جريدة الرؤية العمانية:
2025-08-12@00:38:50 GMT

علاقات إنسانية توشك على الفناء!

تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT

علاقات إنسانية توشك على الفناء!

 

 

خليفة بن عبيد المشايخي

 [email protected]

 

تستكمل حياتنا دورتها الطبيعية والكونية ونحن فوق الأرض أم تحتها، وتمضي آجالنا تقصر أم تطول، ومن مات حتف أنفه قيل إنه مات، ولكن قد مات قوم وما ماتت مكارمهم، وعاش قوم وهم في النَّاس أموات. ويقول الحق تبارك وتعالى: "يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ".

القاعدة تنطلق من أن شرط هذه الحياة هو المعرفة والتعارف فيما بيننا، وحينما وجدنا في دنيانا هذه، فإنِّه وجدنا جماعات ولا بد لنا من معرفة هذا وذاك، والفرد حتى وإن كان بنفسه في أي مكان، إلا أنه لا غنى له عن معرفة الناس له، وعن معرفته لهم، وحاجات المرء ليست بمعزل عن تدخل الناس وعونهم له ومساعدتهم إياه ومؤازرتهم في شتى النواحي. والعلاقات الإنسانية مهمة جدا في أي مجتمع وفي أي زمان ومكان، وتبنى من خلال التعارف ثم التآلف ثم علاقات فتكاتف، والاهتمام بتنمية هذه العلاقات بالمعرفة والتداخل فيما بيننا وتطويرها بالحسنى، يجب أن يسعى له الجميع. أما الجوار والتعامل مع الآخرين من منطلق أنهم إخوة وجيران، فأمر شرعه الله تعالى وأباحه وحثَّ عليه، ورغب فيه.

ولذلك حينما يقطن بجوارنا إنسان ما، فإنه من البديهي أن نتساءل عنه وأسئلة عادية وطبيعية ستفرض نفسها من هو هذا، ومن أين وكيف ومتى، إلى آخر هكذا تساؤل. فالمسجد بيئة، والمدرسة بيئة، والعمل بيئة، والنادي بيئة، والمجموعات الواتسبية بيئة، وكل تجمع قام على الاستمرارية والدوام فهو بيئة، وفيهن يحصل التعارف والتقارب والألفة والمحبة. لذا فإن في هذه البيئات يفترض أن تنشأ المعرفة والألفة، إذ عليها وفيها تتضح صور الكل إن كانت حسنة أم سيئة، وتبين سلوكيات الجميع إن كانت جيدة أم غير ذلك، فما وافق الأغلبية واتفق عليه فهو أمر خير، على اعتبار أننا في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية، يستحيل أن تجد الكل أهل معاصٍ وذنوب، وشاذين عن القاعدة العامة السوية التي تنتج مجتمعا محافظا وصالحا ومثاليا إلى حد ما.

وعليه نعلم قصة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، عندما قال بكيتُ على نفس فلتت من يدي إلى النار، فالحبيب صلى الله عليه وسلم كان رحيماً بالناس عطوفاً بهم مليئاً شفقة عليهم، فكان يعامل غير المسلمين معاملة طيبة، فأثر ذلك كان مدعاة لدخول الكثيرين للإسلام ولهدايتهم وصلاحهم، واعتناقهم لدين الله، فكيف بنا نحن اليوم لا نهتم بجيراننا وزملاء المجموعة أو العمل وغيرهم. فنحن في الإسلام إخوة وأهل، وبالتالي لا غنى لأي منَّا عن الآخر مهما كانت الأحوال والظروف، وهناك ظاهرة يجب أن تكون مستمرة وباقية، وهي أنه إذا فقدت زميلا لي في مقعد الدراسة وفي الصف مثلاً، فإنه من الطبيعي أن أسأل عنه. وقس على ذلك في بقية البيئات والمجموعات إن غاب عننا يوما أو يومين شخص اعتدنا على رؤيته في المسجد أم النادي أم في العمل، فلابد أننا نسأل عنه. فإن كان مريضا عدناه، وإن كان حزينا ومهموما واسيناه وخففنا عنه، وإن كان به أذى داويناه ورغبناه في العلاج وذهابه للمستشفى، وإن كان بعيدا عننا قربناه، وإن كان معسرا يسرنا أمره وساندناه.

وفي ظل تغير ظروف الحياة والمعيشة، فإنه نجد اليوم وللأسف قلما إن غاب أحدنا عن تجمع ما أو بيئة ما سئل عنه، وهذا أمر يؤسف له، فلربما جاري مريض ومرقد في المستشفى، أو لديه مشكلة أو مصيبة وأنا لا أعلم عنه بحجة أمور كثيرة ما أنزل الله بها من سلطان. فالجار اليوم إذا فقد في إحدى تلك البيئات التي ذكرتها ولنقل المسجد على سبيل المثال للحصر، لا يأخذنا الحنين والشوق له والاهتمام به إلى السؤال عنه إن غاب يومين عن حضور الصلوات.

هذا نهج خاطئ؛ إذ يُعزى هذا التقصير الى عدم محبة أو اهتمام تجاه الآخرين لا ينبغي أن تأتي من المسلم تجاه أخيه المسلم، فكيف بغير المسلم. لقد وصل الحال اليوم إلى أن جيرانك لا يعرفونك ولا تعرفهم؛ فالعادات القديمة التي كانت في الحارات للأسف ذهبت واندثرت، وأصبحت البيئات اليوم- حتى أحسنها للأسف- بيئات لا تخلو من النفاق والغيبة والنميمة والشللية والمصالح.

وأخيرًا.. إننا إذا ما أردنا مجتمعًا صالحًا ومتعاضدًا، وتنشئة جيل متحاب ومتعاضد ومحب لبعضه البعض، علينا أن نكون جماعة خير وصلاح وإصلاح؛ فالرماح تأبى إذا اجتمعن تكسُّرًا، وإذا افترقنا تكسَّرت آحادًا.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«غرفة أبوظبي» ترصد 7 فرص لتطوير بيئة الأعمال في الظفرة

الظفرة (الاتحاد)

رصدت غرفة تجارة وصناعة أبوظبي 7 فرص لتطوير بيئة الأعمال في منطقة الظفرة، وذلك في ختام زيارات ميدانية نفذها فرع الغرفة بالمنطقة مؤخراً لمجموعة من الشركات الصغيرة والمتوسطة. وهدفت الزيارات، التي شملت خمس شركات في قطاعات البيع بالتجزئة والسياحة والتصنيع، إلى تمكين ودعم رواد الأعمال والمشاريع الصغيرة ورصد احتياجاتهم وتحدياتهم بشكل مباشر.
وأكد شامس علي الظاهري، النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة أبوظبي والعضو المنتدب، أن ازدهار القطاع الخاص في مختلف مناطق الإمارة يُمثل ركيزة جوهرية في الرؤية الاقتصادية الشاملة لأبوظبي، موضحاً أن الدور الاستراتيجي الذي تضطلع به الغرفة كشريك فاعل في التنمية الاقتصادية ومحرك للتنافسية والنمو المستدام يتمثل في دعم مجتمع الأعمال، ومشاركة طموحاته، وتوفير الأدوات والموارد التي تمكّنه من النمو والنجاح. 
وأشار إلى أن المبادرات الميدانية التي تنفذها الغرفة تُجسد التزامها العميق بالتعرف على احتياجات الشركات، وتقديم دعم مصمم خصيصاً وفق متطلباتها، وتعزيز بيئة أعمال مرنة وقادرة على مواكبة التغيرات على كافة المستويات. 
وشهدت الزيارات الميدانية حواراً مفتوحاً وبنّاءً بين أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة وممثلي غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، إذ تبادل الأطراف رؤى قيّمة حول احتياجات المتعاملين في منطقة الظفرة، والتحديات التشغيلية، وفرص التوسع الرقمي والتجاري، وستساهم هذه الرؤى في تعزيز جهود الغرفة في تطوير سياسات وخدمات أكثر فاعلية، تلبي تطلعات الشركات وتُعزز قدرتها على النمو في مختلف مناطق الإمارة. 
وأكدت الغرفة استمرارها في تنظيم زيارات مماثلة على امتداد إمارة أبوظبي، والتنسيق المستمر مع أصحاب المشاريع في  جميع أنحاء مناطق الظفرة، بما في ذلك ليوا ومدينة زايد وغياثي والمرفأ والسلع، بما يضمن وصول الدعم لجميع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ويُسهم في ترسيخ اقتصاد متنوع ومرن قادر على مواكبة التحولات المستقبلية.
وتتمتع الظفرة بحضور لافت لريادة الأعمال، إذ تزدهر الابتكارات والمشاريع في مجموعة واسعة من القطاعات، بما في ذلك الضيافة، والتجزئة، والمشاريع التي تستفيد من التراث الثقافي الغني للمنطقة، مما يعكس حيوية المشهد الاقتصادي المحلي وثراء الإمكانات التي تحتضنها المنطقة.

أخبار ذات صلة «حكاية عن التلّي».. رحلة بين الأصالة والابتكار فنانون يضيئون على تجاربهم التشكيلية في «جاليري الاتحاد»

مقالات مشابهة

  • خبير علاقات دولية: نتنياهو يغتال حرية التعبير عن طريق قتل الصحفيين
  • وزير النقل السوري يتفقد مديريات الوزارة في دمشق ويبحث تطوير بيئة العمل
  • دعاء اليوم..
  • المواكب النسوية.. مبادرات إنسانية ترافق زائرات الأربعين (صور)
  • هجوم على مقر لمكافحة الأمراض في أتلانتا الأمريكية.. ما علاقات كورونا؟
  • نهيان بن مبارك: علاقات البلدين أخوية وتاريخية وتربطهما قيم مشتركة
  • «غرفة أبوظبي» ترصد 7 فرص لتطوير بيئة الأعمال في الظفرة
  • تعرض قافلة إنسانية لإطلاق نار جنوب سوريا
  • شركة زين الأردن تحصل على شهادة أفضل بيئة عمل لعام 2025
  • دعاء الصباح اليوم السبت 9 أغسطس 2025