوير شهادة الميلاد، وربما شهادة تطعيم الطفولة معها. هل باختراع جهاز يوقف العمر أثناء انتظار الوظيفة؟ أو لقاحٍ جديد لتثبيت العمر مخصّص للباحثين عن عمل؟ أم هل المطلوب أن يعود الباحث عن عمل إلى رحم أمّه لإعادة حساب السنوات من جديد؟
هل تناسى من يتفنن الآن في وضع العراقيل أنه مرّ بمرحلة الشباب والبحث عن عمل؟ أم أنه وُلِد خبيرًا؟ وما ذنب من قضى نصف عمره محاولًا وطارقًا كل الأبواب، ثم تأتيه الصفعة: تجاوزتَ السِنَّ المطلوب!؟ وكيف سيكسب الشباب خبرة الثلاث سنوات وهم أصلًا غير مقبولين بدونها؟
باختصار.. يريدون موظفًا عمره 23 عامًا ولديه 10 سنوات من الخبرة بعد التخرج. وإن لم تتوفر هذه الخلطة السحرية، فأنت، ببساطة، خارج المنافسة. معادلة خيالية، ويطلبون منا أن نتعامل معها كحقيقة.
ولأننا لا نملك رفاهية الانتظار حتى تخترع البشرية جهازًا يعيد العمر إلى الخلف أو يضاعف الخبرة بلا عمل، يبقى الحل الحقيقي بيد الشركات نفسها: أن تعيد النظر في شروطها، وأن تدرك أن الوطن لا يُبنى بالموظف الخارِق الذي لا وجود له، بل بشبابٍ تُمنح لهم الفرص ليصبحوا خبراء الغد.
أما أن نواصل الدوران في حلقة خاوية: لا نوظفك لأنك بلا خبرة، ولن نمنحك الخبرة لأنَّ عمرك لم ينتظر؛ فهذه وصفة مثالية لإنتاج جيل كامل يقف أمام أبواب الشركات لا ليدخل؛ بل ليتفرّج على الإعلانات التي كُتبت لهم نظريًا، وتعرقلهم عمليًا. وهي وصفة جيدة لخلق الاحتقان والتوتر والاضطراب لدى الشباب، ينعكس سلبًا على المجتمع قبل أن ينعكس عليهم.
رابط مختصر